الجمعة، 11 مايو 2018

السلفية الجهادوية “… 
مأزق تقنين القتل باحتكار العقيدة!!
———————————————————————-

يستهلك باحثو الإسلام السياسوي والإعلاميون بإفراط عمدا أو من دون احتراز اصطلاح ما ذاع باسم ” السلفية الجهادية “؛ بعيدا عن التوقف برهة للتفكر في مدى صواب هذا الاصطلاح، وحجم انفصاله عن سياق الفهم الصائب للعقيدة وطبيعتها، ومدى تأثير الفهوم الفقهوية البشرية على استصناع ” الصورة الذهنية ” المغلوطة حين صياغة العقيدة للهوية من المنظور السياسوي.

ويقع هؤلاء من دون إعمال العقل في المسمى والظاهرة أسرى خلل التناقض الظاهري؛ إذ على الرغم من انتقادهم لفعل ما تسمى ” السلفية الجهادوية ” يبدو أنهم مقتنعون باصطلاح تسميتها، على الرغم من أن خطابهم الفكروي والإعلاموي يُندد بالمعنى الذي يقصده ذلك الاصطلاح، توصيفاً وتحليلاً ونقداً.

إن اصطلاح ” السلفية الجهادوية ” المرتهن للارتباط بالفهم الماضوي للإسلام التاريخاني؛ هو اصطلاح مستحدث يجري ترسيخ تواجده المتوهم، في مناخ تحويل ما يسمى الإسلام السياسوي إلى رقم له وزن الكتلة التي يجرى إدراجها في إطار ” ظاهرة التعولم “؛ والمرتبطة بالتحول الهيكلي للاقتصاد الرأسمالوي العولمي الطامح إلى الهيمنة على الإقليم في سياق ” سيناريو الشرق الأوسط الجديد “، والمشتغل على تفتيت ” نظام الدولة الوطنية الجامعة ” لإلحاقها في سياق إعادة استيلاد الدول الهوياتية عرقيا ومذهبيا.

مفهوم مغاير للسلف الصالح
————————

إلى ماذا يشير اصطلاح “السلفية الجهادوية”؟، وهل ينبغي أن يفرط أصحاب الوعي والإدراك في استخدامه، وترداده بإفراط حتى رسخ هذا المسمى رسوخاً جعل منه أحد ثوابت ومفردات الخطاب التوصيف لعمليات القتل والتفجير والتدمير اللامحدودة، التي تقوم بها جماعات عقدية متسيسة، أو أفراد منتسبون إليها بما يستصنع بفعلهم ذلك صورة مغايرة للمعنى الصحيح لاصطلاح “السلف”.

إن جماعات ما يُسمى “السلفية الجهادوية”، تتمسك وتفتخر بالتسمية، حرصاً منها على تثبيت التصاقها بـخيرية “السلف الصالح”، ممن أعقبوا تاريخياً جيل الصحابة المكرمين، ويحتمون بظل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي رواه البخاري ومسلم، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ”.

والخيرية في هذا التحديد تتمثل في أن رجال القرون الثلاثة الأولى من عهد الدولة الإسلاموية الأولى أسبغت عليهم الروايات صفات الورع؛ والزهد وتغلغل العقيدة في نفوسهم، فخرجوا فاتحين رافعين كلمة الله لنشر دينه، خاتم الرسالات إلى البشر.

ما فعله الفقهاء
————-

ومع الحركية الإيمانية في الفعل لنشر العقيدة، وإقامة دولة الإسلام والإيمان، بكل أخلاقياتها السماوية، كانت هناك ثوابت التقوى وفهم العقيدة الفهم الصحيح، الذي ألقاه النص القرآني على القلوب أو العقول، بعيداً عما أحاط به من نصوص حافة مغلقة، من إنتاج عقول ما تم التعارف عليه بمسمى “العُلماء” أو “الفقهاء”، الذين وضعوا نصوصاً تُعبِّرُ عن فهمهم الخاص بزمنهم للنص، وهو الفهم المحكوم بمعارف عصرهم المحدودة، والمتداولة من خلال اصطلاح “العنعنات” عن”المرويات”، وكلها نصوص في الحقيقة كَبَّلت تأثيرات النص المقدس المباشرة، وما يحتويه من القيم الإيمانية المتفقة مع فطرة الخلق، والتي تَقرُّ في العقول المكني عنها قرآنياً باصطلاح “القلوب”.

لقد احتكرت الجماعات الموصوفة بـ “السلفية الجهادوية” الفهم القرآني، لتفرض تأويلاً خاصاً من منظورها، لعماد هذا الدين السمح وهو القرآن، وتنتقل من ثابت الدعوة بالموعظة الحسنة، إلى متحرك العنف الدموي، الخارج عن روح وجوهر العقيدة، والتي انتشرت منذ قرون عديدة ولم تعد الآن تواجه الغربة والعزلة والحصار والمقاومة، كما كان الأمر وقت نزول رسالة السماء على قلب الرسول الأكرم، بدعوته الناس إلى التوحيد والإيمان بالله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً”.

مزاوجة الإيمان بالجهاد
——————-

لقد زاوجت هذه الجماعات العنفوية في اشتراط تعسفي بين الإيمان وما وصفته الجهاد، عبر التأويل الخاص الذي يتجاهل متغيرات الزمان وموازين القوى، وثوابت وحقائق امتداد العقيدة الهائل من دون العنف الراهن والبشع في نتائجه، إذ وصل عدد المسلمين في العالم الآن إلى 2.5 ملـيار مسلم.

والتوقعات الإحصائية تشير حسب دراسة أميركية أجراها مركز “بيو” للأبحاث إلى تساوي عدد المسلمين في العالم بعدد المسيحيين بحلول عام 2050، بمراعاة معدل الخصوبة، وعدد السكان الشباب وعنصر الهجرة. وسوف يتزايد انتشار الإسلام بمعدل ارتفاع من 23% العام 2010 م إلى 29% سنة 2050. وتتوقع تلك الدراسة انتشار الدين الإسلامي خلال الـ 40 سنة المقبلة بفضل كثافة عدد الشباب المسلمين، وارتفاع معدل الخصوبة لديهم، ليصل إلى 75%، وهو ما يمكن أن يجعل الديانة الإسلامية الأولى في العالم وفق حسابات الدراسة من سنة 2070.

التقسيم الحاد إلى مسلم وكافر
—————————

لقد وقعت هذه الجماعات في خلل التقسيم الحاد للناس إلى مسلم وكافر، وأعطت لنفسها الحق، بتحويل الخلق جميعهم إلى مسلمين، متناسين قول الله جلَّ وعلا في القرآن الكريم: “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”، “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ” (يونس: 99)، و” لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ “، تأكيداً على أن اختيار الدين هو فعل اختياري، وليس عملاً جبرياً، بما يتفق مع غاية الله من منح الإنسان عقلاً، به يفكر، وبه يقرر، وعليه وزر الاختيار غير الصائب، مقابل تمتعه بحرية الاختيار.

إن هذه المسلكية القاسية، التي تتبعها ما تسمى جماعات “السلفية الجهادوية”، تساهم بالتنفير من اتباع الدين الحق في مساحة أرض الله الواسعة، وتعمق صورة ذهنية رديئة للإسلام، فهو دين الرحمة والتسامح، الدين الذي تتجلى قوته في رحمته، ودعوته لإقامة مجتمع العدل والحق، والتواد والتراحم والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن، أي الدعوة إلى دين الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، وتقديم المسلك الصالح، وليس بارتداء الأحزمة الملغمة والسيارات المفخخة.

حماية النفس مقصد الشريعة
—————————

إن الدين الحق يخسر كثيراً نتيجة تقديمه بهذه الصورة المرعبة، التي تتناسى أن من قتل نفساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ، أي بغير حق، فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا… لأن الحفاظ على النفس ورعايتها من مقاصد الشريعة المحكومة بميزان المصالح والمفاسد في العمل، لذلك ينبغي أن تتوقف تلك الجماعات الدموية عن القتل المتعدد الأنماط، حتى لا تضر الشريعة بمسلكياتها.

وعلى الباحثين أن يستولدوا توصيفا صائبا لها، ولا يضللوا الناس بنسبتها إلى السلف الصالح، ولا يخدعوا الجمهور بترسيخ المسمى المُضلل، لأن هؤلاء العنفويين الذين يرفعون رايات السلفية الجهادوية لا يَمتُّون إلى السلف الصالح بصلة.

“رأفت السويركي”

الجمعة، 4 مايو 2018

تفكيك العقل النخبوي العسكريتاري المصري العملياتي ( 90 ) سيناء... فتش عن الفئران، حاصرها، تصيدها واضربها في جحورها!!

تفكيك العقل النخبوي العسكريتاري المصري العملياتي ( 90 )



سيناء... فتش عن الفئران، حاصرها، تصيدها واضربها في جحورها!!


-----------------------------------------------------------



إعلام الجماعة البنائية المتأخونة يماثل في خطابه مكايدة الرعاع الشعبوية حين يغمز من جهود القوات المسلحة المصرية، وما وصلت إليه " العملية الشاملة سيناء 2018 "؛ في سياق توقع الكثيرين أن الذكرى السادسة والثلاثين لتحرير سيناء كانت خير مناسبة لإعلان إنجاز المهمة؛ وتقديم التمام للقيادة بانتهاء العملية؛ وتنظيف سيناء من الإرهاب المستصنع لتلبية سيناريوهات تدميرية محسوبة شاركت فيها الجماعة.

والبين من تفكيك منظومة خطاب الغمز المشبوه في نتائج الميدان؛ أنه يكشف عن حالة شعورية فجة غبية وفاضحة للانزعاج الهائل مما يحدث على الأرض في سيناء؛ تلك الحالة تنتجها الجماعة المتأخونة؛ وتختبئ خلفها الدول الإقليمية والأخرى المركزية الراعية للجماعة الأم الشرعية لعناصر وتنظيمات الإرهاب التكفيري والمتناسلة من رحمها؛ لذلك تقتل الجماعة البنائية نفسها لحرف الأنظار بإعلامها المكذوب عن قيم وحقيقة الانجاز العسكريتاري المصري المتحقق في مجمل الخريطة المصرية.


ويمكن رصد تلك الهستيريا للجماعة المتأخونة عبر تفكيك منهاجية اختلاق الأكاذيب؛ واستهلاك العبارات النمطية المماثلة لنوعية ما جربوا استخدامه من قبل في سوريا؛ مثل " حصار أهل سيناء "؛ و " تجويع السكان في العريش وشمال سيناء "؛ و " قصف منازل المواطنين " و " اعتقال الرافضين " منهم لما يسمونه " الانقلاب العسكريتاري " على الرئيس الشرعي الديموقراطي محمد مرسي وتنظيمه البنائي المريب!!



لذلك يأتي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليلخص في كلمته بمناسبة " العيد 36 لتحرير سيناء " الموقف الوطني الصحيح من الصورة التي تقوم الجماعة البنائية بالتشويش عليها، إذ يقول:



" لا يخفى عليكم، أن الأطماع في سيناء لم تنته، وأن التهديدات وإن تغيرت طبيعتها فإن خطورتها لم تقل، فها نحن نواجه منذ سنوات، هجمات شرسة من تنظيمات إرهابية، مدعومة وممولة من دول وجهات منظمة... شبكة كبيرة من التنظيمات الإرهابية استطاعت في السنوات الأخيرة، استغلال حالة الفوضى السياسية التي ضربت المنطقة، لتحتل أراضٍ واسعة في دول شقيقة، وزين لها الوهم أنها قادرة على فعل مثل ذلك في أرضنا الغالية ".



وهذه الكلمة التي تقوم بتوصيف الموقف الراهن بايجاز غير مفرط في ذكر التفاصيل؛ تعكس الثقة المطلقة في القدرات الوطنية التي لا تترك لهذه القوى الإرهابوية سوى التوهم الفاشل بقدراتها؛ وهو ما تثبته نتائج العملية الشاملة 2018، كما سيجري إيضاحه تاليا.




** إن التغيير النوعي في الفعل الإرهابوي الراهن يتطلب حسب العلوم العسكريتارية والاستراتيجاوية تغيرا في برامج المواجهة؛ وهذا ما حدث ويحدث في واقع المواجهة العملياتية بامتداد الإقليم السينائي؛ حيث يبتدع فكر الجندية المصري الاحترافي ما يناسب جغرافية الميدان؛ عبر إدراك "المقتضيات الطبوغرافية " وضروراتها؛ وبالتالي استخدام التكتيكات الخاصة المناسبة والمحكومة بفقه الحالة العسكريتارية.




** في سيناء لا يواجه الجيش المصري العظيم في الوقت الراهن جيشا نظاميا معاديا ببنيته وأسلحته التقليدية؛ فهو يمتلك خبرات عميقة بكيفية التعامل معها، وتنظيميا مستعد لهذه النوعية مهما كانت قدرات ذلك الجيش المعادي المؤللة؛ فقد انتصر على " الجيش الصهيوني " في العام 1973 م تتويجا لفعاليات " معارك الاستنزاف " بعد نكسة 1967م؛ واسترد سيناء عملياتيا.




وفضلا عن ذلك فقد كان يضع العقل العسكريتاري المصري الوطني في مجال رصده واستطلاعه ثغرات ما تسمى شروط " اتفاقية السلام "؛ والتي وفرت بيئة خطرة في المنطقة (ج )؛ إذ جرى تجهيز تلك المنطقة الرخوة أمنيا بالقبول (الاسرائيلي) لتثبيت التكوينات الإرهابوية بها؛ تجهيزا لمخطط " سيناريو الشرق الأوسط الجديد " كما اتضح لاحقا في مرحلة " تمكين الجماعة المتأخونة " من حكم مصر.




** وفي مواجهة تغير طبيعة وبنية العدو في سيناء من " جيش نظامي " إلى " عصابات  محدودة العديد وفردانية العتاد " لكنها مدعومة لوجستيا من الخارج؛ فقد كان لابد للعقلية العسكريتارية المصرية من وضع مخططات المواجهة المناسبة لهذا العدو جديد النوعية بعد دراسته: أولا بتجفيف مصادر إمداده؛ وثانيا بعزله عن التواصل الاستراتيجاوي مع الخارج؛ ما يصيب هذه العصابات باليأس، فتعاني ضغوط انتفاء الشعور بالانتصار المؤقت عقب كل عملية إرهابوية.




**  وتبدع العقلية العسكريتارية المصرية في صياغة استراتيجيات المواجهة؛ بعبقريتها العملياتيه في تكييف الفعل المناسب لجغرافيا الواقع الميداني؛ حيث لم تعد المواجهة تتم على الأراضي المنبسطة؛ لوجود متغير " الأنفاق الأرضية " التي تمرر كل ما يعقل وما لايعقل؛ وتتحول سراديبها الممتدة طوليا وحلزونيا إلى بيئة فندقية أسفل سطح الأرض؛ تختبئ داخلها العناصر الإرهابوية وتستريح، وتتشافى بها، وتختزن كل عتادها.




** وتخطو العقلية العسكريتارية المصرية خطوة مميزة عملياتيا، بإغراق الأنفاق المتجاوزة للحدود، والممتدة إلى الداخل الفلسطيني بتوظيف " فعاليات الدفع المائي "؛ وهكذا كما ابتكر المصريون تقنية " هدم خط بارليف " المنيع بخراطيم الماء برعوا في توظيف فعالية " إغراق الأنفاق " بالمياه؛ ليتحقق مزيد من العزل الميداني الأرضي المواكب للعزل البحري والجوي للعصابات الإرهابوية.




** وبعد إحكام طوق الحصار الدؤوب على فائض القوة العصاباتي المختبئ داخل الحيز السينائي؛ وهذه " قراءة تفكيكية للحالة في سيناء " لا تعتمد على أية مصدرية أو مرجعية رسمية؛ شرع العقل العسكريتاري المصري في استخدام ما يمكن تسميته " تكتيك اصطياد الفئران "؛ إذ يتم الرصد المعلوماتي الأرضي والجوي لمواقع الحركة والاختباء؛ ثم إحكام التطويق للمغارات والكهوف والحفر المموهة؛ وترتيب القيام باصطياد الجرذان التي تطل برؤوسها وهي تحاول الهروب من الحصار .




** وهذا النسق العملياتي المستخدم " ارصد الفئران وتصيدها " والمناسب لطبيعة ونوعية " العدو العصاباتي " وميدان المواجهة يجعل أمد العملية القتالية قد تمتد زمانيا أكثر من الحسابات التقديرية الأولية؛ التي حددت فترة " التكليف العملياتي " بإنجاز المهمة؛ لأن " الفئران " تختبئ في التجمعات السكانية؛ ولديها كذلك بنيتها الأساسية العميقة المستجلبة خبراتها من الخارج؛ وكذلك تنتشر متفرقة في رقعة واسعة من شبه جزيرة سيناء ذات الطبيعة المتعددة.   




**  غير أن النتائج البينة هي حجم الإنجاز العملياتي الكبير الذي حققه الجند المصري في مواجهته لفئران الإرهاب؛ ما أدى إلى تناقص حجم العمليات بدرجة ملفتة للغاية نتيجة تنفيذ تلك الاستراتيجية؛ وهذا ما أكسب جيش الوطن خبرات قتالية معاصرة جديدة، ترفع من درجة تراتبيته في قوائم الجيوش العالمية؛ وتضعها في المربعات المتقدمة جدا.




وفضلا عن ذلك فإن أسلحته النوعية؛ وخبراته الاختصاصية في " بحوث العلوم العسكرية " بأكاديمياته ومعاهده العلمية تهتم بحثيا بتطوير علوم وتقنيات وتكنولوجيات وفنون مواجهة الفعل الإرهابي؛ ودراسة ذهنيات وآداء " العصابات المتعسكرة " المغسول توصيفها السئ غربويا باسم " المقاتلين " وعقديا باسم " المجاهدين " . 




***** 




إن ما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمة " عيد تحرير سيناء " يمثل مؤشرا دالا على النجاح العسكريتاري الذي تحقق بقوله: ( ... وبينما نستمر في مواجهتنا الشاملة للإرهاب، نسير في الوقت ذاته على طريق تنمية سيناء وزرع الخير في كافة أرجائها... فالمساهمة في الحرب على الإرهاب، ليست بالسلاح والقتال فقط، وإنما بالبناء والتنمية وتشييد المشروعات، وتوفير فرص العمل وتحقيق الآمال في مستقبل مشرق).




ولا معنى لهذه الكلمات سوى أن استراتيجية مواجهة عصابات الإرهاب في سيناء؛ والقائمة على منهج " تطويق وحصار الفئران واصطيادها " كما قرأتها قد حققت أغلبية أهدافها، وتكاد تعلن اختتام فعالياتها، لتسريع حركة " دولاب التنمية " في سيناء؛ في إطار استراتيجية اقتصادوية جديدة، بدأت جهود تحقيقها، وهي تحتاج إلى " اصطياد فئران الإرهاب " والقضاء عليهم؛ وهذا ما يكاد يكتمل تحققه.




                                                "رأفت السويركي"