الأربعاء، 28 يونيو 2017

مسلسل "الجماعة 2"... التقريرية لا تصنع دراما فاعلة!!

مسلسل "الجماعة 2"... التقريرية لا تصنع دراما فاعلة!!
------------------------------------------
 
 
 
كلمات استاذنا ا. د السيد فضل Assyed Fadl التي وضعها على جداره حول مسلسل "الجماعة 2 " مثلت كشفاً يُعتدُّ به؛ مهما كان المشاهد مع سياق المسلسل أو يقف في موقع مغاير. ولكن حين يتورط العمل الدرامي في التقريرية؛ فإن الفن بزخمه التعبيري يغيب، وينكشف الموقف السياسوي فيصيب المشاهد المتلقي لمحموله بالحيرة.
 
*****

تدوينة ا. د السيد فضل:
-------------------
" ارتكب وحيد حامد أكثر من خطيئة في مسلسل الجماعة ٢ منها تقديم عمل فني لايجوز فيه ادعاء الحياد أو التوازن ومنها تجاوز رحلة سيد قطب لأمريكا رحلة التحول رحلة الإعداد الصهيوني الماسوني لشيطنة الإسلام برغم وجود مصادر مفيدة في هذا السياق قدم سيد قطب في عدة مشاهد باعتباره المفكر الكبير جدا ولم يكن أكثر من أديب فشل في التحقق فغادر عالم الأدب كان العقاد قد رفض أن يقدم كتابا له فغادر صالونه بلاعودة كانت أمام وحيد حامد خميرة درامية عبقرية لو قرأ عبد الوهاب إسماعيل في المرايا وتتبع وجوده فيها بالكامل وخميرة أخرى فيما كتبته سناء البيسي آثر المؤلف الرجوع لجرحى عبد الناصر جمال حماد والبغدادي وكمال الدين حسين وغيرهم ليؤكد دخول عبد الناصر للجماعة متغافلا أن هذا الجيل مرَ بكل الجماعات المشتغلة بالوطنية ومن بينها الجماعة والمرور يعني البحث عن طريق وتحقق وجده في الضباط الأحرار دور عمر صابرين منحت هذه الحرباية بإجادتها مامنحه يوسف وهبي لطلبة مرزوق على غير إرادة نجيب محفوظ في ميرامار وحيد حامد قدم عملا تجاريا أراد أن يتوازن فاختل توازنه لا حياد في الفن".
 
 
*****
 
ومن خلال كتابة الاستاذ الدكتور السيد فضل يمكن القول ان مسلسل "الجماعة 2 " لم يكن عملاً توثيقياً يمكن محاسبته نقدياً وفق مقاييس الأفلام الوثائقية ومرجعياتها؛ ولم يقدم دراما يتماهى خلالها الواقع مع المتخيل بدرجة عميقة وتتصاعد خلالها الأحداث وتتعقد وصولاً على درجة التشويق ليصل إلى إيصال رسالة محددة. لذلك ظهر العمل خلال حلقاته الثلاثين تقريرياً إلى درجة البرود؛ وبرزت المشاهد وكأنها جلسات لقراءة كتاب يستعرض مرحلة من تاريخ الجماعة المتأخونة!
 
ما أثير حول المسلسل من مواقف سياسوية قد تكون صحيحة؛ إذا كنا ننظر إلى البنية الدرامية التي أقامها الكاتب وحيد حامد من منظور منحاز؛ غير أن دوافعه الذاتية للتركيز على توليد قناعة بموضوعيته وعدم انحيازه الدرامي مثَّل مأزقاً؛ خاصة لدى المشاهد الذي اكتوى شعورياً على الأقل بما ارتكبته الجماعة المتأخونة في حق الوطن.
 
لا بأس من أن يشير وحيد حامد تنقية لساحته باعتماده على مراجع موثوقة؛ وأنه اطمأن لموقفية من قام بمراجعة كتابته على الرغم من الانتماء السياسوي لمن قام بعملية المراجعة تلك للعمل. ولكن ماذا يقول عن الترحاب الخفي بالمسلسل من جمهور الجماعة الذي لم تتعرض له انتقاداً وسائل أعلام الجماعة المتأخونة؟
 
لذلك... فليعلم وحيد حامد أن أغلبية المؤلفات التي رصدت تاريخ الجماعة كانت تتم من خلال منظور تابعيها والمنتمين لها؛ وحتى تلك المنتقدة لها؛ لم تعتمد منهج الفكر التحفيري الناقد للجماعة؛ وأنها سلَّمت بعموم خطاب الجماعة الذي كتبه منظروها. لهذا لا تزال الجماعة تراوح مكانها؛ وتتحين الفرصة تلو الفرصة من جديد للانقضاض على الدولة والإسلام الحقيقي لتحقيق مصلحتها الجماعاتية.
 
في الجزء الثالث التالي "الجماعة3 " الذي أعلن عنه؛ ينبغي أن يخرج لدى كتابته وحيد حامد من أسر المسلمات المشكوك في حقيقتها؛ ويجب أن يوظف البناء الدرامي ليساهم في كشف حقيقتها المخبأة كحالة سياسوية فاسدة منذ إنشائها.!
 
                                                                                                                                  "رأفت السويركي"
 
 --------------------------------------------
 

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق