معنى الكلام (8)
لا تفصلوا بين التفجير الإرهابوي أمام "معهد الأورام" وتعليق "الخطوط البريطانية" رحلاتها!!
----------------------------------------------------------
لا ينبغي أن يمر الحادث الإرهابي المجرم أمام معهد الأورام في القاهرة مرورا اعتياديا؛ بامتصاص حالة الغضب المتولدة وبعد ذلك(تعود ريما إلى عادتها القديمة)؛ إذ ينبغي أن يضع العقل الاستراتيجاوي الأمنوي في مجال اهتماماته التركيز بدقة على أية مؤشرات قد تكون عشوائية؛ أو هامشوية، لإدراجها بجدية في سيناريو تفعيل (فكرة المؤامرة)؛ والتي تلعب بعض العقول الخبيثة دورا مشتبها به في التقليل من حقيقة فكر المؤامرة؛ بالسخرية منها أو التسفيه بالحديث عنها.
*****
في التفكير الاستراتيجاوي يقوم الفعل على افتراض السيناريوهات؛ واستصناع هذه السيناريوهات لتنفيذ مخططات مستهدفة تحقق أهدافا محددة. وبالتالي لا تهافت في الدعوة لتفعيل (هاجس المؤامرة) بوعي صحيح؛ لكي تنشط في الجهد الوطنوي آليات اتخاذ الإجراءات التنظيمية والوقائية المناسبة.
وهنا لدى تأمل سيناريو ما حدث أمام معهد الأورام بسلوك سيارة مسروقة محملة بالمتفجرات طريقا مخالفا - وفق المسلكية الشعبوية المصرية - لتصطدم بثلاث سيارات أخرى؛ فيحدث انفجار هائل يشعل النيران في المعهد؛ ويهدم جدران واجهته ويسقط من الضحايا 19 حالة وفاة، و32 مصابًا.
هنا لا مناص من استدعاء نمط (فكر المؤامرة)؛ من دون نسيان الزوبعة التي أثارتها المسلكية المباغتة من (الخطوط الجوية البريطانية) قبيل أقل من أسبوعين بتعليق رحلات طائراتها إلى ومن مصر.
*****
خطوة (الخطوط البريطانية) تلك لا ينبغي أن يجري تجاهلها؛ فهي دالة من دوال سيناريوهات استهداف الدولة المصرية المستعصية على السقوط؛ على الرغم من كل ما بذلته الجماعة البنائية المتأخونة؛ وأجهزة الاستخبارات البريطانية والأميركية والعثمانلية التركية والقطرية؛ والتي تحاط معلوماتيا؛ أو تدير اللعبة عبر كوادر تلك الجماعة الماسونية التابعة؛ والتي تعيش في كنف هذه الأجهزة.
أن تقوم (الخطوط البريطانية) بتعليق رحلاتها؛ وتجتذب الأنظار لمرفق مطار القاهرة الدولي المحكم إجرائيا وهي تعلم ذلك هي عملية لا ينبغي عدم النظر إليها ببراءة وعشوائية؛ فالفكر الاستراتيجاوي لا يغفل عن وضع ذلك الفعل في وضع (سيناريوهات التمويه) وحرف الأنظار عن استهدافات أخرى.
*****
المسافة الزمنية بين الفعل البريطاني (البرئ) الذي تقف خلفه أجهزة عميقة؛ وبين التفجير الإرهابي المنسوب إلى كوادر (حسم) الجناح العملياتي للجماعة البنائية المتأخونة هي مسافة أيام قليلة؛ ما يعني أن الترتيبات كانت تجري على قدم وساق بمعرفة الأجهزة العميقة تلك؛ والاختلاف أو المغايرة يكون في بعض التفاصيل.
هنا يجب الربط الفعلي بين مسلكية (الخطوط البريطانية) الاحترازية وبين حادث التفجير الإرهابي أمام (معهد الأورام). فهل قدمت الخطوط البريطانية للأجهزة المصرية توصيفا موثوقا به لطبيعة تخوفاتها؛ وما البنية المعلوماتية المؤكدة التي جعلتها تتخذ خطوة تعليق الرحلات إلى مصر.
الأسئلة حول هذه القضية عديدة. والعقل الاستراتيجاوي الوطني يعلم مدى الترابطات بين كل تلك العناصر؛ في ضوء توزيع الأدوار التي يسفر عنها إعلام الجماعة البنائية المتأخونة في مراكزه بالدوحة(الجزيرة)؛واسطنبول(الشرق ومكملين ووطن)؛ ولندن(بي بي سي) ونيويورك(سي ان ان)؛ والتي تسبق دوما بالإعلان والمتابعة لعلمها المسبق بطبيعة السيناريوهات.
*****
هكذا ينبغي أن نقرأ ونربط بين العمل الإرهابي المجرم أمام (معهد الأورام) وبين خطوة تعليق (الخطوط البريطانية) لرحلاتها مؤخرا؛ حتى وإن كان الترابط شكلانيا؛ فهو ترابط موضوعي؛ لأن (الجماعة الإرهابوية المتأخونة) تستوطن لندن والدوحة ونيويورك وواشنطن واسطنبول؛ وسيناريوهات الفعل توضع في أروقة مكاتبها وتنظيماتها بتلك المدن؛ وينبغي إحاطة الأجهزة العميقة هناك بها. ينبغي أن نفهم ذلك!!
"رأفت السويركي"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق