تفكيك العقل النخبوي الأكاديموي المتنشط ( 80 )
قولوا للدكتور حسن نافعة: “إلعب غيرها… لأنها مش نافعة”!!
-----------------------------------------------
عنوان المقابلة الصحافية لموقع "عربي 21" مع الدكتور حسن نافعة.
أثبت الدكتور حسن نافعة Hassan Nafaa أستاذ العلوم السياسوية بما لا يدع مجالا للشك تلك القاعدة التي تقرر أنه ليس كل من قام بتدريس السياسة يمكن أن يكون رجل سياسة يعتد بثقله؛ لأن ممارسة العمل السياسوي تتطلب مهارة تقوم على توافر عنصري القدرة الذاتوية والإعداد المهاري؛ ووفق تفكيك خطاب الدكتور نافعة يبدو أنه لا يمتلك أيا منهما؛ لذلك لا يصلح إلا رجل قاعة تدريس وفقط؛ بل الأنكى أنه يبدو هنا روتيني النهج؛ وغير مبدع في تقديم القراءة السياسوية المحايثة للواقع المصري الراهن والعولمي بتعقيداته البنيوية.
إن هذا الرأي لا يأتي هنا من منطلق “حكم القيمة” مضادا للدكتور حسن نافعة؛ ولكنه تشكل نتيجة الممارسة التفكيكية لخطابه المشهر، كتابة وتصريحا وممارسة خلال السنوات الماضية؛ حتى قبل أحداث فوضى يناير 2011 م، وما تبعها من حالة الرخاوة الاجتماعوية التي وفرت مناخا لطفح البثور من نوعية المتنشطين السياسويين على وجه الوطن؛ سواء كانوا من المتأخونين أو المتأدلجين، أو العقديين المتسيسين، وكلهم من عباد نظريات الماضي.
*****
عناوين المقابلة تكشف ما يستهدفه
الدكتور حسن نافعة والجهة التي يمثلها الموقع.
ولكي لا تتهم هذه التدوينة بإطلاق الكلام على عواهنة؛ فإن الجهد التفكيكي سيعتمد تطبيقيا حوارا خاصا أجراه موقع “عربي 21” التابع للمنظومة الإعلاموية الموظفة لتنفيذ سيناريو الشرق الأوسط الجديد؛ معتمدا على الحضور المتأخون محور فعالية تفتييت أوطان المنطقة، وهدم نظام الدولة الوطنية بها.
في هذه المقابلة كشف الدكتور حسن نافعة عن حجم خطابه السياسوي المنتفخ بالضجيج؛ عبر الأراء التي أسفر عنها خلال الحوار؛ فهي بعيدا عن طبيعة الانتماء الذي يساوقه لم يقدم ما يمكن أن يمثل قيمة يعتد بها خلال فعل التفكيك لحواره الحامل لخطابه. إذ جاءت الآراء التي رددها أقرب إلى الشعبوية غير الاحترافية ومرتبكة البناء؛ وتحمل في متنها عناصر التناقض الصارخ، فهو يقدم رأيا في فقرة وينفيه في الفقرة التالية؛ ويصطنع توهما أدوارا لقوى سياسوية، ثم يقوم بتسطيح حجمها بما يهمش وجودها في فقرة مغايرة.
وهكذا يبدو الدكتور حسن نافعة مرتبكا حتى في توصيفه الوضع المصري؛ هل ذلك لإدراكه الحقيقي أن ما يتطوع لقوله هو مناف لحقائق الواقع المصري الراهن؛ وبالتالي فالشعور الباطني المسكوت عنه والمهيمن لديه بأنه غير صادق في قراءاته السياسوية للواقع المصري يجعله غير قادر على تحقيق الإقناع إلا لجمهور الجماعة المتأخونة؛ ورواد مقاهي النظرية؛ وصبيان جماعات المتنشطين ممن يذوبون عشقا مرضيا فيمن يقوم بشيطنة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؛ ويحمله أوزار مراحل سابقة هو غير مسؤول عنها؛ بل من أتاحوا الفرصة لتسرطن الرأسمالية الطفيلية بدءا من السادات فمبارك؛ وكلاهما أطلق العنان لما يسمى جماعات الإسلام السياسوي للتجذر في الخاصرة المصرية.
وفضلا عن ذلك وهو الأخطر، فإن خطاب نافعة يلقى قبول المشوهين وجدانيا؛ ممن يسفرون عن مشاعر كراهية مضادة للمؤسسة العسكرية الوطنية؛ أو ممن يؤدون دور لاطمات الخدود، وشق الجيوب حزنا من التزام الجيش الوطني راهنا بإدارة افساد الأزمة التي تستهدف وجود مصر الوطن!!
*****
إن المستوى المتهافت من التنظير الشعبوي الذي يقدمه الدكتور حسن نافعة في ذلك الحوار، يطرح على الأذهان تساؤلا عن مدى تميز طلاب العلم السياسوي الذين يقوم بتدريسهم؛ إذا كانت هذه هي طبيعة الاجابات التي يقدمها في الحوار؛ وهي لا تبرز أية خصوصية، أو إبداعا في الإجابات والأفكار من رجل يفترض أنه ضليع في علوم التحليل السياسوية.
** الدكتور نافعة لا يتيح لك إمكانية الشعور بالامتلاء المعلوماتي، عبر ممارسته طقوس وفنيات التحليل التي يفترض أنه يمتلكها؛ فحين يتحدث عن النظام الراهن في مصر، تؤكد مقولات النتائج التي يعلنها أنه لا ينطلق من خبرات الاعتبار الخاصة بمكونات هذا الاصطلاح؛ أي إدراك مكونات النظام الراهن، وهرميته وطبيعته الطبقية؛ وكذلك معايير القوة للقوى وموازينها التي تتشكل منها الدولة المصرية الراهنة بخصوصيتها. إنه يحصر مستهدفه في الرئيس والمؤسسة العسكرية المصرية؛ وهما مرتكز حماية مصر.
** الدكتور حسن نافعة يقع في فخ تعميم الوهم بادعاء معرفته ببنية ونسق المؤسسة العسكرية الوطنية؛ لأنه في حقيقة الأمر واقع من دون إدراك في أسر عموميات التصورات الرأسمالوية الأميركية تجاه مؤسسات الجيوش الوطنية؛ ويقوم بالفصل القصري في الخطاب بين هذه المؤسسات ونسيجها الوطني الشعبوي؛ على الرغم من انها تعتمد على التجنيد الإلزامي وليس العمل الاحترافي.
** الدكتور نافعة يلعب اللعبة الخبيثة؛ بتعميق التصور الرأسمالوي حين يصطنع صورة مزيفة لهيمنة “المسلك الجنرالي” على المؤسسة العسكرية الوطنية في مصر ؛ ويجترئ في التصريح بإمكانية حدوث انقلاب داخلي في هذه المؤسسة؛ وكأنها مؤسسة عسكريتارية بإحدى جمهوريات الموز؛ وأنها منتفخة بالمغامرين، ومحترفي الخروج على النسق الوطني.
** الدكتور نافعة لا يخرج من أسر مفاهيم العلم السياسوي الرأسمالوي المهيمن؛ باصطناع تناقض بين نقطة مركز الرئاسة في المجتمع المصري وسياق المؤسسة العسكرية الوطنية؛ عبر دسيسة التلميح لاحتمالية وجود تناقضات داخل هذه المؤسسة الوطنية؛ وينساق مفهوميا وراء الظن أن أطرافا بها قد تقع في أسر التوجيه الخارجي لها - أي عميلة - من بعض الدول المركزية؛ ما يوفر عنصر إمكانية حدوث صراع داخلي بها يمكن إدارته من الخارج؛ فيحدث الانقلاب داخل هذه المؤسسة الوطنية!!
*****
السيناريوهات المتوهمة
تثبت تناقضات الدكتور حسن نافعة.
هذه الخطوط العامة التي يكشفها النهج التفكيكي لخطاب الدكتور حسن نافعة تتضح أكثر عبر تفكيك مقابلته الصحافية تلك:
* * أولا: عنوان تلك المقابلة هو “حسن نافعة يتحدث عن سيناريوهات التغيير في مصر “ ؛ والسؤال الكاشف لعوار تفكيره هو : أية سيناريوهات عن التغيير يتوهمها بنفسه في دولة متماسكة بنيويا بمؤسساتها الرئيسة حتى حين تمكنت الجماعة المتأخونة من عنق الدولة في غفلة من الزمان؟ لذلك أسقطت باقتدار من كان يخطط لتركيعها. إن تعبير “السيناريوهات” يعد دالا على لا موضوعية تفكير حسن نافعة، وأنه من الحالمين وفق تفكيك سيناريوهاته بتدمير تلك الدولة التاريخية العميقة.
** ثانيا: يتطاول حسن نافعة على نظام الدولة حين يصفه بالغشم؛ لأن النظام الوطني الواعي الذي يديرها وضع من الضوابط والقوانين ما يضبط عمل كل المتنشطين بدولارات الخارج وفق القواعد الضابطة؛ منعا لعدم المساس بأمن المجتمع؛ وذلك الوصف المتطاول “ الغشم” في حقيقته هو وصف معبر عن حنق المتنشطين لانسداد الأفق الدولاري والريالاتي المتدفق أمامهم، لذلك فهم يريدون ممارسة الضجيج لكي يسددوا الفواتير بالمعلومات وإحداث القلاقل مقابل العطايا التي تمنح لهم.
والسؤال الخاص لحسن نافعة نفسه تحديدا: هل منعتك سلطات الدولة المصرية يا رجل من السفر إلى تركيا “الأغا العثمانلي أردوغان”، وهل احتجزتك بعد العودة منها؛ على الرغم مما قمت به هناك من اجتماعات مع كوادر الجماعة المتأخونة، واللقاءات التلفازية مع قنواتها المضللة الخطابات؟
** ثالثا: يشكو الدكتور نافعة من نمطية التفتيش الذاتي والاستجواب في المطارات المصرية؛ ولأن الذات السياسوية المتضخمة لديه وصلت الى درجة النقمة، فإنه يتغافل عن نمطية الإجراءات الأمنية التي تمارس في مطارات مدن عربية راقية وليست غربية؛ حيث يقف المسافر قبل دخول صالات السفر خالعا الحذاء وحزام وسطه؛ وتاركا هواتفه وحوافظ نقوده للتفتيش الإليكتروني؛ وربما يخضع للتفتيش الذاتي إذا كانت هناك ذرة شكوك؛ والجميع يحترم القواعد حرصا على الأمن الذاتي، لأن المسافر سيركب طائرة... وأولاد الحرام لا يتورعون عن فعل أي شيء إذا أفلتوا!!
** رابعا: لا يتوقف الدكتور نافعة عن ممارسة التوهمات، فيكثر من استهلاك تعبير واصطلاح ما يسميه “المعارضة”؛ ثم يتذكر فجأة حسب تعبيره” حتى هذه اللحظة لا توجد معارضة حقيقية”؛ ثم يعترف أنها غير قادرة “على تحريك الشارع أو تقديم المرشح المنافس الحقيقي، وبهذا يمكننا القول إنه لا يوجد بديل حقيقي وقادر على تولي السلطة وإدارة شؤون البلاد.” ما هذا التخبط يا “دكتور ”؛ معارضة أم لا معارضة... استقر واختر !!
* * خامسا: الدكتور حسن نافعة المصاب بالحيرة تجاه متوهم المعارضة يواصل الاستطراد بالحديث عن “محاولات المعارضة لطرح مرشح مدني ضد السيسي”؛ فيتمنى “أن تلملم المعارضة شتاتها، وتجمع أوراقها وتحاول أن تجد مرشحا قويا لمواجهة السيسي، وحتى إذا لم ينجح هذا المرشح، على الأقل تكون هناك معركة انتخابية حقيقية، وتخرج المعارضة بوضع قوي يمكنها من معارضة حقيقية للسيسي، حتى حال نجاحه، ولكن حتى هذه اللحظة الأمر أقرب الى التشرذم منه للتوحد”... هل هناك ما يصيب بالحيرة أكثر من ذلك؛ معارضة أم لا معارضة؛ استقر يا “دكتور ” لقد سببت لنا الحيرة!!
الدكتور حسن نافعة يحاول غسل سمعة التنظيم المتأخون.
** سادسا: كيف يبني الدكتور حسن نافعة مشروعا للتغيير السياسوي في مصر معتمدا على نسق المتوهمات فيما يتعلق بما يسميها المعارضة التي تشكل له ارتباكا؛ لذلك يقول إنها “ ستستفيد من النزول امام السيسي، حيث ستكسب خبرة أن تكون معارضة حقيقية ؛ فتبدأ بعد نجاح السيسي في معارضته”؛ وهل يعقل أن يكون ذلك الكلام نتاج تحليل أستاذ اختصاصي في العلوم السياسوية؛ أم أنها من نوعية المتوهمات الشعبوية التي تدور حول متوهمات وتفكير المتوهمات.
** سابعا: إن الدكتور نافعة مضطرا يعلن قناعته مواربة بفوز السيسي بفترة رئاسة ثانية؛ لكنه يواصل إشهار التداعي الفكراني؛ فلا يكتفي بالاعتراف بضحالة المعارضة المتوهمة التي يتحدث عنها؛ بل يتطاول على الشعب المصري بوصفه أنه “ شعب غير قادر على الحركة”، والأغرب أنه يواصل بيع البضاعة الفاسدة التي يشهرها في حواره بأن ”النظام يمتلك الدبابة التي جاء بها وهي التي تسيطر حتى الآن”.
فهل أوضح الدكتور نافعة لماذا يحاول تعميق صفة عسكريتارية الحكم؛ وليست هناك أحزاب يعتد بثقلها؟ وكيف يشرح دكتور السياسة دلالة خروج الشعب المصري بملايينه المخيفة في يونيو، لمنح القوات المسلحة الوطنية المصرية صك وتفويض ازاحة الجماعة المتاخونة من تمكين تدمير مصر؛ هل هذا الشعب الملاييني يشك في وطنية الدبابات فصار غير قادر على الحركة حقا يا “دكتور ”؟!.
** ثامنا: هل أعجبت الدكتور نافعة لعبة المتنشطين دولاريا، لذلك يواصل الحديث والتشبث بما يتمناه بأن “ الانقلاب الداخلي العسكري “ يمثل الأمل له ونمطه؛ وإذا كان يناور فيقول حسب تحليلاته وليس معلوماته “ هذا وارد ولا يمكن استبعاده إذا العقلاء داخل النظام والمؤسسة العسكرية رأوا أن هذا الرجل - يقصد الرئيس السيسي- يمكن أن يقود البلاد إلى ثورة جياع تؤدي إلى الفوضي؛ فلا محالة هنا.. من الممكن أن يتحرك هؤلاء للحفاظ على البلاد من سيناريو مدمر... ولكن التحرك يتوقف على حجم هؤلاء الأشخاص وتأثيرهم، وكذلك مدى سيطرة السيسي على المؤسسة العسكرية والتحكم في اتخاذ القرار بها”!
ألا يعني ذلك أن الدكتور وهو يلعب بفكرة المؤامرة يمارس التلاعب عبر لعبة التغافل المشبوه عن معرفته المفقودة ببنية الجيش المصري؛ وعقيدة ذلك الجيش وتاريخه القيمي الذي يعصم رجاله وقياداته من الوقوع في فخ المعصية الفردانية لمحترفي “لعبة الجنرلة” الموجودة في دول أميركا اللاتينية والدول الافريقية ذات البني الدولاتية الناشئة حديثا؟ أإلى هذا الحد يتمنى “الدكتور ” أن تعيش مصر حالة الانقلابات؟ ولمصلحة من يارجل؟!!
** تاسعا: من المخزي حقا أن يبدي الدكتور حسن نافعة عجزا فكرانيا وهو أستاذ العلوم السياسوية لفهم نظام إدارة الدولة المصرية الذي يعتبره “يمثل لغزا كبيرا”. ويصل إلى مقصوده الذاتوي ومقصود متنشطي الدولار والريال بالهجوم على رأس الدولة عبد الفتاح السيسي مدعيا القول عنه ”إننا أمام شخص ليس لديه أي مواصفات للكفاءة، فلا خبرة سياسية؛ أو ممارسة سابقة؛ أو قسطا كافيا من التعليم يمكّنه من أداء مهامه.”... أهكذا “يا دكتور ”؟!
هل نسي الدكتور نافعة أستاذ العلوم السياسوية قبل أن ينطق بكلماته تلك أن من يتطاول عليه هو رجل قطع طريقا شاقا في تحصيل علوم العسكريتاريا، التي تعد العلوم الجامعة لأغلبية صنوف العلم، وارتقى إلى ما وصل إليه بخبرات في المخابرات الحربية والماجستير في الولايات المتحدة ودورات أكاديمية ناصر العسكرية؛ فضلا عن قيام أجهزة الدولة السيادية بدورها التخصصي المساند إلخ إلخ؟ أم أن الغرض الذي تمكن من “الدكتور” مرض؟!
** عاشرا: إن أجلى صور التهافت الفكراني لدى الدكتور حسن نافعة تلخصها سيناريوهاته الثلاثة التي حددها في”الانتخابات والثورة والانقلاب على السيسي. لو تناولنا كل سيناريو على حدة، سنجد أن سيناريو الانتخابات هو الأفضل”.
وبعيدا عن الغرق في التفاصيل التي عددها “الدكتور” لكل تصور، فهو يقلل من نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ ويقبل بها على الرغم من ادعائه المتداعي بأنه “لا يتوقع أن تكون انتخابات نزيهة وشفافة، بإبعاد كل مرشح حقيقي أو منحه فرصة معارضة حقيقية، لصالح السيسي”.
وغرابة الأمر أنه ينسف رأيه السابق بقوله “ هناك معارضة ضعيفة لم تستطع لم شتاتها بعد، ولم تستطع أن تقدم مرشحا ينافس بشكل حقيقي في هذه الانتخابات” إذن فعلي أي أساس تبني منظومتك المتهافتة يا استاذ العلوم السياسوية.
والسيناريو الثاني هو الثورة، “ وهذا سيناريو أصعب؛ لأنه لم تعد توجد بيئة حقيقية للثورة” كيف يا دكتور سياسة؟ يجيب ” بسبب القبضة الأمنية، أو عدم وجود طليعة ثورية حقيقية تحرك الشارع والأغلبية الصامتة، فضلا عن عدم تحقيق أهداف ثورية حتى الآن، الأمر الذي لا يجعل الشارع يتفاعل مع أي دعوات ثورية خاصة الكتلة الصامتة” إذن لماذا تثير كل هذا الضجيج، وتفرط في تعميم تصورات مثل الطليعة الثورية وغيرها من الاصطلاحات المتوهمة لديك”يا دكتور ” إذا أنت تنفي هذا السيناريو؟!
ونأتي للسيناريو الثالث، أي “الانقلاب على السيسي وعملية تغيير من داخل النظام” ويظن الدكتور نافعة أن ذلك “ وارد في ظل الأداء السيئ للسيسي، والفشل الواضح في كل الملفات، والتخوف من أي تطورات فجائية، من قبيل ثورة جياع يعقبها فوضي”. والواضح أن الدكتور نافعة يقع بالفعل أسير أمنياته السياسوية الخاصة؛ حيث يعتمد التحليل الذاتوي غير الواعي بطبيعة المؤسسة العسكريتارية المصرية المتماسكة بنيويا وقيميا؛ والتي سبق الحديث حول مواصفاتها في مقدمات هذه التدوينة.
*****
احد لقاءات الدكتور حسن نافعة في تركيا الأغا العثماني اردوغان.
ويختتم الدكتور حسن نافعة أقواله المريبة حرفيا بذكر “ أن المعارضة الوحيدة المنظمة حتى الآن هي جماعة الإخوان المسلمين رغم ما تتعرض له، لأنها لديها قدرة على العمل السري الذي يمكنها من استعادة نفسها سريعا، وتحافظ على كيان التنظيم مهما تعرض لضربات”!!
وهنا يتطلب الأمر التوقف لتفكيك مقصود الدكتور نافعة؛ الهادف مع مجموعة المتنشطين الدولاريين إلى إعادة غسيل سمعة الجماعة المتأخونة من جديد؛ فكلماته تتغافل بقصدية مشبوهة عن كون تلك الجماعة قانونيا هي “ جماعة إرهابية” وعلى الرغم من وقوعه في المحظور بالحديث عن قدرتها على العمل السري؛ فكيف يا أستاذ العلوم السياسية تتناسى حكم القانون وتصف “جماعة إرهابية” بالمعارضة، وهي متهمة ومدانة بممارسة العمل العنفوي التحتي.
وكيف “يا دكتور ” تتناسى ما فعلته تلك الجماعة المتأخونة في مصر؛ باستجلاب فائض القوة الإرهابية من العراق وسوريا وليبيا بعد أن ساهمت في تدمير هذه البلدان؛ للحضور والتمركز في مغارات وكهوف سيناء وأنفاقها؛ وكذلك في الصحراء الغربية الملامسة للأراضي الليبية... هل بعد ذلك يمكن أن تصف جماعة في أساسها عابرة للأوطان بمفهوم المعارضة الوطنية.
*****
الدكتور حسن نافعة شارك في برامج قنوات ممولة من التنظيم المتاخون.
إن حوارية الدكتور حسن نافعة مع ذلك الموقع المتأخون طويلة، ومشبعة بالقضايا والمراواغات والارتباكات التي تستحق التفكيك؛ لذلك فما أعلنه من آراء شعبوية ظنا منه أنه يعبر عن خطاب المعارضة؛ كلها تتنافى مع التفكير الافتراضي لأستاذ أكاديموي اختصاصه العلوم السياسوية؛ وهذا ما يجعل من المنطقي القول له: “ يا دكتور حسن نافعة… إلعب غيرها لأنها مش نافعة”!!
“رأفت السويركي”
--------------------------------