تفكيك العقل النخبوي الدبلوماسوي المُخادع (75)
"الوجه المخفي" في مذكرات "كِتَابِيَهْ"
... عمرو موسى نموذجا!!
... عمرو موسى نموذجا!!
---------------------------------------------
غلاف مذكرات عمرو موسى المعنون "كتابيه"
بما يحمله المسمى من مخادعة ,والصور من الانترنيت٠
توقفت متفكراً لبُرْهَة في دلالة اختيار عمرو موسى - Amre Mousssa التعبير القرآني الكريم "كِتَابِيَهْ" عنواناً لمذكراته؛ التي لم تقع في حوزتي إلى الآن؛ وأُعلن عن إصدارها في إطار تظاهرة سياسوية نظمتها دار النشر كانت مُغالى في حجمها؛ بما حُشد لها من شخصيات؛ رافقت أو خلفت في الدور الوظيفي عمرو موسى دبلوماسياً؛ ولعبت أو تلعب أدواراً؛ وضعت أو توضع عليها علامات مثيرة في الوضعين المصري والعربي الراهنين.
وعملية التفكر تلك... استدعت استباقاً منهاجياً بممارسة الفعل التفكيكي لهذا العنوان المثير للتساؤل "كِتَابِيَهْ"؛ في محاولة لكشف "المسكوت عنه" المُضْمر في ذلك التعبير العَقَدي الإسلاموي الخاص؛ والذي يبدو من غير المنطقي استخدامه من قِبَلْ شخصية تحمل اسم "عمرو موسى"؛ ذلك الرجل الدبلوماسي... حليق الذقن والشارب، والحامل بين أصابعه السيجار الكوبي الفاخر والمرعب سعراً؛ وليس الرجل الداعية؛ صاحب الذقن الشعثاء و"الزبيبة" المطبوعة على جبهته؛ وحامل المسبحة بين أصابعه!!
*****
كيف يقرأ العقل التفكيكي عنوان مذكرات عمرو موسى "كِتَابِيَهْ"، والمنتزع من حقل التعبير القرآني؛ فيما هي مذكرات سياسوية لا صلة لها بالوعظ الديني؛ ولا تحوي أي جهد دعوي يقوم به، ويتعلق بشريعة الله؛ أو حتى يكشف جهوده في تحقيق التمكين السياسوي للعقيدة.
من البيِّن أن ذلك العنوان "كِتَابِيَهْ" الذي اختاره عمرو موسى لتسمية مذكراته ربما ورَّطه في اقتراحه الصحافي الذي قام بتحرير الكتاب؛ وربما يكون ذلك الصحافي مرتبطا بتوجه سياسوي عقدي؛ إذ استعار العنوان من سورة الحاقة:( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19)إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)"؛ فأعجب عمرو موسى به، وتبناه بدافعية قد تعبر عن "المأمول النفساني الباطني لديه"؛ وهو يقترب في بدايات أكتوبر/ تشرين أول 2017 م الجاري من عامه الثاني والثمانين من العمر.
وهذه المرحلة العمرية – متعه الله بطول العمر والصحة - لها ضغوطها الشعورية، التي تجعل الإنسان الشرقي يتوقف متأملاً في الحصاد الدنيوي الذي زرعه طيلة حياته؛ ومقدار الخيرية التي فعلها في سنوات عمره؛ طال أم قصر؛ وفي كل الأحوال فإن الإنسان مقابل ما فعله يأمل من الله الرحمة والخير؛ حسب ما رواه مسلم عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثٍ، يَقُولُ: (لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ)" (2877).
لذلك تكون هذه القراءة التفكيكية لعنوان المذكرات مناسبة ومنطقية؛ لتوفيرها القدرة على فهم "استراتيجية التسمية" التي تبناها عمرو موسى، لدى انتزاع عنوان مذكراته "كِتَابِيَهْ" من الآية القرآنية؛ غير أنه تغافل عن بقية النص الكريم من سورة الحاقة: ( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) "ص".
فــ "كِتَابِيَهْ" الأولى التي منطقياً يتبناها عمرو موسى في مذكراته ويتقصدها؛ تختلف عن "كتابيه" الثانية التي لا تحبذها النفس البشرية وتهرب من الاعتراف بها؛ فالأولى تعني أن الإنسان على صواب في أفعاله الدنيوية، وتصنع له صورة ذهنية أو نمطية إيجابية؛ وهو ما يظنه عمرو موسى في فعله وكذلك سواه من البشر؛ والثانية دالة على صورة ذهنية سلبية غير مرغوب بها؛ لذلك لا نعترف بها، مهما كنا نقع في أوزارها؛ ولا نعترف أننا نقع في حوزتها بأفعالنا الدنيوية.
ولكن توجد قاعدة معرفية مهمة؛ تحددها عبارة "الكتاب خطاب"؛ فالمؤلف يسعى خلال صفحات كتابه إلى إبلاغ المتلقي رسالة محددة؛ قد تكون ناصحة أو مضللة؛ مرشدة "موعِّية"... أو مُخادعة؛ تكشف محاسن أو تخفي سوءات!!
لذلك فتسمية عمرو موسى القصدية لمذكراته بــ "كِتَابِيَهْ" الأولى الإيجابية متسقة مع منظومة سماته الشخصانية التي صنع بها صورته النمطية التي قام ببنائها؛ والتي سيكشف في مذكراته تلك التي اسمها "كِتَابِيَهْ" آليات صناعتها طيلة سنوات عمره الثمانين؛ وسيمرر وفق عادة كل مذكرات السياسويين الأميركيين "كيسنجر وبوش وكونداليزا رايس... إلخ؛ في مذكراتهم تصوراته؛ ومبرراته المحكومة بقناعاته السياسوية المركزية، التي شكلت منهجه في العمل وأغلب محركاتها كصناع الفعل السياسوي انتفاعية؛ تنفذ أجندات مرحلية محددة للنظام السياسوي والطبقي الذي يمثله.
إن الصورة التي صنعها عمرو موسى لنفسه؛ وظل يبنيها بدأب منذ تكليفه في مرحلة الهيمنة المباركية السياسوية وزيراً للخارجية لمدة عشر سنوات؛ كانت صورة مُخادعة للغاية؛ شهدت انهيارات الدور الإقليمي المصري؛ وصعود دور القوى الأخرى؛ في المجال الحيوي الاستراتيجي المصري في أفريقيا وآسيا؛ وكذلك انبطاح المنطقة العربية عجزا أمام محاولات هيمنة القوى الرأسمالوية العولمية عليها في مرحلته وزيرا للخارجية المصرية.
المطرب الشعبوي شعبان عبد الرحيم الذي تسبب في خروج
عمرو موسى من وزارة الخارجية وقد استوطنها لعشر سنوات.
ولم يخرج عمرو موسى من جُبِّ تلك الوزارة إلاّ بعد التضخم الكذوب لصورته؛ والتي ترجم حجمها الكوَّاء أو "المكوجي" شعبان عبد الرحيم الذي تحول إلى مطرب شعبوي في زمن الانهيار السياسوي لمبارك؛ واشتهرت يومها بــ " أنا بَكْرَهْ إسرائيل وبحب عمرو موسى".
إذ تحول عمرو موسى إلى مثال للبطل الشعبوي؛ فيما هو لم يفعل للقضية الوطنية أو القومية سوى الاحتداد فقط في النقاش الكلامي مع "المسؤولين الصهاينة"؛ وهي مهارة اكتسبها خلال تدرجه الوظيفي منذ احترف العمل الدبلوماسي؛ فيما هو لم يسع لإسقاط اتفاقية مع العدو الصهيوني؛ ولم يبن تجمعاً سياسوياً يقاوم ذلك العدو ليكون بطلاً شعبوياً حقيقياً!!
حوار ودي مع بيريز، والصورة تخفي ما تخفي من ادعاء الموقف من الصهاينة.
وعلى نسق الاحتجاج الكلامي المميز به عمرو موسى تعلم وفعل الأغا العثمانلي "رجب طيب أردوغان" الحركة نفسها أيام "منتدى دافوس" حين انسحب احتجاجا على عدم منحه الفرصة للرد على أكاذيب "شمعون بيريز" بسبب "العدوان الصهيوني" على قطاع غزة. والغريب أن عمرو موسى نفسه ظل متواجداً في القاعة ذاتها بدافوس ولم يدعم على الأقل تمثيلية انسحاب أردوغان الذي يقيم مسبقاً وراهناً علاقات تاريخية مع "الكيان الصهيوني"؛ تتنافى مع تمثيليته بالانسحاب في دافوس!!
وحين أطاحت أغنية شعبان عبد الرحيم بـ "عمرو موسى" من كرسي وزارة الخارجية المصرية؛ خشية من مبارك وزوجته وابنه أن يتواصل تضخيم دوره؛ فيعطل الاندفاع التوريثي لجمال مبارك؛ كانت نقلته الدبلوماسية التالية إلى ساحة أوسع؛ أروقة الجامعة العربية؛ ليواصل بناء صورته المكذوبة في مبنى عربي لا شيء به سوى الكلام المجوف المماثل لطرق الطبول والذي يتقنه جيداً.
*****
ولعل الانتقال القسري لعمرو موسى الذي حطم توهمه المتضخم برئاسة مصر، بعد خلعه من كرسي وزارة الخارجية المصرية إلى كرسي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، يكشف جانباً من جوانب "المسكوت عنه" الآخر في خطابه الكامن بمذكراته المعنونة بــ "كِتَابِيَهْ"؛ ففي متون تلك المذكرات، سيحاول من دون شك وهو شاهد عيان أن يخفي حقائق مخططات تدمير "الدولة الوطنية" التي على الأقل إن لم يشارك في تكريسها في الواقع العربي علم بتنفيذها في العراق وليبيا ولا حقا في سوريا والتي جرى تطبيقها خلال ولايته لكرسي أمانة الجامعة العربية.
إن نزوع عمرو موسى لتقديم مذكراته المعنونة بــ "كتابيه" بوجهها الإيجابي المصطنع سيجعله يروي الوقائع بصورتها غير الحقيقية؛ بعد تنفيذ التدمير الأميركي بالغزو العسكري للدولة العراقية؛ وتسريح جيشها الوطني لتشكيل العراق الجديد المفتت والطائفي والفسيفسائي المفخخ؛ والذي بارك تنفيذه؛ فتحول العراق راهنا إلى مفرخة إرهابية انتجت داعش، وقبل ذلك مقتلة سقط ضحايا لها أطفال ونساء ورجال العراق، ولا يزالون يسقطون بالمفخخات بأعداد لا حصر لها.
** ماذا سيقول عمرو موسى في مذكراته "كتابيه" عن سيناريو تكريس مشروعية ضربة بوش الأميركية بالأغلبية في قمة أغسطس/آب 1990م العربية؟ وهل سيكشف حقائق ما يُقال عن الملايين التي تقاضاها قبلا من صدام حسين بدعوى إصلاح الجامعة العربية؟ وما السيناريوهات البديلة التي قدمها؛ على الأقل لحل الأزمة العراقية الكويتية؛ مثل دعم اقتراح حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان الخاص بحل الأزمة حينذاك؟!!
** ماذا فعل عمرو موسى أمين الجامعة العربية لإثناء معمر القذافي عن الانسحاب من الجامعة العربية؛ مفضلا التوجه إلى العمق الأفريقي احتجاجاً على قرار تمهيد الأجواء للعدوان الأميركي على العراق وغزوه؟ وهل أدى الأمين العام للجامعة دوره الدبلوماسي المنتظر في إعادة وصل لحمة التضامن المطلوب الحفاظ عليها؟!!
** وهل سيكشف عمرو موسى أسانيده الحقيقية التي اعتمد عليها، وهو يرسخ فعل الحظر الجوي على ليبيا القذافي؛ مستبقا في ذلك قرارات مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية قبل العدوان العسكري لقوات الناتو؛ التي أسقطت الدولة الليبية وحولتها إلى دولة مهترئة؛ تحارب فيها كل "زنقة" الــ "زنقة" المجاورة؛ لتصبح ليبيا المفتتة راهناً مستودعاً لكل جماعات الإرهاب الدولية؛ وتهدد الأمن الوطني المصري والجزائري والتونسي والسوداني!!
** كيف سيشرح عمرو موسى في مذكراته "كتابيه" مسببات تفتيت السودان، وانفصال جنوبه عن شماله تلبية للرغبة الأميركية خلال أمانته للجامعة العربية؛ وهل سينسف الاتهام الموجه له بوضعه شخصيا سيناريو تقسيم السودان حسب استطلاع تصورات الفصائل السودانية للتقسيم وحدوده بوساطة بعض المصادر القريبة من تلك الفصائل والملتصقة بعمرو موسى!!
** ما هو الدور البارز الذي قام به عمرو موسى وزيراً للخارجية المصرية وأمينا عاماً للجامعة العربية في حل المشكلة الصومالية ولجم الدور الأثيوبي المخرب لتكريس عدم استقرار الأوضاع في الصومال!!
** كيف سيبرر عمرو موسى اللعب بالدور الإيراني؛ والتقليل الدؤوب من طبيعة المشروع الإيراني ومستهدفه السياسوي الذي لا يكل عن سعيه لتكريس وزنه في المنطقة؛ ومحاولة إدماجه في اللعب بمنطقة الخليج العربي عبر الدعوة له بممر سياسوي في اجتماعات الجامعة العربية خلال إحدى الدورات بالمنطقة؛ فيما يرفض في الوقت نفسه ذلك الدور الإيراني في المشكلة السورية؛ والغريب أنه يخفي الوزن السياسوي للمشروع الإيراني تحت غطاء التركيز على دولة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة؟!!
** هل سيتولى عمرو موسى الدفاع عن نفسه في مذكراته "كتابيه"؛ فيما يتعلق بقضايا الأهدار في أموال الجامعة العربية؛ والتي رصدتها وحددتها مقالات وكتب خاصة بمرحلته تلك؛ لكي يكون كتابه نقيا من أية شوائب طالت تاريخه في العمل؛ والمفترض أن تتضمن مذكراته الردود التي تفند كل الاتهامات التي وجهت إليه؛ لكي يقول بثقة واعتداد بالذات ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ).!!!
** ماذا سيقول عمرو موسى حول لجنة الخمسين آلتي تولت في مرحلة هشاشة الدولة المصرية مع ما تسمى زمرة النشطاء المتسيسين وضع الدستور المصري الراهن بكل ما ترتب ويترتب عليه من إشكاليات سياسوية برلمانية؛ فهل سيجرؤ على انتقاد الوضع الراهن الذي يتحمل كثيرا من أوزار صناعته؟
** كيف سيعيد عمرو موسى التوازن للمشهد الناقم عليه نتيجة اجترائه على الراحل الرئيس جمال عبد الناصر؛ بتعميم ادعائه أن طعاماً خاصاً كان يتم إحضاره له من سويسرا؛ وأنه كان يعرف هذه المعلومة علم اليقين بحكم وظيفته الدبلوماسية هناك؛ من دون إيضاح ضرورات إحضار هذه الأطعمة؛ ومن أية ميزانية؛ وتوقيتها ومدى استمرارها أو انقطاعها؛ وغير ذلك الكثير من القضايا ذات الشأن المحلي المصري وفق ظروفها التاريخية؟
نموذج من افطار جمال عبد الناصر
الذي ادعى عمرو موسى انه يستجلب من سويسرا
** وإذا كان بعض طعام الراحل جمال عبد الناصر جرى إحضاره من سويسرا قد يكون لضرورات طبية إذا كان صادقاً في أقواله؛ فهل يكشف عمرو موسى في مذكراته "كِتَابِيَهْ" نوعية السيجار الكوبي الذي يدخنه عشقا؛ ومقدار سعره الحقيقي؛ وليذكر في مذكراته ذلك لنعرف نوعية سيجاره الذي ربما يكون أحد الأنواع مما يجري الإعلان عنه في شبكة الانترنيت:
السيجار الذي يدخنه عمرو موسى كم يكلفه... الأرقام خرافية!!
- هل هو من نوعية " فوينتي دون أرتورو أنيفيرإكساريو" الذي يباع صندوقه بــ 7500 دولار للصندوق.
- أم من نوعية " أرتورو فوينتي أوبوس إكس إي" النادرة التي يباع بالسيجار فقط بسعر 79 دولارا للسيجار؟
- أم من نوعية " كوهيبا بيهايك" المرقمة اصطناعيا بأرقام تسلسلية و يبلغ سعرها 18000 دولار، ويباع السيجار الواحد بـ 750 دولاراً.
- أم من نوعية "غوركا هيز ماجيستيز ريفيرس" الذي يباع صندوقه بسعر 150000 دولار؟
- أم من نوعية "غوركا بلاك دراغون" الذي يتوفر في صندوق مزخرف يدوياً ومصنوع من عظام الإبل، ويحتوي على 100 قطعة، ويباع بسعر115000 دولار، والقطعة الواحدة تُباع بـ 1150 دولار.
*****
عمرو موسى في تصريح صحافي كاشف
لطبيعة الشخصية والتوهم الذاتي بشعور البطولة.
كانت العرب قديما قوماً بلغاء بالمثل الشائع: "الكتاب يُقرأ من عنوانه"؛ فهل بذلك العنوان الذي اختاره عمرو موسى لمذكراته "كِتَابِيَهْ"، يحاول أن يتخلص من بعض أوزار تاريخه الدبلوماسي الطويل، والذي انتكبت خلاله الأمة بالعديد من الكوارث؛ لا تزال تعيشها راهنا، فرقة وتفتتاً واحتراباً.
من دون شك وفق الفعل التفكيكي لعنوان "كِتَابِيَهْ" يمكن القول أنه عنوان مفخخ؛ سيحاول عمرو موسى خلاله ترسيم القناعة ببراءته مما حدث ويحدث في المنطقة؛ فيصدر لنا إيحاء بدلالة "كِتَابِيَهْ" التي تنطبق على أهل اليمين يوم الدين والذي يقول الواحد منهم: ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ)... وليس من أهل الشمال الذي يقول ( َيا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ)... تلك قراءة تفكيكية استباقية فقط لعنوان مذكرات عمرو موسى؛ تكشف بعض المخبوء المضمر حول أدواره ؛ والذي سيقوم بالتعميةعليه متفاخرا قائلا ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ)!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق