الأحد، 23 أكتوبر 2016

شكراً "فيس بوك"... إنه أستاذي عالم العربية ا.د أحمد يوسف!!
----------------------------------------------


أجمل مفاجأة جديدة أسعدني بها "فيس بوك"؛ هي تذكيري بموعد بدء صداقة التواصل الالكتروني مع عالم اللغة العربية الكبير الأستاذ الدكتور أحمد يوسف علي؛ الذي يُعد لديَّ جوهرة إنسانية بمعنى الكلمة بجانب قامته الثقافية العالية.

تواصلت معه صوتياً عبر الهاتف، وكتابة عبر هذا الفضاء الافتراضي؛ وأنا في انتظار أن تتاح لي فرصة اللقاء الشخصي في موعد قريب، لأقدم إليه فروض التقدير العميق؛ لما لمسته من عمق إنساني جميل دال على شخصية تفيض بتواضعها الجم كرماً شعورياً آسراً.

أستاذي الأستاذ الدكتور أحمد يوسف الذي كنت أتمنى أن أكون طالباً أجلس في مقاعد الدرس بالجامعات أمامه كي أتلقى علوم اللغة منه؛ عوضني عن ذلك وهو يفيض بعلمه الكبير كلما تهاتفنا؛ أو تشرفت بتكريمه لي معقباً أو داعماً في بعض القضايا التي تُثار على "فيس بوك"؛ بما يضيف إلي الكثير والعميق من المعلومات.

لكنني قبل أن أتواصل معه في هذا الفضاء الافتراضي؛ كنت أحد قارئي ودارسي مؤلفاته العديدة التي سمحت لي الظروف بالحصول عليها من مكتبات القاهرة ومعارض الشارقة للكتاب؛ وقد استفدت شاعراً من كتابه "مفهوم الشعر عند شعراء العباسيين" والذي بذل خلاله جهداً مميزاً في التأصيل المعرفي لهؤلاء الشعراء من بشار إلى أبي العلاء؛ عبر الرصد الشامل لدواوينهم وأشعارهم المبعثرة في الكتب، ومناقشاتهم مع نقاد عصرهم والروايات المحيطة بأعمالهم؛ ومن دون شك فهذا الكتاب يحوي جهداً علمياً كبيراَ. 

أما كتاب " اللغة الأدبية والتعبير الاصطلاحي" فتجلى فيه الأستاذ الدكتور أحمد يوسف في التأسيس البحثي البلاغي الجديد في العربية؛ والذي وفق تصوري المتواضع أشعر أنه يُعدُّ تمهيداً لمشروعه الكبير الذي يفيض ببعض نفحاته أسبوعياً في صحيفة "العرب" القطرية حول القرآن الكريم؛ إذ أنه في هذا العمل الجديد؛ يوظف محيط جهده العلمي الهادر في إبراز جماليات وغنى التعبير القرآني؛ عبر – كما وصفتها مُسبقاً – استخدام مهارة النحلة في جمع الرحيق من أزهار القرآن.

إذ "ينتقي الأستاذ الدكتور أحمد يوسف "كلمة قرآنية" محددة أمثلها بـ "الزهرة"؛ فيهبط إليها؛ ويمتح من رحيقها استقاءً وأخذاً منها خلاصتها؛ ويعيد تقديمها عسلاً معرفياً مختوماً باقتداره البلاغي في مقالته. وبعد أن يجمع رحيق المعنى من كل "زهرة / كلمة قرآنية" يتفرغ ذهنياً لإنتاج عسل المعنى؛ فيأتي عذب المذاق وما أطيبه في شفاء قلوب "القرآنيين".

و"يقدم للمتلقى ما يحيط معرفياً بالكلمة الطيبة ودلالاتها القرآنية، وربطها بالمجال الدلالي القرآني باعتبارها شجرة طيبة؛ كاشفاً الدلالات المعرفية والنفسية للمفردة؛ مع الإشارة إلى تحليلها "الفوناتيكي" و"الفونولوجي" لتبيان ما تحدثه الأصوات داخل البنية اللغوية للكلمة/ الزهرة من كشف جماع المعاني والدلالات التي تكمن في باطنها".

*****

أستاذي الدكتور أحمد يوسف؛ جَعل الله أجرك كبيراً؛ أولاً لإنسانيتك وتواضعك؛ وثانياً لجهدك في علوم اللغة؛ وثالثاً لمشروعك الدُّرِّي القرآني المنتظر.

"رأفت السويركي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق