الأحد، 18 فبراير 2018

تفكيك العقل النخبوي الإرهابوي المتأخون ( 88 ) قراءة في صراخ الجماعة المتأخونة : " سيناء تحت الحصار " أنموذجا!!

تفكيك العقل النخبوي الإرهابوي المتأخون ( 88 )

قراءة في صراخ الجماعة المتأخونة : " سيناء تحت الحصار " أنموذجا! 
-----------------------------------------------------------

العملية المرعبة للجماعة الإرهابية المتأخونة تتواصل
بقوة رجال الجيش المصري. والصور من شبكة الإنترنيت.
ردود أفعال متعارضة أحدثتها " العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018م "؛ تجد في الجانب الأول: التفاؤل والفرح الكبير من أغلبية المصريين الوطنيين الحقيقيين انفعالا بالنتائج التي تحققها تلك العمليات الحاسمة للجيش المصري في البر والبحر؛ والتي تستهدف قطع دابر الإرهاب المعاد تخليقه خلال فترة الهيمنة المتأخونة على كرسي الرئاسة المصرية بتوطين تواجده في سيناء الحبيبة؛ سعيا لاقتطاعها وإنشاء ما تسمى ولاية سيناء، تطبيقا لسيناريو تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد؛ الذي جرى تفعيله قفزا على كتف ما يسمى الحراك الجماهيري في المنطقة.
 
ومقابل سعادة المصريين الشرفاء بالمتحقق عبر هذه العملية، يعلو خارج المجال المصري صراخ " الجماعة المتأخونة " من العمليات الحربية؛ لذلك ترفع شعار " سيناء تحت الحصار "، ويضطرم الصراخ الهستيري المتأخون في الفضاء الافتراضوي والفضاء التلفازي من فعالية تلك العملية بساعات طويلة من البث الموجوع بنتائج العمل المتحقق على أرض سيناء؛ حيث أن عمليات تنظيف سيناء بالقوة الغاشمة التي يقوم بها جيش مصر الوطني حققت وتحقق نجاحات كبيرة، أصابت كل المتأخونين بالهستيريا؛ ما جعل الجماعة تتورط عبر فضائياتها بردود أفعال فاضحة؛ تكشفها هذه " القراءة التفكيكية " للخطاب النخبوي المتأخون.
***** 
الهارب أيمن نور في أحدث صورة متحدثا برعب الجماعة الإرهابية
 وشعاره سيناء تحت الحصار على شاشة قناته المشبوه دورها بالتمويل المتأخون.
والسؤال المنهاجي هو: ما دلالة الحزن الصارخ الذي تولول به الجماعة المتأخونة عبر إعلامها، وهي تتابع توالي بيانات الجيش المصري بنتائج العمليات الحربية في سيناء وسواها من المواقع؛ والموصوفة رسميا بالقوة الغاشمة؟ 
 
إن الحزن كما هو معروف شعور يمثل دالة على الفجيعة للطرف المحزون؛ لأنه يعني فقدانه شيئا غاليا بالنسبة إليه؛ ولأن الفعل الإرهابوي هو منتج بنيوي مرتبط بالجماعة المتأخونة منذ تأسيسها عبر " حسن البناء " بما يسمى " التنظيم الخاص "؛ فقد مارس هذا التنظيم نشاط العنف والاغتيالات تاريخيا، بل وقام بقتل المؤسس الأول نفسه؛ حسب العديد من التحليلات؛ فاكتوى من أسموه " الإمام الشهيد " بنيرانه وذاق من الكأس نفسها؛ لذلك وصف بنفسه أعضاءه قبل قتلهم إياه بأنهم: "ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين"؛ وهكذا حسب ما يقولون: " طباخ السم أول من يذوقه "!
 
وما يدعم ترجيح اغتيال التنظيم الخاص الإرهابوي لحسن البناء أن معظم قيادات الجماعة بدوا كمن في أفواههم الماء؛ فلم يتعرضوا لذكر تفاصيل مقتل المؤسس الأول، وأحجموا عن الخوض في هذه القضية؛ عاكسين موقفا مغايرا لمسلكيتهم الصراخاتية؛ حيث لا يتركون حدثا على الرغم من تفاهته إلا وأشبعوا الدنيا ضجيجا حوله؛ فما القول في مسألة قتل المؤسس الذي نسجوا حوله الأساطير؛ غير أنهم بما يدعو للتساؤل أصابهم الخرس أمام مقتله؛ لأنهم يعرفون حقا من الذي قتل حسن البناء؛ إنه قاتل منهم؛ ولكن كيف يعترفون بذلك!!
***** 
 
وبالتالي فإن تفكيك الخطاب المتأخون كحالة، عبر شاشة " قناة الشرق " التي يديرها الهارب أيمن نور، وتعمل بها زمرة من المتأخونين الذين صاروا رعايا الأغا العثمانلي أوردوغان في اسطنبول سيدور حول شعار "سيناء تحت الحصار "؛ ومن دون شك فإن هذا الشعار الغريب والمريب يكشف حجم المأزق الذي تشعر به الجماعة وقد وصل إلى مرحلة الارتعاب؛ لأن " العملية الشاملة سيناء 2018 " تعنى هدم السيناريو الذي تلعب به الجماعة المتأخونة، ورعاتها وداعموها الإقليميون والدوليون لإضعاف الدولة المصرية.
 
قناة مكملين المتأخونة تكذب وهي تصف العناصر الإرهابية المقبوض عليها بالمواطنين.
لان الجماعة قامت بتوطين الإرهابيين ايّام حكم مرسي.
 
وتفكيكا لهذه الحالة يطرح التساؤل المنطقي التالي: العمليات الحربية الجاري تنفيذها راهنا تحاصر من في سيناء؟!
 
** الإجابة من دون شك كاشفة للمسكوت عنه، الذي تخفيه " الجماعة المتأخونة " عبر توظيف عناصرها في العمليات الإرهابوية لإنهاك الدولة المصرية، وتعطيل جهودها وقدراتها لمواجهة صناعة التفجير والقتل، تلك التي تعتمدها الجماعة في تنفيذ السيناريوهات المكلفة بها لتوفير شروط تطبيق مخطط " الشرق الأوسط الجديد " بعد إفشاله السابق بإزاحتها من حكم مصر.
 
** والسؤال الفاضح لحقيقة دور الجماعة الإرهابوي هو: لماذا تعتبر الدور الوطني للجيش المصري بعملياته في سيناء يمثل حصارا؟ ويترتب على ذلك التساؤل التالي: حصار من؟ ومن هي الأطراف التي تعتبرها الجماعة تعاني حصارا عسكريا في سيناء؟ والسؤال التابع هو: لماذا لا تريد تلك الجماعة أن يمارس الجيش المصري دوره الوظائفي الوطني بتأكيد السيادة الوطنية في سيناء؛ ومقاومة احتلالها من " قوى ميليشياوياتية " تسربت إليها عبر الأنفاق، مع تسللها بحريا، وهي في مرجعيتها تنتمي إلى فائض القوة المدمرة المستصنعة أميركيا في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا وليبيا؟ 
***** 

إن " الجماعة المتأخونة " تعتبر العمليات الحربية في سيناء حصارا؛ لأن تلك العمليات تجهض حلما كان يداعبها بأن تكون قوة ذات ثقل استراتيجاوي يلزم الجميع باحتساب قدرتها في المسألة المصرية. وفي الواقع أن ذلك التصور هو نوع من المتوهمات المتهافته التي تخدع الجماعة به نفسها، وكثيرا ما خدعت نفسها به؛ وهي مجرد تنظيم عابر غير وطني؛ محكوم برعاية أجهزة الاستخبارات البريطانية قديما والأميركية حديثا؛ لذلك يندرج في تقديرات وبرامج هذه الأجهزة موظفا حين الاحتياج إليه فقط.

إن تلك الفعالية الإرهابوية المتأخونة آخذة في الضمور، بفعل قوة مسلكية الدولة المصرية؛ واستراتيجية مقاومة الإرهاب التي نجحت إلى حد كبير في استرداد زمام الأمر عقب انفلاته بسبب فوضى يناير 2011 م، والتي وفرت ظروف قفز تلك "الجماعة المتأخونة " منفردة إلى سدة السلطة في الدولة المصرية؛ نتيجة غياب كافة القوى الحزبية التقليدية من الحضور في المشهد السياسوي بعد تلك الفوضى. 
***** 
إن قراءة " العقل التفكيكي " لدلالة شعار " سيناء تحت الحصار " تكشف أن ذلك الحصار حقق فعالياته الحاسمة، تجاه عناصر الإرهاب التي صدرتها الجماعة المتأخونة إلى سيناء عبر عدة مراحل هي: 
 
- خلال أحداث يناير 2011م استفادت الجماعة من قواعد ما تسمى " اتفاقية السلام " في " المنطقة جـ " التي تمنع وجود الجيش المصري بها؛ ما يسر إلى قوى الإرهاب المتأخون سهولة إنشاء " شبكات أنفاق " غير محدودة؛ تبدأ من أسفل بيوت غزة وتمتد إلى كيلومترات في سيناء، لتعبر خلالها السيارات والمعدات والبشر والحيوانات. لذلك قطعت خطة التنظيف اللوجستي المصرية لتلك المنطقة مراحل عديدة.
 
- إن ما حدث في يناير 2011م أتاح الفرصة الكبيرة للعناصر الإرهابوية المستجلبة بكثافة للتمركز في مناطق صعبة من سيناء، وقد تمكنت من حفر وإقامة مقرات ومخازن عميقة ومتسعة لها وأسلحتها، في غياب جهد الرصد الأمني؛ كما مارست عمليات مباغتة؛ تجاوزت حسب إعلان تلفازي 1662 عملية منذ العام 2014 م في عموم المجال المصري؛ وأوقعت المئات من الشهداء. ولكن نجحت الجهود الأمنية والحربية في تطويق هذا الحضور وتقليص فعالياته. 
 
- كذلك ينبغي استذكار الفعل الإجرامي الذي ارتكبه المتأخون محمد مرسي؛ حينما " أصدر نحو 8 قرارات عفو عن زهاء 2500 محكوم بقضايا إرهاب وتهريب أسلحة إلى سيناء واغتيالات لقيادات أمنية والعديد من التهم الخطيرة ". وقد تمركز الكثيرون منهم لاحقا في سيناء مرة أخرى!
 
لقد كان الفعل الإرهابوي المتأخون هو المتغير الوحيد في المشهد المصري؛ وهو ما تشعر بمأزقه الراهن تلك الجماعة، وتزداد ولولتها من أجله بسبب " العملية الشاملة سيناء 2018 ".
***** 
 
وما يفضح ذلك المسار الإرهابوي للجماعة؛ شهادتان متأخونتان سابقتان كاشفتان للمقصود المتأخون بتعبير " حصار سيناء "، أطلقتهما عناصر الجماعة بفجاجة دالة على طابعها الإرهابوي؛ ودليلا على اندراجها التآمري الفاسد في تنفيذ مخططات ما يسمى " سيناريو الشرق الأوسط الجديد ".

المتأخون البلتاجي يكشف ما استزرعته جماعته من عناصر الاٍرهاب في سيناء.
 
** الشهادة الأولى أعلنها القيادي المتأخون محمد البلتاجي، بقوله عقب الإطاحة بجماعته: " إن ما يحدث في سيناء سيتوقف في اللحظة التي سيتراجع فيها الجيش " عما وصفه بالانقلاب وعودة المعزول محمد مرسي إلى مهام منصبه في الرئاسة المصرية!
المتأخون المدعو اسعد البيك بلحيته الشهيرة يهدد السيسي
كاشفا عما زرعته جماعته الإرهابية من عناصر في سيناء وقد التحق بهم بعد ايّام فوضى تقاطع رابعة.
 
** الشهادة الثانية قالها أيضا أحد مطلقي اللحية المتأخونين في تجمع " تقاطع رابعة "؛ حين ادعائه أن ما فعله وزير الدفاع وقائد الجيش المصري آنذاك عبد الفتاح السيسي هو الذي تسبب في الإرهاب، بسبب عزله المتأخون محمد مرسي؛ وأن عملياته لن تتوقف إلا بعودة مرسي إلى الكرسي!!
 
وهذان الاعترافان؛ لا يتركان أية ثغرة يمكن أن تتنصل الجماعة المتأخونة بها من مسؤولياتها المطلقة عن الفعل الإرهابوي في سيناء خاصة وعموم القطر المصري كذلك؛ وأيضا يفسران معنى " المسكوت عنه " في شعار " سيناء تحت الحصار "؛ أي أن عناصر ومليشيات الإرهاب التابعة للجماعة هي التي تعاني من الحصار الشامل.
 
لذلك يمكن تفكيك دلالة ذلك الحصار الذي تصرخ الجماعة منه؛ بأنه مجموعة عمليات الرصد المعلوماتي، وتحليل عناصر القوى ووضع سيناريوهات الاجهاز عليها بعد انجاز العمليات اللوجستية التي تقطع خطوط الإمداد والتموين عن هذه العناصر الإرهابوية، وتغلق منافذ هروبها أو إمدادها بالمعدات، وحرمانها من القدرة على الاختباء أو المناورة أو الهروب من مواقع المحرقة برا وبحرا وجوا؛ بفضل " العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 "، والتي تشمل سيناء والمجال الحيوي في البحرين المتوسط والأحمر؛ وتتسع لتشمل الحدود الغربية والجنوبية وكافة المجالات البحرية. 
***** 
بيان حركة حسم الإرهابية الابنة الشرعية للجماعة المتأخونة حول عملية سيناء2018.
 
كما أن الأمر اللافت والدال على عبقرية " العقل النخبوي العسكريتاري " الوطني المصري ينبغي أن يؤخذ في الاهتمام لدى الفعل التفكيكي؛ بقدرة ذلك العقل الاستراتيجاوية على براعة صياغة معادلات الحسابات المسبقة؛ وذلك بالاحتياط للتعامل مع نتائج العمليات الحاسمة في الميدانين السوري والعراقي؛ وتوقع ومعالجة تكتيكات الدول الراعية للفوضى وهي تواجه إشكالية البحث عن منفذ مستهدف جديد ـ ومنها سيناءـ في استراتيجية التدمير؛ ليستوعب فوائض تلك القوى الخارجة، كي تمارس أفعالها البشعة الخادمة لمخططات هذه الدول، وتحديدا الولايات المتحدة وتركيا بنظامها المتأخون.

بيان الجماعة المتأخونة الإرهابية الام حول عملية سيناء 2018.
 
 
ولعل ما أسفر عنه بوقاحة " الأغا العثمانلي " رجب طيب أردوغان؛ حين أطلق توقعاته على سبيل التمويه الكذوب؛ مفترضا انتقال الفائض الداعشي المحاصر؛ والذي يرعاه ويلعب به مع الأميركيين والصهاينة في الجبهات السورية إلى سيناء؛ قد انهار تأثيره؛ حيث فوجئ الأغا وسواه بمباغتة الدولة المصرية عبر جيشها العظيم للجميع ببدء " العملية الشاملة سيناء 2018 "؛ والتي تنزل ضربات ماحقة بالعناصر الإرهابوية المتواجدة؛ تنفيذا للتكليف الرئاسي المسبق إلى رئيس الأركان بإنجاز عملية التطهير خلال ثلاثة أشهر، وهو ما يتحقق راهنا، وينجز الجيش المصري المهمة المسيطر على عناصرها باقتدار ؛ شاملة الرصد والتحليل والتنفيذ بتوظيف القدرات التسليحية الشاملة برا وجوا وبحرا؛ وبما يغلق الطريق أمام أية عناصر داعشية جديدة من الوصول إلى سيناء، تعطيلا للسيناريو الأميركي - الأغواتي الجديد.
***** 
فضيحة بيع الجماعة المتأخونة 40% من سيناء
مقابل 8 مليارات من الدولارات لإقامة الوطن البديل للفلسطينيين.
 
واستكمالا لكشف " المسكوت عنه " في الشعار المتأخون " سيناء تحت الحصار " لا ينبغي إهمال ما تلعب به " الجماعة المتأخونة " من ادعاءات تختبىء خلف عبارة " صفقة القرن "؛ وما تروجه من أكاذيب ساقطة؛ بأن ما يقوم به الجيش المصري يستهدف تفريغ سيناء من سكانها المصريين؛ لمنح ربع مساحتها وطنا بديلا للفلسطينيين عن الضفة الغربية!!
 
" الجماعة المتأخونة " الساقطة تناست عمدا ما راج حول اتفاق الخيانة السري الذي عقدته مع أوباما " عراب " فوضى ما يسمى " الربيع العربي "، وما تقاضته من ثمن الخيانة البالغ 8 مليارات دولار مقابل منح 40٪ من سيناء لترتيب " الوطن البديل " للفلسطينيين؛ خطوة تساهم في إبرام اتفاق سلام شامل بين " إسرائيل " والفلسطينيين. والاتفاق قام بتوقيعه المتأخون خيرت الشاطر عبر محمد مرسي والمرشد الأعلى للإخوان المسلمين.

ونتيجة لهذا الفعل الساقط بعد افتضاح أمرها... تظن " الجماعة المتأخونة " أن مسلك خيانتها البنيوية للوطن والوطنية يمكن أن تمارسه أية شخصية أخرى؛ متناسية أن الجندي المصري يضحي بدمه وروحه فداء لكل حبة تراب من أرض مصر؛ بدليل ما ذكره الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن من قول السيسي له" على جثتي " حين سأله عن " صفقة القرن "؛ فيما صفقة القرن كما عرضت على محمود عباس هي " إعلان بلدة أبو ديس " قرب القدس المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية؛ وقد رفض أبو مازن ذلك.
 
***** 
ولأن " الجماعة المتأخونة " تتميز بـ " ذاكرة الذبابة "؛ فقد تناست قرار وزير الدفاع المصري آنذاك عبد الفتاح السيسي رقم 203 لسنة 2012 م، والذي ينص على " حظر تملك أي أراضٍ أو عقارات مبنية بشبه جزيرة سيناء لغير المصريين "، وفي المادة الرابعة منه النص على " ضرورة الحصول على موافقة وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات العامة، قبل تقرير حق انتفاع أو تملك لمنشآت مبنية فقط دون الأرض ".
 
وهذا القرار الوطني المشرف أصدره السيسي نفسه أيام حكم تلك الجماعة الفاسدة وطنيا؛ بعد أن لوحظ إفراطها وتفريطها بالتصديق على ما يصل إلى 50 ألف تأشيرة لمنح الجنسية المصرية للفلسطينيين؛ ترافقها معلومات حول إقامة مخيمات لإقامة اللاجئين الفلسطينيين في سيناء، والسماح بتملك الأراضي والعقارات للفلسطينيين هناك. مايعني تفعيل " اتفاق المليارات الثمانية " الذي عقدته الجماعة المتأخونة مع باراك أوباما. 
***** 
فما القول في تلك الجماعة المتأخونة إذن؛ وهي سواء كانت في السلطة أو خارج نسقها؛ توالي ممارسة الأكاذيب والمخادعة؛ إذ تتوالد منها " جماعات الإرهاب " المتنوعة وتخفي أنها لا تنجب سوى العنف؛ وتصف فعل تطهير سيناء من العناصر الإرهابوية المتأخونة بأنه ممارسة للحصار؛ وكذلك تبيع تراب الأوطان بالمليارات ولا تخجل من اتهام الشرفاء بأنهم يفعلون كما تفعل؛ لذلك يمكن وصف تلك الجماعة بالمقولة الشعبوية الشهيرة " بتموت الرقاصة ورجلها بتلعب "؛ حيث من الصعوبة عليها أن تنسى مهنة الرقص مهما طال بها الزمن؛ والجماعة المتأخونة هي كذلك!! 
                                                                 "رأفت السويركي"
 
 
 ------------------------------------------------------

الاثنين، 5 فبراير 2018

تفكيك العقل النخبوي الإخواني " المتثورن " (87) حين الفاسق يدعوك للفضيلة... حين "المتأخون" يكلمك عن الثورة!!

تفكيك العقل النخبوي الإخواني " المتثورن " (87)

حين الفاسق يدعوك للفضيلة...

حين  "المتأخون" يكلمك عن الثورة!!

----------------------------------------------------------


حسن البناء يقود احدى تظاهرات جماعته المتأخونة.
والصور كلها من شبكة الإنترنيت.

تفرط الجماعة المتأخونة في استخدام "اصطلاح الثورة"؛ محدثة - وكل محدثة بدعة كما يقولون- ما يمثل ظاهرة طارئة على خطابها المعمم إعلاموياً في المنطقة العربية منذ ما يُسمى تطبيقات "الربيع العربي"؛ لذلك فهذا المستجد الاصطلاحي المقحم على خطاب الجماعة المتأخونة يستدعي التوقف لتأمله؛ وتفكيك مفاصله كشفا لمتوهماتها البنيوية؛ التي وصلت إلى المخادعة بترويج مفهوم  “نحن الإسلام والإسلام نحن”!!

فهذا الاصطلاح -"الثورة"- المُنتمي ألْسُنياً و"إشاراتيا" إلى نسق مفردات الخطاب الٍإيديولوجي "المتمركس"؛ حتى ليكاد يكون حصراً به وأدبياته؛ يدعوك للريبة حين ترصده صادراً بكثافة عن "جماعة عقدية متسيسة جذورها ماضوية الفهوم" بكل المخفي الخَطِر حولها؛ مثل تقديس منطق الولاء والطاعة العمياء للقيادات؛ لذلك تظن بإفراطها في تردادها لاصطلاح الثورة أن المتحدث به ليست الجماعة المتأخونة؛ بل صارت فصيلاً من الماركسيين والاشتراكيين والقوميين؛ لأن هذا الاصطلاح المفاهيمي يعد حكراً تاريخياً على خطاب أدبياتهم قبل وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي منذ عقود في القرن العشرين!!

***** 
حسن البناء وقطب والقرضاوي ثلاثي التنظير
والتكريس الى منهج التقية السياسوية.

إن تلك " الجماعة المتأخونة " بالكثافة المفرطة لخطابها في استخدام اصطلاح "الثورة" ليل نهار، ونزوع مؤسسها الأول " حسن البناء " بتكفير الحزبية؛ ورفض تعدد التيارات، جعلها تبدو وكأنها الجماعة الوحيدة فقط المسؤولة راهناً عن إحداث ذلك "الفعل الثوري" العام 2011 م في الشارع؛ والضامن لاستمراره في الشارع؛ والمسؤولة عن إعادة استحداثه مرة أخرى في الشارع، عقب انقضاء حضوره بما يُصْطَلح على تسميته بـ "ثورة يونيو / حزيران 2013 "م؛ التي كرست تخليص رقبة " مصر /الدولة " من هيمنة سلطة الجماعة المتأخونة قبل الشروع في تفتيتها لصالح متوهم "دولة الخلافة" الإسلاموية!!

وفي الواقع إن ما تمتلكه "الجماعة المتأخونة" راهناً من أذرع إعلاموية صار لها حضورها المنفرد في الفضاءين "التلفازوي" مثل: "الجزيرة والشرق ومكملين والحوار و... إلخ؛ و"السيبراني الافتراضوي" مثل: "رصد، وعربي21، وساسة بوست، و...إلخ"؛ يكاد يحصر استخدام هذا الاصطلاح بخطابها المريب؛ لتبدو "الجماعة المتأخونة" شكلانياً بشكل طارئ "جماعة متثورنة"؛ فيما هي أبعد ما تكون عن الفكر والنهج والفعل الثوري الحقيقي؛ لأنها تمثل أوضح نموذج تطبيقي عقدي للرجعية السياسوية المنتجة لفكر التكفير وتعميم القتل.

***** 
جماعة تظاهرات الفوضى المسلحة والعنف المتأخون وهدم الدولة الوطنية.

إن الجماعة المتأخونة تاريخانياً يستحيل أن تعبر عن فكرة وفكر الثورة ؛ لأنها بنيويا تصطف سياسوياً في مربع "اليمين العقدي الماضوي" فكرانيا؛ ولا يمكن أن تُقارب، أو تقترب مُطلقاً من الفكر الثوري الحقيقي، بمفهومه السياسوي المعاصر؛ والمتعارف عليه في تجاربه العديدة؛ فهو الفعل المنطلق من الفكر المحكوم بقاعدة "ما لله لله وما لقيصر لقيصر"؛ ولا علاقة للعقائد السماوية به!!

وهنا يتجلى السؤال: لماذا إذن تستهلك "الجماعة المتأخونة" اصطلاحات مقحمة على خطابها المروج له من نوعية  "الثورة" و"الثوار" و"الجماهير" و"التغيير" و"الديموقراطية" و"صندوق الانتخابات" و"العسكر" و"تداول السلطة"... إلخ؟

ما قد يجيب على هذه الأسئلة... أن هذه الجماعة تشكلت بنيويا على مبدأ توظيف نهج "التقية" المستعار من تجارب الفرق الإسلاموية العديدة المنتسبة للتوصيف الخوارجي ؛ حيث "تُظهر خلاف ما تُبْطن"؛ وتلعب بخبرة الممارسة المستقاة من تجارب ووثائق المؤسس الأول "حسن البنَّاء" بما يُسمى "فقه الضرورة"؛ أو سياسوياً ما يمكن الاصطلاح عليه بــ "فقه المنافقة"!!

***** 

إن هذا "الفقه المخادع" الذي برعت الجماعة المتأخونة في توظيفه؛ يتيح لمن يمارسه أن يرتدي، ويبدل باطمئنان "قناع الوجه المناسب" للحالة محل الإشكالية وظروفها. وهو ما أجادت تلك الجماعة طيلة تاريخها توظيفه منذ التأسيس إلى التوقيت الراهن؛ وتستخدمه حسب كافة مستوياتها؛ بدءاً من القيادات العليا نزولاً إلى وحدات قواعدها الدنيا؛ بالمنهج القائم على منطوقات: " أظهر خلاف ما تبطن"، و "قل بلسانك مَا لَيْسَ فِي قلبك" و "اِعْطِ للناسِ من طرفِ اللِّسانِ حلاوة"!!

وهذا التوصيف التفكيكي لا يتضمن أي افتئات على الجماعة؛ فتاريخها كله يقوم سياسوياً على "نهج الاتقاء"؛ وحافل بما يؤكد مسلكياتها "التقوية"؛ من دون حياء أو خشية؛ لأنها تظن أن له أسانيده العقدية الموصوفة بـ "الخوارجية"؛ فكان كله تاريخاً سياسوياً من المخادعة والادِّعاء بالتقوى والورع.

وتكفى الإطلالة على الوثائق والشهادات والدراسات التي تعرضت لحالة هذه الجماعة لإثبات ذلك؛ وتحديداً فهذه الجماعة لا يمكن أن تكون جماعة ثورية بأية حالة من حالاتها؛ كما أن غايات فعل "الثورة الشريفة" على الأرض ليست بنيويا من مستهدفات تلك الجماعة على سبيل الإطلاق.

فالثورة في أبسط مفاهيمها كفعل جماهيري؛ تكون محكومة بغرضية إعادة تشكيل وصياغة موازين وفعاليات القوى الاجتماعوية؛ سعياً لتحقيق العدل الوجودي؛ بما لا يتيح الفرصة الفردانية لاحتكار عائد الفعل البنيوي الجماعي في المجتمع لصالح غير الباذلين للجهد؛ وإنما للقائمين بتغيير مادة "خامية" الواقع إلى أطوار جديدة؛ بما يرتقي بحياة هؤلاء المنفقين للجهد؛ لأنهم الباذلون لذلك الجهد ويتحملون تبعات أعبائه.

وهذا الشرط الوجودي الحاكم لفعل الثورة؛ إذ لم يكن مرتبطاً بجهد العمل في المجتمع، يجعلها نوعاً من التعبير الفوضوي الذي لا يختلق سوى الفوضى؛ ويعممها "حالة ما يُسمى الربيع العربي أنموذجاً".

وهنا لمعرفة الأرضية الفكرانية المضادة لفكرة الثورة؛ والحاكمة لتلك الجماعة المتأخونة؛ وكشفا للتهافت والتقية التي تستخدمها سياسوياً ينبغي العودة إلى أصولياتها النظرية؛ لتكتشف ما يلي:

** الجماعة المتأخونة تستهدف في مشروعها التمكيني إعادة ما تسمى "دولة الخلافة الإسلاموية"؛ التي سيحكمها "الإمام"؛ لذلك وصفت مؤسسها الأول "حسن البناء" بـ "الإمام"؛ وبمقتله بيد عناصر الجماعة نفسها استخرجت لقب "المرشد" توصيفا لمن يدير شؤونها لاحقاً؛ لأنه لا إمام لهذه الجماعة سوى "حسن البناء" فقط؛ وقد كان تنظيميا يمثل المعادل الموضوعي للنبي السياسوي برسائل تعاليمه!!

** "دولة الخلافة الإسلاموية" تشكلت بدءاً من مجتمع المدينة؛ وتمددت خلال مرحلة العصور الوسيطة تاريخانياً إلى مساحة شاسعة من العالم؛ وقد كان نسق الإنتاج القائم خلال تلك المراحل إقطاعياً وتجارياً؛ لذلك حكم دولة الخلافة فقه "تسعة أعشار الرزق في التجارة"؛ وليس الاستزراع أو الاستصناع؛ فضلاً عما لوث سمعتها السياسوية بما سُمي "فقه اقتصادات الغزو والسبي".

وتأتي الجماعة المتأخونة لتعيش في المتوهم الماضوي بتلبس ذلك النسق؛ وتتوهم إمكانية إعادة إحيائه سياسوياً؛ على الرغم من فقدانها لكل مقومات القوة العسكريتارية ؛ أو فرض النموذج بقبضها على آليات التطور المماثل لتطور النوع الرأسمالوي الذي يجري تشكله الجديد في مرحلته العولمية.

***** 

ومن هنا ليست لدى هذه الجماعة المتأخونة أية مقومات لإعادة الصياغة السياسوية للواقع، بما يتناسب مع فعل الثورة الحقيقية؛ التي تقوم بتغيير حياة الجماهير في الواقع الاقتصادوي؛ والنتيجة المنطقية لذلك أنها لا يمكن أن تنتج سوى الفوضى، والفوضى فقط. لذلك فادِّعاء الجماعة بأنها ثورية... باطل!!

** نموذج بنية دولة الخلافة المتوهمة لهذه الجماعة لابد أن يكون بالضرورة عقدياً أي  -"الوطن الإسلاموي الذي تميزه العقيدة، وتحكم وجوده"- وقمة سلطته أيضاً تكون عقدية بالوجوب؛ بمعنى أن السلطة بها تكون للخليفة، أو للإمام أو المرشد؛ وبالتالي يستدعى الأمر السؤال: ما هي إذن فعالية متوهم الصناديق، والانتخابات والأصوات، وتداول السلطة التي تدعي تلك الجماعة أنها تتبناها؟ ويترتب على ذلك أن عقيدة الثورة كأداة للتغيير لا وجود لها في تلك الدولة المتخيلة؛ لأن الإمام أو المرشد سيكون جاثماً على صدور الجماهير؛ شاءت ذلك أم أبت؛ وكله بأسانيد "شريعية". وهذا ما يؤكد أن ادعاء تلك الجماعة بأنها ثورية... باطل!!
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة المتأخونة يرفع شعار رابعة في تونس.

** إن نمط فعل الجماعة المتأخونة تاريخياً؛ ينفي عنها " سمة الثورية " التي تحاول الإيهام بها. ولدينا من الأحداث ما يثبت مكذوبيتها في هذا الادعاء: 

- لقد ذكر "حسن البناء" في كتابه " مذكرات الدعوة والداعية" أن جماعته هتفت بالبيعة في احتفال تنصيب الملك فاروق ملكا على مصر، حين بلوغه الثامنة عشرة من عمره ورفع الوصاية عنه؛ وأن جماعة الشبان المسلمين رددت في احتفال التنصيب الشعارات الإسلامية. وهذا نموذج تطبيقي للتقية؛ فالفعل الثوري يكون ضد هذه النمطية من الأنظمة السياسوية؛ فكيف تكون إذن جماعة ثورية؟!

ـ إن "حسن البناء" كثيراً ما دعا إلى تنصيب الملك فاروق خليفة للمسلمين؛ وكتب مقالاً في مجلة "الإخوان المسلمون" عنوانه‏:‏ ‏"ملك يدعو وشعب يجيب - إلى جلالة الملك الصالح فاروق الأول من الإخوان المسلمين‏"‏. بل كتب ان الجماعة قررت ألا تباركه ملكا؛ ولكن أن تبايعه خليفة علي سنة الله ورسوله ‏"‏، وأطلقت عليه لقب "حامي المصحف "، و"حامي حمي الإسلام "، وهذا يمثل مسلكا للتقية سعيا للتواري خلف النظام الملكي لتحقيق التمكين لاحقا؛ فكيف تكون إذن جماعة ثورية؟!

ـ إن "حسن البناء" قام بحشد جماهير جماعته المتأخونة في مظاهرات مضادة لجماهير "حزب الوفد" الذي كان يجسد صوت الحركة الوطنية المصرية؛ حين اختلف مصطفى النحاس مع الملك فاروق؛ وأخذت الجماعة المتأخونة تهتف: "الله مع الملك"؛ وتصفه بأنه "أمير المؤمنين"؛ نكاية في جماهير الوفد بهتافها: "الشعب مع النحاس"! أليس ذلك يعد دليلا تاريخانيا يثبت أنها جماعة تمارس التقية السياسوية؛ لتتحكم في رقاب الجماهير إذا اعتمد الملك فاروق عليها؟  فكيف تكون إذن جماعة ثورية؟!
عبد المجيد الزنداني يرفع شعار رابعة المتأخون في اليمن.


ـ إن الموقف الأولي الذي انطلق منه "حسن البناء" مرتبط بالقاعدة الفقهية التي تجرم " الخروج على الحاكم "؛ لذلك كان يدعو الملك فاروق ليكون قائداً للأمة وخليفة للمسلمين؛ ولهذا لم يكن من الغرابة أن يعلن المرشد العام محمد مهدى عاكف: إن الجماعة توافق على ترشيح جمال مبارك رئيسا لمصر، بشروط أهمها أن يكون والده قد ترك السلطة أولاً. أي توافق على " قاعدة توريث الحكم "! فكيف تكون إذن جماعة ثورية؟!

 ـ وفي صورة أخرى أكروباتية من الفكر المتأخون القطبي اللاحق والمتناسل بزعم الجهادية؛ ناقض يوسف القرضاوي "فقيه الفتنة المتأخونة" نزوع إمامه الأول " حسن البناء " بالدعوة لخروج الجماهير ضد مبارك والقذافي وبشار؛ معتبرا ذلك جهاداً؛ من دون الاهتمام بنتائج ما أحدثه فقهه المشوه، من دمار عمدي وفوضوي في سوريا وليبيا والعراق، وكان يتمناه ويسعى إليه في مصر "المحروسة". لتكون تلك الجماعة داعية للفوضى وليس للثورة!

وفي كلتا الحالتين المتشابهتين سياسويا لـ "حسن البناء" و"مهدي عاكف" ونقيضهما من "القرضاوي" قد تبدو الجماعة المتأخونة متناقضة في المواقف: غير أن الأمر  غير ذلك، ولا تفسير له سوى أنه تطبيق لمسلكية كذب "فقه التقية" المتأصلة في العقل المتأخون؛ فلا "حسن البناء كان يحب الملك فاروق؛ ولا مهدي عاكف كان يحب جمال مبارك وأبيه؛ ولا القرضاوي كان يكره القذافي وبشار الأسد وصدام حسين؛ إذ زارهم في قصورهم والتقط معهم الصور؛ ولكنها غاية المراوغة والانتهازية و"التمسكن"!!
اخوان السودان يرفعون شعار رابعة المماثل للشعار الماسوني

*****
إن تفكيك خطاب وحركة الجماعة المتأخونة التي استثمرت في مجمل الخريطة العربية دورها التدميري منذ التأسيس؛ بالمساهمة في إضاعة فلسطين بالارتباك الذي أحدثته نتيجة سحب الفدائيين المباغت؛ وقد أثبت ذلك تفكيكيا من قبل؛ يكشف بما لا يدع مجالاً للشك أن احتكارها لاصطلاح الثورة ومصادرته حصراً لها؛ لا يمكن أن يخفي "المسكوت عنه" الذي تضمره هذه الجماعة.

** فما تسميه تلك الجماعة المتأخونة " ثورة " في خطابها يعد في حقيقته غطاء مُخادعاً؛ يوفر لها شروط القفز الانتهازوي على ثقل كتل التجمهر؛ وبالتالي احتكار حصاد ما يتحقق عبر الضغط الجموعي، أو ما تتمناه من نتائج تؤدي، أو تقود إلى هدم نظام " الدولة الوطنية " في المنطقة، وهو مستهدفها الاستراتيجي الحقيقي كجماعة عقدية متسيسة. 

** إن الثورة المدعاة، أو الفوضى المستحدثة في حقيقتها؛ لن توفر البيئة المناسبة في المجتمع لاستخلاف سلطة وطنية بديلة عن السلطة القائمة؛ بل ستقفز هي كجماعة طقوسية؛ عبر دورها المرسوم لتكون حسب " فقه التقية " أداة خادمة لنظام الرأسمالية العولمية؛ والمشاركة بالمساهمة في تفتيت المنطقة، وفق " سيناريو الشرق الأوسط الجديد " إلى إمارات وغيتوات وزنقات عرقية ومذهبية؛ متناقضة ومتصارعة تتربع في قلبها "الدولة اليهودية"!! 

** ليس هناك مجال للشك بأن " السلوك الانتهازوي " المدروس للجماعة المتأخونة لا يقوم ببدء فعالية عمليات الخروج على السلطة بالتظاهر والتجمهر ؛ وإنما بالكمون والترقب، وبث التحريض الباطني للغاضبين من الجماهير؛ وبعد التيقن من التمكن ونضوج المناخ التمردي، تبدأ الجماعة في التسلل للتجمعات؛ والهيمنة عليها وإدارتها بخبراتها التنظيمية في السيطرة؛ كما حدث في " ميدان التحرير " بمصر ؛ من مسلك القفز واحتضان شعار " عيش، حرية، عدالة اجتماعية"؛ وكذلك في الأحداث بسوريا، التي كان المتظاهرون في البداية يرفعون فيها شعار "لا سلفية ولا إخوان... ثورتنا ثورة إنسان"؛ وكذلك الأمر في ليبيا!!

** إن النتائج المتحققة بدخول الجماعة المتأخونة في تجمعات الجماهير أساءت إلى هذه التجمعات ودمرتها، نتيجة دفع تلك التجمعات لممارسة العنف القصدي الخارج والمضاد لسلطات الدولة؛ وقد قطفت كجماعة منظمة " عسل السلطة "؛ حين تمكنت من كرسي الحكم لظروف غير طبيعية في مصر وتونس وليبيا؛ فاستبعدت كل القوى التي كانت تمثل وقود الحركة في الشارع؛ وبعد الإطاحة بها من كراسي الحكم غنمت بعض عناصرها ولا تزال مليارات الدولارات من الأنظمة الداعمة المخصصة للانفاق على الفوضى.

ومع هروب كثير من عناصرها لاحقا إلى الدول الحاضنة لتنفيذ آليات مشروع تفتيت المنطقة، مثل تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة... لا تزال تلك الجماعة المتأخونة تمارس الدور  الغوغائي، عبر  كثافة الفعل الإعلاموي؛ والإيهام بفعل الثورة؛ والتباكي عليها واحتكار الدعوة إليها؛ في انتظار  ما تجود عليها به أجهزة الاستخبارات في تلك الدول من سيناريوهات استصناع الفوضى من جديد!

*****

إن الثورة كفعل حركي " منفتح "؛ هي بعيدة بالمطلق عن طبيعة آليات عمل الجماعة المتأخونة كفعل باطني سري " مغلق "؛ ومنافية للمرجعيات الفكرانية لتلك الجماعة كما سبق الإيضاح. لذلك فالسؤال: لماذا تحتكر إذن الحديث الراهن حول هذا الفعل؟ 

الإجابة تعيد التذكير بما ذكره أبو هريرة؛ من حديث حول " آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان "؛ وهل لمنهج التقية السياسوية الذي تستخدمه باقتدار تلك الجماعة من تناقض مع " آية النفاق "؟ كل الدلائل التي سبق تقديمها تثبت هذه النتيجة؛ لذلك فكما " لا تصدقوا الفاسق إذا حدثكم عن الفضيلة؛ فلا تنخدعوا بالمتأخون إذا كلمكم عن الثورة "... الوقائع أثبتت ذلك!!


                                                                        "رأفت السويركي" 



 ---------------------------------------------