تفكيك العقل النخبوي الإسلامي المتأخون ( 15 )
"شعار رابعة"... علامة إشهار ماسونية تنظيم الإخوان رسمياً!!
------------------------------------------------------------
------------------------------------------------------------
حينما رفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كف يده اليمنى مُبْرزا أصابعه
الأربعة فيما اصطلح على تسميته "علامة رابعة" في أغسطس/آب 2013م أشهر بذلك
التنظيم الدولي المسمى "الإخوان المسلمون" هويته الماسونية رسمياً، مزيحا
من المشهد صورته التقليدية المشهورة بالسيفين والمصحف وعبارة "وأعدوا"؛
لتحل بديلاً لها ما تُسمَّى "علامة رابعة"؛ تعبيرا عن هوية التنظيم العقدي
المتسيس الجديدة، وهي هوية عولمية، مناسبة لدوره الجديد في خدمة قوى
الهيمنة الرأسمالية العالمية بقيادة الأميركيين !
وليس القول هنا
يُساق على سبيل التشهير بهذا التنظيم، لأن القضية خارجة عن هذا المناخ
بالكامل، ولكنها نتيجة الجهد التفكيكي لخطاب النخب المتأخونة، منذ بداية
تأسيس التنظيم إلى الوضع الراهن، شاملاُ الإشارات المكتوبة، والمرئية
والمسموعة، والحركية التي تصدر عن مصادر التنظيم والموثقة من دون افتئات أو
تَجَنٍّ.
*****
لقد قطع هذا التنظيم قرابة الخمسة وثمانين
عاماً وهو يتخفى بهويته الاولى ذات السيفين المتقاطعين والمصحف منذ يوم
التأسيس على يد "حسن البناء" في 22 مارس/آذار 1928م؛ ليصبح الان تنظيماً
سياسياً عولمياً خاصاً معترفاً به من بعض الدول الكبرى الصانعة له، تتقدمها
بريطانيا الدولة الحاضنة لكوادره منذ التاسيس إلى الآن، والولايات المتحدة
الأميركية الدولة الراعية الداعمة، التي أدرجته ذراعاً سياسيوياً خارجياً
يمكن أن يؤدي دوراً- وقد أدى دوراً- في إطار استراتيجياتها العولمية،
مستفيدة بحضوره المتسرطن الوجود الملتحف بأزياء العقيدة في 72 دولة عربية
وإسلامية وغير إسلامية في القارات الست.
إن هذا التنظيم الذي يرفع
لافتة "الدين الإسلامي" في الواجهة، تُدار شؤونه - حسب المراجع والشهادات
التي وثقها الباحثون والمنشقون عنه - وفق القواعد الخاصة التي انبنت بخبرات
المؤسسين، وقد استقوها من عضويتهم في الجمعيات الخفية، وأبرزها المحفل
الماسوني الأول في مصر "محفل إيزيس"، الذي أقامه الضباط الفرنسيون ضمن
الحملة الفرنسية أواخر العام 1800م، ويتمتع هذا التنظيم بإمكانات مادية لا
تزال حقيقتها كعادة المحافل والجمعيات الماسونية من الأسرار المحظور الكشف
عنها.
*****
وحتى لا يقال إن هذا الكلام يُطلق على
عَوَاهِنِه، فسوف تتولى هذه الكتابة كشف "المسكوت عنه" في الخطاب المتأخون،
للتدليل على إطلاق تنظيم الاخوان المسلمين علامة الإشهار العولمي
لماسونيته في العقد الراهن:
** أولاُ: ان وصف التنظيم المتأخون
بالهوية الماسونية ليس من قبيل الادِّعاء، ولكنه تجليس للحقائق "المسكوت
عنها" منذ بداية التأسيس، والتي كان يجرى تداولها في الأوساط الخاصة،
ومراكز الدراسات والأبحاث، والمنشورات الراصدة لنشوء التنظيم، وعلاقة مؤسسه
"حسن البنا" بالماسونية وجذوره العرقية الأصلية وما تكشف عنه كتاباته، وقد
تعرضت لهذه الموضوعة في تدوينة سابقة بعنوان " كشف الوجدان
اليهودي"المسكوت عنه" والمختبىء في كلامهم!!"
** ثانياُ: أن الإسم
الحقيقي لوالد المؤسس حسن البنا، حسب ما ذكره شقيقه جمال البنا وفق المصادر
في كتابه "خطابات حسن البنا" كان "أحمد عبد الرحمن محمد"، وفي المعاملات
غير الرسمية أطلق اسم "البنا" على نفسه "ليصبح عبدالرحمن البنا، كما أطلقه
على ابنه حسن الذي اشتهر باسم حسن البنا".
** ثالثاُ: كانت كلمة
"البنا" صفة تشير إلى الماسونية، فمن معانيها حسب القواميس:" mason – بناء،
بناء حر، بناء مهنة" و" masonry " تعني :" ماسونية، بناء، عمل البناء،
البناءون الاحرار". ويجمع الباحثون أن حسن البنا ووالده "كانا من
الماسونيين، وأن والده أطلق عليه هذا الاسم لثقته أن معظم الناس لن ينتبهوا
إلى المدلول الماسوني لكلمة البنا".
** رابعاُ: أن آلية إدارة
التنظيم المتأخون كانت ماسونية، فهذا الشيخ محمد الغزالي يكشف حسب المراجع
في كتابه "من معالم الحق في كفاحنا الإسلامى الحديث" أن حسن الهضيبي الذي
تولى موقع المرشد العام للجماعة كان من الماسونين.!
** خامساُ: من
المعروف والمؤكد ما كتبه سيد قطب نفسه في صحيفة "التاج المصرية" بعنوان "
لماذا صرت ماسونياً؟" بتاريخ "الجمعة 23 ابريل/ نيسان 1943م"، وهذه الصحيفة
كانت حسب المراجع " لسان حال المحفل الماسوني المصري"، ولم يكن يكتب بها
أحد من خارج المحفل الماسوني المصري.!
** سادساً: أن الكاتب "ثروت
الخرباوي" بعد خروجه من عضوية ذلك التنظيم تناول قضية ماسونية التنظيم
باستفاضة في كتابه "سر المعبد"، مؤكداً أن البنا وسيد قطب والهضيبي كانوا
من الماسونيين.!
** سابعاً: أن مسمى "الإخوان" ذاته جاء استيحاء
لهوية "المحافل الماسونية نفسها التي رفعت شعارات "الأخوة" و"المساواة" و"
العدالة " و" السلام"، ويكفى أن مسمى التنظيم، اي "الإخوان المسلمون" الذي
أطلقه "حسن البناء" جاء مشايعة لشعار "الأخوة" الماسوني!
وكل هذه
النقاط السابقة كانت تدليلاً تاريخياً على منبع النشأة الماسونية، وجذور
ونسق التنظيم المتأخون بها، وقد جرت تلك النشأة في إطار التحولات التاريخية
للماسونية، والتي انتشرت جمعياتها في العالم كله، مقتبسة نظمها حسب
الوثائق من نقابات "الحجارين وبنائي الكاتدرائيات البريطانية في العصور
الوسطى"، ومن هنا اشتقت صفة "البنا" والمسمى المستخدم المشتق من "الأخوة"،
أي الإخوان.!
*****
وإذا كانت حقيقة هذا التنظيم "الماسونية"
غائبة عن فهم أغلبية الأتباع، الذين لا يعرفون تاريخيتها، وظلت مختبئة
لعقود طويلة، فقد امتلك التنظيم الجرأة والثقة ليشهر علانية الان شعاره
العولمي الجديد والماسوني أيضاً، ويبدأ تعميمه مستفيداً من التطور الهائل
في وسائل الاتصال... كيف:
** لقد أحال التنظيم المتأخون الشعار
القديم المكون من "السيفين المتقاطعين والقرآن وكلمة أعدوا على أرضية خضراء
اللون"، إلى الاستيداع، لأنه شعار في معناه التطبيقي بعد جلوس الاسلام في
المرتبة الثانية انتشارا، دال برموزه على "العنف" المنافي لمدلول الإسلام
السمح بربانيته.
** وقد أخرج التنظيم المتأخون شعاره الحقيقي الجديد
بـ "الأصابع الأربعة السوداء والخامس المنثني، على أرضية صفراء" لترسيخ
دلالة جديدة معبرة عن المأساة أو الضحية أو المذبحة، ولصقها وهماُ في اسم
"رابعة العدوية" الزاهدة المتصوفة ليرسخ صورة جديدة له يستهدف الترويج لها،
بانه تنظيم يعاني المظلومية، وله ضحاياه الذين يطلق عليهم لقب شهداء.!!
** لقد استغل التنظيم اسم مسجد "رابعة العدوية" الذي يشير إلى الحقل
الدلالي الديني المتصوف، انطلاقاً من أن "حسن البناء" تأثر – حسب ويكيبيديا
- بالشيخ عبد الوهّاب الحصافي شيخ الطريقة الحصافية الشاذلية الصوفية في
العام 1923م، ليعبر التنظيم بذلك عما روجوا له كذباً بالمذبحة الخاصة
بعملية فض الاعتصام الخارج عن القانون باحتلال تقاطع الإشارات المجاور
لمسجد "رابعة العدوية" في القاهرة، وقد جرى اختيار هذا المربع لاحتلاله، في
إطار سيناريو تمهيدي لتكوين إمارة إسلامية سنية في مصر بعد تفكيكها لا قدر
الله.
** لقد حل "شعار رابعة" الحزين بالاسود والأصفر وجهاً جديداً
للتنظيم، بدل شعار القوة والقسوة الأصلي، مسحاً لصورة التنظيم القديمة،
الذي تناسل من رحمه الفكري والبشري بالترتيب الأميركي تنظيما "القاعدة"
و"داعش"، ليصير تنظيم الإخوان المسلمين راهنا "تنظيم المظلومية السنية"
الذي له ضحايا والمعادل أيضاً للمظلومية الشيعية دينياً.
** إن
تفكيك مفردات خطاب التنظيم المتأخون حول عملية فض الاعتصام الخارج عن
القانون والمعادي للدولة في مصر يثبت بما لا يدع مجالاً للشك الجذور
اليهودية لذلك التنظيم ويكشف الشعور اليهودي الكامن داخله، حين يستخدم
بإفراط في خطابه البكائي اصطلاح "مذبحة رابعة" أو"مجزرة رابعة"، معادلاً
لثابت من ثوابت أدبيات "الفكر اليهودي" التي تروج لها الصهيونية العالمية
و"الدولة اليهودية حول ما تُسمى "مذبحة اليهود"، أو "المحرقة اليهودية...
"الهولوكوست"، التي قام بها النازي هتلر في ألمانيا، وتتاجر بها الدولة
اليهودية والصهيونية العالمية. وصار الان تنظيم الاخوان يتاجر ايضا بوهم
مذبحة رابعة، وبذلك يتكشف مكنون الشعور اليهودي في ذهنية التنظيم
التاريخية.!
*****
والسؤال المهم: كيف تؤكد "علامة رابعة" التي أطلقها رجب طيب أوردوغان "ماسونية" التنظيم المتأخون في مرحلته العولمية؟
- إن المقارنة بين صورتي "الشعار الماسوني" التقليدي و"شعار رابعة"
تكشف التماثل الجوهري بين الرموز في كلا الشعارين – راجع الصورة المرفقة –
فالشعار الماسوني يحتوي في بعض نماذجه على كفين متماثلين، والأصبع الخامس
المنحني يبرز العين الواحدة للمسيخ الدجال.
- إن استخدام الأصابع
الأربعة في "شعار رابعة" لا يخرج عن نسق الشعار الماسوني القديم؛ لذلك
قاموا بإخفاء العين الواحدة بالأصبع الخامس لإخفاء جذور الشعار؛ وهو ما
يماثل واقعة تسمية مؤسس التنظيم بـ حسن "البناء" اعتماداً على عدم إدراك
الناس لماسونية اللقب والصفة؛ ويأتي الجيل الجديد من التنظيم ليموه أيضاً
على الشعار؛ بإخفاء ملمح العين الواحدة المهم ولن يدرك الناس غيابها من
الصورة .
- إن إطلاق الرئيس العثمانلي رجب طيب أوردوغان لهذا
الشعار وترويجه وتعميمه؛ كان بداية التحول الهيكلي المدروس في تغيير هوية
التنظيم العولمية؛ إذ صار "شعار رابعة" البديل لشعار السيفين والمصحف؛
تعبيراً عن التحول الجديد في وظيفة التنظيم المتأخون؛ كفاعل استراتيجي الان
مشارك في فوضى ما يُسمى الربيع العربي بنكباته في سوريا وليبيا والعراق...
وما يستجد.
- إن علاقة هذا التنظيم المتأخون بالمخابرات
المركزية الأميركية قديمة؛ وحسب الدراسات الخاصة المنشورة بدأت بعلاقة سيد
قطب "الماسوني" بالبروفسور "جون إيوارت والاس سترلينج" رئيس جامعة
ستانفورد؛ حيث قدم سيد قطب حين وجوده في أميركا دارسا من دون إدراك "أول
تقرير لمكافحة التشدد الإسلامى" بخط يده كاشفاً فيه لـ "CIA" أسرار
التنظيمات الدينية الإسلامية السرية فى مصر والشرق الأوسط؛ كما أن مراسلات
حسن البنا وسيد قطب محفوظة حسب المراجع فى أرشيف هذا الجهاز الخطير.
- كما تكشف الوثائق أن علاقة التنظيم المتأخون بالأميركيين تكثفت من
العام 2005 م بواسطة خيرت الشاطر، الذي أكد لهم عدم اعتراض "الإخوان" على
"دولة الكيان الصهيوني"، والالتزام باتفاقيات كامب ديفيد إذا وصلوا للسلطة؛
ترسيخاً للجذور السياسية للتنظيم المتأخون، لهذا لم يتحرج المعزول محمد
مرسي من مخاطبة "بيريز" بعبارة "صديقي الوفي".!!
- اذن... فليس
من الغرابة أن يعلن التنظيم المتأخون تحوله وظيفياً لخدمة الاستراتيجيات
الأميركية، بالتدشين العولمي المعاصر الذي أعلنه أوردوغان رافع إشارة
الإشهار الجديدة للتنظيم... "علامة رابعة"!!
والمثير في الأمر... أن
التحولات التكتيكية الأخيرة لأوردوغان بعد ما سُمى محاولة الإنقلاب
الفاشلة عليه في تركيا؛ جعلته يطلق تفسيراً مريباً جديداً لشعار رابعة؛
تعبيراً عن انتهازية التنظيم المنهجية؛ فبعد أن كان الشعار الأوردوغاني
تعبيراُ عن الصمود المتأخون في منطقة "رابعة العدوية"؛ صار في أحدث تفسير
تركي رسمي يعني: "أمة واحدة، علم واحد، وطن واحد، دولة واحدة"!!
*****
إنها عين الانتهازية السياسية للتنظيم المتأخون؛ والدليل القاطع على جذوره
الماسونية التي كشفها تعميم "شعار رابعة" رسمياً... وحقاً "فإن العرق
دساس"!!
اردوغان يرفع علامة رابعة المشابهة للشعار الماسوني تكريسا لعولمية توظيف تنظيم الاخوان المسلمين، والصور كلها من شبكة الانترنيت
الشعار الماسوني
شعار رابعة المشابه للشعار الماسوني
شعار الاخوان المسلمين لاحظ تشابه التكوين مع الشعار الماسوني
سيد قطب يعترف بماسونيته في صحيفة المحفل
القرضاوي يرفع الشعار