"تفكيك" قول الدكتور مصطفى بيومي حول "التفكيك"!!
----------------------------------------
في تدوينة بارعة للأستاذ الدكتور مصطفى بيومي Mustafa Bayyumi على جداره الخاص في "فيس بوك" بعنوان "التفكيك"، فتح أفق "الحوار البرىء" حول هذا العنوان الدال بعمق على نهج فكري مُهم؛ تحتاج بيئتنا الفكرية إلى تعميمه؛ وتعميق توظيفه تجاه الهيمنة الثقيلة لتاريخ فكري موروث؛ من التفكير النمطي المستقر في حياتنا الثقافية بكافة تجلياتها.
فقد هيمن ما اصطُلح على تسميته "المناهج الأكاديمية"، وقولي هذا ليس مُضاداً لها؛ لأنها أساس بناء التفكير المنظم الذي نعتاد عليه؛ بدءاً من مقاعد الدرس في المدرسة إلى مُدرَّج الجامعة؛ وصولاً إلى طاولة الباحث في حقلي الماجستير والدكتوراة.
غير أن "العقل الأكاديمي" التأسيسي العربي المسلم - وأزعم أن هذا القول سيُغضب الكثيرين - استمرأ ذلك العقل في أغلبيته الاعتماد على هذه المناهج المتوارثة بقدِّها وقديدها بسهولة من دون إعادة النظر إليها تطويراً؛ أو إعادة هيكلة جديدة؛ أو تجاوزاً، استيعاباً لمُنجزات العقل البحثي المبدع وأحدها "التفكيك" في قوالب وأدوات التفكير الناقد للقضايا والظواهر محل التفكير، بما يُرسخ لدى المتلقي نتائج مكرورة أو ذات هوية ثابتة روتينية لا تشعر معها بتمايز جوهري بين حقولها، وهو ما يُفقد في الحقيقة عملية النقد أو الانتقاد الحيوية المطلوبة في العمل النقدي؛ فيما العقل البحثي الجديد في "زمن العولمة" و"ما بعد الحداثة" بتجلياتها الفكرية تجاوز أغلبية مقاييسه المسبقة، عبر تفكيك كافة النماذج المعرفية، وتحكمات مصدرية تقرير المعاني؛ وارتباط ذلك بفرض نمطية السلطة التي ينبغي معرفة قواعدها بالكشف عن المصدرية التي تكسبها معناها كسلطة.
*****
تدوينة الدكتور مصطفى بيومي كانت مُصاغة بذكاء إدراكي لامع؛ حيث يُلقي الكرة في "الملعب" باحترافية صياغية واعية تترك لكلٍّ أن يضع التدوينة في خانته التي يهوى الانتماء إليها حسب قناعاته التي تتحكم في اعتياد موقفيته منها.
ولعل تأمل التعليقات التي تفاعل بها أصدقاء ورواد صفحة الدكتور مصطفى بيومي على جدار "فيس بوك" تكشف احترافيته في الصياغة الدالة على براعته الكتابية حول هذه القضايا في محيط مقولب بذهنية جمعية "منهاجية". فهل الدكتور مصطفى بيومي مع التفكيك أم مضاد للتفكيك؟!
*****
الدكتور مصطفى اعتبر: أولاً التفكيك ليس تحليلاً، وثانياً ليس انتقاداً، وثالثاً ليس منهجاً، ورابعاً جرده من أن يتحول إلى منهج أو عملية، وخامساً ماذا بعد ذلك التجريد؟... اعتبره "لُعْبَة"!!
وهنا هو الفخ الفكري العميق الذي نصبه للمتلقي باختصار، إذ أن الصورة الذهنية الرائجة حول اصطلاح اللعبة تُجرِّد "التفكيك" من الاتصاف بالمنهاجية؛ ومن التحليل؛ ومن الانتقاد، وتضعه ظاهرياً في خانة اللهو أو الملهاة، وهذا هو الفخ الذي قد يُستدرج إليه المتلقي غير المتأني؛ أو المقولب؛ أو الممنهج؛ أو صاحب الاعتقاد.
ومن دون شك أن ذلك يُعَدُّ من ذكاء الدكتور مصطفى بيومي، لأنه ألحق الوصف بـ "اللعبة" بامتداد زمني غير منتهٍ؛ أسماه الديمومة، مؤكدا أن "اللعبة وتلك الديمومة" لا نهاية لمعلومها ولا قولبة منتهية للتحديد بقوله "وهذا اللعب وتلك الديمومة لا تشير إلى معلوم ثابت. وتأبى على القولبة والتحديد".
وفي التقدير أن الدكتور مصطفى بيومي أعلن انتماءه إلى "حقل التفكيك" وفعله بذكاء علمي مشهود، ليس من موقع مُضاد لما "قبل التفكيك" من منهجيات كما يُخيل للبعض، وهذا ما كشفته تعقيبات بعض المتداخلين.
*****
الدكتور مصطفى بيومي يصف التفكيك بـ "اللعبة"، وهذه المجانسة - أي المشَاكِلَة والمُمَاثِلَةٌ - بين "التفكيك" و"اللُّعب" مهم للغاية... لماذا؟
** أولاً: لأن اللُّعبة، أية لُعْبَة مهما كانت كينونتها لها قَوَاعِد؛ ولا تكون ممارستها خبط عشواء؛ فاللعبة لها قوانينها الخاصة، وتكتيكاتها الذاتية المعلومة لكل لاعب احترافي وغير معلومة للآخر غير الاختصاصي أو العارف، ما يعني من "تفكيك كلام الدكتور مصطفى" أن المقصود بالتفكيك ليس لهواً كما يظن البعض أو يعتقد، وإنما يتم العمل عبره وفق قواعده الخاصة والمتغيرة حسب الحالة التي تخضع للعبة التفكيك، مشروطة بحالة ونوعية "اللعبة".
** ثانياً: إن "اللعبة"؛ أية لعبة لها أهداف، في مقدمتها تحقيق "الْمِتْعَة" لمن يلعب مع النص ليفككه؛ وذلك بلعبة محاورة الموضوع، أو القضية أو الخطاب، أو العقلية التي تتعرض للتفكيك؛ وهنا يلتصق اللاعب أو القائم بفعل المُفَكِّك للموضوع إلى درجة التماهي "الديمومي"؛ فيتمكن باللعب من الوصول إلى خلاياه؛ ويضع يده على قانون تفاعلاته الداخلية الضابطة؛ والتي تختبىء خلف السكون الشكلي الظاهر في النص كنص هو في حقيقته جسد خطاب مهيمن وعلائق وترابطات.
** ثالثاً: إن عملية اللُّعب مع النص الذي يتعرض للتفكيك تعتمد على مهارات وخبرات اللاعب "المُفَكِّك" الذاتية؛ وقدراته التي صقلها بالدُرْبَة فحذق مهارة هذه النوعية من اللعب التي أولع بها؛ آمناً مرواغة أي خطاب أو نص له.
** رابعاً: يقوم اللاعب المفكك بتجريد النص من كافة غطاءاته أو ملابسه مهما كانت مستعصية أو مقدسة أو ذات سلطة كابحة.
** خامساً: النص أمام العقل التفكيكي مجرد جسد كلامي في حالة عُري مسجى على طاولة التشريح فاقداً قدرة الهيمنة على ذلك العقل؛ أي يكون محايداً تجاه اللعبة معه؛ لذلك يستسلم للعبة التفكيك التي تنتزعه من العلائق التي تكسبه حيويته الإبلاغية وهيمنته؛ فيستسلم النص مجبراً ولا حيلة لديه أمام لعبة اكتشاف مكوناته وقوانين ترابطها وقدرتها على إكسابه الإيهام بالقداسة أو السلطة الحاجبة للاقتراب منه قبل لعبة التفكيك.
** سادساً: إن غرض اللاعب المُفَكِّك هو الكشف عن "المسكوت عنه" المختبىء في تلافيف النص وخطابه؛ وبالتالي كشف مكونات العقل المنتج لهذا النص أو الخطاب؛ ومقدار مهارته في إخفاء مقصوده الحقيقي من إنتاج الخطاب ليسهل ابتلاعه من المتلقي المستهدف بالخطاب. وبالتالي فالتفكيك يسعى إلى تسجيل هدف في مرمى منتج الخطاب؛ عبر الإمساك بالنخاع الشوكي للنص/ الخطاب؛ الذي يقوم بوظيفة نقل تأثير النص من المتن الكلامي إلى خلايا الاستقبال لدى المتلقي وتجريده من مهارات التخفي التي يرتديها في مقصوده لتبيان مقصوده الحقيقي .
** سابعاً: إن التفكيك هو فن استخدام ما فوق المنهج؛ في إطار مناخات العولمة وما يتشكل جنينياً بعدها؛ ولا يتأتى ذلك إلاَّ لو كان العقل التفكيكي جامعاً هاضماً لكل المناهج بطابعه المعرفي "الشمولي"؛ مستفيداً من كل المعارف؛ والمؤكد أن هذه الشرطية لا تتوفر إلاّ لقلة قلة القلة من الصفوة المعرفية؛ مهما أفرط الكثيرون في استخدام الاصطلاح وحاولوا الاندراج في ملعب التفكيك.
** ثامناً: وبالإحاطة بكل ما سبق؛ يبدو هنا فعل التفكيك لعباً دؤباً وعملية متجددة؛ متحركة؛ ذات مرونة؛ رشيقة لأنها لعبة؛ وبالتالي فهي بالرشاقة والمرونة تتجدد في فعلها وتحقيق أهدافها التي ينبغي أن تكون مباغتة وغير متوقعة ومثيرة في طريقتها. ما يعني أنها بذلك حسب مفهوم الدكتور مصطفى بيومي "ليس هناك قبل وبعد التفكيك"!
*****
... وهكذا فهمت تدوينة الصديق الاستاذ الدكتور مصطفى بيومي حول "التفكيك"؛ الذي يأتي استيعاباً لمُنجزات العقل البحثي المبدع وأحدها "التفكيك" ذلك الوسم المعبر عن هوية "الفكر البحثي" في "زمن العولمة"؛ والقار الذي يعني أنه لم يعد هناك مُغْلَق أو مُقَدَّس أو مُحَرَّم عند التناول؛ والذي بعد تفكيك تدوينته تلك أعده يعلن انتماءه إلى "ملعب التفكيك"؛ ذلك النشاط الفكري الإنساني العميق الدائم حسب تحديده في تدوينته: " التفكيك مرهون بالإنسان".
"رأفت السويركي"
--------------------------------------------------
----------------------------------------
في تدوينة بارعة للأستاذ الدكتور مصطفى بيومي Mustafa Bayyumi على جداره الخاص في "فيس بوك" بعنوان "التفكيك"، فتح أفق "الحوار البرىء" حول هذا العنوان الدال بعمق على نهج فكري مُهم؛ تحتاج بيئتنا الفكرية إلى تعميمه؛ وتعميق توظيفه تجاه الهيمنة الثقيلة لتاريخ فكري موروث؛ من التفكير النمطي المستقر في حياتنا الثقافية بكافة تجلياتها.
فقد هيمن ما اصطُلح على تسميته "المناهج الأكاديمية"، وقولي هذا ليس مُضاداً لها؛ لأنها أساس بناء التفكير المنظم الذي نعتاد عليه؛ بدءاً من مقاعد الدرس في المدرسة إلى مُدرَّج الجامعة؛ وصولاً إلى طاولة الباحث في حقلي الماجستير والدكتوراة.
غير أن "العقل الأكاديمي" التأسيسي العربي المسلم - وأزعم أن هذا القول سيُغضب الكثيرين - استمرأ ذلك العقل في أغلبيته الاعتماد على هذه المناهج المتوارثة بقدِّها وقديدها بسهولة من دون إعادة النظر إليها تطويراً؛ أو إعادة هيكلة جديدة؛ أو تجاوزاً، استيعاباً لمُنجزات العقل البحثي المبدع وأحدها "التفكيك" في قوالب وأدوات التفكير الناقد للقضايا والظواهر محل التفكير، بما يُرسخ لدى المتلقي نتائج مكرورة أو ذات هوية ثابتة روتينية لا تشعر معها بتمايز جوهري بين حقولها، وهو ما يُفقد في الحقيقة عملية النقد أو الانتقاد الحيوية المطلوبة في العمل النقدي؛ فيما العقل البحثي الجديد في "زمن العولمة" و"ما بعد الحداثة" بتجلياتها الفكرية تجاوز أغلبية مقاييسه المسبقة، عبر تفكيك كافة النماذج المعرفية، وتحكمات مصدرية تقرير المعاني؛ وارتباط ذلك بفرض نمطية السلطة التي ينبغي معرفة قواعدها بالكشف عن المصدرية التي تكسبها معناها كسلطة.
*****
تدوينة الدكتور مصطفى بيومي كانت مُصاغة بذكاء إدراكي لامع؛ حيث يُلقي الكرة في "الملعب" باحترافية صياغية واعية تترك لكلٍّ أن يضع التدوينة في خانته التي يهوى الانتماء إليها حسب قناعاته التي تتحكم في اعتياد موقفيته منها.
ولعل تأمل التعليقات التي تفاعل بها أصدقاء ورواد صفحة الدكتور مصطفى بيومي على جدار "فيس بوك" تكشف احترافيته في الصياغة الدالة على براعته الكتابية حول هذه القضايا في محيط مقولب بذهنية جمعية "منهاجية". فهل الدكتور مصطفى بيومي مع التفكيك أم مضاد للتفكيك؟!
*****
الدكتور مصطفى اعتبر: أولاً التفكيك ليس تحليلاً، وثانياً ليس انتقاداً، وثالثاً ليس منهجاً، ورابعاً جرده من أن يتحول إلى منهج أو عملية، وخامساً ماذا بعد ذلك التجريد؟... اعتبره "لُعْبَة"!!
وهنا هو الفخ الفكري العميق الذي نصبه للمتلقي باختصار، إذ أن الصورة الذهنية الرائجة حول اصطلاح اللعبة تُجرِّد "التفكيك" من الاتصاف بالمنهاجية؛ ومن التحليل؛ ومن الانتقاد، وتضعه ظاهرياً في خانة اللهو أو الملهاة، وهذا هو الفخ الذي قد يُستدرج إليه المتلقي غير المتأني؛ أو المقولب؛ أو الممنهج؛ أو صاحب الاعتقاد.
ومن دون شك أن ذلك يُعَدُّ من ذكاء الدكتور مصطفى بيومي، لأنه ألحق الوصف بـ "اللعبة" بامتداد زمني غير منتهٍ؛ أسماه الديمومة، مؤكدا أن "اللعبة وتلك الديمومة" لا نهاية لمعلومها ولا قولبة منتهية للتحديد بقوله "وهذا اللعب وتلك الديمومة لا تشير إلى معلوم ثابت. وتأبى على القولبة والتحديد".
وفي التقدير أن الدكتور مصطفى بيومي أعلن انتماءه إلى "حقل التفكيك" وفعله بذكاء علمي مشهود، ليس من موقع مُضاد لما "قبل التفكيك" من منهجيات كما يُخيل للبعض، وهذا ما كشفته تعقيبات بعض المتداخلين.
*****
الدكتور مصطفى بيومي يصف التفكيك بـ "اللعبة"، وهذه المجانسة - أي المشَاكِلَة والمُمَاثِلَةٌ - بين "التفكيك" و"اللُّعب" مهم للغاية... لماذا؟
** أولاً: لأن اللُّعبة، أية لُعْبَة مهما كانت كينونتها لها قَوَاعِد؛ ولا تكون ممارستها خبط عشواء؛ فاللعبة لها قوانينها الخاصة، وتكتيكاتها الذاتية المعلومة لكل لاعب احترافي وغير معلومة للآخر غير الاختصاصي أو العارف، ما يعني من "تفكيك كلام الدكتور مصطفى" أن المقصود بالتفكيك ليس لهواً كما يظن البعض أو يعتقد، وإنما يتم العمل عبره وفق قواعده الخاصة والمتغيرة حسب الحالة التي تخضع للعبة التفكيك، مشروطة بحالة ونوعية "اللعبة".
** ثانياً: إن "اللعبة"؛ أية لعبة لها أهداف، في مقدمتها تحقيق "الْمِتْعَة" لمن يلعب مع النص ليفككه؛ وذلك بلعبة محاورة الموضوع، أو القضية أو الخطاب، أو العقلية التي تتعرض للتفكيك؛ وهنا يلتصق اللاعب أو القائم بفعل المُفَكِّك للموضوع إلى درجة التماهي "الديمومي"؛ فيتمكن باللعب من الوصول إلى خلاياه؛ ويضع يده على قانون تفاعلاته الداخلية الضابطة؛ والتي تختبىء خلف السكون الشكلي الظاهر في النص كنص هو في حقيقته جسد خطاب مهيمن وعلائق وترابطات.
** ثالثاً: إن عملية اللُّعب مع النص الذي يتعرض للتفكيك تعتمد على مهارات وخبرات اللاعب "المُفَكِّك" الذاتية؛ وقدراته التي صقلها بالدُرْبَة فحذق مهارة هذه النوعية من اللعب التي أولع بها؛ آمناً مرواغة أي خطاب أو نص له.
** رابعاً: يقوم اللاعب المفكك بتجريد النص من كافة غطاءاته أو ملابسه مهما كانت مستعصية أو مقدسة أو ذات سلطة كابحة.
** خامساً: النص أمام العقل التفكيكي مجرد جسد كلامي في حالة عُري مسجى على طاولة التشريح فاقداً قدرة الهيمنة على ذلك العقل؛ أي يكون محايداً تجاه اللعبة معه؛ لذلك يستسلم للعبة التفكيك التي تنتزعه من العلائق التي تكسبه حيويته الإبلاغية وهيمنته؛ فيستسلم النص مجبراً ولا حيلة لديه أمام لعبة اكتشاف مكوناته وقوانين ترابطها وقدرتها على إكسابه الإيهام بالقداسة أو السلطة الحاجبة للاقتراب منه قبل لعبة التفكيك.
** سادساً: إن غرض اللاعب المُفَكِّك هو الكشف عن "المسكوت عنه" المختبىء في تلافيف النص وخطابه؛ وبالتالي كشف مكونات العقل المنتج لهذا النص أو الخطاب؛ ومقدار مهارته في إخفاء مقصوده الحقيقي من إنتاج الخطاب ليسهل ابتلاعه من المتلقي المستهدف بالخطاب. وبالتالي فالتفكيك يسعى إلى تسجيل هدف في مرمى منتج الخطاب؛ عبر الإمساك بالنخاع الشوكي للنص/ الخطاب؛ الذي يقوم بوظيفة نقل تأثير النص من المتن الكلامي إلى خلايا الاستقبال لدى المتلقي وتجريده من مهارات التخفي التي يرتديها في مقصوده لتبيان مقصوده الحقيقي .
** سابعاً: إن التفكيك هو فن استخدام ما فوق المنهج؛ في إطار مناخات العولمة وما يتشكل جنينياً بعدها؛ ولا يتأتى ذلك إلاَّ لو كان العقل التفكيكي جامعاً هاضماً لكل المناهج بطابعه المعرفي "الشمولي"؛ مستفيداً من كل المعارف؛ والمؤكد أن هذه الشرطية لا تتوفر إلاّ لقلة قلة القلة من الصفوة المعرفية؛ مهما أفرط الكثيرون في استخدام الاصطلاح وحاولوا الاندراج في ملعب التفكيك.
** ثامناً: وبالإحاطة بكل ما سبق؛ يبدو هنا فعل التفكيك لعباً دؤباً وعملية متجددة؛ متحركة؛ ذات مرونة؛ رشيقة لأنها لعبة؛ وبالتالي فهي بالرشاقة والمرونة تتجدد في فعلها وتحقيق أهدافها التي ينبغي أن تكون مباغتة وغير متوقعة ومثيرة في طريقتها. ما يعني أنها بذلك حسب مفهوم الدكتور مصطفى بيومي "ليس هناك قبل وبعد التفكيك"!
*****
... وهكذا فهمت تدوينة الصديق الاستاذ الدكتور مصطفى بيومي حول "التفكيك"؛ الذي يأتي استيعاباً لمُنجزات العقل البحثي المبدع وأحدها "التفكيك" ذلك الوسم المعبر عن هوية "الفكر البحثي" في "زمن العولمة"؛ والقار الذي يعني أنه لم يعد هناك مُغْلَق أو مُقَدَّس أو مُحَرَّم عند التناول؛ والذي بعد تفكيك تدوينته تلك أعده يعلن انتماءه إلى "ملعب التفكيك"؛ ذلك النشاط الفكري الإنساني العميق الدائم حسب تحديده في تدوينته: " التفكيك مرهون بالإنسان".
"رأفت السويركي"
--------------------------------------------------
Mustafa Bayyumi
التفكيك
التفكيك ليس تحليلا ولا انتقادا وليس منهجا، ولا يمكن تحويله إلي منهج، كما أنه ليس (حتى) فعلا أو عملية.
التفكيك لعبة، حالة من الديمومة، وهذا اللعب وتلك الديمومة لا تشير إلي معلوم ثابت، ويتأبى علي القولبة والتحديد.
ليس هناك قبل وبعد التفكيك. التفكيك حالة من التفكير الدائم موجودة بوجود الإنسان. التفكيك مرهون بالإنسان. "م. ب."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق