تفكيك العقل الشعبوي المتأخون... نموذج "ذهنية الرعاع" (69)
كتائبهم الإلكترونية تسب خلق الله...
ويدَّعون أنهم أهل التقوى وعفة اللسان!!
--------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------
صورة تعبيرية
عن وظيفة الكتائب الالكترونية الإخوانية
والصور من شبكة الانترنيت.
يمثل الفضاء الافتراضي لوسائط التواصل الاجتماعي "فيس بوك... وتويتر" مساحة غير محدودة لدراسات تفكيك "الذهنية الشعبوية"؛ إذ لا تحتاج في كثير من الأحيان إلى بذل مجهود شاق لجمع المعلومات؛ فجدران وصفحات "فيس بوك" وأيضا "تويتر" غنية بالمعلومات التي يمكن للباحثين إذا شاؤوا جمعها وتحليلها؛ لأنها في الفضاء الافتراضي متاحة ومتواجدة بعفوية وتلقائية تعبر عن طبيعة الذهنية الشعبوية بدرجاتها المختلفة؛ والتي تصل إلى مستوى "ذهنية الرعاع"!!
*****
وفي إطار الجهد البحثي التفكيكي لأنماط الخطاب السياسوي العربي والمسلم، لا يمكن بحثياً تجاهل التمثل الشعبوي التابع لخطاب العقل النخبوي المتأخون؛ فهذا التمثل من جمهور الجماعة العام يقدم إلى درجة الفضيحة الاخلاقية ما يكشف كذب الجماعة المتأخونة الذي تروج إليه بأنها حسب "موسوعة ويكيبيديا": " تسعى في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم، فالأسرة المسلمة والمجتمع المسلم؛ ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة؛ فأستاذية العالم وفقاً للأسس الحضارية للإسلام عن طريق منظورهم".!!
إن العقل التفكيكي يصل إلى درجة القول بـ "بئس ما تقدمه هذه الجماعة المتأخونة في الواقع من ممارسات دالة على ترديها الأخلاقي ممارسة حين يضع أمامه شعارها الرسمي متأملاً منطوقه:" الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله اسمى آمانينا"... إذ يتوقع العقل التفكيكي وتخيب ظنونه بأن يضع يده على نموذج تطبيقي تربوياً يكون مثالياً متحققاً للفرد المسلم المؤمن الذي تدَّعي الجماعة الكذوب أنها تحققه.
لقد فضح عالم التواصل الافتراضي المهيمن راهنا أكاذيب وادِّعاءات الجماعة المتأخونة بأنها "تنشد تكوين الفرد المسلم... إلخ"؛ فتفكيك ردود أفعال وخطاب تلك الجماعة على مستوى بعض أفراد نخبتها وعموم التكوين الشعبوي الجماهيري الخاص بها؛ يثبت أكذوبة "مُتَوَّهَم السمة الإخلاقية" التي تدَّعيها تلك الجماعة.
إن إخضاع ردود فعل جمهور الجماعة المتأخونة التي يجسدها خطاب الذهنية الشعبوية للتفكيك التحليلي ينسف حقيقة شعار الجماعة؛ ويؤكد أنها تواصل ادعائها بأنها جماعة إخلاقية إسلاموية، فيما واقعها الشعبوي المؤسس يثبت نقيض ذلك.
وتكفي إطلالة راصدة سريعة إلى سياق التفاعل الذي تشهده جدران "فيس بوك" لاكتشاف حجم التردي القيمي على مستوى الملفوظية التي يمارسها جمهور الجماعة المتأخونة مع معارضيها والمخالفين لخطابها.
إن تفاعل جمهور الجماعة من عامة الأعضاء في حالة النقاشات المفتوحة في العالم الافتراضي يثبت بما لا مجال للشك به أنها جماعة سياسوية بعيدة قلباً وقالباً عن العقيدة السمحاء التي تتمسح في أرديتها وتلصق ذاتها في هوية تلك العقيدة!!
فتلك الجماعة التي تدَّعي أنها جماعة إصلاحية منهاجها أخلاقي إسلاموي تستهدف تكوين الفرد المسلم فالأسرة والمجتمع... إلخ؛ تفضحها تربوياً قطعانها الإلكترونية من الأعضاء الذين يقدمون خطاباً قولياً هابطاً وحين تطالعه على الفور تستدعي نمط الصورة الذهنية للرُّعاع من القوم!!
هل هذه اللغة التي يستخدمها جمهور الجماعة
خلال الحملات الالكترونية تدل على أن أخلاقهم إسلاموية؟!
وحسب المراجع اللغوية العربية فإن معنى "الرُعَاع" هم:" سِفلة الناس وغوغاؤهم الذين يستخدمون أسوأ الألفاظ. ومن دون تجنٍ فإن مجمل خطاب رعاع الجماعة المتأخونة قوامه اللَّعن والسباب وفاحش الأقوال؛ وهذا ما يتناقض مع ادعاءاتها بأنها جماعة لها منهاجها وقواعدها التربوية الإسلاموية النهج!!
وعلى الرغم من القانونية العقدية الحاكمة لمقولة "ناقل الكفر ليس بكافر" التي وردت على لسان أهل العلم فصارت عبارة مُسلَّمَا بها استخداماً؛ فإن الإنسان لَيَعِفّ في هذا المقام خجلا عن النقل الحرفي لكثيرٍ من عبارات ومقولات ردود جمهور الجماعة المتأخونة في مستواها الشعبوي داخل مجال الاختلاف؛ والذي تفرضه الجماعة على الآخرين بسبب أجندتها المشبوهة!!
*****
وفي مجال تفكيك خطاب العقل المتأخون ينبغي الالتفات إلى وجود شريحتين من العضوية النوعية لا ثالث لهما:
• الأولى... تتحدد في نخبة الصفوة المركزية للجماعة؛ والتي جرى توصيفها في كتابة سابقة بأنها تلتزم مسلكية القردة العليا؛ حين ممارسة المناقشة والحوار، بالقفز المفاجىء فوق أغصان شجرة الحوار من قضية إلى أخرى، وتمارس الهرب؛ بأن تضع أصابعها في أذانها من أجل الاَّ تسمع سوى صوتها فقط، ولا تتيح للرأي المخالف أن يتفاعل، ويقوض مسلمات الجماعة في أذهانها: لأنها ربيت فقط على قاعدة "السمع والطاعة"!!
• الثانية... تتحدد في مجمل جماهير الجماعة من غير النخبة؛ أي ما يمكن أن يسمى شَعْب الجماعة، من عموم الأعضاء والمنتمين لها تنظيمياً ودخلوا في نظامها العضوي؛ وتمرسوا على الطاعة في سراديبها التحتية المسماة نظام الأسر. ويمثل شعار "لا أرى... لا أسمع... لا أتكلم" قالب صياغة وإنتاج أفراد تلك العضوية الشعبوية العامة. وأصحاب هذه الشريحة هم مجال هذه الكتابة؛ حيث كثفت الجماعة من دور هؤلاء الأفراد في عالم التواصل الاجتماعي راهناً، وتقوم بتوظيفهم بالهجوم الغوغائي على المخالفين.
وإزاء المأزق الوجودي السياسوي للجماعة المتأخونة التي تعاني راهناً توجها من كل دول المنطقة للخلاص منها؛ باعتبارها المفرخة الفكرية المنتجة والحاضنة لجماعات الإسلام السياسوي العنيفة؛ فإن الجماعة تشعر بالمأزق الذي يحيط بها؛ لذلك:
- تلجأ في المستوى الفوقي القيادي إلى التنسيق الإذعاني مع أجهزة الاستخبارات الغربية الاستعمارية القديمة والحديثة؛ لتقديم المزيد من الطاعات التكتيكية، وتنفيذ المطلوب منها في سيناريوهات هز نظام الدولة الوطنية؛ وإزكاء نيران التفتيت ورفع وتيرة التوتر الاجتماعي للجماهير.
- وفي الوقت نفسه تلجأ الجماعة المتأخونة في المستوى التحتي الشعبوي عبر ما تسمى "الكتائب الإلكترونية" إلى استخدام "حروب الميديا الغوغائية" هابطة ومتردية الخطاب إلى درجة الإسفاف اللفظي، في إطار الترويع للمخالفين وإرهابهم لفظياً؛ بغرض ممارسة التشويش على فعالية خطابهم؛ تحجيما لأرائهم إذا كانوا يبنون موقفاً مناقضاً لخطاب الجماعة المتأخونة!!
****
والأمر الملفت للاهتمام أن الكتائب الإلكترونية المتأخونة التي تمارس مسلكيات الرعاع بالتكالب على الرأي النقيض لرأي الجماعة ليس عبر التفنيد ومقارعة الحجة بالحجة؛ وإنما بمقارعة الحُجَّة بكلمة سبابٍ؛ ومناقشة الحُجَّة بكلمة لعنٍ؛ وتفنيد الحجة المضادة بكلمة طعنٍ؛ والردّ على الحجة ببذىء القول وفحشه!!
والمدهش أن رعاع الجماعة في كتائبها الالكترونية يشهرون بعصبية الانتماء الأعمى صورة مزرية لجماعتهم لا تخدم صورتها المزيفة في الواقع؛ وقد فضحتها إشهارية خطابها الشعبوي المنافي لجوهر وشكل قيمة الأخلاقية الإسلاموية التي تدَّعي أنها تمثل منهاجها التربوي.
إن الكتائب الإلكترونية المتأخونة التي تطلقها أجهزة الجماعة في حملات مصطنعة ضد أصحاب المواقف المغايرة لأجندتها المشبوهة؛ سواء ممن يندرجون تحت اصطلاح المنشقين عن الجماعة، أو الرافضين فكرانياً لظاهرة توظيف العقيدة حسب منهج التقية لتحقيق مكاسب سياسوية؛ هذه الكتائب تتجاوز في لغة الخطاب بما ينافي أخلاقيات الإسلام والمسلمين.
تعبيرات سوقية دالة على التردي الذي تعيشه ذهنية الشعبوية المتأخونة.
هل يكون من المقبول أن تجد الكتائب الإلكترونية المتأخونة تستخدم ألفاظاً - في حصر أولي لها - على بعض جدر فيس بوك من نوعية:" تصدق بالله انت ابن وسخة واطي"؛ "إنت عرص"؛ "انت ابن حرام مصفي"؛ هتتحشر معاه في جهنم يامعرص"؛ "يا واطي يا بن الواطي"؛ و... و... و... إلخ من عبارات السب والقذف المتنوعة؛ هل يُقبل أن تخرج ألفاظ الرعاع تلك من ألسن تدَّعي كذباً أنها تقرأ القرآن الكريم؛ وتدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة؟!!!
إن الموروث العقدي الذي صدعتنا الجماعة المتأخونة بادِّعائها أنها تربي الأعضاء عليه... يطلب من المسلم ألاَّ يسب أو يلعن، ولا يستخدم سوى القول الحسن؛ " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" – الحديث الشريف. فكيف تتناسى الكتائب الإلكترونية المتأخونة في حالتها الشعبوية الغوغائية متن ومنطوق الحديث الشريف: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ليس المؤمن بطعَّانٍ وَلا لعَّانٍ ولا فَاحِشٍ وَلا بَذِىءٍ) - رواه الترمذي والحاكم.
هل تقدم الكتائب الشعبوية للجماعة سوى هذا الخطاب غير الأخلاقي مع خلطة من عبارات السباب في الجيوش الوطنية؛ فضلاً عن بكائيات الشكوى مما تسميه الانقلاب العسكري الذي تصف به الحركتين المباركتين للجيش المصري في يوليو 1952م ويونيو 2013م واللطميات والمناحات حول ما تسميه كذبا "مذبحة رابعة"!!
*****
إن تفكيك الخطاب الشعبوي الغوغائي للجماعة المتأخونة يمكن أن يصل إلى النتائج التالية:
o أولاً: إن المسكوت عنه الحقيقي الذي تخفيه الجماعة في متون خطاب واشتغالات كتائبها الإلكترونية؛ هو أن الطابع المشهر بعقدية الجماعة يمثل الواجهة فقط التي تستخدم للتضليل واكتساب القداسة والمشروعية، فيما الهدف الأساس للجماعة سياسوي، يحركه دافع تمكين الجماعة من السلطة، ليس لخدمة العقيدة ولكن لتحقيق التمكن من الحكم وبسطه على أطراف الأرض لاستيلاد ما تسمى دولة الخلافة المتوهمة؛ بمنظور وآليات العصور الوسطى، والمحكومة بالفكر الريعي، واقتصادات الجزية، وإحياء نهج الغزو والاستعباد والسبايا!!
o ثانياً: إن التطبيق العملي لنمط التربية الأسرية المتأخونة؛ وفق ما يبدو في الواقع وتاريخيا لا ينتج الفرد الورع الحليم المتعبد؛ أي المسلم الحقيقي عفيف اللسان، والذي لا يمارس السيئ من القول؛ والدليل الناقض لذلك الادِّعاء الجماعاتي أن الكتائب الإلكترونية المتأخونة كما تبدو من تعليقاتها وكلماتها؛ وحملاتها المكثفة تماثل، أو تنافس خطاب "غوغاء الشوارع"؛ ممن لم يحصلوا على أي قدر من التربية الأخلاقية ذات النهج الحليم.
o ثالثاً: إن الجماعة المتأخونة تُمارس عبر الفضاء الافتراضي عنفها اللفظي السوقي؛ تكريسا ومعادلاً لعنفها الحركي على الأرض؛ والمرتبط بالتفجيرات والتفخيخات والاغتيالات، ذلك النشاط الذي كان يخرج من رحم التنظيم الخاص القديم للجماعة وكذلك في أجياله الجديدة؛ حتى وإن كانت بمسميات تنظيمية جماعاتية أخرى مثل "القاعدة" و"داعش" و... إلخ من تنظيمات ما يُسمى حركات الإسلام السياسوي.
والسؤال الحاكم في موضوعة المسلكية النمطية للكتائب الإلكترونية للجماعة المتأخونة حين تكتفي بخطاب السب واللعن المكروه عقدياً هل يحقق لها ذلك المسلك الاخلاقي الهابط انتصاراً سياسويا؛ أم أنه يعكس فشلها الذريع بكشف منطقها البشري على الرغم من ادِّعائه أنه مفوض من السماء بنشر العقيدة.
*****
الشعار التعبيري لشخصية العضوية الشعبوية للجماعة المتأخونة.
منطق أهل رسالة السماء أكثر قوة ومنطقية وعفة؛ لذلك فهو منطق متغلب ولا يتغلب عليه منطق آخر؛ أما منطق الجماعة المصطنع والمقارب لخطاب الرعاع وتعممه الكتائب الإلكترونية المتأخونة فهو فاسد؛ وقد شهد شاهد من أهلها ذات يوم حين قالها المؤسس الأول "حسن البناء" على سبيل التقية بعد حادث اغتيال المستشار الخازندار: "ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين"!! وفي الحقيقة إنهم كذلك؛ لأنهم يسبون خلق الله؛ ويدعون كذباً أنهم أهل التقوى وعفة اللسان!!
" رأفت السويركي"
----------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق