الأحد، 31 ديسمبر 2017

تفكيك العقل النخبوي السياسوي المتأخون ( 84) أردوغان " الإخوان " ... يشهر " شعار الماسون " في تونس والسودان!!

تفكيك العقل النخبوي السياسوي المتأخون ( 84)
 
أردوغان " الإخوان " ... يشهر " شعار الماسون
 " في تونس والسودان!!
-----------------------------------------------------------
 
الأغا العثمانلي اردوغان يرفع شعار رابعة الماسوني
برفقة البشير. والصور كلها من شبكة الإنترنيت.
 
 
القراءة التفكيكية تفضح فجاجة دور الأغا العثمانلي رجب طيب أردوغان الجاري راهنا؛ والمبني على مشروع مستجلب من النسق القديم المسمى " الدولة العثمانية "؛ وهو متوهم منتم لرميم الماضوية السياسوية، تلك السمة التي تتميز بها حصة عريضة من كتلة العقل النخبوي العقدي المتسيس التي تتخيل إمكانية إعادة ابتناء الهيكل العظمي من جديد لدولة الخلافة القديمة؛ التي رسخت بسلاطينها الأغوات حالة التخلف الحضاري للأمة كلها.
 
وهذا الأردوغان يكشف كعادة نوعيته الماضوية ضحالة توهماته المجافية للمنطقية؛ حين يظن أن التاريخ يمكن أن يعيد نفسه؛ ما يجعله يعيش في زيف توقع إمكانية إعادة إحياء دور دولة خلافة جدوده الأغوات العثمانيين مرة أخرى - بغض الطرف عما يذكر حول حقيقة جذوره العرقية غير التركية - لذلك فإن هذه الظنون تدفعه لأن يكون أحد بيادق الرأسمالية العولمية؛ الساعية بهيمنتها إلى تكريس تطبيق ما يسمى "سيناريو الشرق الأوسط الجديد " في المنطقة. 
 
 

 
*****
 
الأغا أردوغان في حقيقته، ومبررات صعوده السياسوي - منذ احتل مقعد الرئاسة التركية - كما يبدو من " تحليل الحالة التركية "؛ جاء في إطار الظاهرة المستجدة عولميا بترتيب آليات قفز الأحزاب والجماعات العقدية إلى مقاعد السلطة في دول الأطراف؛ وتحديدا عقب النجاح الأميركي في توظيف ما يسمى " الإسلام السياسوي " عبر " القاعدة " في حسم المواجهة الأفغانية مع الدولة السوفياتية؛ ما حقق انفراط عقد وعافية منظومة الدول الاشتراكية المنتمية إلى نهج " رأسمالية الدولة".
 
ونتيجة الخبرات التدميرية المدربة التي اكتسبها شكل هذا " الإسلام الحركي " المسمى " فائض القوة الغاشمة "، ليجرى توظيفه لاحقا في سياق نهج تطبيق العولمية السياسوية. وحسب " نظرية المركز والأطراف " يأتي تيسير تصعيد هذه القوى والجماعات الإسلاموية؛ لتكون إحدى أدوات خدمة سيناريو إدارة المنطقة وفق مواصفاتها بتحريك المركز الذي يصوغ حركة الدول الطرفية في الأقاليم العولمية بتطبيق شروطه الاستراتيجاوية.
 
وفي هذا الإطار يمكن فهم الدور الأردوغاني، المرتب له عبر دهاليز أروقة المركز الأميركي، بمباركة ورعاية فعالياته التي شارك بها في تدمير نمط الدولة الوطنية / القومية ( سوريا والعراق وليبيا نموذجا)؛ والأمر نفسه يبدو في الدور الوكالاتي، بالتفويض الذي قد يقوم به راهنا فيما يتعلق بالمسألة المصرية؛ حيث يتصاعد كرهه المعلن والخفي منذ تحرير الدولة المصرية من قبضة " الجماعة المتأخونة " بفضل جهد المؤسسة العسكرية الوطنية المصرية، وتفويض والتفاف الملايين الجماهيرية حولها في 30 يونيو/ حزيران 2013 م.
 
*****
 
إن من يقرأ بوعي نمط " قفزات القرود السياسوية "؛ التي يقوم بها الأغا العثمانلي أردوغان بطول وعرض الخريطة العربية؛ سيضع يده بثقة على دلالات هذه النمطية الأكروباتية في الحركة؛ فبعد ما بذله من جهود لإنهاك " الدولة السورية " عبر تمرير عناصر الإرهاب الخارجي إلى الداخل السوري؛ وما لعبه في القضايا العراقية؛ وما تورط به في المشكلة الليبية؛ ها هو يبدأ مرحلة التفرغ لما يتوهمه من إمكانات ذاتية في " المسألة المصرية " والتي لا تزال تمثل عقدة مستعصية على الاندراج في السيناريوهات الأميركية.
 
إن اقتراب ذلك الأغا العثمانلي من المجال الاستراتيجاوي المصري... يعني أنه بدأ اللعب بالنار؛ فاجتراؤه على ملامسة هذا المجال الحيوي لم يكن يحدث إلا بدعم وتنسيق مع الأنظمة ذات " النهج المتأخون " والداعمة بالأموال في المنطقة؛ سواء الواقعة في المربع الخليجي، أو الأفريقي جنوبا وشمالا؛ في إطار تحقيق اكتمال السيناريو المشبوه الذي أعطله صمود الدولة المصرية بفضل جيشها العظيم؛ ودعم الأشقاء الذين يدركون أهمية الحفاظ على مصر، بثقلها الضامن لبقاء الأمة العربية والإسلامية وجودا وفعالية.
 
لذلك فتلك " القفزة القرودية الاردوغانية " الجديدة لملامسة الوجود المصري؛ التي للأسف تتم عبر النظام السوداني المتأخون؛ والذي لعب دوره في تفتيت السودان... بفصل جنوبه عن شماله؛ تعد قفزة عثمانلية باتجاه الخطر؛ ومن دون شك فإن الدولة المصرية بمؤسستها العسكرية الوطنية، وقدراتها وخبراتها تدرك دلالة ذلك الخطر؛ وتحتفظ وتستعد بسيناريوهات التعامل المناسبة معه.
 
*****
 
إن العسكرية المصرية الوطنية لا يمكن أن تقبل من الحسابات الاستراتيجية وجود قوة عسكريتارية غريبة عن المكان؛ حيث لا علائق ضرورية لارتباطها بذلك المكان في وجود العسكرية المصرية ذاتها التي تعد قوة أساس هي ابنة المنطقة، وتتشكل من نسيجها الجغرافي والديموجرافي وليست غريبة عنها كما هي العسكريتارية الأردوغانية التي يستجلبها البشير قصدا وعمدا؛ وفضلا عن ذلك فإن الدولة المصرية أخلاقويا لا تعد قوة غاشمة أو متغلبة في الإقليم بالباطل ومن دون وجه حق؛ ولا تعتدي على أشقائها في الإقليم نفسه؛ ولا تسلك سوى مسلك الحكمة في معالجة الأزمات التي قد تحدث بفعل فاعل، يكون خارجيا ومحرضا في الأغلب.
 
ومن هنا تبدو خطورة الحركة الأغوية الأردوغانية؛ الساعية لتحقيق تموضع وحضور استفزازي على الأرض السودانية في جزيرة " سواكن "؛ ولا يمكن فهم هذه الحركة بمعزل عن ربطها بأنماط السيناريوهات المتعددة والمتغيرة لمشروع خريطة " الشرق الأوسط الجديد "؛ والتي تستهدف إسقاط ما تبقى في المنطقة من دول الممانعة الرافضة للاندراج التبعي في ذلك المشروع؛ القائم على التوظيف الحرام للجماعة المتأخونة وتنظيمها الدولي من أجل تحقيق نهج التفتيت السياسوي للدولة الوطنية في المنطقة.
 
إن تواصل الدور الاردوغاني القذر الذي يستهدف إحداث القلقلة في الإقليم المصري بعد انتهائه المرحلي من تنفيذ المطلوب القذر منه في المسألتين العراقية والسورية؛ وكذلك الليبية جعله يسعى للاقتراب من التمركز المقارب مع الحدود المصرية الجنوبية؛ برا وبحرا بكل أهميتها الاستراتيجاوية الوازنة؛ والمرتبطة بخصوصية أمن البحر الأحمر الممثل لعنق " أمن قناة السويس "؛ وكذلك " وجود السد العالي " في أسوان بثقل وزنه لحياةالمصريين؛ فضلا عن الاقتراب من " حلايب وشلاتين "؛ ربما اعتمادا على ما يتوهمه النظام المتأخون في السودان حولهما؛ وكذلك الاقتراب من موضع " سد النهضة " الإثيوبي، بإشكالات إنشائه التي تهدد الأمن الوجودي المصري، نتيجة تواطؤ نظام البشير المتأخون؛ فضلا عن الاقتراب اللوجستي من الأراضي الليبية، لدعم وإنقاذ فرق الإرهاب الداعشية والمتأخونة بها وهي تواجه ضغوط الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر.
 
*****
 
الأغا اردوغان يرفع شعار رابعة الماسوني فور وصوله الى تونس.
 
 
الأغا العثمانلي أردوغان في " قفزته القرودية المباغتة " إلى السودان والبحر الأحمر؛ لم تكن في حقيقتها تتم بعيدا عن المتوهم الأغوي باستصناع تركيا قوة إقليمية، تكون قطبية معادلة للقطب الإيراني المستصنع أيضا؛ وكلاهما يأتي توافقا مع الترتيب الاستخباراتي الأميركي والصهيوني المواكب لتصورات صانعي ما يسمى " فوضى الربيع العربي " وأصحاب " سيناريو الشرق الأوسط الجديد "؛ بهدف إرباك الدولة المصرية، التي تمثل ما يسمى " وتد وعمود " خيمة الاستقرار في الإقليم العربي؛ بقدراتها العسكرية والبشرية وعمق دولتها وتماسكها التاريخي.
 
ومن هنا ينبغي إعمال القراءة التفكيكية في تلك الصورة التي يقدم بها الأغا أردوغان نفسه؛ حين توهم أنه حقق انتصار الفاتحين بدخوله دولة السودان التي تعيش مرحلة النظام المتأخون؛ فيرفع الأردوغان علامة " الأصابع الأربعة الماسونية " الموصوفة بعلامة رابعة؛ ويصر على تقديم الصورة ذاتها في زيارته إلى تونس فيرفع تلك العلامة الماسونية أيضا!
 
*****
 
الأغا اردوغان اخترع تحوير الشعار الماسوني
ليكون شعار الجماعة المتأخونة في المرحلة العولمية بالرعاية الأميركية.
 
إن الرسالة التي يقدمها الأغا العثمانلي برفع علامة " الأصابع الماسونية المتأخونة " يحاول القول من خلالها أن التنظيم الدولي لتلك الجماعة المتأخونة لا يزال حاضرا بقوة؛ ويتحرك بفعالية لوجستية انتجت الكوارث في سوريا والعراق وليبيا واليمن؛ وأن حضورها المتمكن لا يزال متواجدا في السودان بوجود نظام البشير؛ وفي تونس بوجود الحليف العقدي الإيديولوجي الممثل في " حزب العدالة والتنمية "؛ لذلك يحاول اثبات حضور الوجود المتأخون الحاف بمصر... هكذا يحاول أردوغان أن يقولها بفجاجة.
 
والسؤال الذي قد يفرض نفسه هو: كيف ل- "علامة رابعة" التي اخترعها وأطلقها وأشهرها استخداما ولا يزال الأغا العثمانلي رجب طيب أوردوغان تؤكد حقيقة "ماسونية" التنظيم المتأخون في مرحلته العولمية؟
 
 
صورة أرشيفية كاشفة لتطابق
حركة أصابع الصهاينة والشعار الماسوني وشعار رابعة.
 
 
وللإجابة على التساؤل أذكر ما كنت كتبته في تدوينة سابقة أوضحت:
 
- إن المقارنة بين صورتي "الشعار الماسوني" التقليدي و"شعار رابعة" تكشف التماثل الجوهري بين الرموز في كلا الشعارين؛ فالشعار الماسوني يحتوي في بعض نماذجه على كفين متماثلين، والأصبع الخامس المنحني يكشف عن العين الواحدة للمسيخ الدجال.
 
- إن استخدام الأصابع الأربعة في "شعار رابعة" لا يخرج عن نسق بنية الشعار الماسوني أيضا؛ لذلك قام أردوغان بإخفاء العين الماسونية عبر ميل الأصبع الخامس إلى داخل الكف لإخفاء عين الدجال بهدف صرف البصر عن الشبهة. إن ما فعله يماثل فعل تسمية مؤسس الجماعة اللاحقة بـ حسن "البناء"؛ المستعار من لقب البنائين الماسوني؛ اعتماداً على عدم إدراك الناس لماسونية اللقب والصفة؛ ويأتي الجيل الجديد من التنظيم المتأخون عبر الأغا العثمانلي ليموه أيضاً على الشعار؛ بإخفاء ملمح عين الدجال الواحدة؛ ولن يدرك الناس غيابها المفترض من الصورة .
 
- إن إطلاق أوردوغان لهذا الشعار وترويجه وتعميمه؛ كان بداية التحول النوعي المدروس في تغيير هوية الجماعة العولمية؛ إذ صار "شعار رابعة" البديل لشعار " السيفين والمصحف "؛ تعبيراً عن التحول الجديد في وظيفة التنظيم المتأخون؛ كفاعل استراتيجي الان شارك في فوضى ما يُسمى " الربيع العربي " بنكباته في سوريا وليبيا والعراق... وما يستجد.
 
 
- إن علاقة هذا التنظيم المتأخون بالمخابرات المركزية الأميركية قديمة، وحسب الدراسات الخاصة المنشورة فإنها بدأت بعلاقة سيد قطب "الماسوني" بالبروفسور "جون إيوارت والاس سترلينج" رئيس جامعة ستانفورد؛ حيث قدم سيد قطب حين وجوده في أميركا دارسا "أول تقرير لمكافحة التشدد الإسلامى" بخط يده كاشفاً فيه لـ "CIA" أسرار التنظيمات الدينية الإسلامية السرية فى مصر والشرق الأوسط؛ كما أن مراسلات “حسن البناء” وسيد قطب محفوظة حسب المراجع فى أرشيف هذا الجهاز الخطير.
 
- تكشف الوثائق أن علاقة التنظيم المتأخون بالأميركيين تكثفت من العام 2005 م بواسطة خيرت الشاطر، الذي أكد لهم عدم اعتراض "الإخوان" على "دولة الكيان الصهيوني"، والالتزام باتفاقيات كامب ديفيد إذا وصلوا للسلطة؛ ترسيخاً للجذور السياسوية للتنظيم المتأخون، لهذا لم يتحرج المعزول محمد مرسي من مخاطبة "بيريز" بعبارة "صديقي الوفي".!!
 
- اذن... فليس من الغرابة أن يعلن التنظيم المتأخون تحوله وظيفياً لخدمة الاستراتيجيات الأميركية، بالتدشين العولمي المعاصر الذي يعلنه أوردوغان رافعا إشارة الإشهار الجديدة للتنظيم... "علامة رابعة"!!
 
*****

والسؤال هل يلعب الأغا العثمانلي أردوغان بالنار حين يقترب بوقاحة سياسوية من الحدود المصرية؛ ويضع نفسه بحمق في إطار حسابات قد لا يدرك مخاطرها؛ متغافلا عن قدرات جيش مصري يتميز بعقيدته القتالية العالية، وفضلا عن ذلك صار ممتلكا لقدرات متطورة من السلاح النوعي الحديث، وتحكمه استراتيجية وطنية تعبر عنها عبارة " مسافة السكة "؟
 
حين يرفع أغا الإخوان أردوغان " شعار الماسون الربعاوي " في تونس والسودان؛ معبرا عن هوية وحضور جماعته بالأصابع الأربعة؛ فهو يحدد انتماءه، ويسفر عن مستهدفه بالدخول في عداء وجودي مع المصريين؛ وعليه أن يتحمل النتيجة المرتبطة بعبارة " احذر ولا تلعب يا أغا... فهذا جيش مصر "!!
 
 
                                                                     " رأفت السويركي"
 
-------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق