الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

قالت جدتي " كعب الخير " أطال الله في عمرها



قالت جدتي " كعب الخير " أطال الله في عمرها:
---------------------------------------
- تفتكر يا " واد " المثل اللي دايما أقوله:( تعلم في المتبلم يصبح ناسي)؟ أهي نخبتكم "الهبلة" يركب عليها المثل ده. قول لي إزاي؟

لما أنهى الامريكان مرحلة بن لادن قالوا إيه؟ قتلوه ورموا جثته في المحيط؛ يعني جسم الجريمة اختفى؛ والأحلى من كده يا " وله " إنهم قتلوا البغدادي رجل داعش؟ طيب فين جثته؟ مفيش؛ دي "اتفرتكت "ومالهاش أثر لأنه فجر نفسه بالحزام الناسف يعني مالوش أثر هو كمان !!

خللي بالك يا " واد " انهم بيصوروا بأقمارهم الصناعية "حركة النملة في الرملة"؛ وكمان وبيسجلوا من الموبايلات كل المكالمات؛ لكنهم مش عارفين اللي اسمه الظواهري مستخبي فين؛ شوفت الخيبة؟!

إعرف اللعبة يا " وله "! همه يخترعوا الوحش ويكبروا مخالبه حسب مزاجهم؛ وكمان يكتبوا نهاية قصته بنفسهم فجأة... طيب فين الدليل إن بن لادن مات والبغدادي لحقوا للجحيم؟ مفيش جثث... طيب خلونا نشوف حتة قماشة ليلة الدخلة؛ يوه دي اتغسلت بالغلط... هههههههههه!!

يا " واد " الامريكان طلعوا بن لادن القاعدة في أفغانستان، وأعلنوا موته في باكستان؛ وطلعوا البغدادي داعش في العراق؛ وأعلنوا موته في إدلب بسوريا؛ طيب علشان يطلعوا  بعده مييييييييييين وفيييييين؟

" هه " جاوبوا على السؤال يا نخبة الحلوين؛ إذا كان حد منكم حيعرف اسم الوحش الجديد... راح أغني له أغنية نانسي عجرم (شاطر شاطر)؟ فعلا إنتم شوية "بغبغانات"!!

           "رأفت السويركي"

الخميس، 24 أكتوبر 2019

قالت جدتي " كعب الخير " أطال الله في عمرها




قالت جدتي " كعب الخير " أطال الله في عمرها:
---------------------------------------
- عارف يا "واد" إن ثورة الربيع العربي اللي وصلت إلى لبنان "حلووووووووووة قوي قوي قوي"، بتفكرني بأغنية السندريللا سعاد حسني "الدنيا ربيع، والجو بديع، قفل لي على كل المواضيع... قفل قفل قفل"! 

 شوف يا "وله" الفنانة "الثائرة" اخترعت طريقة جديدة قوي للإحتجاج إسمها " ثورة هيشك بيشك"؛ نطت مثل الفرس الأصيلة وركبت على ظهر السيارة و"لزوم" تأكيد قوة الثوار؛ والنضال بكيد العوازل... نزلت هاتك يا رقص؛ بس بشرط يكون على أنغام أغنية وطنية؛ لأن المناسبة ثورية؛ والجماهير الثورية المحتجة قوي متجمعة بموبايلاتها في الميدان!!

والعجيب يا "واد" إن نخبتكم "الموكوسة" نخبة "أم حسن الطبالة" بدأت ترقص بالمشاركة؛ وتتقعر هي كمان وتقول: "إن الرقص في الميادين نوع جديد من الاحتجاج العبقري للجماهير؛ فالحكومات العربية بترقصنا بطريقتها؛ علشان كدة فالجماهير في الميادين من حقها بالديموقراطية تحتج بالرقص"... شفت يا "وله" زي إنت ما بتقول "إن علم الثورات اتطور ووصل إلى فين"؟ فعلا " يا نخبة أم حسن الطبالة" الثورات في الميادين على دين شعوبها... ربنا يخلع وسطكم!!


           "رأفت السويركي"

الأربعاء، 16 أكتوبر 2019

تفكيك العقل النخبوي الاصطلاحوي المناور ( 117) "النخبة" حين تتذاكى تتلاعب بالكلام... (تهجير أهل سيناء أنموذجا)!!

تفكيك العقل النخبوي الاصطلاحوي المناور ( 117)

"النخبة" حين تتذاكى تتلاعب بالكلام...
 (تهجير أهل سيناء أنموذجا)!!
-------------------------------------------------------


تعتبر مداخلة الدكتور صلاح سلام عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الـ31 بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر المجيد أفضل نموذج لخطاب ما يمكن أن يثير الالتباسات المفاهيمية لدى المتلقى؛ خاصة إذا كان يحيل في "المسكوت عنه" إلى مصفوفة ما تروجه كتائب التضاد مع نظام إدارة الدولة المصرية الراهن!

لذلك فإن ما ذكره الدكتور السيناوي المولد كما أعلن يمثل حالة نموذجية صالحة للقراءة التفكيكوية المقاربة لنسق خطاب العقل النخبوي السياسوي المتنشط والمناور؛ سعيا للكشف عن نمطية تفكير هذه النوعية النخبوية، ووقوعها أسيرة هيمنة خطاب قولبة شعاراتية منبتة الصلة بالواقع الموضوعي للمجتمع. وقد يكون ـ وهذا على الأرجح ـ الإنزلاق غير المقصود في أفخاخ تعبيرات مروج لها للهيمنة على العقل الشعبوي بفعل خصائص حروب الدعاية المضادة الحديثة. 

***** 


والسؤال الأكثر إلحاحا بعد أن اعتمرت ساحات الفضاء الافتراضوي بتماثلات هذا النموذج الظاهرة هو: هل النخبة المصرية المتنشطة وهي تمارس الضجيج السياسوي الشعاراتوي بمعزل عن قواعد إدراك فقه الحالة؛ وتحديات الواقع وقياسات حسابات القوة؛ وقواعد التواؤم في الهدف بين الضرورات والمستحقات؛ هل هذه النخبة... تقف في مربع التوصيف المستحدث بأن أفرادها (يقولون ما لا يقصدون)؛ اشتقاقا من الوصف القرآني الكريم للشعراء {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ}؟

وتجاوزا لما قاله الدكتور صلاح سلام؛ حيث يجري تفكيك خطابه لاحقا؛ فإن دراسة مسلكيات هذه النخبة في إنتاج خطابها وشعاراتها تؤكد افتقاد الكثير من أفرادها لآليات التناسق في القول والفعل؛ وتقودك للاقتناع بأنهم عناصر منبتة الصلة بالواقع وضروروات الحركة به؛ بل وترسخ الشعور بأنها نخبة تعيش حالة المراهقة السياسوية، فمفردات قاموسها الاصطلاحوي لا يتجاوز القوالب المعجمية لهذه الاصطلاحات النظرياتية.

والجاذب للالتفات أن تلك النوعية النخبوية التي ينبغي أن تمتلك قدرات القراءة التمحيصية في مفردات خطابها ـ لأنها نخبة ـ لكنها تدرج الاصطلاحات المتسللة لكلامها قبل أن تلوك مفرداتها بتلقائية؛ خاصة وأن خطابها يكون متحركا بفعالية موقف سياسوي يعلن الشكوى من نظام إدارة الدولة والذي قد لا يكون متوافقا مع رغائبها السياسوية.

وقد بدا الدكتور صلاح سلام عندما طرح تساؤلاته أنه يرفع "مظلمة" أهل سيناء؛ واحدا منهم؛ ومشتغلا وظيفويا بينهم؛ وفق تعبيره الذي أشهره بثقة مطلقة: ( نائب رئيس جامعة سيناء)؛ وهو الأمر الذي سارعت الجامعة إلى نفيه فورا في بيان قاطع: " الدكتور صلاح سلام" ، " الذي عرف نفسه كنائب لرئيس جامعة سيناء." "لا يشغل هذا المنصب الرفيع في الجامعة لأنه لم يشغله من قبل ، وبالتالي فإنه لا يتحدث باسم جامعة سيناء ولا يعبر عن رأيها"!!!

وهذا الأمر يدعو للدهشة الكبيرة؛ فكيف له أن يعلن بثقة عن وظائفيته ومركزيته هكذا بثقة مطلقة؛ فيما "جامعة سيناء" تنفي وتنسف هذا القول بالمطلق؛ ما يقتضي أن يثبت بنفسه أسانيد ودلائل ما أعلنه على رؤوس الأشهاد؛ ويشهر الوثائق التي تثبت ما أعلنه بثقة من أنه يشغل وظيفة نائب رئيس جامعة سيناء؟!!

***** 


ولأن الدكتور صلاح سلام يحمل لقب عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان؛ فإن هذه الانتمائية السياسوية؛ ووقوعه في إطار نسق خطابها الموصوف بالمدني بكل ضجيجه المعبأ في تضاد مع البنية المؤسسية للدولة هي ما حققت التغلب في خطابه لقاموس مفردات هذا الانتماء السياسوي النظرياتي.

لذلك فهو قد مارس كعادة رفاقه أعضاء ما يسمى "جماعات المجتمع المدني" مارس بكائيات المظلومية النخبوية بتلقائية ومن دون وعي. وقد تعثر حين طرح تساؤلين لهما أبعادهما الخاصة ذات الارتباط بالقضايا الاستراتيجية والتكتيك العسكريتاري ببعده الأمنوي.

** أولا: لقد تساءل في لقاء مفتوح مذاع على الهواء عن موعد انتهاء "العملية الشاملة في سيناء"؛ في الوقت الذي توالي القوات المسلحة بالتتابع إطلاق البيانات العسكرية؛ بحصاد كل خطوة تندرج في إطار هذا الجهد المتصدي للإرهاب المستزرع في سيناء وفق كتلته ذات السيولة؛ ونمطيته الحركية تحت الأرضية التي أسميتها مسبقا بحركة الجرذان(الفئران).


وفي هذا الإطار العسكريتاري الباذل الجهد والأرواح من الجند (جيش وشرطة)وظيفويا لتجفيف منابع الإمداد اللوجيستاوي، يمكن أن تتواصل العملية وتستمر مراحلها وفق استراتيجية الرصد والمباغتة والتصدي الاستباقي؛ وكذلك المتلقي لمباغتة الجرذان الذين لا يتورعون عن المساس بالمدنيين فيسقطون ضحايا الغدر الإرهابوي. 

والسؤال كيف يصوغ الدكتور سؤاله الإشهاري بطريقة ذات قصدية تستهدف دفع الرئيس السيسي لإعلان موعد يعد من أسرار الحرب المتواصلة بميدانها اللامحدود ومنافذه الكبيرة؛ بقوله: (متى تنتهي العملية الشاملة لـــ ...). فهل يسعى الدكتور المتساءل للغمز من قناة عملية تنظيف سيناء من الإرهاب؛ والتي تحمل مسمى{العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨م} فيما تكاد سنة ٢٠١٩م تنتهي والعملية لا تزال مستمرة. 

إن هذا التساؤل عن موعد انتهاء العمليات العسكريتارية في سيناء ليس بريئا كما يختبئ في متنه؛ لأن القيادة العسكريتارية المصرية ستعلن في التوقيت المناسب ما ينبغي إعلانه عن موعد الانتهاء؛ لكن هذا التساؤل قد يخفي في مضمر متونه محاولة التقليل من حجم المنجز العسكريتاري وفق القراءة التفكيكاوية للخطاب!!

** ثانيا: ويربط الدكتور صلاح سلام سؤاله عن موعد انتهاء العملية الشاملة في سيناء بدافعه الذي حدد توصيفه بـــ ( ليعود من تهجروا إلى ديارهم). وهذا الربط حتى وإن كان بريئا في ظاهره فهو يخفي مسكوتا عنه يختبئ في عقول العديد ممن يكونون النخبة المتنشطة في مصر؛ وهذا الربط يحوي درجة من الخطورة؛ وفق التالي:

- يستخدم الدكتور صلاح سلام اصطلاح(التهجير) الدال على الجبرية والقسرية في هذا الفعل؛ متغافلا عن الحقائق العسكريتارية والقانونية والسياسوية والاجتماعوية التي تفترض تحريك شريحة محددة من السكان للضرورات العملياتية؛ من موقع لآخر لضرورات متعددة في استراتيجية إعطال الفعل الإرهابوي؛ والذي يخرج عن قدراته المحدودة ليؤكد أنه فعل عولمي مرتبط بمخططات مضادة للدولة المصرية.

ـ وحين يشهر الدكتور صلاح سلام تعبير (التهجير)؛ فهو يمارس ترديد اصطلاح مشبوه؛ تروجه وتحاول ترسيخه الجماعات والجمعيات الماسونية المضادة لسيادة الدولة المصرية؛ ويعمق بإعادة إشهاره آداء "الملطمة" المتأخونة؛ الساعية للحفاظ على قوائم الإقلاق لهذه الدولة؛ حفاظا على منافذ الإمداد والتموين عبر إبقاء الأنفاق للجماعات الإرهابية لتواصل جهودها في عزل سيناء المباركة عن جسدها المصري؛ بهدف تنفيذ ما تسمى (صفقة القرن) والتي سعت الجماعة البنائية المتأخونة لتطبيقها. 


ـ وعندما يقوم الدكتور صلاح سلام بالترويج لمستهدفه السياسوي بقوله (ليعود من تهجروا لديارهم)؛ فإنه يتغافل عما حدث في أرض الواقع من خطوات مدروسة، تأخر اتخاذها بتأثيرات المنطقة (ج)؛ ضمن ما أسميها (اتفاقية السادات/ السلام)؛ وقد نجحت الدولة المصرية في تحقيق التفريغ الأمني للمساحة المناسبة الحافة بالحدود مصدر السيادة من السكان؛ كما يحدث في كل دول العالم(السور الحدودي العازل بين الولايات المتحدة والمكسيك أنموذجا).

ـ وما يدعو للدهشة هو أن الدكتور صلاح سلام؛ وهو النخبوي ابن سيناء؛ والمقيم بها يتجاهل كل الخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية لإعادة ترتيب حياة أهل سيناء؛ عبر توفير البدائل المكانية المناسبة؛ والتعويضات السخية الممنوحة لمن جرى نقلهم من منطقة الكيلومترات الخمسة بعد إنجاز  تدمير ما أمكن اكتشافه من الأنفاق العابرة للحدود المصرية؛ وكانت تتخفى أسفل البيوت في غزة لعبور كل التجاوزات.

***** 


وأمام هذا الخطاب النخبوي المثير للالتباسات؛ كيف كانت آلية الاستيعاب؟. لقد أبرز الرئيس عبد الفتاح السيسي قدرة احترافية عالية لدى التعامل مع هذا الخطاب المثير. إذ كانت مهارة السيسي بارزة؛ أولا بالتقاط الاصطلاح المستتر باستخدام مفردة "التهجير".

وهذه المهارة التي أظهرها الرئيس المصري في التقاط الفخ اللغوي تمثل دالة على القدرة الفردانية الرئاسية والتي قد تفلت من ماكينات استقبال الكثيرين؛ فلا يتوقفون أمام مثيراتها الإبلاغية. إذ أن كلمة (التهجير) قد تمر مرور الكرام لدى الكثيرين؛ ولا تكتسب مدلولها المضمر المرتبط بالمظلومية؛ غير أن الرئيس السيسي لم يمررها؛ فتولى التقاطها؛ والتعامل معها بما يتناسب بكافة المعلومات الحقيقية.

لقد أنجز الرئيس السيسي التوضيح ببراعة رجل الدولة بقوله: "يا دكتور إحنا مهجرناش حد، كل كلمة وليها معنى، اللي عملناه في سيناء أيه؟ كان يوجد بيوت ومزارع ملاصقة للخط الحدودي مع قطاع غزة، بجانب آلاف الأنفاق، وبهدف التخلص من هذه الأنفاق، كان لابد أن نخلي هذه المناطق من البيوت والمزارع والمواطنين، طب بلا مقابل، لا بمقابل، بتعويضات بعد السؤال عن سعر المتر للمباني والمزارع؛ دفعنا ثمن الأراضي والبيوت والمزارع، يبقى أنا ما هجرتش حد، الناس مشيت صحيح لكن إحنا ما هجرناش، وفي مليارات ادفعت، إحنا ما هجرناش يا دكتور".


ويكشف الرئيس السيسي تفاصيل الصورة المدعاة ضوضاء بالتهجير وهو يقول: "إحنا ما هجرناش حد إحنا أدينا فلوس للناس، الموضوع أمن قومي لـ100 مليون مصري". و"بنبني النهاردة في رفح الجديدة، وكمان المجتمعات البدوية الجديدة اللي أهالي سيناء بيفضلوها". 

***** 

حين يستهلك الدكتور صلاح سلام تعبير (التهجير) من دون التفكر في دلالاته السياسوية؛ فقد غاب عنه التوفيق والحيطة؛ لأن تبنيه لمظلمة (التهجير) يستهلك اصطلاحا إرهابويا مضادا لتوصيف فعل أمنوي  من حق الدولة أن تمارسه؛ لأنه ينظف منطقة تقع ضمن ممارسة السيادة للدولة على أراضيها؛ وقد كانت تعاني إشكالية استخدام المنطقة الحدودية في عبور الفعل الإرهابوي من الأنفاق وتهديد الدولة وأمنها.


وما يسقط توهمات وصراخات "المظلومية" المدعاة؛ والمروج لها أن تلك المساحة المأهولة بالسكان كانت مشغولة بطريقة غير متناسبة مع الاشتراطات الأمنوية؛ إذ كانت تشكل مساحة ملغومة عبرها يتهدد الأمن الوطني المصري؛ وعلى الرغم من ذلك لم تضع الدولة يدها عليها من دون مقابل؛ بل اشترتها من سكانها بمبالغ تعويضية هائلة؛ وهو ما ينفي عن فعل نقل السكان سمة (التهجير القسري). حيث حسب تعبير الرئيس عبد الفتاح السيسي " الموضوع أمن قومي لـ100 مليون مصري".

***** 

"إخلاء مش تهجير" كلمات رئيس الدولة المصرية؛ وهي عبارة توضح "الوعي المغلوط" الذي يهيمن على عقول وخطاب شرائح من النخب المصرية المتسيسة في موضوعة تنظيف سيناء من جرذان الإرهاب؛ والتي - تلك النخب - لا تلتفت إلى أن الجهد التفكيكوي لما تقوله يمكن أن يكشف (المسكوت عنه المضمر) في متون خطابها؛ حيث بخطابها السياسوي تكون محلا لانطباق مقولة الإمام على ابن أبي طالب عليهم {تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا، فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ}.


فالمضمر الدفين الذي تتجمل النخبة في التعمية على ظهوره؛ خاصة إذا كان المستهدف مكروها أو مرفوضا أو مريبا أو مثيرا للقلق لا يمكن أن يتوارى بالمطلق؛ لأنه مخبوء تحت اللسان؛ فيفلت للعلن من دون إرادة القائل؛ عبر تبني إشهار اصطلاح أو مفردة محددة؛ تلقي على ذهن المتلقي المتنبه إشارات مخاطرها. وما عبارة (تهجير أهل سيناء) إلا من هذه النوعية؛ حيث تتذاكى النخبة وهي تتلاعب بالكلام؛ فينفضح مقصودها المريب... (تهجير أهل سيناء أنموذجا)!!

                             "رأفت السويركي"

الجمعة، 4 أكتوبر 2019

معنى الكلام (8)

لا تفصلوا بين التفجير الإرهابوي أمام "معهد الأورام" وتعليق "الخطوط البريطانية" رحلاتها!!
----------------------------------------------------------

لا ينبغي أن يمر  الحادث الإرهابي المجرم أمام معهد الأورام في القاهرة مرورا اعتياديا؛ بامتصاص حالة الغضب المتولدة وبعد ذلك(تعود ريما إلى عادتها القديمة)؛ إذ ينبغي أن يضع العقل الاستراتيجاوي الأمنوي في مجال اهتماماته التركيز بدقة على أية مؤشرات قد تكون عشوائية؛ أو هامشوية، لإدراجها بجدية في سيناريو تفعيل (فكرة المؤامرة)؛ والتي تلعب بعض العقول الخبيثة دورا مشتبها به في التقليل من حقيقة فكر المؤامرة؛ بالسخرية منها أو التسفيه بالحديث عنها.

***** 

في التفكير الاستراتيجاوي يقوم الفعل على افتراض السيناريوهات؛ واستصناع هذه السيناريوهات لتنفيذ مخططات مستهدفة تحقق أهدافا محددة. وبالتالي لا تهافت في الدعوة لتفعيل (هاجس المؤامرة) بوعي صحيح؛ لكي تنشط في الجهد الوطنوي آليات اتخاذ الإجراءات التنظيمية والوقائية المناسبة. 

وهنا لدى تأمل سيناريو ما حدث أمام معهد الأورام بسلوك سيارة مسروقة محملة بالمتفجرات طريقا مخالفا - وفق المسلكية الشعبوية المصرية - لتصطدم بثلاث سيارات أخرى؛ فيحدث انفجار هائل يشعل النيران في المعهد؛ ويهدم جدران واجهته ويسقط من الضحايا 19 حالة وفاة، و32 مصابًا. 

هنا لا مناص من استدعاء نمط (فكر المؤامرة)؛ من دون نسيان الزوبعة التي أثارتها المسلكية المباغتة من (الخطوط الجوية البريطانية) قبيل أقل من أسبوعين بتعليق رحلات طائراتها إلى ومن مصر.

***** 

خطوة (الخطوط البريطانية) تلك لا ينبغي أن يجري تجاهلها؛ فهي دالة من دوال سيناريوهات استهداف الدولة المصرية المستعصية على السقوط؛ على الرغم من كل ما بذلته الجماعة البنائية المتأخونة؛ وأجهزة الاستخبارات البريطانية والأميركية والعثمانلية التركية والقطرية؛ والتي تحاط معلوماتيا؛ أو تدير اللعبة عبر كوادر تلك الجماعة الماسونية التابعة؛ والتي تعيش في كنف هذه الأجهزة.

أن تقوم (الخطوط البريطانية) بتعليق رحلاتها؛ وتجتذب الأنظار لمرفق مطار القاهرة الدولي المحكم إجرائيا وهي تعلم ذلك هي عملية لا ينبغي عدم النظر إليها ببراءة وعشوائية؛ فالفكر الاستراتيجاوي لا يغفل عن وضع ذلك الفعل في وضع (سيناريوهات التمويه) وحرف الأنظار عن استهدافات أخرى.

***** 

المسافة الزمنية بين الفعل البريطاني (البرئ) الذي تقف خلفه أجهزة عميقة؛ وبين التفجير الإرهابي المنسوب إلى كوادر (حسم) الجناح العملياتي للجماعة البنائية المتأخونة هي مسافة أيام قليلة؛ ما يعني أن الترتيبات كانت تجري على قدم وساق بمعرفة الأجهزة العميقة تلك؛ والاختلاف أو المغايرة يكون في بعض التفاصيل.

هنا يجب الربط الفعلي بين مسلكية (الخطوط البريطانية) الاحترازية وبين حادث التفجير الإرهابي أمام (معهد الأورام). فهل قدمت الخطوط البريطانية للأجهزة المصرية توصيفا موثوقا به لطبيعة تخوفاتها؛ وما البنية المعلوماتية المؤكدة التي جعلتها تتخذ خطوة تعليق الرحلات إلى مصر.

الأسئلة حول هذه القضية عديدة. والعقل الاستراتيجاوي الوطني يعلم مدى الترابطات بين كل تلك العناصر؛ في ضوء توزيع الأدوار التي يسفر عنها إعلام الجماعة البنائية المتأخونة في مراكزه بالدوحة(الجزيرة)؛واسطنبول(الشرق ومكملين ووطن)؛ ولندن(بي بي سي) ونيويورك(سي ان ان)؛ والتي تسبق دوما بالإعلان والمتابعة لعلمها المسبق بطبيعة السيناريوهات.

***** 
هكذا ينبغي أن نقرأ ونربط بين العمل الإرهابي المجرم أمام (معهد الأورام) وبين خطوة تعليق (الخطوط البريطانية) لرحلاتها مؤخرا؛ حتى وإن كان الترابط شكلانيا؛ فهو ترابط موضوعي؛ لأن (الجماعة الإرهابوية المتأخونة) تستوطن لندن والدوحة ونيويورك وواشنطن واسطنبول؛ وسيناريوهات الفعل توضع في أروقة مكاتبها وتنظيماتها بتلك المدن؛ وينبغي إحاطة الأجهزة العميقة هناك بها. ينبغي أن نفهم ذلك!!

                          "رأفت السويركي"
تفكيك خطاب العقل النخبوي المضاد للجيش المصري ( 114 )

"غوازي السويشال ميديا"... اتحزموا وهات يارقص حزنا على (أوبر)و(كريم)!!
-------------------------------------------------------

ما كادت الاستعدادات تكتمل؛ وساعة الصفر 23 يوليو / تموز 2019 م تقترب؛ لبدء أنشطة شركة wngo / أو دابسي للنقل التشاركي الذكي في الشارع المصري؛ بطائرات الهليوكبتر واليخوت؛ والسيارات الملاكي؛ والأتوبيسات والدراجات البخارية؛ حتى بدأت فرق (غوازي) ما يسمى نخب (لمن يطلب الخدمة) نشاط التحزيم والتطبيل؛ والرقص المتهتك؛ بطول ساحات الفضاء الافتراضوي للسوشيال ميديا.

و(الغوازي) لمن لا يعرفهم؛ تعود جذورهم إلى بقايا (جيش التتار)؛ ممن بقوا في مصر عقب هزيمتهم من الجيش المصري بعين جالوت في زمن دولة المماليك بقيادة سيف الدين قطز؛ وهذه النوعية من البشر التي تسمى الغجر؛ يمثل اللاوطن انتماءهم؛ بل إن الوطن مفردة لا وجود لها في نمط تفكيرهم الجمعوي؛ لأنهم من القوم الرحل جسدا وفكرا.

*****

وفي الواقع المصري الراهن؛ يتجلى للعقل التفكيكوي مدى التطابق والتشابه الكبير؛ بين (غوازي) و(طبالي) تجمعات غجر حواف المدن وأطرافها وأحيائها الشعبوية؛ وبين نخب (المتنشطين) و(المتأدلجين) و(المتمذهبين) و(المتأخونين)؛ الذين يعيشون وفق ما يبدو خارج الوطن وهم داخله حالمين بمتشوقات اللاوطن؛ فيسعون دوما لهدمه، تحلما في تحقق متوهم(مجتمع الشغيلة) أو متأمل (دولة الخلافة) أو متشوق متوهم (مجتمع اللاعسكرة - المدني)!!

ولأن فرق (الغوازي) الغجرية؛ مستعدة دوما للرقص والتطبيل؛ حسب الطلب في أفراح حارات الأحياء الشعبوية لمن يدفع لأفرادها؛  فإن أنماط (نخب اللاوطنية) في المشابهة لا تحجب جهدها دوما عمن يمنحها صكوك الاعتراف بها ومتخيلها؛ ولا بأس من أن يغطي تكلفة جهدها؛ وسعيها لهدم منظومة الدولة الوطنوية راهنا.

وهي المنظومة (الدولة الوطنوية) تقوم على ثوابت من شعب واع؛ ونطاق جغرافيا مؤمنة؛ وحضور جيش وطني متماسك؛ قوي متطور فاعل بالمفهوم المعاصر الشامل للعسكرة؛ وهذا المفهوم المعاصر متجاوز لنمطية ميدان (العمليات الاحترابية).

إذ أن (الأمن العسكريتاري الوطنوي) في المنظور المعاصر ؛ يقوم على احتسابات توازن الجوانب القتالية وتوافر العتادات المتطورة؛ وتأمين اللوجستيات أو الإمدادات المؤمنة بدقة؛ ضمن (الاقتصادات العسكريتارية) المنبنية وظيفويا لإدارة الأزمات؛ والتي تتغافل (نخب الضجيج) عن فهومها وضروراتها؛ وإهمال الاطلاع على أدبياتها في العلوم الاستراتيجاوية المعاصرة.

*****

إن النخب الراهنة في فضاءات (السوشيال ميديا)، وهي تذكرنا بوظيفة (الغوازي) في الأحياء الشعبوية؛ تتميز بغياب وضحالة الوعي؛ أو الفقر المدقع لمعرفة أهمية وضرورات علوم الاقتصادات العسكريتارية. (نخب الغوازي) أسيرة المفاهيم النمطوية التقليدية القديمة بأن وظيفة الجيوش(العسكر) هي الدفاع؛ والحروب وحماية الأرض من الأطماع الخارجوية؛ وبالتالي لا دخل ولا علاقة للجيوش بالعمل الاقتصادوي؛ كما لا علاقة لها بالعمل السياسوي!

وهذا الفهم النخبوي القاصر والمصاب بالإعياء؛ غير مدرك للتطورات التي طالت النظرية والممارسة؛ والغاية والمستهدف في حقول الفكر العسكريتاري؛ حين يتخلص من الصورة الذهنوية المصطنعة لاصطلاح (الجنرالات والجنرلة) التي يتحكم في تلابيبها الفهم الاستعماروي القديم لمرحلة التحرر الوطنوي من نمط الاستعمار التقليدي.

إن الأدبيات السياسوية المعاصرة اشتقت اصطلاح (القطاع الثالث) تسمية للنشاط الاقتصادوي العسكريتاري؛ لتكون في مجتمعاتنا: (القطاع العام) الذي يديره النظام الدولاتي وتملكه الدولة، و(القطاع الخاص) الذي يمتلكه ويديره الرأسماليون، و(القطاع الانتاجي العسكريتاري) الذي يتبع جهاز القوات المسلحة، ويشرف عليه الجنرالات ولا يمتلكونه؛ وهو القطاع المحكوم بالوظيفة الوطنية في إطار استراتيجية الدفاع.

ونتيجة غياب هذه المفاهيم عن معارف النخب الببغائية؛ وفقدانها الخصوصية الوطنوية تجدها تواصل تكرار الوقوع في فخ التصورات القديمة بأن وظيفة العسكر حربية فقط؛ ولا شأن للجيوش بأية أنشطة اقتصادوية؛ أو عملياتية في تطوير البني المجتمعية؛ إذا كانت القدرات الدولاتية عاجزة عن تلبية التحديات التنموية.

إن النخب من نوعية (الغوازي)؛ في معرفتها بأدبيات العلوم العسكريتارية؛ لا تزال راكدة الفهوم عند صورة المقاتل الذي يمتطي ظهر جواده؛ ويمسك سيفه أو حربته؛ وينازل خصمه وجها لوجه. ولم تصل إليها معلومات (الحروب التكنوترونية)؛ المرتبطة بالمرحلة الثالثة من نسق ثورات تطور العالم بعد الثورتين الزراعية والصناعية.

*****
ووفق هذا الأفق يمكن فهم طبيعة النشاط الاقتصادوي لمؤسسة الجيش المصري؛ وهي تمثل فرس الرهان الراهن في جهود إعادة ابتعاث مصر الدولة الفاعلة؛ بعد الهلاك الذي تعرضت له خلال مرحلة نظام حسني مبارك، وعام النكبة بتمكن الجماعة البنائية منها. وتحويلها إلى شبه الدولة!

لقد أصاب التحسس الهستيري من النشاط الفاعل للجيش المصري في الحياة الاقتصادوية غوازي النخبة، فربطوا الأحزمة حول وسطهم، واندمجوا في الرقص الهمجوي غضبا وحنقا؛ وامتلأت حلباتهم بالصراخ من انجاز شبكات الطرق المذهلة، ومشروعات المدن الانتاجية الجديدة، وتصنيع عربات القطارات وسيارات الإطفاء و... و... إلخ.

ويأتي مشروع النقل التشاركي الذكي الجديد باسم wngo / أو (دابسي) في هذا الإطار ؛ على الرغم من بيان نفي علاقتها بالجيش المصري؛ بعد أن صارت تحتكر هذا النمط من النقل الخدمي في مصر شركة (أوبر) العولمية نتيجة شرائها للشركة المنافسة (كريم)؛ لتخل بشروط المنافسة المفترضة. إن إنشاء شركة wngo الجديدة؛ يحدث ضمن استراتيجية وطنية لتحقيق التوازن المدروس في عوالم اقتصادات النقل الشخصاني العولمية الجديدة؛ وليس وسيلة للتربح الفرداني كما يظن مرضى رهاب العسكريتارية الوطنية.

*****

إن فضاء التواصل الاجتماعوي المشتعل بصراخ غوازي النخب؛ يحوي راهنا العجيب من خطاب العداء المتنوع لفعالية الجيش المصري الاقتصادوية. وإذا كانت تدوينات بعض الأفراد لا تدعو للتوقف أمامها؛ فالأولى بجهد التصدي والتفكيك هو ما تقوم المواقع الاليكترونية الخاصة بقناة الجزيرة على سبيل المثال؛ لأن حجم المغيبين وعميان البصيرة من التابعين يحتاج للتصدي له.

موقع (الجزيرة مباشر) نشر تقريرا معبرا عن (رقص الغوازي) باقتدار؛ وبعيدا عن التفاصيل الكثيرة المكذوبة؛ تتجلى به مسلكية (الرقاعة) بارزة في الألفاظ والعبارات والرسائل المحمولة.

**  فالعنوان الهابط يذكر أن: الجيش المصري ينافس "أوبر" و"كريم" بسيارات وطائرات؛ و- لاحظو الصيغة - ( كُتاب ونشطاء توقعوا الفشل للشركة الجديدة)! ما يعني أن الخطاب المعادي للدولة المصرية؛ يعتمد في وظائفيته على غوازي النخب؛ الذين ينفثون أمراضهم في خطاباتهم؛ إذ توقعوا الفشل المسبق للتجربة؛ على الرغم من أن الفشل يمتنع لدى الجند المصري.

** ويذكر التقرير أن الشركة الجديدة أنشئت في أعقاب خلافات بين أجهزة المخابرات وشركة أوبر؛ لرفض الأخيرة تسليم بيانات عملائها للمخابرات!! وهنا يبدو غباء الدسيسة بعزل الدولة عن أجهزة مخابراتها؛ سعيا لتغليب صورة الدولة العميقة القمعية في مصر؛ وأن طلب المعلومات يعد من المسلكيات المحرمة؛ ولا يحدث في أية دولة أخرى؛ وهذا من المغالطات.

**  يحيل التقرير القول إلى صحيفة (نيويورك تايمز) بأن المخابرات الحربية، طالبت شركتي (أوبر) و(كريم)، بالكشف عن البيانات الخاصة بعملائهما وأيضا السائقين العاملين لديهما، واعتبرت الصحيفة ـ التي تقبض دوما أجرها من عطايا بعض الممولين ـ ذلك انتهاكا لخصوصية المصريين!! فيما تخفي المتعارف عليه دوليا في قضايا طلب المعلومات؛ من شركات الاتصالات والنقل.

** ثم يكشف تقرير الجزيرة اضطرارا  لــ (نيويورك تايمز)  القول أن "كلا الشركتين تمنحان طوعاً معلومات الزبائن للأمن في عدة دول، فيما يخص قضايا معينة أو استجابة لطلب قانوني، لكن السماح للأجهزة الأمنية المصرية بالدخول إلى أنظمة كريم وأوبر الإلكترونية يمنحها قدرات أوسع على تتبع أشخاص متعددين وتحليل تاريخ وأنماط رحلات الشخص المستهدف ".

**  إن فضائية (الجزيرة) بما تمثله من صوت الفوضى الصهيونوية؛ تتغافل عن ذكر أن  تقديم المعلومات يمثل ضرورة معترف بها عولميا؛ خاصة في الدول التي تخوض معارك وجود مع الجماعات الإرهابوية ومنظمات الجريمة المنظمة؛ وأن سيارات النقل الخاصة التي تفقد خصوصيتها لنقل الغرباء بالأجرة يمكن أن تندرج في العمليات الإرهابية من دون علم أصحابها وسائقيها.

** وتواصل (الجزيرة) محتقنة الخطاب بالدسيسة " الكتلة الأساسية من العاملين لدى شركات الجيش من المجندين الذين لا يخضعون لقوانين العمل المدنية، ما يعني تشغيلهم مجانا أو بمكافآت رمزية؛ وعدم قدرتهم على مقاضاة جهة العمل، وخضوعهم للمحاكمات العسكرية حال مارسوا حقوقهم في التظاهر أو الإضراب مثلا. "!!

وهنا يتكشف خطاب "الجزيرة" التحريضي؛ بدسيسة أن كتلة العاملين ستكون من المجندين؛ وكأنهم سيعملون بالسخرة محرومين من حقوق مدنية؛ في الوقت الذي تتغافل فيه هذه القناة المتصهينة الخطاب تماما عن مستوى السخرة المخيف الذي فضحت التقارير حجمه ومستواه؛ ويعاني ويلاته العمال المستجلبون إلى قطر لإقامة المنشآت الرياضية استعدادا لدورة كأس العالم المقبلة. إنها ترمي الآخرين بما تمارسه دولتها تجاه العمالة بها.

*****

إن الكثير من المعلومات المتغافل عن ذكرها لغرض في نفس يعقوب حول قضية (أوبر )و(كريم) والشركة الوطنوية الجديدة wngo / دابسي للنقل التشاركي الذكي، تحتاج لإثارتها بما يكشف حجم أكاذيب نخبة الغوازي والإعلام المتنشط والمتأخون.

**  أولا: إن نمط النقل التشاركي بأوبر وكريم بعولميته يندرج في إطار حقل النشاط الاقتصادوي الطفيلوي؛ ويلعب دوره الاستنزافي لجزء من العملة الأجنبية التي تخرج من مصر إلى حسابات هذه الشركات العولمية، مقابل خدمات محلية غير منتجة إنتاجيا وسلعيا.

**  ثانيا: إن نمط النقل التشاركي العولمي بــ (أوبر )و(كريم) يكرس أزمات قطاع كبير من السائقين المصريين؛ الذين يعملون على (تاكسيات الأجرة) ويرفع من مستويات البطالة لديهم؛ ويزيد من خسائرهم الشخصية بنزوح عدد كبير  من ركابهم؛ بجانب ما تمتصه منهم سيارات الميكروباص والاتوبيسات والتوكتوك.

**  ثالثا: إن دخول الجيش المصري في هذا الحقل؛ يعيد كسر فعل الاحتكار الذي يحدثه إدماج أوبر وكريم في شركة واحدة، بما يحقق التوازن من جديد ويمنع الاحتكار، ويطرح محفزات إجادة تقديم الخدمة؛ وهو ما يضغط على الطرف الآخر للتنافس؛ فيستفيد الراكب من هذه التنافسية.

**  رابعا: إن القول بالحصول على المعلومات للغرض الاستخباراتي والأمنوي لا يشكل نقيصة؛ وإنما يدل على الوعي واليقظة والعلموية في العمل من مؤسسات الدولة العميقة؛ وإدراكها للتحديات الوظيفية المستحدثة في نمط عمل جديد؛ والتجهيزات الاليكترونية في وسائل النقل تدل على ذلك؛ لأنها ستوفر القرائن المادية والحافظة لأمن قائدي السيارات والركاب كذلك.

*****

إن النجاح الموثوق في تحققه مع تجربة الشركة الوطنوية للنقل التشاركي الجديدة المنافسة لنمط (أوبر) و(كريم) سيكون تجربة رائدة؛ لا ينجح في القيام بها سوى قطاع المشروعات والانتاج والاقتصاد بالمؤسسة العسكرية المصرية؛ وهي تعيد جاهزية مصر البنيوية للالتحاق بالاقتصاد العولمي؛ وهذا ما تكره تحققه (غوازي)النخبة المصرية؛ وقد تَمَنْطقت في وسطها بالأحزمة؛ (وهات يارقص وغناء)؛ لعلها تشوه هذه التجربة؛ ولكن سيخيب ظنها؛ كما خاب في حفلات شعبوية أخرى كثيرة!!

                    "رأفت السويركي"

الخميس، 3 أكتوبر 2019

تفكيك خطاب العقل النخبوي الإعلاموي المستأجر ( 115) ”بقَّالة النضال” لمن يدفع... ” عبد الباري عطوان أنموذجا ”!!

تفكيك خطاب العقل النخبوي الإعلاموي المستأجر ( 115) 
”بقَّالة النضال” لمن يدفع...
” عبد الباري عطوان أنموذجا ”!!

---------------------------------------------




إفلات الدولة المصرية من زلزال ” الربيع الصهيونوي ” بفضل قوة وحضور جيشها العظيم؛ والتفاف المصريين حول جيشهم؛ أعطل تخطيط إسقاط مصر في المستنقع الجاري تعميمه راهنا؛ ومنع احتراب مكوناتها، وتفتت مفاصلها.



وعلى الرغم من فشل كل المحاولات السابقة؛ فإن سيناريوهات إدراج الدولة المصرية في مخطط التدمير لا تتوقف؛ وفق تطورات فعاليات أجهزة الاستخبارات المعادية لمصر؛ والتي توظف جندها وعملاءها من المصريين في الداخل والخارج؛ وأيضا بعض المنتمين للجنس العربي؛ ليكونوا وقود استشعال الأزمات. ومع اليقين بفشلها؛ فإن المستهدف في أقل تقدير هو إجهاد أجهزة الدولة المصرية، وهي تحاول تطويق وإعطال هذه السيناريوهات.



***** 



لذلك فإن العقل التفكيكوي الراصد لمستجدات الأحداث، يوجه منظاره كل حين لتفكيك نموذج من نماذج خطابات ما يمكن أن يوصف بــ ” بقالات أو دكاكين النضال” لمن يدفع؛ والمخاتلة لنصرة من يدفع أكثر.



فالصحافي الفلسطيني المتمركز  في بريطانيا ” عبد الباري عطوان ” يعتبر أحد أصحاب ” بقالات النضال ” وادعاء العروبة؛ والدفاع عن ” القضية الفلسطينية ”. لذلك فهذه القراءة لن تتعرض لمنظومة مواقفه المريبة في معالجة كافة الشؤون العربية وهي كثيرة؛ ولكن ستقوم بالتركيز على موقفه من ” المسألة المصرية ”؛ خاصة في صورتها الراهنة؛ لأنها تكشف عوالمه المضمرة من خطابه المعلن.



عبد الباري عطوان في أحدث عروضه المخزية؛ والتي قدمها عبر منصة ” بقالة ” نضاله النمطي؛ تفرغ لاستصناع متوهم غير مستبعد أن يفعله في إطار خدمة خطاب معزوفة الدول الإقليموية المحتضنة والموظفة للفرقة الهالكة البنائية والمضادة للدولة المصرية. إذ أخذ ” المناضل ” عبد الباري عطوان اجترار منظومة الخطاب نفسه الذي تروجه القنوات الناطقة بصوت الجماعة المتأخونة (الجزيرة ومكملين والشرق ووطن).



ويبدو عطوان وهو يكتب؛ كأنه يقرأ من ” سكريبتات ” برامج هذه القنوات؛ فيقدم كلاما مرسلا، وغير مستند إلى قواعد علموية في التحليل السياسوي؛ حتى لكأنه يقول للرعاة والممولين: ” ادفعوا فأنا أنقل ما تروجونه ”؛ لأن عبد الباري عطوان يجيد المتاجرة بالقضايا؛ ويقبض مقابل ذلك الكثير.



عبد الباري عطوان كان رئيسا لصحيفة محدودة الطباعة تسمى ” القدس العربي ” تصدر من لندن؛ ولا تبيع سوى مئات النسخ الورقية في الأسواق العربية؛ ثم تركها للمال القطري الذي استحوذ عليها؛ وليطلق هو كبديل موقعا اليكترونيا ممولا جديدا أسماه ” الرأي اليوم ”؛ وجعله نسخة كربونية من ” القدس العربي ”.   



***** 


في تدوينة حديثة تدل على وظائفيته الإعلاموية قام عبد الباري عطوان باجترار الخطاب المتأخون نفسه؛ فذكر في مطلعها بثقة يحسد عليها أن:(مصر الآن تعيش مخاضا جديدا مختلفا، يتمثل في تحرك، او “تململ” الشارع مجددا، واقدام متظاهرين على كسر حاجز الخوف والرعب، بنزولهم الى شوارع وميادين مدن رئيسية مثل القاهرة والاسكندرية وحلوان والسويس الجمعة الماضي، تعتبر القاعدة الرئيسية للمجتمع المدني، وايا كانت نتائج هذا الحراك، سواء بتغيير النظام او عدمه، فانه سيقود الى مصر “مختلفة” واصلاحات شاملة، وتصحيح مسارات عدة لم تحققها ثورة “يناير” التي جرى خطفها، وحرفها عن تحقيق أهدافها، سواء بانقلاب عسكري مدعوم بهبة شعبية، او لأخطاء ذاتية تعود الى عدم خبرة المعارضة وشباب الثورة، وليس هناك مجال الشرح والإطالة ).


ويكشف هذا المقتطف الافتتاحوي حجم اللاموضوعية الحاكمة لموقفية عبد الباري عطوان؛ والشعبوية الفجة التي يتميز بها؛ إذ يحاول اختلاق ثوابت ذهنوية دالة على هيمنة متخيل استصنعته قوى استهداف الدولة المصرية؛ والتي تندرج في إطارها إقليمويا تركيا العثمانلية؛ وقطر ؛والدولة الصهيونوية؛ والجماعة الماسونية الارهابوية المتأخونة العميلة بالطبيعة لأجهزة الاستخبارات؛ وبريطانيا وأجهزة الدولة العميقة الأميركية. 



***** 



” المناضل الديموقراطي بالأجر المدفوع ” عبد الباري عطوان؛ يتوهم نتيجة زخم عماء البصيرة بالريالات القطرية أن (مصر تعيش مخاضا جديدا مختلفا)؛ ولا يصف بنية هذا المخاض التي اكتشفها ببراعته؛ ولا يخجل من نفسه بتوهم وجود ما أسماه الحراك أيا كانت نتائجه (سواء بتغيير النظام او عدمه، فانه سيقود إلى مصر مختلفة)!!



أهكذا يا رجل... ؟ ألا تشعر بالخجل من تهافتك في الرصد والتحليل؛ وضحالة قراءتك السياسوية؟ إذ تقيم رأيا من هذه النوعية؛ على توهم افتراض حدث تجميع بعض الجرذان من صبيان وأطفال الجماعة وتصوير أنفسهم بالهواتف في بعض الشوارع الخلفية والحواري والأزقة للحصول على المعلوم الجنيهاتي من الممولين المنظمين في الخفاء؟



***** 



إن من يقرأ تدوينة ” عبد الباري عطوان ” حول مصر؛ ويشاهد تسجيلاته الفيديوية؛ يظن أنه يعيش في عوالم منبتة الصلة بحركة الحياة في مدن ومحافظات مصر؛ فهو يؤكد ما هو غير موجود؛ ويتحدث بثقة وكأنه يعيش داخل الشارع المصري؛ ويقوم بتصوير التظاهرات المتوهمة. إشكالية عطوان أنه لا يتحقق ولا يثق إلا بما دخل حساباته من رصيد دولاري فقط؛ متخليا عن موضوعية الإعلاموي الذي ينبغي أن يقيم خطابه على معلومات حقيقية؛ وقراءات موضوعية.



ويسقط عبد الباري عطوان في القراءة؛ بإطلاق أحكام ثابته؛ حين يتوهم وجود حاجز للخوف والرعب تم كسره (في شوارع وميادين القاهرة والاسكندرية وحلوان والسويس باعتبارها قاعدة المجتمع المدني)؛ وهنا ينبغي السخرية من مقولة عطوان حول ”مدنية المجتمع ” بهذه المدن الأربع فقط؛ وكأن الــ 25 محافظة المتبقية هي محافظات لا تضم نخبا من المتعلمين المعزولين عن ممارسة العمل السياسوي المدني.



***** 





عبد الباري عطوان يحاول أن يكون محترفا في الكذب؛ لكنه فاشل في خطابه المأجور؛ فيواصل التوهم بأن هذا الحراك المدعى؛ قد يقود كما يتمنى إلى ” تغيير النظام ”؛ فإذا لم يحدث فسيحقق الوصول إلى مصر المختلفة ”... كيف يا عبد الباري؟ يحدث ذلك وفق تنظيره الهابط بــ:



ـ استرداد مسارات ما أسماها بين مزدوجين (ثورة يناير) التي خطفت بانقلاب عسكري مدعوم بهبة شعبية. ولا يلتفت عطوان لتهاوي مفاهيمه؛ ولم يسأل نفسه لماذا دعمت الهبة الشعبوية ما تنطع بوصفه انقلابا؛ فيما هو تحرك بنيوي من جيش مصر لإنقاذها من مسلسل تدميرها بوساطة الجماعة الماسونية. 



ـ ولا يخجل عطوان من نفسه؛ وهو يتوهم أن فشل ما أسماها ثورة يناير  سببه(أخطاء ذاتية تعود الى عدم خبرة المعارضة وشباب الثورة)؛ ليكشف متوهماته؛ معترفا بفقدان خبرة المعارضة وشباب الثورة. ولم يكشف هذا المناضل عن مفهومه الشخصاني لاصطلاح الثورة؛ وقوانينها وقواها وفعالياتها. وهل تكون التجمعات الاحتجاجوية ثورة أم تمرد أو فوضى؛ و...إلخ



- ويفضح عبد الباري عطوان مقاصده المستأجرة؛ بوصف ما حدث من الجيش المصري بالانقلاب؛ وهو الذي تغنى بجمال عبد الناصر ؛ متناسيا أن ناصر كان من تنظيم الضباط الأحرار؛ كما تغنى بفضل مصر عليه تعليمويا حين جاء من ”غزة ” فلسطين السليبة. ولكنه يسقط بمقولاته الاستخباراتية البريطانية الأميركية حين يصف ” حركة الجيش المصري ” بالانقلاب ضد الملك الفاسد فاروق؛ وكذلك بالإنقلاب على مندوب الجماعة المتأخونة ذات الفساد العقدوي في قصر الرئاسة. عطوان يكتب في ”بقالته ” ما يكتب مقابل التمويل دوما.



- ويصل تهافته مداه؛ حينما يخلط الأمور بالتلبيس على المتلقي؛ فيساوي بين ثورة يوليو 1952م التي قادت موجة التحرر الوطني في العالم؛ وبين ما أسماها (ثورة يناير) التي كانت مقدمة الفوضى المستصنعة وقد فشلت في مصر؛ ويصل بالمساواة مع فعل متوهمه الاستخباراتي القطري التركي الماسوني المصطنع والذي يسميه (ثورة محمد علي) ذلك المقاول والكومبارس الفاشل.



    فهل من ترد فكراني وسياسوي مثل ذلك؛ يمكن أن يقع فيه عبد الباري عطوان ” بقال النضال ” في لندن؟ هل تساوي بين يوليو الثورة التاريخانية وبين مقدمات فوضى أبطل فعاليتها الجيش المصري ببراعة؛ وكذلك مع جنين مبتسر كانت تجري الإعدادات لإستيلاده في الشارع المصري؛ من دون قواعد ومعطيات حقيقية لا تخرج عن كونها من معطيات الفضاء الافتراضوي؛ تحاول الاستثارة الشعبوية اتكاء على متولدات سياسات الاصلاح الاقتصادوي التنموية؟! 



***** 



 إن ما يدعو للسخرية من خطاب ” البقال المناضل ” عبد الباري عطوان هو ترويجه للثنائية الدالة على فقدانه للمقاييس العلموية بقوله(هناك حزبان كانا وما زالا يتنافسان على السلطة في الأعوام الأخيرة... الأول حزب المؤسسة العسكرية التاريخي القوي، وحزب المؤسسة الدينية الإسلامية الممثلة بالاخوان المسلمين). 



 فكيف لجيش وطني تاريخاويا أن ينخلع من وظائفيته الوطنية النظامية الجامعة لتجعله حزبا؟ وكذلك كيف لجماعة متسيسة محدودة العديد؛ أن تعادل قوة هذا الجيش؛ ولا تمتلك إخلاص رجاله للوطن الذي يقول رجاله (نموت نموت نموت وتحيا مصر)؛ وجماعة خطابها الماسوني هو (طظ في مصر واللي في مصر). عبد الباري فقد القدرة على التمييز بضغط الإغراء الريالاتي!!



- ويسفر عبد الباري عطوان عن فساد قياساته؛ حين يسوق بالمخاتلة الحالة الجزائرية لإثبات متمنى له في مصر ؛ مجسدا التباكي المهزوم من مموليه وهو يذكر:(ولكن التراجعات الأخيرة في انتخابات تونس الرئاسية، وغياب الاسلام السياسي عن ثورة الجزائر اكدا حدوث تغييرات في هذا المضمار تحتاج الى مراجعات). عطوان حزين لهزيمة الجماعة الماسونية في تونس؛ وكذلك في الجزائر؛ وهي تغييرات في انتظار ما ” ينخعه ” من مراجعات هابطة ومتهافته.



 عطوان بذلك يقوم بالتمويه على ” هامشية ” ما يسمى الاسلام السياسوي؛ فيتباكى من أجله؛ ويغطي على كون هذه التنظيمات الإرهابوية هي استصناع استخباراتي مضاد للوطنية؛ والتي كما يبدو أن عبد الباري عطوان يفتقدها سيكولوجيا بضغط حالته الشخصانية.



ـ عبد الباري عطوان يخوض كذلك تجربة ” فكرة المؤامرة ”؛ فيسقط في فخ القول بأن(دول الخليج وبتحريض من الغرب، اضعفت جيوشها عمدا، لأنها لا تريد بديلا يهدد الاسر الحاكمة، واعتمدت على الحماية الامريكية الغربية، وهذا هو سبب فشلها في حرب اليمن). ومن البين أن ” المناضل الحنجوري ” عبد الباري عطوان وصل إلى حالة ميؤوس منها؛ وهو الرجل الدوار؛ ولا يزال على عواصم الخليج؛ يطلب مكرمات التمويل الخليجي لمشروعاته؛ فيتجاهل كل معطيات التحليل البنيوي للجيوش وتشكيلها في دول الخليج؛ تلك الدول التي تعاني المحدودية في عدد السكان.



 ـ عطوان... يروج مفاهيم الدوحة المضادة لوحدة الإقليم؛ فيتغافل عن ذكر أية معلومات عن طبيعة بنية الجيش القطري واعتماده مبدأ التجنيس؛ ويتغافل عن لعبة استصناع الوحش الميليشاوي شيعي العقيدة في اليمن؛ والمتمثل في الحوثيين (أزلام الفارسية) بدعم إيران لهم؛ كما يقوم بالتعمية على حسابات ما يسمى ” الجغرافيا الميدانية ” للبيئة الجبلية الشاقة في اليمن؛ ويتناسى تجربة الجيش المصري السابقة المعروفة بحرب اليمن.



ـ والذي يدعو للدهشة هو ما يمرره عبد الباري عطوان طعنا في كتلة دول الخليج بالقول(شهر العسل لمعظم أنظمة الحكم فيها يقترب من نهايته بطريقة او بأخرى، الا اذا حصلت “معجزات”، ولسنا في زمنها). فهل يدرج الحنجوري قطر الدولة الممولة له في سياق حكم الانتهاء؟ من المؤكد أنه وقد استخدم صيغة الاستثناء بذكر تعبير (معظم) لا يقصد السقوط في تصور إدراج إمارة قطر ضمن هذا الحلم الذي يروج له؛ فمن سيموله إذا سقط النظام القطري؟!!



***** 





ـ وينتقل عبد الباري عطوان للهجوم على الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ بتجريده من كونه يتحرك في إطار (مشروع أيديولوجي “حداثي” يميزه في محيطه)! فهل يحتاج عطوان للتذكير باختلافات الأزمنة؛ إذ أن زمان قيادة جمال عبد الناصر الخاص بالتحرر الوطني؛ يختلف عن زمان قيادة السيسي؛ كما أن مشروع ناصر المصري العروبي يختلف عن ” مشروع السيسي/ مؤسسته العسكرية الوطنية ” المرتبط بفكر ومنهج العولمة المتغلبة. والتاريخ لايعيد نفسه كما هو معلوم.



غير أن ” المضمر المسكوت عنه ” في تدوينة ” عبد الباري عطوان ” هو استصناع متوهم يروج له المانحون؛ بأن السيسي (يواجه معارضة عقائدية لها جذور عميقة في المجتمعين المصري والإسلامي وتملك مشروعا يجد قبولا في الشارعين المصري والعربي). والسؤال:



**  هل الدولة المصرية ” كافرة ” يا عبد الباري؛ والمادة الثانية من دستورها تؤكد إسلامويتها؛ وهل السيسي ونظامه غير مسلمين؛ فيما الجماعة البنائية الماسونية المتأخونة هي جماعة المؤمنين فقط في مجتمع الجاهلية حسب هذيان سيد قطب؟ 



**  هل حقا تمتلك الجماعة البنائية المتأخونة مشروعا يلتف حوله المصريون والعرب ويقبلون به؟ والسؤال هو لماذا خرج الشعب في الثلاثين من يونيو /حزيران لخلعهم إذن؟



** هل يدرك ” الحنجورجي عبد الباري ” الفارق المفاهيمي بين ” التدين الحق ” القائم على التوحيد والتواد والتراحم وإعمال العقل؛ وبين التدين الشكلاني المهتم بالظواهر وفقه الضراط والخلاء؛ فيما يمارس أرذل المسلكيات في الوظيفة والشارع والنهج. وإلى أي حقل إسلاموي ينتمي عبد الباري عطوان نفسه؛ والذي كان لا يتحدث عن زعيم القاعدة إلا بلغة الإجلال وقد وصفه بالشيخ بن لادن. لعل عبد الباري عطوان من المنتمين للجماعة البنائية المتأخونة وهو يخفي ذلك؟!! 



***** 



ـ  ويواصل ” المناضل ” الذي لا يكل ولا يمل من جهوده الفردانية لاسترداد فلسطين المغتصبة عبد الباري عطوان؛ يواصل الدسيسة ضد الرئيس السيسي؛ فيذكر ( اكبر الاضرار التي جرى الحاقها بالرئيس السيسي ونظامه، تأتيه من أصدقائه اكثر من اعدائه، فعندما يصفه الرئيس ترامب بأنه “ديكتاتوره” المفضل، ويتغنى الإسرائيليون به كصديق وحليف قوي ليل نهار، فان هذا يكرر القول “الله احميني من اصدقائي اما اعدائي فأنا كفيل بهم”.



وهنا يكشف عطوان تأجير قلمه للممولين؛ الذين يدعون الوطنية والشرف والفضيلة. فيما هم من يمولون الخزانة الأميركية بمليارات الدولارات؛ بشراء الأسلحة؛ وينفقون المليارات لتوسيع القاعدة العسكرية في ” العديد ”؛ ويضعون مليارات الغاز والطاقة في أذون الخزانة الأميركية؛ ويفتحون شاشات فضائياتهم للصهاينة ليقولوا ما شاءوا(الجزيرة أنموذجا)؛ ويستقبلون قيادات الدولة الصهيونوية جهارا نهارا من دون ورع أو حياء. وكذلك زحف الأغا العثمانلي أردوغان على بطنه لإرضاء نتانياهو. إن ” التقبيض ” فعل جبري لعبد الباري؛ فلا بأس من أن يغض الطرف عن الممولين.



فهل يتناسى عبد الباري عطوان أن مصر محكومة بما تسمى ” اتفاقية السلام ” أو  ” اتفاقية السادات ” في رواية أخرى والتي صارت أمرا واقعا؟ وهل يتغافل عن براعة الذكاء المصري الاستراتيجوي؛ الذي تدير به المؤسسة المصرية العسكرية تأثيرات هذه الاتفاقية؛ بالوصول العسكريتاري المؤلل إلى كل المنطقة ”ج ”؟ 



وهل لم يدرس ” الإعلاموي الحنجوري ” عبد الباري علم النفس السياسوي؛ ويفهم (طبيعة ومعنى الآداء الطريف) للرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ ويتذكر بعض لازمات ثيمة أحاديثه؛ التي تقوم على الدعابة مع كل الشخصيات الرئاسية التي التقاها؛ مثل الرئيس الفرنسي؛ والمستشارة الألمانية؛  والرئيس بوتين؛ وكذلك كيف ابتلعت أنت ما قاله إلى أمير دولة التمويل قطر؟!



حين يداعب دونالد ترامب الرئيس السيسي بتلك العبارة؛ فهي تدل على عمق العلاقة الشخصانية بين الرئيسين؛ ويمكن إدراك المعنى المضمر بطبيعة شخصية ترامب الذي يكرهه خصومه الديموقراطيون؛ إذ أنه يمارس السخرية ممن  يصفون الرئيس السيسي بالديكتاور ؛ فداعبه بعباره  “ديكتاتوره” المفضل؛ لأنه الرجل الذي قاد عملية تحطيم مخطط الربيع الصهيونوي، وأحبط مشروع الديموقراطيين الأميركيين بتفتيت الدول العربية. إن هذه الدعابة أكبر من احتمال وفهم هذا التيار التدميري للأمة بدولها الوطنية.



*****



إن من المضحكات الدالة على انتظام مشاركة ” المناضل” عبد الباري عطوان في مخطط تدمير الدولة العربية لصالح مشروع الدولة الصهيونوية من النيل إلى الفرات؛ هي ما يعزفه من خطاب ” بقالته النضالية ”. فقد أعاد ترديد أكاذيب توظيف المقاول الكومبارس الهارب محمد علي. وأخذ يتغزل في ” سمرة لونه وفهلويته وطموحه ” الخياناتي لوطنه وجرأته ومظلوميته؛ وهو يخون الأمانة بالحديث عن مشروعات تجري في إطار التنمية الوطنية بإشراف المؤسسة العسكرية بفقه الضرورة.



ـ إن ” المناضل الدولاراتي ” عبد الباري عطوان؛ يسيئ للمؤسسة العسكرية المصرية من دون أن يتحقق يقينيا بالدليل المادي من حقيقة ما قاله الكومبارس الهارب؛ بل وتعامى عن حجم إهمال الشعب المصري لكل دعوات التحريض بالنزول للميادين؛ لكي يصنع متوهم إعلام الجماعة الماسونية؛ فوقع عطوان في ”



الوحل ” محاولا تجميل القبح وهو يقارن طريقة الكومبارس الهارب بطريقة الخميني.



ـ ويواصل عبد الباري عطوان تصديق الكذبة؛ وترويجها بادعاء استجابة( قطاع من الشعب المصري ولبوا دعوته بالنزول الى الشوارع والميادين، وهو ما لم تنجح به حركة “الاخوان المسلمين، وكل قوى الإسلام السياسي واليساري القومي الأخرى، الامر الذي يتطلب التأمل والدراسة). وهذا القول يدعو للتشكك في سلامة أدوات الاستقبال لدى عبد الباري؛ حيث لم يتأكد مما قام باجتراره وردده؛ على الرغم من ضحالة واستصناع ذلك الحدث في أروقة الفضاء الافتراضوي.



ـ ولكي ينظف عبد الباري عطوان سمعته من شبهة خدمة مموليه؛ كجهات راعية للجماعة الماسونية؛ اعترف بضحالة تأثيرها في الشارع المصري؛ وعدم قدرتها على التحشيد مماثلة لكل القوى المغيبة في كهوف الماضوية ومقاهي النظرية التي تعيش احتقاناتها الذاتية.





***** 












ـ لقد خسئ ” المناضل حسب الطلب ” عبد الباري عطوان؛ حين يضع الكومبارس المقاول الفاسد الهارب محمد علي بالتوازي مع المؤسسة العسكرية المصرية؛ بوصفه بأنه ( كان جريئا في تعليق الجرس، وتحدى مؤسسة عسكرية مصرية راسخة، وأجهزة امن تستخدم قبضة حديدية جبارة ضد خصومها، ولا نستبعد التفاف بعض الجهات حوله، خاصة من داخل مصر...).



 إن المناضل عبد الباري عطوان والذي طيلة تاريخه المهني يقبض المعلوم المالي؛ وينفذ المطلوب منه؛ يعيد اجترار وترويج أكاذيب الجماعة ورعاتها، بادعاء وجود صراعات داخل بنية المؤسسة العسكرية المصرية الشريفة؛ والتي بنيويا وتاريخيا لا تتفتت؛ لكنهم يحاولون استخدام سيناريوهاتهم السابقة والتي وظفوها مسبقا بالترويج لانشقاقات الجيشين العراقي والسوري. 



***** 



إن شعور الحقد الدفين؛ المتمكن من ” صاحب بقالة النضال الإعلاموي ” عبد الباري عطوان؛ يجعله يلغي من عقله حسابات الوطنية؛ والقومية والاستراتيجية؛ ليغلب ميزان ” حساباته الانتفاعية ” على طبيعة خطابه؛ وهو لن يخسر شيئا جديدا؛ فقد خسر كل شيئ مسبقا؛ الوطن السليب ” فلسطين ”؛ ففقد الشعور بأهمية والحرص على معنى الوطن. لذلك لم يعد لديه سوى وطن واحد بديل هو دكان يطلق منه الأكاذيب لمن يدفع!!


                 "رأفت السويركي"


= = = = = = =