الاثنين، 5 فبراير 2018

تفكيك العقل النخبوي الإخواني " المتثورن " (87) حين الفاسق يدعوك للفضيلة... حين "المتأخون" يكلمك عن الثورة!!

تفكيك العقل النخبوي الإخواني " المتثورن " (87)

حين الفاسق يدعوك للفضيلة...

حين  "المتأخون" يكلمك عن الثورة!!

----------------------------------------------------------


حسن البناء يقود احدى تظاهرات جماعته المتأخونة.
والصور كلها من شبكة الإنترنيت.

تفرط الجماعة المتأخونة في استخدام "اصطلاح الثورة"؛ محدثة - وكل محدثة بدعة كما يقولون- ما يمثل ظاهرة طارئة على خطابها المعمم إعلاموياً في المنطقة العربية منذ ما يُسمى تطبيقات "الربيع العربي"؛ لذلك فهذا المستجد الاصطلاحي المقحم على خطاب الجماعة المتأخونة يستدعي التوقف لتأمله؛ وتفكيك مفاصله كشفا لمتوهماتها البنيوية؛ التي وصلت إلى المخادعة بترويج مفهوم  “نحن الإسلام والإسلام نحن”!!

فهذا الاصطلاح -"الثورة"- المُنتمي ألْسُنياً و"إشاراتيا" إلى نسق مفردات الخطاب الٍإيديولوجي "المتمركس"؛ حتى ليكاد يكون حصراً به وأدبياته؛ يدعوك للريبة حين ترصده صادراً بكثافة عن "جماعة عقدية متسيسة جذورها ماضوية الفهوم" بكل المخفي الخَطِر حولها؛ مثل تقديس منطق الولاء والطاعة العمياء للقيادات؛ لذلك تظن بإفراطها في تردادها لاصطلاح الثورة أن المتحدث به ليست الجماعة المتأخونة؛ بل صارت فصيلاً من الماركسيين والاشتراكيين والقوميين؛ لأن هذا الاصطلاح المفاهيمي يعد حكراً تاريخياً على خطاب أدبياتهم قبل وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي منذ عقود في القرن العشرين!!

***** 
حسن البناء وقطب والقرضاوي ثلاثي التنظير
والتكريس الى منهج التقية السياسوية.

إن تلك " الجماعة المتأخونة " بالكثافة المفرطة لخطابها في استخدام اصطلاح "الثورة" ليل نهار، ونزوع مؤسسها الأول " حسن البناء " بتكفير الحزبية؛ ورفض تعدد التيارات، جعلها تبدو وكأنها الجماعة الوحيدة فقط المسؤولة راهناً عن إحداث ذلك "الفعل الثوري" العام 2011 م في الشارع؛ والضامن لاستمراره في الشارع؛ والمسؤولة عن إعادة استحداثه مرة أخرى في الشارع، عقب انقضاء حضوره بما يُصْطَلح على تسميته بـ "ثورة يونيو / حزيران 2013 "م؛ التي كرست تخليص رقبة " مصر /الدولة " من هيمنة سلطة الجماعة المتأخونة قبل الشروع في تفتيتها لصالح متوهم "دولة الخلافة" الإسلاموية!!

وفي الواقع إن ما تمتلكه "الجماعة المتأخونة" راهناً من أذرع إعلاموية صار لها حضورها المنفرد في الفضاءين "التلفازوي" مثل: "الجزيرة والشرق ومكملين والحوار و... إلخ؛ و"السيبراني الافتراضوي" مثل: "رصد، وعربي21، وساسة بوست، و...إلخ"؛ يكاد يحصر استخدام هذا الاصطلاح بخطابها المريب؛ لتبدو "الجماعة المتأخونة" شكلانياً بشكل طارئ "جماعة متثورنة"؛ فيما هي أبعد ما تكون عن الفكر والنهج والفعل الثوري الحقيقي؛ لأنها تمثل أوضح نموذج تطبيقي عقدي للرجعية السياسوية المنتجة لفكر التكفير وتعميم القتل.

***** 
جماعة تظاهرات الفوضى المسلحة والعنف المتأخون وهدم الدولة الوطنية.

إن الجماعة المتأخونة تاريخانياً يستحيل أن تعبر عن فكرة وفكر الثورة ؛ لأنها بنيويا تصطف سياسوياً في مربع "اليمين العقدي الماضوي" فكرانيا؛ ولا يمكن أن تُقارب، أو تقترب مُطلقاً من الفكر الثوري الحقيقي، بمفهومه السياسوي المعاصر؛ والمتعارف عليه في تجاربه العديدة؛ فهو الفعل المنطلق من الفكر المحكوم بقاعدة "ما لله لله وما لقيصر لقيصر"؛ ولا علاقة للعقائد السماوية به!!

وهنا يتجلى السؤال: لماذا إذن تستهلك "الجماعة المتأخونة" اصطلاحات مقحمة على خطابها المروج له من نوعية  "الثورة" و"الثوار" و"الجماهير" و"التغيير" و"الديموقراطية" و"صندوق الانتخابات" و"العسكر" و"تداول السلطة"... إلخ؟

ما قد يجيب على هذه الأسئلة... أن هذه الجماعة تشكلت بنيويا على مبدأ توظيف نهج "التقية" المستعار من تجارب الفرق الإسلاموية العديدة المنتسبة للتوصيف الخوارجي ؛ حيث "تُظهر خلاف ما تُبْطن"؛ وتلعب بخبرة الممارسة المستقاة من تجارب ووثائق المؤسس الأول "حسن البنَّاء" بما يُسمى "فقه الضرورة"؛ أو سياسوياً ما يمكن الاصطلاح عليه بــ "فقه المنافقة"!!

***** 

إن هذا "الفقه المخادع" الذي برعت الجماعة المتأخونة في توظيفه؛ يتيح لمن يمارسه أن يرتدي، ويبدل باطمئنان "قناع الوجه المناسب" للحالة محل الإشكالية وظروفها. وهو ما أجادت تلك الجماعة طيلة تاريخها توظيفه منذ التأسيس إلى التوقيت الراهن؛ وتستخدمه حسب كافة مستوياتها؛ بدءاً من القيادات العليا نزولاً إلى وحدات قواعدها الدنيا؛ بالمنهج القائم على منطوقات: " أظهر خلاف ما تبطن"، و "قل بلسانك مَا لَيْسَ فِي قلبك" و "اِعْطِ للناسِ من طرفِ اللِّسانِ حلاوة"!!

وهذا التوصيف التفكيكي لا يتضمن أي افتئات على الجماعة؛ فتاريخها كله يقوم سياسوياً على "نهج الاتقاء"؛ وحافل بما يؤكد مسلكياتها "التقوية"؛ من دون حياء أو خشية؛ لأنها تظن أن له أسانيده العقدية الموصوفة بـ "الخوارجية"؛ فكان كله تاريخاً سياسوياً من المخادعة والادِّعاء بالتقوى والورع.

وتكفى الإطلالة على الوثائق والشهادات والدراسات التي تعرضت لحالة هذه الجماعة لإثبات ذلك؛ وتحديداً فهذه الجماعة لا يمكن أن تكون جماعة ثورية بأية حالة من حالاتها؛ كما أن غايات فعل "الثورة الشريفة" على الأرض ليست بنيويا من مستهدفات تلك الجماعة على سبيل الإطلاق.

فالثورة في أبسط مفاهيمها كفعل جماهيري؛ تكون محكومة بغرضية إعادة تشكيل وصياغة موازين وفعاليات القوى الاجتماعوية؛ سعياً لتحقيق العدل الوجودي؛ بما لا يتيح الفرصة الفردانية لاحتكار عائد الفعل البنيوي الجماعي في المجتمع لصالح غير الباذلين للجهد؛ وإنما للقائمين بتغيير مادة "خامية" الواقع إلى أطوار جديدة؛ بما يرتقي بحياة هؤلاء المنفقين للجهد؛ لأنهم الباذلون لذلك الجهد ويتحملون تبعات أعبائه.

وهذا الشرط الوجودي الحاكم لفعل الثورة؛ إذ لم يكن مرتبطاً بجهد العمل في المجتمع، يجعلها نوعاً من التعبير الفوضوي الذي لا يختلق سوى الفوضى؛ ويعممها "حالة ما يُسمى الربيع العربي أنموذجاً".

وهنا لمعرفة الأرضية الفكرانية المضادة لفكرة الثورة؛ والحاكمة لتلك الجماعة المتأخونة؛ وكشفا للتهافت والتقية التي تستخدمها سياسوياً ينبغي العودة إلى أصولياتها النظرية؛ لتكتشف ما يلي:

** الجماعة المتأخونة تستهدف في مشروعها التمكيني إعادة ما تسمى "دولة الخلافة الإسلاموية"؛ التي سيحكمها "الإمام"؛ لذلك وصفت مؤسسها الأول "حسن البناء" بـ "الإمام"؛ وبمقتله بيد عناصر الجماعة نفسها استخرجت لقب "المرشد" توصيفا لمن يدير شؤونها لاحقاً؛ لأنه لا إمام لهذه الجماعة سوى "حسن البناء" فقط؛ وقد كان تنظيميا يمثل المعادل الموضوعي للنبي السياسوي برسائل تعاليمه!!

** "دولة الخلافة الإسلاموية" تشكلت بدءاً من مجتمع المدينة؛ وتمددت خلال مرحلة العصور الوسيطة تاريخانياً إلى مساحة شاسعة من العالم؛ وقد كان نسق الإنتاج القائم خلال تلك المراحل إقطاعياً وتجارياً؛ لذلك حكم دولة الخلافة فقه "تسعة أعشار الرزق في التجارة"؛ وليس الاستزراع أو الاستصناع؛ فضلاً عما لوث سمعتها السياسوية بما سُمي "فقه اقتصادات الغزو والسبي".

وتأتي الجماعة المتأخونة لتعيش في المتوهم الماضوي بتلبس ذلك النسق؛ وتتوهم إمكانية إعادة إحيائه سياسوياً؛ على الرغم من فقدانها لكل مقومات القوة العسكريتارية ؛ أو فرض النموذج بقبضها على آليات التطور المماثل لتطور النوع الرأسمالوي الذي يجري تشكله الجديد في مرحلته العولمية.

***** 

ومن هنا ليست لدى هذه الجماعة المتأخونة أية مقومات لإعادة الصياغة السياسوية للواقع، بما يتناسب مع فعل الثورة الحقيقية؛ التي تقوم بتغيير حياة الجماهير في الواقع الاقتصادوي؛ والنتيجة المنطقية لذلك أنها لا يمكن أن تنتج سوى الفوضى، والفوضى فقط. لذلك فادِّعاء الجماعة بأنها ثورية... باطل!!

** نموذج بنية دولة الخلافة المتوهمة لهذه الجماعة لابد أن يكون بالضرورة عقدياً أي  -"الوطن الإسلاموي الذي تميزه العقيدة، وتحكم وجوده"- وقمة سلطته أيضاً تكون عقدية بالوجوب؛ بمعنى أن السلطة بها تكون للخليفة، أو للإمام أو المرشد؛ وبالتالي يستدعى الأمر السؤال: ما هي إذن فعالية متوهم الصناديق، والانتخابات والأصوات، وتداول السلطة التي تدعي تلك الجماعة أنها تتبناها؟ ويترتب على ذلك أن عقيدة الثورة كأداة للتغيير لا وجود لها في تلك الدولة المتخيلة؛ لأن الإمام أو المرشد سيكون جاثماً على صدور الجماهير؛ شاءت ذلك أم أبت؛ وكله بأسانيد "شريعية". وهذا ما يؤكد أن ادعاء تلك الجماعة بأنها ثورية... باطل!!
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة المتأخونة يرفع شعار رابعة في تونس.

** إن نمط فعل الجماعة المتأخونة تاريخياً؛ ينفي عنها " سمة الثورية " التي تحاول الإيهام بها. ولدينا من الأحداث ما يثبت مكذوبيتها في هذا الادعاء: 

- لقد ذكر "حسن البناء" في كتابه " مذكرات الدعوة والداعية" أن جماعته هتفت بالبيعة في احتفال تنصيب الملك فاروق ملكا على مصر، حين بلوغه الثامنة عشرة من عمره ورفع الوصاية عنه؛ وأن جماعة الشبان المسلمين رددت في احتفال التنصيب الشعارات الإسلامية. وهذا نموذج تطبيقي للتقية؛ فالفعل الثوري يكون ضد هذه النمطية من الأنظمة السياسوية؛ فكيف تكون إذن جماعة ثورية؟!

ـ إن "حسن البناء" كثيراً ما دعا إلى تنصيب الملك فاروق خليفة للمسلمين؛ وكتب مقالاً في مجلة "الإخوان المسلمون" عنوانه‏:‏ ‏"ملك يدعو وشعب يجيب - إلى جلالة الملك الصالح فاروق الأول من الإخوان المسلمين‏"‏. بل كتب ان الجماعة قررت ألا تباركه ملكا؛ ولكن أن تبايعه خليفة علي سنة الله ورسوله ‏"‏، وأطلقت عليه لقب "حامي المصحف "، و"حامي حمي الإسلام "، وهذا يمثل مسلكا للتقية سعيا للتواري خلف النظام الملكي لتحقيق التمكين لاحقا؛ فكيف تكون إذن جماعة ثورية؟!

ـ إن "حسن البناء" قام بحشد جماهير جماعته المتأخونة في مظاهرات مضادة لجماهير "حزب الوفد" الذي كان يجسد صوت الحركة الوطنية المصرية؛ حين اختلف مصطفى النحاس مع الملك فاروق؛ وأخذت الجماعة المتأخونة تهتف: "الله مع الملك"؛ وتصفه بأنه "أمير المؤمنين"؛ نكاية في جماهير الوفد بهتافها: "الشعب مع النحاس"! أليس ذلك يعد دليلا تاريخانيا يثبت أنها جماعة تمارس التقية السياسوية؛ لتتحكم في رقاب الجماهير إذا اعتمد الملك فاروق عليها؟  فكيف تكون إذن جماعة ثورية؟!
عبد المجيد الزنداني يرفع شعار رابعة المتأخون في اليمن.


ـ إن الموقف الأولي الذي انطلق منه "حسن البناء" مرتبط بالقاعدة الفقهية التي تجرم " الخروج على الحاكم "؛ لذلك كان يدعو الملك فاروق ليكون قائداً للأمة وخليفة للمسلمين؛ ولهذا لم يكن من الغرابة أن يعلن المرشد العام محمد مهدى عاكف: إن الجماعة توافق على ترشيح جمال مبارك رئيسا لمصر، بشروط أهمها أن يكون والده قد ترك السلطة أولاً. أي توافق على " قاعدة توريث الحكم "! فكيف تكون إذن جماعة ثورية؟!

 ـ وفي صورة أخرى أكروباتية من الفكر المتأخون القطبي اللاحق والمتناسل بزعم الجهادية؛ ناقض يوسف القرضاوي "فقيه الفتنة المتأخونة" نزوع إمامه الأول " حسن البناء " بالدعوة لخروج الجماهير ضد مبارك والقذافي وبشار؛ معتبرا ذلك جهاداً؛ من دون الاهتمام بنتائج ما أحدثه فقهه المشوه، من دمار عمدي وفوضوي في سوريا وليبيا والعراق، وكان يتمناه ويسعى إليه في مصر "المحروسة". لتكون تلك الجماعة داعية للفوضى وليس للثورة!

وفي كلتا الحالتين المتشابهتين سياسويا لـ "حسن البناء" و"مهدي عاكف" ونقيضهما من "القرضاوي" قد تبدو الجماعة المتأخونة متناقضة في المواقف: غير أن الأمر  غير ذلك، ولا تفسير له سوى أنه تطبيق لمسلكية كذب "فقه التقية" المتأصلة في العقل المتأخون؛ فلا "حسن البناء كان يحب الملك فاروق؛ ولا مهدي عاكف كان يحب جمال مبارك وأبيه؛ ولا القرضاوي كان يكره القذافي وبشار الأسد وصدام حسين؛ إذ زارهم في قصورهم والتقط معهم الصور؛ ولكنها غاية المراوغة والانتهازية و"التمسكن"!!
اخوان السودان يرفعون شعار رابعة المماثل للشعار الماسوني

*****
إن تفكيك خطاب وحركة الجماعة المتأخونة التي استثمرت في مجمل الخريطة العربية دورها التدميري منذ التأسيس؛ بالمساهمة في إضاعة فلسطين بالارتباك الذي أحدثته نتيجة سحب الفدائيين المباغت؛ وقد أثبت ذلك تفكيكيا من قبل؛ يكشف بما لا يدع مجالاً للشك أن احتكارها لاصطلاح الثورة ومصادرته حصراً لها؛ لا يمكن أن يخفي "المسكوت عنه" الذي تضمره هذه الجماعة.

** فما تسميه تلك الجماعة المتأخونة " ثورة " في خطابها يعد في حقيقته غطاء مُخادعاً؛ يوفر لها شروط القفز الانتهازوي على ثقل كتل التجمهر؛ وبالتالي احتكار حصاد ما يتحقق عبر الضغط الجموعي، أو ما تتمناه من نتائج تؤدي، أو تقود إلى هدم نظام " الدولة الوطنية " في المنطقة، وهو مستهدفها الاستراتيجي الحقيقي كجماعة عقدية متسيسة. 

** إن الثورة المدعاة، أو الفوضى المستحدثة في حقيقتها؛ لن توفر البيئة المناسبة في المجتمع لاستخلاف سلطة وطنية بديلة عن السلطة القائمة؛ بل ستقفز هي كجماعة طقوسية؛ عبر دورها المرسوم لتكون حسب " فقه التقية " أداة خادمة لنظام الرأسمالية العولمية؛ والمشاركة بالمساهمة في تفتيت المنطقة، وفق " سيناريو الشرق الأوسط الجديد " إلى إمارات وغيتوات وزنقات عرقية ومذهبية؛ متناقضة ومتصارعة تتربع في قلبها "الدولة اليهودية"!! 

** ليس هناك مجال للشك بأن " السلوك الانتهازوي " المدروس للجماعة المتأخونة لا يقوم ببدء فعالية عمليات الخروج على السلطة بالتظاهر والتجمهر ؛ وإنما بالكمون والترقب، وبث التحريض الباطني للغاضبين من الجماهير؛ وبعد التيقن من التمكن ونضوج المناخ التمردي، تبدأ الجماعة في التسلل للتجمعات؛ والهيمنة عليها وإدارتها بخبراتها التنظيمية في السيطرة؛ كما حدث في " ميدان التحرير " بمصر ؛ من مسلك القفز واحتضان شعار " عيش، حرية، عدالة اجتماعية"؛ وكذلك في الأحداث بسوريا، التي كان المتظاهرون في البداية يرفعون فيها شعار "لا سلفية ولا إخوان... ثورتنا ثورة إنسان"؛ وكذلك الأمر في ليبيا!!

** إن النتائج المتحققة بدخول الجماعة المتأخونة في تجمعات الجماهير أساءت إلى هذه التجمعات ودمرتها، نتيجة دفع تلك التجمعات لممارسة العنف القصدي الخارج والمضاد لسلطات الدولة؛ وقد قطفت كجماعة منظمة " عسل السلطة "؛ حين تمكنت من كرسي الحكم لظروف غير طبيعية في مصر وتونس وليبيا؛ فاستبعدت كل القوى التي كانت تمثل وقود الحركة في الشارع؛ وبعد الإطاحة بها من كراسي الحكم غنمت بعض عناصرها ولا تزال مليارات الدولارات من الأنظمة الداعمة المخصصة للانفاق على الفوضى.

ومع هروب كثير من عناصرها لاحقا إلى الدول الحاضنة لتنفيذ آليات مشروع تفتيت المنطقة، مثل تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة... لا تزال تلك الجماعة المتأخونة تمارس الدور  الغوغائي، عبر  كثافة الفعل الإعلاموي؛ والإيهام بفعل الثورة؛ والتباكي عليها واحتكار الدعوة إليها؛ في انتظار  ما تجود عليها به أجهزة الاستخبارات في تلك الدول من سيناريوهات استصناع الفوضى من جديد!

*****

إن الثورة كفعل حركي " منفتح "؛ هي بعيدة بالمطلق عن طبيعة آليات عمل الجماعة المتأخونة كفعل باطني سري " مغلق "؛ ومنافية للمرجعيات الفكرانية لتلك الجماعة كما سبق الإيضاح. لذلك فالسؤال: لماذا تحتكر إذن الحديث الراهن حول هذا الفعل؟ 

الإجابة تعيد التذكير بما ذكره أبو هريرة؛ من حديث حول " آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان "؛ وهل لمنهج التقية السياسوية الذي تستخدمه باقتدار تلك الجماعة من تناقض مع " آية النفاق "؟ كل الدلائل التي سبق تقديمها تثبت هذه النتيجة؛ لذلك فكما " لا تصدقوا الفاسق إذا حدثكم عن الفضيلة؛ فلا تنخدعوا بالمتأخون إذا كلمكم عن الثورة "... الوقائع أثبتت ذلك!!


                                                                        "رأفت السويركي" 



 ---------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق