الاثنين، 27 يوليو 2020

من تغريداتي في "تويتر":

من تغريداتي في "تويتر":
------------------

خطيب الجمعة في "آيا_صوفيا" يحمل "سيف الفتح" وهو يلقي أول خطبة. أليس ذلك يعني إعادة "زمن البهاليل" حيث السيف والبغال والحمير؟





وهذا هو الأغا العثمانلي "أردوغان" يدشن الافتتاح بقراءة القرآن. لقد نسي من يدَّعي خلافة المسلمين أنه قام سابقاً بتشريع تجارة الجنس والشذوذ في تركيا بـ 15ألف بيت دعارة!!
"رأفت السويركي"

الجمعة، 24 يوليو 2020

زها حديد... " العمارة " حين تكون بأناقة فستان الأنثى!!

زها حديد... " العمارة " حين تكون بأناقة فستان الأنثى!!
-------------------------------------------
المرأة في عالمنا تعيش غبنا تاريخاويا بامتداد مساحة كوكبنا؛ نزيحها نحن الذكور دوما إلى الصفوف الخلفية؛ وإلى داخل الخباء؛ لا نقبل أن نسمع لها صوتا؛ ولا أن نرى لها فعلا إلا محفوفا بالضوابط والقواعد الكبحوية المستأثرة والمهيمنة؛ بل وكثيرا ما سطونا على مجمل حضورها في حياتنا.



المرأة في حقيقتها تكيفت مع السياسوي المهيمن تاريخويا؛ وقبلت أن تكون في الصف الثاني؛ ليس من منظور العجز أو القهر؛ ولكن بدافع النهج الأموموي الفطروي، القادر على تحمل الألم الوجودوي؛ وما جبلت عليه من رحابة العطاء الباذخ وهي تبتسم حتى ولو انتزعته من ذاتها؛ وقد ابتكرت فنون الإيقاع والشعر والغناء والسرد والحكاية.

*****


دارت هذه الخاطرة في ذهني، وأنا أتذكر أيقونة العمارة العربية الراحلة زها حديد؛ والتي مثلت علامة فارقة في هذا المجال؛ تضارع بأعمالها أعتى صناع ومبدعي هذا الفن الذكوروي بامتياز؛ بحكم أن الذكر هو المصمم لبنية الخباء التي تخفي ممتلكاته؛ وهو فاعل البناء الذي يوظف قدراته العضلية في إنشاء الحرملك الخاص به.

" زها حديد " أيقونة العمارة فرضت نفسها على فضائي؛ وقد ذكرني " فريق فيس بوك " بتدوينة سابقة حولها؛ وصفتها بأنها "أنثى العمارة المدهشة" كما أفضل تسميتها - ولكل كلمة دلالة- لأنها من دون شك تمثل إحدى العلامات في هذا الحقل الوجودوي؛ حقل إعمار الأرض؛ عبر التفكر والتأمل والتصور؛ المغاير للتقليدوي والشائع والمعلوم.



"زها حديد" هي المرأة الراحلة العراقية المولد والنشأة والتعليم؛ البريطانية الإقامة والتدريب والتأهيل والتخصص؛ التي أطلقت في حياتها – 65 عاماً - العنان لكل توقدها العقلوي؛ لتكون علامة فارقة في تاريخ العمارة العالمية المعاصرة؛ ولتُسقِط بإبداعها المعماروي؛ تلك التابوهات أي "المحرمات" الذكوروية التاريخوية في عالم عمارة المسكن تحديداً؛ لذلك تستحق "زها حديد" الوصف بأنها "أنثى العمارة المدهشة".

*****



لماذا القول بأنها "أنثى العمارة"؟ لأن "زها حديد" لمن يدرس تجربتها المعماروية ونمط إبداعها البنائوي؛ يعرف حسب هذه القراءة الثقافوية لمشروعها المعماروي أنها قدمت فتوحاً شاسعة مغايرة ومناقضة لثوابت ومستقرات عالم العمارة؛ الذي احتكر فنه المُذكّر/ الرجل؛ وفرض بنائوياً علي صفاته وضوابطه وعناصره كل قوانينه النوعيوية؛ وأخلاقياوته وتوجسات مكامن مواجعه الذكوروية".

"زها حديد" شقت طريقاً مبدعاً؛ زاحم بالعمارة "النسوية أو الأنثوية" الكثير من مدارس العمارة المتوارثة؛ ذات الضوابط الذكوروية؛ المحكومة بعادة شروط السكن القاسية؛ بما تعكسه من تخوفات النوع الذكوروي الوجودوية؛ من مثل الستر والإخفاء والاحتجاب والخصوصوية، والتي جرى تقنينها والتنظير إليها عقدوياً وفقهوياً؛ لتكون العمارة الذكوروية عمارة حماءوية؛ مشايعة للتسلط الذكوروي في صياغة المجال الحيوي؛ الذي تتحرك المرأة/ الأنثى في فضائه.



والشرط الأساس هو أن يكون هذا الفضاء محكوماً بسلطة الذكورة الثقافوية؛ والاجتماعوية والعقدوية والاقتصادوية؛ حيث هذا الفضاء الاحتكاروي؛ يصوغ مجالات وجود وحركة الأنثى في إطار سياق تاريخوي عميق؛ مرتبط بتاريخ ترويض "الثيمة الأنثوية" الغنيمة للذكر، والذي احتكر السيطرة عليه تاريخوياً بفرط قوة الاستحواذ؛ ومنهجية التعامل مع الطرائد في "فقه الأسر"؛ إذ أن العقل الذكوروي منذ بداية نشوئه تاريخويا؛ هو عقل استحواذوي اقتناصوي.

لذلك طبع التفكير الذكوروي المعماروي وهو التفكير المتغلب شكل العمارة المنزلية بهواجسه الوجودوية؛ اذ اعتبر فن العمارة مجالاً مُحرَّماً على الأنثى أن تتدخل في سياق صياغته، حتى لا تنكسر وظيفة المعمار الوجودوية الـ"خِباءوية" كما يظن الذهن الذكوروي.

لذلك يخدم الشكل الخارجي النمطوي للطرز المعماروية ذكوروياً هذه الوظيفة بتعطيل خاصية الإشهار اللافت للأبصار الغريبة إذا توقفت لتأمل البناء القائم من خارجه؛ وكلما كان الشكل المعماري نمطوياً بمراعاة الشكل المنسدل بفتحات الاطلال على الخارج المرتفعة تكريسا للوظيفة الخباءوية فإنه لا يعطي الفرصة للالتفات؛ أو التوقف والتفكر في مدلولات الخارج والتساؤل والتخيل لكيفية الداخل البنائي. ولكن جاءت أشكال معمار "زها حديد" لتهشم وظيفوية التعطيل تلك عبر الأشكال المعمارية المنسدلة كالخمار، وتستدرج الأبصار للتوقف والتأمل في الغرائب المعمارية، وهو ما يتيح لغريزة التلصص الذكوري أن تمارس فعلها بممارسة الإبصار والنظر.

*****



ونتيجة لمنهجوية النشوء الثقافوي التاريخوي للمذكر الاستحواذوي على صناعة اللغة والتعبير؛ وصياغة المعاني وتكريس المفاهيم، كانت العمارة البشروية هي عمارة ملبية ومرسخة لرغبات هذا التكوين النوعوي الذكوروي المتغلب؛ عبر ترسيخ استراتيجية الإخفاء الإهمالوي لتصورات المرأة في الوجود المكانوي، وليكون "حرم النساء" في البيت اليوناني القديم على سبيل المثال في نهاية فضاء البيت، وقس على ذلك "الحرملك" الشرقوي المستجلب تسميته من التحريم؛ وحسب "قاموس المعاني": فإن اصطلاح" الحَرَم: ما لا يحلّ انتهاكه، وما يحميه الرَّجل ويدافع عنه؛ وحَرَم الرَّجل: ما يقاتل عنه ويحميه، وشاع استعماله بمعنى الزَّوجة".

لذلك صاغت العقلية الذكوروية كل أنماط البيوت؛ تلبية لمخاوف تلك العقلية في عوالم وجود ذكور آخرين؛ سمتهم ووظيفتهم بدءاً منذ تاريخ الوجود في الغابة هي القنص.



ووسط هذه النمطوية المتغلبة من العمارة الذكوروية؛ جاءت "زها حديد" بعقلية الأنثى، لتنتمى إلى عوالم "العمارة التفكيكوية"؛ أي العمارة التي تُولِّد لديك الإحساس غير المنتظم في روتينيته؛ والهادمة لمفهوم العمارة التقليدية المهتمة بالمُحَرَّم واللامسموح وغير الممكن أيضاً، فوجهت إلى عمارتها اتهامات بأنها من نوعية العمارة التخطيطية فقط والتي لا يمكن تنفيذها؛ لكن عمارة "زها حديد" كانت راسخة تعطى اهتماماً أساسياً إلى عنصر معدن الحديد؛ بدلالة صلابته وفولاذيته وتماسكه في مواجهة الأثقال البنائية في تشكيلاتها الجديدة والتي تضمن تحقق غرابة الأشكال وأحيانا لا منطقيتها؛ وكأن "زها حديد" تهوى أن تبدو عمارتها حسب مفهوم العمارة التفكيكوية؛ هي عمارة صُلبة؛ إذ " لا يفل الحديد إلا الحديد"؛ وهذا المعدن الهيكلي الذي يجري تطويعه ضامن للثبات بقوته.

*****



وعلى الرغم من الانتقادات غير الموضوعوية؛ فإن عمارة "زها حديد" التفكيكوية أخذت تجتاح بمشروعاتها كثيراً من الأماكن والقارات؛ باعتبارها "عمارة ما بعد الحداثة"؛ بمفاهيمها المختلفة الجديدة بتجاوزها قيمة التوازن التقليدوية وعدم الاكتراث بعنصري التعامد والامتداد الأفقوي؛ سعياً لتخليق شكل معماروي جديد، قد يوصف بالشطط؛ لأنه محكوم بالخيال المسبق الذي قرأ جغرافوية ومكونات المحيط الذي سيقام به المبني وسيحمل توقيع "زها حديد"؛ وحسب هذا المنهج المعماروي التفكيكوي؛ فإنه يضمن فضاءات لا يتوقعها المتأمل من خارجها؛ وتلك هي الروح الأنثوية العبقرية في قراءة الفضاء/ المكان؛ إذ تمتلك الأنثى مخيالاً كبيراً في النظر إلى توظيف المكان/ الفضاء. والدليل هو ما تقدمه المرأة/ الانثى حين التعامل مع ترتيب بيتها من الداخل، عبر حركة التغيير والتبديل للمكونات داخل غرف البيت؛ بتقدير متجدد للمسافة والمساحة واختبار تخيلها في تعبئة المكان بمفردات البيت من الأثاث.

*****




إن مجمل عمارة " زها حديد" يكسر المألوف، لأن تجسيد الخيال المستحيل هو طموحها، ومنبع رؤيتها هو الوجود في كل تجلياته؛ البحر؛ الفضاء؛ المجال الصحراوي المنبسط من دون نهاية؛ وما تحققه تلك الفضاءات من الإحساس بالحرية المطلقة؛ وكأنها القيمة المفقودة لدى الذهنوية الأنثوية التي تشعر بالأسر؛ فتقاتل من أجل الحصول على تلك القيمة الإنسانية السليبة وجدانوياً من النوع.

بل في أحيان كثيرة يشعر العقل التفكيكوي الناقد؛ أنه يشاهد في أعمال "زها حديد" عمارة خرافوية؛ مشتقة من مهارة القص والحكي الأنثوي الأسطوروي للأطفال، وهو حكي مُشوِّق بغرابته؛ تنفرد به الأنثى / الأم، وهي تستجلب مهارة وتكتيك "شهرزاد" الحكاءوية، فتهيمن على تفكير الأطفال؛ وتطوعهم بقدرتها السردوية للاستجابة لما تطلبه منهم؛ فيستسلمون للنعاس بعد حكاية المساء.

عمارة "زها حديد" هي هكذا؛ بقدر إحكام قدرتها السردوية، تسند عمارتها الغريبة بتوظيف التقنية الإنشاءوية البناءوية، لتنفيد ما تحكيه معماروياً، والدليل على ذلك هو انتشار أعمالها في أقطار كثيرة، مدهشة الشكل، وغريبة الحضور؛ مفككة الأجزاء شكلياً غير أنها متماسكة كلياً في العلاقات المعماروية.

*****

إن عوالم "زها حديد" المعمارية؛ تستمد خيوطها أيضاً من مهارة التفكيك التي مارستها في طفولتها؛ فكل طفل يمارس دافعية الرغبة في التفكيك وإعادة الصياغة للمجسم الذي يتفاعل معه، فيبتكر شكلاً جديداً لما بين يديه وقام بتفكيكه؛ ويخلق أيضا له وظيفة وفق منطقه الخاص في تكييف الأشكال التي صنعها مغايرة للشكل الشائع، وهي كذلك المهارة التي تتابعها الأنثى/ الام؛ وتبدي بهجتها وتشجيعها لطفلها بما صنعه جديداً.

ويلحظ العقل المفكك لإعمالها؛ كأن الشكل الخارجي لعمارة "زها حديد" مُنبتِّ الصلة بالفضاء الداخلي؛ أي يتساءل المشاهد من الخارج عن أية فضاءات يمكن أن يحتويها هذا الشكل الخارجي المنحني؛ أو المائل؛ أو المعقوف من العمارة المتكسرة؛ والمتشظية الكتل؛ والمتعرجة والمتراكبة أو المتساندة طوليا وعرضيا في إفراط كبير؛ يصل إلى حد الإحساس الخارجي المخادع بالتفريط في المساحات الداخلية. غير أن الفضاء الداخلي لشكلانوية العمارة الخارجوية التفكيكوية يؤدي وظيفته باقتدار حسب المطلوب منه، ما يعني أنه لا غرابة في وظيفوية الداخل؛ لأنه يؤدي غرضه الانتفاعوي حسب المطلوب، وتصبح البراعة والغرابة هي في الشكل الخارجي الهادم لكل الأنماط التقليدية للثوابت المعماروية المستقرة.

وتكفي النظرة التحليلوية لعمارة "زها حديد" التفكيكوية من الداخل للحكم على جديتها فيما أفرطت في التأكيد على تحطيمه في خارج الشكل المعماري، سواء كان المسبح الأوليمبي لدورة الألعاب الأولمبية في لندن العام 2012م، أو منصة التزلج على الجليد في إنسبروك بالنمسا، أو دار الأوبرا في غوانغجو بالصين؛ أو المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين في روما؛ أو جسر أبوظبي، أو المجمع الفني في أبوظبي، أو منزل Capital Hill في روسيا، أو مجمّع كرة القدم في طوكيو، أو مبنى الفن المعاصر في أوهايو؛ والعديد؛ العديد من الأشكال المعماروية المبهرة؛ التي نالت تقديراً لها أرفع الأوسمة والجوائز.

*****

وبغياب "زها حديد" ينطفىء شعاع مصباح جميل من ثُريا العمارة النسوية المدهشة؛ التي كانت "زها" من أبرز تجلياتها في فن العمارة التفكيكوية ما بعد الحداثوية؛ بكل تحطيمها للمألوف المعماروي... لكنها عمارة بأناقة فستان الأنثى!!.

"رأفت السويركي"
-----------------------------------

الاثنين، 20 يوليو 2020

معنى الكلام (7)



حالة تتكرر كثيراً في الفضاء الافتراضوي؛ ذكَّرني بها فريق "فيسبوك"؛ تكشف الذهنوية "المتأخونة"، وشقيقتها "المتأدلجة"، وثالثتهما "المتنشطة" دولاراتويا... من إنتاج زمان تفتيت الأوطان الموصوف بـ"الربيع العبروي المتصهين"!!
---------
معنى الكلام (7)

لا تقل لي يا صديقي حين أحاورك أنك "ليبرالي". فالليبرالية مسلك من الفطرة، وثقافة إنسانوية قبل أن تكون تسمية. "الليبرالية" في الوقت الراهن كثيرا ما تكون قناعا يخفي وجه عمالة مضادة للوطن؛ بأخونة تمارس "التقية" لغرض في نفس "حسن البناء"؛ أو "أدلجة" تصف نظام الدولة الوطنية بالبرجوازية. أو "تنشط" دولاري استخباراتي يعادي ضرورات الضبط بالدولة. 

                         "رأفت السويركي"
-------------------------------

الخميس، 16 يوليو 2020

تفكيك خطاب العقل الشعبوي الافتراضوي المتأخون ( 134 ) من مَسَاخِرِ القولِ: "نبيهم"أردوغان فَعَلَ مَا لَمْ يَفْعَلْهُ نَبِيٌّ مِنْ قَبْل...(آيا صوفيا أنموذجا)!!

تفكيك خطاب العقل الشعبوي الافتراضوي المتأخون ( 134 )
من مَسَاخِرِ القولِ: "نبيهم"أردوغان فَعَلَ مَا لَمْ يَفْعَلْهُ نَبِيٌّ مِنْ قَبْل...(آيا صوفيا أنموذجا)!!
--------------------------------------------------------------

فضاء التواصل الاجتماعوي مزدحم بثغاء "قطعان الإسلام السياسوي" وفي مقدمتهم "مجاذيب الأغا العثمانللي أوردوغان" ممن يحملون خاتم الجماعة البنائية المتأخونة؛ وكل هؤلاء يعزفون راهناً ألحان البهجة بلعبة تحويل "آيا صوفيا" ذات العمر الممتد لما يقرب من 1500 عام في مدينة اسطنبول التركية إلى مسجد؛ ليقدم الأغا نفسه للمغيَّبين باعتباره خليفتهم المنتظر.
والمثير في الأمر أن "المحكمة الدستورية" في تركيا حسب صحيفة "زمان" ZAMAN أصدرت مؤخراً قرارًا برفض الطلب المقدم بتحويل متحف "آيا صوفيا" الديني في إسطنبول إلى مسجد وإعادة فتحه للصلاة. و"آيا صوفيا" كانت كاتدرائية سابقًا قبل أن تتحول إلى مسجد على يد "محمد الفاتح"، ومن ثم إلى "متحف ديني" العام 1935م.
*****
إن الأغا الماسوني أردوغان بمسلكيته تلك يتجاوز؛ بل يشوه ويهدم صورة الأخلاقويات الإسلامية الحقيقية، والتي تنطلق من القاعدة القرآنية الكريمة: {لكم دينكم ولي دين.} والمحافظة على قيمة "البيع والصوامع والبيوت التي يذكر فيها اسم الله" مهما كانت اختلافات المفاهيم أو القناعات؛ حيث "الإيمان هو ما وَقَرَ في القلب وصدقه العمل".
في الوقت نفسه فإن المتأسلمين الشعبويين؛ لا يدركون فخ التناقض الهائل الذي يميزهم سياسويا وهم ينصبون الملطمة حول ما يدَّعون حدوثه مع من يسمون مسلمي"الروهينغا" من نتائج عنف طائفوي بين "الروهينغا المسلمة" و"الراخين البوذية" في بورما؛ ويستصرخون الدنيا كلها بعبارة "وإسلاماه"؛ ويملأون الدنيا ضجيجاً و"شحتفة" ومظلومية ومناحة سياسوية.
غير أن المتأخونين وقوعاً في التناقض راهنا يملأون الفضاء الافتراضوي بالزغاريد بمناسبة تحويل الكنيسة القديمة إلى مسجد؛ وهي كمتحف جامع لكل التفاصيل العقدوية؛ تعد من أهم الآثار الفنية المعمارية في العالم؛ وتصنف من الموروث العالمي المدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي!!
****
لقد جاء الأغا العثمانللي متوهم الخلافة الإسلاموية أردوغان ليعتدي "بحماسة كذوب" على بيت عبادة لغير المسلمين؛ متناسياً أنه رسخ في تركيا وقنن بورعه الانتهازوي "السياس/إيمانوي" تجارة الدعارة؛ والمثلوية والشذوذ الجنسوي لــ 3 مليون متحول جنسي هناك، بموجب قانون جنائوي أعدته حكومة "حزب العدالة والتنمية"؛ وصدق عليه البرلمان التركي في 26 سبتمبر/ آيلول العام 2004 م، ودخل حيز التنفيذ في الأول من يونيو/ حزيران العام 2005م.
الأغا بمسلكيات المنافقين... فعل ذلك نهماً وتلهفا للفوز بمدخول يبلغ 4 مليارات دولار سنويا حسب الإحصاءات للخزانة في تركيا؛ فضلا عن تربع تركيا الإسلاموية في المرتبة العاشرة حول العالم في "تجارة الدعارة"!!
ولكن تلك الدعارة في تركيا "نقرة"؛ وتحويل كنيسة صوفيا إلى مسجد في تركيا "نقرة" أخرى. فمدخول الدعارة يُعد أحد أشكال الاقتصادات السوداء المتوطنة والعابرة للقارات؛ والتي تلعب بها الجماعات الإرهابوية لتمويل أنشطتها بجانب المخدرات والأسلحة... لذلك ينبغي أن يلعب الأغا "المؤمن" لعبة تبييض الوجه السياسوي المطلوب بإعادة تحويل متحف كان كنيسة قديمة إلى مسجد في إطار ترسيخ استصناع صورته "خليفة" لسُنَّة العالم الإسلامي؛ مقابل المرشد الأعلى في إيران لشيعة العالم الإسلامي.
*****
إن زيادة التركيز على ترسيخ الصورة الذهنوية باعتبار أردوغان "خليفة للمسلمين" يأتي ضمن التصور الأسبق لسيناريو "الربيع الصهيونوي" الذي وضعه "برنارد لويس" لتكون من أنماطه مواجهات منتظرة بين تكوينات السنة والشيعة؛ بقيادة وتصارع إيران وتركيا؛ ليكون التفتيت عبر العقيدة؛ ومن جنس التوظيف السياسوي لها.
وتأتي حركة الأغا العثمانللي أردوغان بتحويل "آيا صوفيا" إلى مسجد في هذا الإطار؛ لأن ظاهر فعل هذه الشخصية النمطوية لا يقدم أي دليل يثبت حرصه على نظام الدولة العربية المسلمة؛ إذ لعب بالتوافق مع جماعة التأخون البنائية دورا كبيراً في إنهاك الدولة العراقية المنتكبة بالهيمنة الأميركوية والاستقطاب الأيرانوي والتغلغل الداعشوي.
كما لعب ولا يزال يلعب في ساحة إنهاك الدولة السورية واحتلال بعض بلداتها؛ وتحويل رجال تلك البلدات السورية إلى ميليشيات يتولى توريدها إلى مناطق الصراع المختلقة في بعض الدول؛ ويلقي بثقله في الملعب الليبي بدعم الجماعة البنائية المتأخونة فيها؛ بغرض الدوران حول حواف الدولة المصرية التي تمثل لأحلامه المغص المزمن بجيشها الردعوي الكبير.
وها هو حسب تقرير لصحيفة "زمان" ZAMAN يرتب لتطبيق سيناريو ليبيا في اليمن عبر المليشيا التي تنتمي إلى التجمع اليمني للإصلاح التابع لجماعة المتأخونين، الحليف الإيديولوجوي والسياسوي لأردوغان، حيث تقاتل في المحافظات الجنوبية لليمن، لا سيما في أبين وشبوة."
*****
وما يدعو للسخرية المطلقة هو ما يفعله "ذباب الجماعة البنائية" في فضاءات التواصل الاجتماعوي بمناسبة اعتداء أردوغان على هوية "آيا صوفيا"؛ بمسلكيات العميان والمشاعر الكذوب تجاه تلك الواقعة؛ وكأن خليفتهم انتصر للإسلام؛ وهو الذي قنن من قبل الدعارة مهنة ومورد تمويل للاقتصاد التركي.
وردود أفعال هذا الذباب تبدو أسيرة أنماط التربية السردايبوية القطبوية القديمة بالظن أنهم هم المسلمون فقط وبقية الخلق من الكفار؛ حيث ذكر أحدهم كنموذج لقراءة الذهنوية المتأخونة تجاه تلك الواقعة تغريدة في فضاء "تويتر" يصلح متنها للقراءة بالقول:" لأول مرة في التاريخ يجتمع بابا الكنيسة النصرانية وحاخام اليهود وخادم الحرمين إمام وخطيب الأزهر الإسلامي علي قلب رجل واحد للاعتراض علي إعادة آيا صوفيا مسجداً.. حقاً ومن القلب شكراً رجب طيب أردوغان؛ لم يوحدهم قبلك دين أو نبي".
وتعتبر هذه التغريدة نموذجا كاشفا لطبيعة الشخصية المتأخونة بنزوعها المهيمن واللئيم برفع سيف التكفير ليطال حتى شخصيتين مسؤولتين عن خدمة العقيدة الإسلامية ورعاية بيوتها؛ بالقيام على بيت الله الحرام والمسجد النبوي وكذلك الأزهر الشريف؛ وهو ما خدم ويخدم العقيدة السمحاء وليس حسن البناء وجماعته وقطعانه.
كاتب ما تسمى تلك التغريدة يعيش المتوهم البائس الذي روجه شيخ الفتنة والفوضى المتأخون الهَرِم "يوسف القرضاوي" والذي قال من قبل: إن "الله وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة" يساندون إردوغان؛ معتبراً في تسجيل متداول على مواقع التواصل الاجتماعي أن إسطنبول هي عاصمة "الخلافة الإسلامية"!!!
لذلك حين يردد الذباب المتأخون أن رجب طيب أردوغان؛ وحَّدَ بابا الكنيسة النصرانية وحاخام اليهود وخادم الحرمين وإمام وخطيب الأزهر الإسلامي جميعهم للاعتراض علي إعادة آيا صوفيا مسجداً فهم الذين لم يوحدهم دين أو نبي؛ وكأن العثمانللي "أردو" الماسوني في حقيقته ووظيفته أكبر من الأنبياء المباركين الثلاثة" محمد وعيسى وموسى عليهم السلام"!!!
وقد كتبت تعقيبا على هذه السقطة الكاشفة لتردي الذهنوية الجمعوية للمتأخونين متنها:" إذا اجتمعت قلوب رجال الأديان الثلاثة: بابا الكنيسة وحاخام اليهود وخادم الحرمين وإمام وخطيب الأزهر اعتراضا على القرار الأخرق للأغا العثمانللي بتحويل آيا صوفيا نفاقاً إلى مسجد؛ فلنتذكر قصيدة الشاعر جمال بخيت ونسألكم:"دين أبوكم إسمه إيه"؟ لا شك أنه دين حسن الساعاتي البنَّاء لإخوان الماسون!!

"رأفت السويركي"
---------------------------------------------

الأربعاء، 15 يوليو 2020

"يا قوم": استعدوا لتكونوا من ذكريات الماضي "ما بعد الجائحة"! (7)

"يا قوم": استعدوا لتكونوا من ذكريات الماضي "ما بعد الجائحة"! (7)

------------------------------
في عالم “ما بعد الجائحة” المسماة “وباء فيروس كورونا”، يتواصل التأكيد من “لوبي صُنَّاع قرار إعادة صياغة وتشكيل العالم من جديد”: على أن التحول البنيوي في “نظام إدارة الأرض” حادث حادث حادث لا محالة؛ ـ وهذا الرأي أذكره بمعزل عما يمكن أن يظنه البعض منتمياً إلى “تفكير نظرية المؤامرة”ـ لأن هناك مرحلة جديدة كما يبدو ويعلن عنها لا بد من إدراج الحياة كلها في متونها؛ سعياً للوصول إلى التطور الهيكلوي “الاقتصاد سياسوي” المنشود؛ تلبية لمقتضيات جشع سد الشراهة الرأسمالوية؛ بضواغط الربحوية الحاكمة لكل تاريخ التطور الإنسانوي.
*****
العالم كله في “زمن ما بعد بعد الحداثة” – أو “ما بعد بعد كورونا” – يمضي في اتجاه التحول المفاجئ؛ وهذا يقتضي إجباره على خلع ملابسه السياسواقتصادوية والثقافوية والاجتماعوية القديمة؛ بكل ما تعتمد عليه في إدارته من مفاهيم صارت مع واقع العولموية مترهلة، بالية إنتاجويا وغير كثيفة؛ لأنها ليست استهلاكوياً بعدد سكان الأرض؛ وإنما بطاقة القدرة على الشراء ـ وهي ليست عولمويةـ ورائحة نظامها الراهن كريهة، ويوصم نظامها الدولاتوي بالفساد والطفيلوية.
وفي السعي لترسيخ التوجه الجديد بالعولموية عبر الجائحةـ 19… ستبدأ الضغوط ـ في العالم كله بأنواعه أوله وثانيه وثالثه ـ للخلاص على سبيل المثال من شكل التعليم النمطوي الرائج شعبويا والمتعارف عليه؛ بهدف تغييره بالإجبار شكلاً وموضوعاً؛ عبر الخروج من قاعة الدرس الجدارية الصغيرة في المدرسة والجامعة؛ والتي يتحوط الطلاب داخلها بالمعلم لتصير في “ما بعد الجائحة” ساحة افتراضوية غير محدودة الاتساع؛ ويتحول “المُعلِّم/ الأستاذ/ الدكتور المُلقِّن” إلى مُوجَّه أو مُدرِّب؛ ويتخلى عن وظائفيته الراهنة المستقرة عبر دورات صقل المهارة المهنوية التي سيتعرض لها من أجل التخلي عن دوره السابق لتقوم بوظيفته “قنوات المعرفة المطلقة الشبكاتوية” ؛ والمتاحة في “الشبكة العنكبوتية” لتكون هي المُعلم/ الأستاذ/ الدكتور العولموي الجديد.
“المعلم/ الجسد” الذي قام بتعليمنا الألفباءوية؛ وتشكيل ذائقتنا ومهاراتنا وصياغة شخصياتنا هو شكل ذاهب إلى الماضي؛ تاركاً محله إلى “المعلم/ الأستاذ/ الدكتور الافتراضوي”؛ أو كتلة الداتا ” Data”؛ والكتاب الورقوي سيتوارى وينقرض؛ ويتوقف استصناعه حفاظا على البيئة الشجرية المنتهكة؛ ليتغير ذلك الكتاب إلى صفحات الـ “Pdf”؛ وقاعات التعليم الراهنة ستتحول اقتصاداتها إلى أنشطة أخرى؛ لتكون قاعات افتراضوية عبر جلسات التعليم بالفيديو”Video conference”..
القضية إذن ستكون مرتبطة بالتوجه لتدمير النمط القديم للتعليم؛ والتحول من العملية الاتصالوية التقليدوية (الطلاب والأساتذة وجهاً لوجه) إلى “النمط السيبراناتي”؛ والذي تستصنعه وتتحكم في تلابيبه بيئة “شاشة الهاتف” و”التابلت” و”لوحة المفاتيح”؛ ويديرها العقل العولموي السياسوي الجامع.
*****
العالم في مرحلة “ما بعد الجائحة” يوغل قُدُمَاً في تحولاته البنيوية العولموية؛ والشخصية الفردانية بسماتها البيولوجوية والعقلانوية في زمان “ما بعد بعد الحداثة” سيجري تشكيلها “سيبراناتيا” من خلال الشاشة ولوحة المفاتيح؛ لتتحول تلك الشخصية الجديدة من “شخصية وطنوية” حسب النمط السياسوي التقليدوي؛ أي مرتبطة جغرافويا بحدود سياسوية محددة اسمها “الدولة الوطنوية؛ إلى شخصية “افتراضوية/ إنسانوية مقولبة”؛ وطن إقامتها العولموي هو الفضاء الافتراضوي؛ وهي شخصية افتراضية معناها وتشكيلها عابر لكل تلك الحدود التي تستثمر في اقتصادات المعرفة؛ مهما كانت تحمل هوياتها في “جوازات سفرها” لقب ( أميركي؛ صيني؛ روسي؛ بريطاني؛ مصري…إلخ).
ولعل هذا التحول البنيوي المخيف المقارب لصناعات “الروبوت” تكشف بداياته ما رأيناه من مبادرات إجراءات الوقاية المتوهمة بـ “العزل والتباعد الاجتماعوي” في دول العالم كلها: ( وزارات وشركات ومؤسسات وأسواق وبيوت عبادة وأسرة نوم) فور الإعلان عن “جائحة ـ 19”!!
وهذا ما نرى تباشيره في التحولات المسلكوية التي طالت العالم؛ عبر إعطال/ توقيف شكل العمل التقليدوي بالحضور والانصراف إلى ومن مقرات العمل القائمة؛ والتحول للأرشفة الجديدة؛ وإضمار الملفات الورقوية القديمة في الحواسيب؛ وتعميق توجه التعليم الجديد عبر “التابلت” والاختبارات “الشبكاتوية”.

*****
من المؤكد أن الكثير من العلل ستفرض نفسها راهناً على المرحلة الجديدة؛ بالغضب الشعبوي ” من الأسر وتجار التدريس” نتيجة هذا التحول؛ مع ممارسة الاحتيال ممن يسمون معلمي “الدروس الخصوصية”؛ لأن نظام التحول الجديد… سيجفف بحيرات الربحوية المسماة “سناتر الدروس الخصوصية”؛ مع محاولة هؤلاء بالتحايل عليها بممارساتهم الساذجة؛ مع اليقين بأن تعميق التجربة الجديدة؛ والاندراج في تطبيقها سيقضي على أغلبية تلك الظواهر ذات الصورة غير الإيجابوية.
فـ”النظام السيبرانوي” له في الأساس قوانين الضبط والربط؛ والفحص والتدقيق الخاصة والمحكمة؛ والتي تضمن تقويم القدرات والحكم على جهد الطالب؛ وما إذا كان حقيقياً أو مستنسخا أو مسروقاً؛ بوجود ميزات التخزين الشبكاتوي (ICloud آي كلاود أنموذجا) والبرمجيات الضابطة للنسخ!!
*****
متسلسلة الإجراءات التي تعلن عن بدء استرداد الحياة لصورتها النمطوية القديمة بدأت؛ بتقليل مدى ساعات الحظر؛ والتظاهر ببدء استرداد دواليب العمل إيقاعها الشائع في الوزارات والمؤسسات؛ غير أن الإشارة بدورات جديدة من أنماط فيروس كورونا وتحولاته البنيوية الجديدة غير المفرج عن سيناريوهاتها؛ والتأخر في الإعلان عن التوصل للدواء المناسب… يعطي الانطباعات بأن اللعبة العولموية لم تنته بعد؛ وأن أهدافها أكبر من كل التوقعات لمن لا يقرأون ولا يتفكرون؛ ومن لا يزالون مقتنعين بمخادعة “نفي نهج المؤامرة”؛ لذلك نصيح: “يا قوم”… استعدوا لتكونوا من ذكريات الماضي في مرحلة “ما بعد الجائحة”… كيف؟ في التدوينة اللاحقة المزيد من الكشف!!

                                               "رأفت السويركي"
-----------------------------------------