الاثنين، 10 أبريل 2017

تفكيك العقل العقدي الماضوي المُتَسيّس إرهابياً ( 62) هل حقاً هؤلاء مسلمون محمديون ويقتلون أقباط مصر؟!!

تفكيك العقل العقدي الماضوي المُتَسيّس إرهابياً ( 62) 

هل حقاً هؤلاء مسلمون محمديون ويقتلون أقباط مصر؟!!
------------------------------------------

أوصى بهم الرسول الأكرم فدمر المغيبون دور عبادتهم
 
هل هؤلاء مؤمنون؟ هل هؤلاء مسلمون؟ هل هؤلاء محمديون في العقيدة والنهج؟ هل هؤلاء مجاهدون حقاً؟ إنهم لا هؤلاء ولا هؤلاء ولا هؤلاء ولا هؤلاء؛ إنهم كائنات لا دين لها ولا ملة؛ نفايات تمشي على قدمين؛ غائبة العقل مغيبة الوعي!!

- المؤمنون لا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها.

- المسلمون من سلم الناس من لسانهم ويدهم وأذاهم.

- المجاهدون من يبذلون الجهد والوسع والطاقة ومكابدة المشقة في الحياة لتقويم النفس، ودرء وقوعها في المعصية والاستسلام للهوى والشهوات والشبهات والجهل وعمى البصيرة.

- والمحمديون هم من يتبعون نهج الرسول الاكرم في السر والعلن، في الرحمة والتواد ومجاهدة النفس والشيطان الذي لا يتوقف عن تزيين طريق المعصية لحزبه. المحمديون لا يظلمون ولا يقتلون، ولا يتبعون هوى النفس، ولا يتناسون الرحمة والتواد والتسامح.
ماذا يمكن أن يقول المرء أمام بشاعة هذه الكائنات المغيبة عقلا ووجدانا التي تلصق نفسها بالإيمان والإسلام ورسول الرحمة؛ وتدعي انها تدافع عن عقيدة الإيمان والسماحة، والعفو عند المقدرة.

هذه الكائنات التي تقدم نفسها منتسبة للعقيدة؛ هي كائنات غائبة ومغيبة في مجاهيل الموروث الروائي الذي يأخذ بلباب عقل الأمة لقرون وقرون وقرون؛ لذلك تستمرىء القتل والتفجير والتفخيخ في كثير من بلدان الإسلام؛ من دون وازع أو كابح أو رادع عقلي أو قلبي.

*****

أكتب هذه الكلمات والقلب يدمى مما وصلت إليه أحوال الأمة وترديها إلى الدرك الأسفل من اللإنسانية؛ عبر ممارسة هذه القطعان مسلكيات مسيئة للعقيدة الحق؛ مستندة إلى مرجعيات مرتدية رداء التقوى والورع وهي أبعد عن هذه القيم والصفات بُعد المشرقين.
إن ممارسة القتل المجاني الذي تقوم به هذه القطعان من العقديين الماضويين المتسيسين تسيء إلى الإسلام وتشكل له صورة مغايرة لصورته الحقيقية؛ والدليل الدامغ يتجلى في العراق وسوريا وليبيا ومصر؛ وفي كلً تجد محركاً مصطنعاً يجري توظيفه لهدم الأوطان وبلدان المسلمين وأمصارهم المختلفة؛ يتراوح بين إثارة النعرات الفاضحة وتلبيس الأمور على الخلائق!

هُناك السنة والشيعة والعلويون والاكراد و... و... إلخ ؛ وهنا في مصر المسلمون والأقباط أو النصارى؛ في ثنائيات مفتعلة صنعها العقل الماضوي الكهفي المرتد إلى الجاهلية الأولى.

ولعل الثنائية التي صنعها العقل العقدي الكذوب من تضاد المسلمين والأقباط في مصر تدعو إلى الحزن العميق؛ وتجعل المرء يتساءل من جديد: هل هؤلاء مؤمنون أو مسلمون أو مجاهدون أو محمديون؟!!

 

بقايا الانتحاري الذي ذهب إلى الجحيم
من يقتل قبطيا أو مسيحيا أو يعتدي على بيت عبادته ووجوده لا ينتمي إلى عباد الرحمن ولا يتبع نهج الرسول الأكرم "ص".

هل هؤلاء القتلة والمغيبون عقلاً وعماة البصيرة لم يقرأوا يوماً وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهل مصر في حديث أبي ذر: " إنكم ستفتحون مصر هي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً ــ أو ذمة وصهراً... " رواه مسلم. 

هل هؤلاء القتلة والمغيبون عقلاً وعماة البصيرة لم يعرفوا يوماً أنهم يخالفون وصية الرسول الأكرم بأهل مصر لأن لهم رحماً؛ "كون هاجر أم إسماعيل منهم وأن لهم صهرا لكون مارية أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم منهم".

هل هؤلاء القتلة والمغيبون عقلاً وعماة البصيرة لم يعرفوا يوماً دلالة ما قام به الخليفة العادل عمر بن الخطاب، وقد ذكرت الواقعة المراجع؛ حين استدعى عمرو بن العاص والي مصر وأميرها مع ابنه الى المدينة المنورة مع القبطي المصري وابنه بعد أن ضربه ابن عمرو ابن العاص ونعته بالقول "يا ابن الأذلين"، فقال العادل عمر لابن القبطي المظلوم "خذ حقك واضربه أمامي، فتردد ابن القبطي خوفاً من الوالي، فأعاد الخليفة عمر الطلب وقال له: اضرب ابن الأكرمين وخذ حقك، وهكذا كان، ثم طلب منه أن يضرب الوالي نفسه لأنه سمح لابنه بأن يضرب الناس بغير حق، وهكذا كان أيضاً. 

هل هؤلاء القتلة والمغيبون عقلاً وعماة البصيرة لم يعرفوا يوماً الدرس العقدي الأول بدعوة الرسول الأكرم"ص" أوائل المسلمين في مكة بالانطلاق الى الحبشة وفق قوله الكريم: "فان فيها ملكاً نصرانياً لا يُظلم عنده أحد" فكانت الهجرة الأولى التي عاش فيها فريق من الصحابة في ترحاب ورعاية وحماية النصارى هناك ولا يزال من أبناء عقيدتنا من يقوم بتفجير دور عبادتهم ويريق دمهم تفجيراً ونحراً.

 
أقباط مصر أوصى بهم الرسول الاكرم.

هل هؤلاء القتلة والمغيبون عقلاً وعماة البصيرة لم يدركوا يوماً دروس الالتزام بدلالة الآية الكريمة: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِين آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) "المائدة 82".


والسؤال بعد كل تلك الوصايا القرآنية والمحمدية هل من الإيمان والإسلام والجهاد مواصلة تفجير بيوت عبادة الأقباط المصريين؛ وأحدثها في تفجيري الكنيسة المرقسية بالإسكندرية ومار جرجس بطنطا واللذين أسفرا حسب النتائج غير النهائية عن وفاة 46 مصرياً وإصابة أكثر من مئة آخرين.

  فجَّر نفسه وسط كنيسة أقباط مصر

*****

المسلم المؤمن المحمدي لا يمكن أن يغفل وصية رسولنا الكريم في حديثه الشريف: "أوصيكم بأقباط مصر خيراً"؛ أما هؤلاء القتلة والغائبون في كهوف الزمان من فصائل ما يسمى الإسلام السياسوي؛ فليسوا إلاَّ من الخارجين عن نهج الدين الصحيح... وعليهم لعنة الله أينما كانوا وأينما حلّوا... و"مصر الكنانة ما هانت على أحد... الله يحرسها عطـفاً ويـرعاها".

                                                                          " رأفت السويركي"
------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق