تفكيك خطاب العقل النخبوي الإعلامي المهيمن (43 )
إعلام واقع "خريج التوك توك"... يكشف واقع "إعلام التوك توك شو"؟!!
-----------------------------------------------
-----------------------------------------------
تجبرني المستجدات السياسية اليومية في المسألة المصرية لتأجيل مواصلة حلقات سلسلة "تفكيك خطاب العقل النخبوي الإسلاموي المتأخون"؛ خاصة إذا طرأت متغيرات تتطلب إلقاء أضواء الكشف عن محركاتها؛ وأحدها يرتبط بحالة الهياج العشوائي للتنظيم المتأخون الذي لا يهدأ عبر الأتباع في الداخل المصري بدعم الخارج سعياً لمزيد من التوتر.
وفي هذه المرة تنتقل الكتابة إلى عنوان "تفكيك خطاب العقل النخبوي الإعلامي المهيمن"؛ بمناسبة قصة السائق الذي وصف نفسه بأنه خريج "التوك توك" في مقابلة من نوعية ما يُسمى "تلفزيون الواقع" والتي تبدو في ظاهرها عشوائية وبمحض المصادفة غير أنها في حقيقتها ذات قصدية عن سبق إصرار وترصد؛ ضمن برنامج "واحد من الناس" للإعلامي التلفزيوني عمرو الليثي؛ والتي يمكن إطلاق اسم "واحد من الإخوان" عنواناً لهذه الحلقة!!
ومفتاح القراءة التفكيكية هنا سيكون اصطلاح "خريج التوك توك" الذي ورد على لسان ذلك المواطن الذي لم يذكر مقدم البرنامج اسمه؛ غير أن المواقع الإلكترونية قدمت بعد ذلك من المعلومات ما يكفي لكشف شخصيته؛ ومحركاته الإنفعالية والقولية؛ وبالتالي خطابه السياسي إذا كانت هذه المعلومات حقاً موثوقة.
وعقب رواج مقطع فيديو الحلقة مرر الإعلامي عمرو الليثي تصريحاً يُفيد أنه تلقى اتصالا هاتفياً من المستشار السياسى لرئيس الوزراء المصري للتعليق على الفيديو غير أن الليثي أوضح للمستشار "أن فريق البرنامج لا يعرف أي معلومات عن السائق ولا حتى اسمه الأول، خصوصاً وأنه غادر بعد ما أنهى كلامه مباشرة"!!!
والتساؤل المهني المنطقي لكشف ضعف هذا القول: كيف يُحصِّن "فريق البرنامج نفسه" إذا تعرض للمساءلة القانونية عن بث مادة لا يعرف أية معلومات عن قائلها؛ وهل يجوز للإعلامي أن ينقل أية معلومات تصله أو يسعى إليها من أي مصدر من دون تأمين مصداقيته المهنية بالدليل الثبوتي حين المراجعة القانونية؟
واستطراداً فإن ما يقفز إلى الأذهان على الفور هو ما المقصود من سؤال الجهة الرسمية عن "سائق التوك توك"؛ لذلك اشتعلت المواقع بأخبار اختفاء هذا الشخص وأسرته عن الأنظار وأنه لا أحد يعرف مكانه؛ إيحاء بأن الأمن سيلاحقه أو أنه يلاحقه!!
فهل يمكن أن تسقط الدولة العميقة في مصر في فخ إلقاء القبض على شخص بالتعبير الشعبي "يُهرتل" بعبارات سياسية محفوظة ومكرورة؛ ليس بها جديد أكثر مما تقوله برامج تلفزيون الواقع و"التوك شو" نفسها كل ليلة، وتنقل كثيراً منها عن حسابات وسائط التواصل الاجتماعي؟
والسؤال الكاشف هنا يدور حول ظاهرة دأب الفضائيات التلفزيونية وتحديداً الخاصة والمملوكة لفئة الرأسمالية الطفيلية المصرية في صناعة صورة مزيفة بأن الدولة المصرية في مرحلة الرئيس عبد الفتاح السيسي هي دولة بوليسية قمعية ستقبض على أي شخص يقول ما يخالف المطلوب.
ولكن هذا الخطاب النخبوي المشبوه يتهاوى أمام نمط خطابات "الصراخ والولولة" التي تطلقها برامج الواقع و"التوك شو" كل ليلة من دون وازع وطني أو تقدير حالة... ولم تثبت أية محاولات رسمية من الدولة للجمها أو قمعها؛ على الرغم من أنها نوعية منفلتة من الإعلام التلفزيوني الناشز التي تبني وعياً مضللاً بحقائق الحياة والأحداث في مصر الآن.
إنها إذن محاولة نخبوية إعلامية سياسية مدروسة لترسيخ الصورة المشوهة للدولة المصرية الجديدة، والتي تجدها بكثافة في خطابات التنظيم المتأخون وكذلك لدى التيارات الإيديولوجية من الاشتراكيين الثوريين وجماعة 6 ابريل وأمثالها ممن تحترف الدعوة لما يُسمى "الديموقراطية" و"حقوق الإنسان".
*****
وتجلية لألغاز مسألة "خريج التوك توك" فإن من المواقع الالكترونية المنحازة له ما كشف معلومات عن هذا الشخص؛ وأوردت أن اسمه هو "مصطفى عبد العظيم الليثي" ويبلغ من العمر 35 عاماً؛ وقد اختفى وغادر شقته الصغيرة التي يقيم فيها بمساكن الشباب – أي مشروع أقامته الدولة - بمدينة 6 أكتوبر جنوب القاهرة عقب تصريحه للبرنامج، وهو متزوج ولديه ولدان وزوجته تعاني من عدة أمراض"!!
فيما ذكرت مواقع أخرى مضادة لتوجهه: أن اسمه هو: محمد جابر، ووظيفته الأصلية هي مدرس إعدادي؛ وأنه كان عضواً بحزب جماعة الإخوان المسلمين "الحرية والعدالة"، وأنه يمتلك محلاً لصيانة الكومبيوتر؛ وهو متزوج وله ولدان؛ ووالد زوجته هو صاحب مدرسة خاصة يعمل مديراً لها؛ وتلك المدرسة موضوعة تحت الحراسة لأنها "مدرسة إخوانية".
وأمام الروايتين يبدو الاختلاف كامناً فقط في الاسم من دون بقية المعلومات حول أسرته؛ وبتحليل منطوق كلماته يتكشف أن هذا الشخص الذي يدَّعي أنه خريج "التوك توك" نال حظاً كبيراً من التعليم أكسبه طلاقته الحكائية؛ وانسيابية كلماته وتدفقها بيسر وحماسة انفعالية؛ حتى ليبدو أنه قد حفظها عن ظهر قلب من دون توقف أو تردد؛ وهو ما قد يدل على طبيعة وظيفته كمعلم!!
وإذا أخضعنا للتفكيك ما قاله لنعرف حقيقة خطابه السياسي وما الذي يستهدفه؛ لبدت جلية محاولته ترسيخ صورة سوداوية للدولة في إطار العزف الراهن المضاد لها؛ حيث نجد أنه أشار إلى العناصر التالية:
- يقول:" بالله عليك... دولة - يقصد مصر- لها برلمان ولها مؤسسات عسكرية ومؤسسات أمنية خارجية وداخلية ولها 20 وزارة، حالها يبقى بالوضع والشكل ده إزاي؟!!". إنه بهذا القول يعيد تكرار ما يضخه الخطاب الإعلامي المضاد بترويج صورة مخادعة حول مصر الدولة المتماسكة التي يَأتي جيشُها في المركز الثاني عشر عالمياً الآن حسب التصنيف الأميركي؛ وهو أقوى من الجيش "الإسرائيلي"؛ ويتصدر الموقع الأول عربياً.
- ويضيف:" قبل الانتخابات الرئاسية – يقصد مرحلة المتأخون المعزول محمد مرسي - كان عندنا سكر يكفينا ورز بنصدره، إيه اللي حصل؟ نتفرج على التليفزيون نلاقي مصر فيينا - يقصد مرحلة السيسي- ننزل الشارع نلاقيها بنت عم الصومال". وهو بهذا القول يُعيد ترديد الخطاب المتأخون والمتوهم بأن مرحلة محمد مرسي كانت سخاء رخاء!!
- ويواصل: "الناس اللي فوق - يقصد الرئاسة المصرية - جايبين 38 وفداً، وبيصرفوا عليهم 25 مليون جنيه، المواطن الفقير مش لاقي الرز في الشارع، هل ده يرضي ربنا؟"! ورغم عدم دقة الأرقام التي ذكرها فإنه يتناسى أن الاحتفالية هي بمرور 150عاماً على إنشاء البرلمان المصري. وهو بذلك يعيد الخطاب المتأخون نفسه؛ المضاد للديمقراطية ويشوش عليها تباكياً بالجوع فيما لا يوجد بيت مصري ينام من دون طعام؛ وينسى أن ينظر إلى ما يرتديه من ملابس ظهر بها في فقرة البرنامج؛ وهي ملابس لا تتفق مع الصورة النمطية الشائعة عن ملابس سائق "التوك توك"!!
- ويستطرد: "بيطلعوا في التليفزيون ويقولوا مصر بتنهض- يقصد تصريحات السيسي - وما فيش أي حاجة، وبنرمي الفلوس في مشاريع قومية ملهاش لازمة، والتعليم متدني لأسفل مما تتخيل، إزاي يبقى عندي بني آدم تعبان ومش متعلم وأعمله مشاريع زي ديه"! إنه هُنا يكشف هويته الوظيفية الأصلية كمعلم ويعيد تكرار خطاب التنظيم المتأخون في تربصه بالدولة محاولاً أن يهيل التراب على كل المشروعات الجديدة الدالة على استراتيجية إعادة بناء دولة؛ تكريساً لشعور تيئيس الجماهير بأن عبد الفتاح السيسي لم يفعل شيئاً.!
- ويواصل:"بالله عليك دي مصر يا جدعان اللي كانت مِسلِّفة بريطانيا، مصر اللي عملت تاني خط سكة حديد في العالم، وكان الاحتياطي النقدي بتاعها أكبر احتياطي نقدي في العالم، يوصل الحال بيها كده؟"! وهذا القول من الغرابة أن يقوله سائق توكتوك؛ إلاّ إذا كان يجتره من الخطاب المتأخون وهو حقٌ يراد به باطل؛ فالدولة في مرحلتها الراهنة من رئاسة السيسي الذي أمضى عامين ليست مسؤولة عن التردي البنيوي الذي حدث في المرحلة المباركية – أربعة عقود - وفترة تمكين المتأخونين القصيرة التي أضاعت الاستقرار؛ وكادت تفتت مصر!!
- ويوالي:"مصر اللي كان تحت سيطرتها السودان وتشاد والسعودية، حبة دول من الخليج يتريقوا علينا ويقولوا بنديكوا وبنعملكوا، وإحنا اللي كان تشريفاً لينا كانت كسوة الكعبة بتطلع من مصر، هل ده يليق بمكانة مصر؟ هو ما فيش حد قلبه على مصر ولا بيحبها يقول لأ"!! ويأتي قوله هذا تأكيداً جديداً بأنه يردد خطاب المتأخونين والمتأدلجين الراهن في سعيهم الدؤوب لنزع مصر من سياقها العربي بإثارة الشبهات والفتنة ضد الالتفاف العربي الخليجي حول مصر لفض كل جهود دعم الأشقاء للدولة الجديدة؛ ويتناسى أيضاً ما يمكن تسميته قانون "دوران الثروة" الوجودي الذي يمكن إدراكه من السُنَّة القدرية المكنونة في القول القرآني الكريم: { وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس} - ( آل عمران: 140).
- ويصل "خريج التوك توك" إلى "مربط الفرس" الذي يقصده بالقول:" شوية تجار بيضحكوا على الناس بحجة الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية - يقصد السيسي والحكومة المصرية- وعهودهم بعيدة كل البعد عن الديمقراطية والعدالة"!! وهنا تأكيد جديد على أنه يعيد ترديد مقولات المتأخونين نفسها والمتأدلجين؛ بزراعة الشكوك في مستقبل الدولة أن تكون هناك ديموقراطية في إطار إعادة البناء بالشروط الموضوعية؛ لأن الذين يحكمونها هم من العسكر.
إن منطق تفكيك الخطاب لا يضع "خريج التوك توك" في موقف الاتهام بالانتماء للتنظيم المتأخون؛ اذا لم يكن منتميا بالفعل غير أنه على الأقل يثبت تأثره بخطاب ما تردده الفرق السياسية الضالة المضادة للدولة المصرية راهناً؛ وما تضخه عبر فضائياتها الموجهة من الخارج ومواقعها الالكترونية.
ولعل التغريدة على موقع "تويتر" التي كتبها من يُسمى الدكتور علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرئسه المتأخون الكبير الدكتور يوسف القرضاوي تثبت ذلك؛ إذ قال في نصها:"أكاد أجزم بأن #خريج_التوكتوك المصري يفهم في السياسة ويحترق قلبه على بلده أكثر من كل الذين يحكمون مصر الآن ومن كل من يساندهم !" وهكذا يارجل يصل بكم المستوى من الاحتقان ضد الدولة المصرية!!
*****
إن مقصود هذه الكتابة هو الانطلاق من حالة دراسة خطاب "خريج التوك توك" إلى تفكيك آداء "خطاب العقل النخبوي الإعلامي المهيمن" الذي أشهر تلك الحالة؛ وفي واقع الأمر أن نوعية الآداء الإعلامي الذي تعكسه نوعية "برامج الواقع" و"التوك شو" المباشر أو المسجلة يمكن أن يوفر للجهد التفكيكي ضبط تشابهات كثيرة في الآداء متماثلة مع آداء وسيلة النقل المسماة "التوك توك" في الواقع المصري!
لذلك يمكن اقتراح توصيف بإطلاق مسمى "إعلام التوك توك شو"؛ على الحالات التي لا تلتزم بالشروط العلمية المستقرة في علوم الإعلام؛ أي التي تضمن معيار التوازن بتقابل الرأي والرأي الآخر في الوقائع حين تمرير الرسالة الإعلامية إذا كان البحث عن الحقيقة هدفاً؛ حتى لا يترك المتلقي أسير وجهة نظر واحدة ترسخ صورة مغلوطة لديه خاصة في قضايا الرأي العام.
وغياب شرط ذلك التوازن يجعل الآداء الإعلامي منتجاً صورته عشوائية خارجة عن الالتزام بالقواعد والأسس والنظم والمعايير المستقرة؛ وهو ذاته ما يتوافق مع "آداء التوتوك" في الشارع كوسيلة انتقال هجينة، وعشوائية في الحركة والشكل، وغير منضبطة أو ملتزمة بالقواعد المرورية وشروط القيادة.
*****
إن ظاهرة "التوك توك" كانت نتاج فعل الانهيار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في مصر؛ خلال المرحلة المباركية من الحكم الهابط الذي ارتفعت فيه معدلات البطالة المخيفة وتسرطنت، نتيجة افتقاد خطط التنمية؛ فحدثت الهجرات المعاكسة من الريف إلى حواف المدن ونشأت التجمعات السكانية العشوائية الخانقة؛ في الوقت نفسه انتعشت وتوحشت الرأسمالية الطفيلية المصرية بكل مواصفاتها المرضية؛ بل وأنشأت فضائيات خاصة؛ تفرض من خلالها خطابها الانتفاعي السياسي والاقتصادي والقيمي؛ وتمارس ضغوطاً شتى على الدولة المصرية في الوقت الراهن؛ لتوجسها الكامن بأن نهوض الدولة التنموي من جديد الذي ترعاه المؤسسة الوطنية العسكرية يمكن أن يُعيد مصر إلى مربع قديم تحن إليه الجماهير، حين كانت تقوم فيه الدولة بالنشاط الزراعي والتصنيعي والتأميمي؛ وهو ما يتصادم مع المصالح الاستراتيجية للرأسمالية الطفيلية!
لذلك فإن تعبير من وصف نفسه بأنه "خريج مدرسة التوك توك" كان تعبيراً جمعياً مقبولاً من العقل النخبوي الإعلامي؛ متفقاً مع الإدراك الداخلي لهذا العقل بأن مدرسة "إعلام التوك توك شو" هي ظاهرة مهيمنة في غياب إعلام الدولة؛ وكان يقتضي الموقف المهني أن يقوم المذيع بالتعقيب على كلام المتحدث، وإبراز مدى صوابه وخطئه بحيادية مفترضة من الإعلام حتى وإن كان من نوعية "إعلام الواقع" في غياب من يتولى طرح وجهة النظر المقابلة... وهذا هو ما لم يحدث!!
*****
والسؤال المهم: إذا كانت ظاهرة "التوك توك" صارت واقعاً دالاً على التردي الخدماتي للنقل طيلة المرحلة المباركية؛ وجاء الرئيس المتأخون المعزول محمد مرسي ليُرسِّمها وجوداً رسمياً في أحد خطاباته حين قام بتوجيه التحية إلى سائقي التوك توك؛ أي يعترف بها في الوقت الذي تعاني فيه الدولة من وجودها العشوائي؛ فهل كان خطاب "خريج التوك توك" يوفر المشروعية الإعلامية للبروز؟
إن أي عقل سياسي يقرأ الصورة بعلمية اجتماعية؛ لا بد أن يضع بث وإشهار خطاب "خريج التوك توك" بكل محموله السياسي الناقم على الدولة المصرية الآن وبالطريقة التي تم تعميمه بها وللوهلة الاولى في إطار التجهيزات التي يُعلن عنها من الفريق المتأخون والفرق المتأدلجة؛ بما يروجون له عما يسمونه "ثورة الغلابة في 11/ 11 حركة غلابة".
ويأتي خطاب "خريج التوك توك" ليرفع معدلات التهيؤ للتمرد الاجتماعي ويحقق ظروف المزيد من الحشد المتوهم الذي تحلم به تلك القوى الناشزة اجتماعياً؛ بترويجها أن ما تقدمه الدولة في مصر الآن هي وعود وهمية سيترجم الرد عليها في "غضبة شعبية تنتظر السيسي في الساعة11 يوم 11/11".
ولعل الاتجاه الرافض لذلك الخطاب، وما يثار من ضجة حوله يجعله وسيلة للاتكاء على مضمونه ضمن إطار رفع معدلات التوتر الاجتماعي بما يشهده الشارع من ارتفاع مفتعل في الأسعار؛ وحجب واكتناز السلع في مخازن خاصة بسبب جشع الرأسمالية الطفيلية التجارية؛ والتحركات الجرمية كما حدث في قضايا تعطيش السوق من عملة الدولار.
إن الإعلام الخاص العشوائي المشابه في آدائه لآداء "التوك توك"" بما يقدمه من برامج الواقع و"التوك شو" يحاول أن يوفر شروط رفع درجة الاحتقان الشعبي؛ حين لا يتبع القواعد الإعلامية المتعارف عليها؛ وهو في رسالته أحادي النظرة؛ إذ لا يقوم على سبيل المثال بكشف صور الفساد والتواطؤ والطرق الملتوية التي تتبعها الرأسمالية الطفيلية في الحصول على امتيازاتها وتضخيم ثرواتها.
ويزيف ذلك الإعلام خلله المنهجي بالتركيز على تدني مستوى الخدمات في المرافق العامة نتيجة التردي الاقتصادي في مصر خلال المرحلة المباركية؛ ولا يقوم لو كان أعلاماً وطنياً على سبيل المثال بكشف التكلفة المالية المُغالى فيها للحصول على الخدمات من المرافق الاستثمارية الخاصة التي تمتلكها هذه الفئة من رجال المال والأعمال؛ والتي نمت وتسرطنت مقابل إهلاك الدولة التي كانت تهتم فقط بتوفير الرواتب الشهرية لملايين الموظفين الذين لا يعملون.
*****
كان ينبغي على الإعلامي عمرو الليثي نجم برامج الواقع ألاّ يترك الميكرفون والكاميرا في استحواذ "خريج التوتوك" وهو يكرر خطاب الفريق المتأخون بسرعة صاروخية؛ من دون تعقيب توضيحي منه، حتى لا يضع نفسه في حرج ما يطاله الآن من توصيفات مرتبطة بأنه كان مستشاراً للرئيس المتأخون المعزول محمد مرسي.
وفضلاً عن ذلك وهو الذي اهتم في برامجه بالعشوائيات وإلقاء الأضواء على مابها؛ كان ينبغي أن يخصص من حلقات برامجه ما يقوم فيها بزيارة المجتمعات البديلة الجديدة التي أقامتها الدولة تنفيذا لوعود الرئيس عبد الفتاح السيسي بالخلاص من العشوائيات خلال عامين على الرغم من كبر عددها.
فهل نستفيد من خطاب "خريج التوتوك"... بأنه كشف واقع "إعلام التوك توك شو"؟!!
"رأفت السويركي"
عمرو الليثي ينقل رسالة لا تنفصل عن تهيئة المناخ لما تسمى ثورة 11/11
شهادة تحدد ملامح خريج التوكتوك
اخرى تتفق في تحديد الهوية السياسية
عمرو الليثي يحاور المعزول محمد مرسي وفي الصورة الثانية يرافقه مستشارا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق