الاثنين، 20 نوفمبر 2017

تفكيك العقل النخبوي العقدي الإرهابوي( 81) خدعوهم بتزييف القداسة... فصاروا قتلة موعدهم الجنة!!

تفكيك العقل النخبوي العقدي الإرهابوي( 81)

خدعوهم بتزييف القداسة... فصاروا قتلة موعدهم الجنة!!
--------------------------------------------------
 الإرهابي الليبي عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري خلال المقابلة التلفازية.
 ليس من دليل أنصع إثباتا لمشكلة هيمنة المفاهيم المغلوطة المعممة في الخطاب العقدي التواصلي من تلك المقابلة التي أجريت مع الإرهابي الليبي عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري؛ فقد كشفت بعض ملامح الفهم المتردي والمنافي لحقيقة وجوهر الشريعة السمحاء؛ وهو الفهم الإكراهي المهيمن وصاية على عقل الأمة جيلا بعد جيل؛ نتيجة اكتناز  كتب الفقه العقدي السياسوي إلى حد التخمة بأحكامها المضلة في حقيقتها، والتي تتنافى مع روح النص القرآني السمح، وجوهر عقيدة الإسلام.

*****

إن الإصرار  المشبوه -إلى حد التحريم- على رفض الاقتراب التفكيكي من ذلك الموروث القولي البشري المتكلس سيواصل الحفاظ على آلية إنتاج الظاهرة المرضية الإرهابية؛ نتيجة بقاء وثائقه متقدسة؛ واستمرار كتبه متربعة، بترهل حجومها في أرفف مكتبات وطاولات وقاعات التدريس؛ وتمكن نصوصها من لباب عقول من ينبغي أن تطلق عليهم تسمية " أهل النقل الحرفي " للمرويات البشرية المختلقة وليس " العلماء "؛ لأن معنى تسمية " العلماء " التي أفرغت تاريخاويا وسياسويا من محمولها الحقيقي ينبغي أن يدل على أنهم يستطيعون بعيدا عن الاجترار التذكري إدراك مكذوبية الرواية، ومساءلتها من منظور القياس العقلاني للا منطقيتها وفق مقياس " فقه تحليل الحالة " أو " منطقية العلة وضروراتها ".

إن مواصلة " العقل الفقهي النقلي " المهيمن ممارسة نمطيته، بتوهم القداسة لهذه المرويات البشرية، وجعلها المتغلبة حتى على آيات النص القرآني الإلهي المقدس سيبقيها مصدر إنتاج فكراني ضار، لا يتوقف عن استصناع وتوظيف ماكينات القتل والعنف؛ والتي تزين المشروعية لأفعالها البغيضة تلك التأويلات المريضة؛ وتجعلها تتوهم أنها تنفذ أوامر السماء؛ وأنها المفوضة اختصاصا بتكريس شريعة الله في الأرض؛ وأنها تمتلك احتكارا صكوك التكفير والغفران لكافة خلق الله.    

*****
 لحظة القبض على الإرهابي الليبي عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري.
 وحين يتنطع الإرهابي الليبي عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري، المقبوض عليه بعد حادث الواحات الإرهابي بالقول: "الأشخاص الذين قتلتهم في ليبيا دمهم حلال بالأدلة الشرعية، وفعلت ذلك دفاعا عن الدار والعرض... وعندما أقوم بقتل الكفار فهو أمر طبيعي، كل هذا جاء بقراءة أقوال العلماء والفقهاء وتفسير آيات في المصحف، وأتمنى أن أجازى خيراً بدخول الجنة"!

والسؤال من أين استقى هذا الإرهابي ذلك المتوهم العقدي؟ أليس من مراكمات الموروث القولي كله؛ وادعاءات واضعي الألغام الفقهوية في هذا الموروث؛ ممن يتفاخر الأتباع بذكر أسمائهم والاستناد إليهم، مثل أبو الأعلى المودوي، وسيد قطب وحسن البناء وسواهم؛ وتكرار التذكير بتأويلاتهم الفاسدة للعقيدة التي تمثل مرجعيتهم في إصدار الأحكام وفعل التكفير والقتل؟!!

*****
لقد دفعني محتوى تلك المقابلة التلفازية مع هذا الإرهابي، وما أطلقه من أقوال مردود عليها، للإشارة إلى ما تفرضه الجماعات الموصوفة زيفا بـ "السلفية الجهادية" من تأويل خاص فاسد لعماد هذا الدين السمح أي القرآن، اذ تشرعن الانتقال القسري من ثابت الدعوة بالموعظة الحسنة إلى متحرك العنف الدموي، ذلك الفعل المناقض لروح وجوهر  عقيدة سماوية سمحاء، انتشرت عولميا بأرقام فلكية الأعداد، ولم تعد راهنا تواجه الغربة والعزلة والحصار والمقاومة، كما كان الأمر وقت نزول رسالة السماء على قلب الرسول الأكرم، حين دعوته الناس جميعا إلى التوحيد ورفض الشرك وممارسة الإيمان بالله الرب الواحد الأحد، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً".

لقد زاوجت هذه الجماعات فاسدة الفهم للعقيدة قسرا بين الإيمان وما وصفته بالجهاد، وتجاوزت بالابتعاد عن إدراك متغيرات الزمان واعتدال موازين القوى، وجلاء ثوابت وحقائق امتداد العقيدة الإسلامية في الأرض بسلاسة؛ قبل ممارسة ذلك العنف الراهن المشبوه والبشع في نتائجه ومدلولاته، والموصوف إضلالا بالجهاد، والذي يرسخ صورة نمطية سلبية لعقيدة التسامح والتسامي.

 *****
الإرهابي يردد اكاذيب ما تمت تربيته العقدية عليها
من مرويات تشرعن القتل والتكفير حتى للمسلمين.
لقد مارست هذه الجماعات خطيئة تقسيم الناس الجبري آليا ما بين مسلم وكافر، ومنحت نفسها حق التفويض السماوي بفعالية تحويل الخلق جميعهم إجبارا إلى مسلمين فقط، متناسية قول الله جلَّ وعلا في القرآن الكريم: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"، و" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ "، تأكيداً على أن اختيار نوعية الدين هو فعل شخصي اختياري، وليس عملاً جبرياً، بما يتوافق مع غاية الله من منح الإنسان عقلاً، به يفكر، وبه يقرر، وعليه تحمل وزر الاختيار غير الصائب، مقابل تمتعه بحرية الاختيار؛ وليس بضغوط التهديد بارتداء الأحزمة الملغمة والسيارات المفخخة.

ويكفي للدلالة على غيبوبة هذا الإرهابي العقلية ومماثليه من العقديين ما تنطع بالاشارة اليه حكما فاسدا؛ يبرر به مسلك مجانية القتل التي يمارسها؛ وقد أساء للرسول الأكرم عبر ممارسة مقارنة المشابهة الفاسدة قولا: " إن الرسول صلى الله عليه وسلم قتل أعمامه المشركين "، ردا على السؤال " هل تستطيع النوم بعد قتل مسلمين مثلك ليس لهم أي ذنب أن يستشهدوا بقنابلكم؟".

**  إن تربيته العقدية الفاسدة؛ ككل المماثلين له من الإرهابيين غيبت عنه قاعدة ارتباط الحكم بالعلة؛ وأن المعارك التي فرضها كفار مكة على المسلمين خلال الصراع في بدايات الدعوة كان لها منطقيا قتلى معارك؛ ولم يقم الرسول الأكرم رسول الرحمة بتعميم فعل القتل العمد، كما يفعل هؤلاء الإرهابيون أنفسهم بالمفخخات.

أليس هو الرسول الرحيم ذاته الذي لم يوافق رغم ما تحمله من عنت وإساءات أهل الطائف على قول مَلَكَ الْجِبَالِ له: " يَا مُحَمَّدُ... فِيمَا شِئْتَ إِنْ أُطَبِّقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ، لَا يُشْرِكُ بِهِ شيئًا "؟

** إن غيبوبة هذا الإرهابي العقلية ومماثليه عميقة، ومن يعتبرهم علماءه زينوا له: " أنه مكلف بأوامر دينية بأن الاحتلال المباشر وغير المباشر واجب عليه الجهاد، وأنه يعيش في عالم لا يطبق شرع الله إلا فترات معينة ببعض الدول "، لذلك قال بثقة " أنا قتلت بمنظور عقدي "، " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " اَي لا يعرفون الحق " الذي يعرفه هو فقط ومن رتبوا بنية عقله المتهافت.

** ويواصل هذا الإرهابي ممارسة التردي الوحشي بقوله : " إن جميع من شارك في قتلهم كان يجب عليهم القتل وقتلهم حلال "،
و " هذا في حكم " دفع الصائل " اَي الدفاع عن النفس، وانه " مقتنع تماماً بأن هؤلاء يستحقون القتل ويجب أن نجاهد ضدهم ".!!

**  إن " سادية " تربية هذا الإرهابي السلوكية العقدية؛ والخرافات المتأصلة لديه وأقرانه عن " الحاكمية " وتعميم الترويج لتهمة اعتبار كل الناس كفارا؛ والتي تجرعها فتلبست عقليته زينت له الاقتناع بالقول: "لا أشعر بأي حزن على القتلى وأشعر براحة تامة؛ ولا أعلم ما إذا كنت سأدخل الجنة أم لا؟ لأن الله وحده أعلم بمن سيدخل الجنة؛ ولكني أشعر أنني سأكون ممن سيدخلونها"!!

إن العقل الفقهي المتكلس ينبغي أن يغادر ماضويته الكهفية؛ وأن يتحرر مما قام بتكبيله؛ ليعيد قراءة المنظومة المهيمنة على فعله؛ محكوما بدلالة معنى العقل؛ أي كينونة الموجود المفكر لديه، والذي يواصل مهمة إعمال التعقل في كل المسلكيات المرتبطة بالأفعال البشرية؛ وهي افعال تكون متغيرة على الأرض حسب الذات والزمان والمكان؛ وهذا لا يحدث سوى عبر ممارسة الفعل التفكيكي لكل الوثائق المتوارثة من جديد؛ بما يعلي من شأن غاية حماية النفس التي حرم الله قتلها، وهي فضيلة من فضائل مقاصد الشريعة الفضلى.


 معلومات حول الإرهابي الليبي عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري.
*****
أما عناصر الإرهاب التي تعمم فعل القتل المجاني عمدا؛ وتمارس غيبوبة المسلك الهمجي، متوارية خلف وداخل متون التأويلات الفاسدة للعقيدة، فهي تبقى تعيش متوهمات ومتخيل وعود الروايات المكذوبة، التي صاغها وصبغها العقل الفقهوي بالقداسة. وهذه العناصر في الحقيقة تعيش أسيرة معادلة " كونوا قتلة... فإن موعدكم الجنة "!!

                                                                      "رأفت السويركي"
-----------------------------








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق