الجمعة، 26 يناير 2018

على نفسه جنى سامي عنان... فانتظروا "لطميات المتأخونين"!!

على نفسه جنى سامي عنان...
فانتظروا "لطميات المتأخونين"!!
------------------------------------------------------

 
 
 
ما بين عشية وضحاها... تكلمت المؤسسة العسكرية الوطنية المصرية؛ وتحركت وفق عادتها المشهودة في فن إدارة الأزمات الذي تتقن حرفيته باقتدار؛ ووضعت النقاط فوق الحروف في مسألة إعلان سامي عنان ترشحه لخوض انتخابات الرئاسة المصرية.
 
*****
 
لقد حمل بيان هذه المؤسسة، التي لا تغفل عينها عن أية مهددات للأمن الوطني المصري والقومي العربي... ما يدل على انضباطها الصارم في "إدارة الأزمات"؛ وحرصها على مواجهة كل أنماط التهديد للوجود الوطني داخليا وخارجيا؛ والذي يتخذ أشكالا متغيرة وفقا للسيناريوهات المتجددة لمشروع إسقاط الثمرة من فوق الشجرة؛ والثمرة هي مصر في مفهوم "سيناريو الشرق الأوسط الجديد".
 
لقد كان اعلان اعتزام الترشح الذي أعلنه "الفريق مستدعى سامي عنان" حسب اصطلاح بيان القوات المسلحة؛ حاملا لشبهة سيناريو من هذه الاستراتيجية الخارجية؛ حتى وإن افتراضنا أنه لا يقصد أن يكون في ذلك المربع.
 
غير أن موقعيته العسكريتارية السابقة قبل أن يحيله إلى الاستيداع الرئيس المعزول المتأخون محمد مرسي؛ كانت تفرض عليه وهو رئيس الأركان السابق أن يدرك مخاطر البيان الذي أعلنه؛ وكان بصياغته يمثل توريطا له؛ لم يدرك مخاطر "المسكوت عنه" الذي أورطه فيه من كتبوه له من المتأدلجين وجلاس مقاهي النظرية والمتنشطين فيما يسمى "جمعيات المجتمع المدني" من الأكاديمويين وسواهم.
 
وفي تدوينتي السابقة التي نشرتها قبل هذه الكتابة؛ توليت تفكيك خطاب اعتزام ترشحه المنتفخ بالاشارات السلبية تجاه المؤسسة الوطنية العسكرية المصرية ونظام إدارة الدولة المصرية الراهن. إذ أن سامي عنان لم يدقق؛ أو وافق على ما كتب له من دون الحذر المهني كقائد عسكري للمختبئ في متن خطاب ترشحه.
 
لذلك فإن نص بيان القوات المسلحة المصرية جاء حاسما وباتا في تحديد ما وقع فيه سامي عنان؛ وفضلا عن ذلك فقد توافق مع كثير مما أظهرته القراءة التفكيكية للبيان التي نشرتها على جداري بعنوان "سامي عنان... الطريق للكرسي بـ "عُكّازَيِّ" المتنشطين والإخوان!! " خاصة ما يدور حول الجيش المصري ومشاركته الضرورية في إدارة أزمة التهديد الوجودي لمصر الدولة؛ حيث تغافل سامي عنان عن ضوابط الرؤية الموضوعية للمسألة المصرية الوطنية. ويمكن لمن يرغب العودة إلى تلك الكتابة حسب الرابط للمقارنة.
 
*****
 
"نص بيان القوات المسلحة حول التحقيق مع سامي عنان"
----------------------------------------------------

 
"إنه على الرغم مما يواجهه جيش مصر العظيم على مدار السنوات الأربع الماضية، من حرب شرسة ضد الإرهاب الأسود الذى يبتغى النيل من مكانة مصر والافتئات على دورها التاريخى فى محيطها العربى والإفريقى والإسلامى، وذلك فى ظل تحديات غير مسبوقة تواجهها، وتربص من عناصر داخلية وخارجية متعددة، فقد كانت القوات المسلحة على الدوام فى مقدمة صفوف المواجهة للحفاظ على الدولة المصرية وإرساء دعائمها ودعم كل مؤسساتها ويحكمها فى ذلك إطار منضبط من القواعد والقوانين الصارمة والتى حافظت عليها كمؤسسة قوية ودعامة أساسية من دعائم الدولة.
 
وفى ضوء ما أعلنه الفريق مُستدعى سامى حافظ عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، من ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية، فإن القوات المسلحة لم تكن لتتغاضى عما ارتكبه المذكور من مخالفات قانونية صريحة، مثلت إخلالا جسيما بقواعد ولوائح الخدمة بضباط القوات المسلحة، طبقا للآتى:
 
** أولا: إعلانه الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية دون الحصول على موافقة القوات المسلحة أو اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء استدعائها له.
 
** ثانيا: تضمين البيان الذى ألقاه المذكور بشأن ترشحه للرئاسة، على ما يُمثل تحريضا صريحا ضد القوات المسلحة بغرض إحداث الوقيعة بينها وبين الشعب المصرى العظيم.
 
** ثالثا: ارتكاب المذكور جريمة التزوير فى المحررات الرسمية، وبما يفيد إنهاء خدمته فى القوات المسلحة، على غير الحقيقة، الأمر الذى أدى إلى إدراجه فى قاعدة بيانات الناخبين دون وجه حق.
 
وإعلاء لمبدأ سيادة القانون، باعتباره أساس الحكم فى الدولة، فإنه يتعين اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال ما ورد من مخالفات وجرائم تستدعى مثوله أمام جهات التحقيق المختصة، والله ولى التوفيق.
 
                                                              "انتهى نص البيان".
 
*****
وإذا كان بيان القوات المسلحة حدد بوضوح ما وقع فيه سامي عنان من أخطاء كان من الغرابة أن يقع في شركها للتحقيق معه بشأنها؛ فإن ما ينبغي ألا ننساه هو أنه ببيانه المختل ذلك كان يتقدم راكبا عربة تجرها قوتان، الأولى "الجماعة المتأخونة" التي عزلته مسبقاً؛ والثانية "جماعة المتأدلجين والمتنشطين"؛ محاولا اقتناص أصوات أفراد الجماعتين حين الانتخابات. والمؤكد أن كتلتي أو "عكازي" الإخوان والمتأدلجين وشظايا المتنشطين أعجز عن تحقيق شيء مما حققته الدولة المصرية في الفترة الراهنة.
 
**** 
 
لذلك فإن هذا الإجراء المنطقي والقوي الذي اتخذته القوات المسلحة؛ وهي تدير أزمة حاول أن يسببها سامي عنان، ستتسبب بدءا من اليوم في إقامة "سرادقات الولولة" التي ستقيمها أجهزة إعلام الجماعة المتأخونة، وحسابات المتنشطين والمتأدلجين الإلكترونية، لتشبع فيها لطما حول متوهماتها الكذوب بديكتاتورية نظام الحكم؛ وتتناسى كما تقول العرب في مقولتها الشهيرة "أن براقش جنت على نفسها"؛ وهنا فإن سامي عنان هو الذي "جنى على نفسه".!!
 
                                                                    "رأفت السويركي"
----------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق