تفكيك العقل النخبوي المتنشط افتراضويا(79 )
نخب "ول ول ول" حين تمارس الشماتة
... تغيير القيادات العسكرية نموذجا!!
----------------------------------------------------------
... تغيير القيادات العسكرية نموذجا!!
----------------------------------------------------------
قرارات عليا في الحقل العسكريتاري يلعب عليها
المتأخونون والمتادلجون والمتنشطون بمسلكية الولولة الفاسدة.
المتأخونون والمتادلجون والمتنشطون بمسلكية الولولة الفاسدة.
انتكبت مصر في زمنها الراهن بنوعية من النخب المتنشطة افتراضويا عبر "فيس بوك" و "تويتر"؛ التي كما يبدو إن تفكرت... كشفت عن فساد ماكينات التفكر لديها؛ وإن تكلمت... طفح القيح من بين أسنانها؛ و إن كتبت... فاحت أنتان - جمع نتن - الكلمات من بين حروفها؛ وإن نظرت... فضحت صور وجوهها مكنون الخبث المختبئ في تلافيف باطنها المريض بمتلازمة الحقد على الدولة المصرية.
هذه النوعية التي لا رجاء من صلاح مسلكياتها؛ وتضم المتأخونين والمتأدلجين من رواد مقاهي النظرية والمتنشطين من أعضاء جمعيات رعايا الاستخبارات الرأسمالية؛ تقدم صورة بينة لطبيعة النخب الهشة؛ إذ تتعالم وهي أبعد ما تكون عن العلم؛ وتتفاصح وهي أَرْدَأَ ما تكون في التعبير؛ ويتضح ذلك العياء حين تقحم نفسها في التعليق والتفسير التآمري على بعض القرارات السيادية للدولة، ونظام إدارتها، واستراتيجيات فعلها في إدارة الأزمات التي تفرض عليها منذ انتكابها بفوضى يناير 2011م.
*****
وإذا كانت هذه النخب الموتورة تصنف في مربع النخبوية؛ بحكم انتمائها إلى مواقع إعلاموية أو ثقافوية أو سياسوية؛ وكلها مواقع تتطلب توافر مهارة القراءة، وتحصيل المعلومات قبل الكتابة أو التصريح؛ فإن كثيرا من عناصرها لا يكلف نفسه عناء جمع المعلومات قبل التصدي للكتابة أو الإشهار؛ لكي تكون مواقفه مقامة على أرضية موثوق بها حين التحليل وإبراز الآراء.
ولعل ردود فعل تلك النخب تجاه القرارات الأخيرة، بتغيير بعض شاغلى المواقع العسكرية والأمنية المصرية، التي أعلن عنها مؤخرا عقب الحادث الإرهابي في الكيلو 135 بطريق الواحات... تكشف الزيف الهائل الذي يهيمن على عقلية هذه النخب؛ إذ انبرت في التعقيب على بعض تلك القرارات بطرق فجة لا تدعو لاحترامها؛ حيث كشفت خواءها المعلوماتي وفضحت أحقادها المرضية؛ فضلا عن شعبوية تفكيرها؛ وانفصامها الكبير عن منهجيات تحليل الموقف؛ وفقدانها المعرفة بعلوم ومناهج دراسات الحالة!
واجتنابا لحساسيات الإشارة لخطابات بعض هذه النخب؛ فإن التدوينة الراهنة ستتجاوز إشهار أسماء ذلك البعض؛ ممن يتمركزون في الفضاء الافتراضي، بكتابات وفقرات وعبارات وبرامج تلفازية، تدور حول تلك القرارات السيادية التي بنيت على دوافع الضرورة، وإدارة الأزمة.
*****
إن انتساب هذه النخب، أو ادعائها بالانتماء إلى ما يسمى وهما المعارضة؛ هو من نوع المخادعة؛ لأن المعارضة الوطنية الشريفة لا يمكن أن تكون ممارسة مظهرية وشكلانية فقط من أجل المعارضة؛ إذ ينبغي أن تتكئ إلى حقائق الموضوعية، وتضع في تقديرها طبيعة المجال الوطني الحيوي الذي تعارض من أجله؛ بحيث لا تتناقض مع السلطة القائمة في الثوابت الجوهرية؛ أي سلامة الوطن وأمنه الوجودي؛ وإلا فهي بذلك تقف في موقع العداوة في الأساس مع الوطن؛ قبل ادعائها معارضة سلطة إدارته.
فحين تتخذ رئاسة الدولة بصفتها القيادية للقوات المسلحة قرارات هيكلية ما بتغيير مواقع بعض القيادات العسكريتارية العليا؛ فذلك الفعل يكون مدفوعا بفكر إدارة الأزمة؛ أي أزمة الدفاع عن الوجود الحيوي ضد الإرهاب المتجاوز للوطنية ويستهدف تفتيت مصر، وإغراقها في أبحر من دماء الاقتتال؛ لذلك تأتي قرارات التغيير من هذه النوعية تحقيقا لنهج إعادة ترتيب الأدوار عمليانيا؛ في إطار تطوير نمط الفعل المستخدم ضمن استراتيجيات معالجة الأزمات التي تتهدد أمن الوطن.
وإذا كانت تلك القرارات ذات نهج هيكلي كبير؛ فإن لها ما يبررها من الضرورة؛ ومتعارف على استخدامها نمطيا في جميع المؤسسات العسكريتارية وفق قاعدة العقيدة الوطنية للجيوش؛ وتنشيط الفكر القيادي بها.
*****
إن ارتقاء الأفراد لدرجات السلم القيادي في هذا الحقل الخاص لا يحدث فعل خبط عشواء؛ وإنما هو نتيجة مشتركة، تجمع ما بين الجهود الفردانية الذاتوية للفرد والبرامج المؤسساتية الاحترافية، الموضوعة في برامج الإعداد التخصصي للأفراد ضمن فنون الحقل العملي العسكريتاري؛ ولا تخضع تلك الأمور على وجه الإطلاق للأهواء والأمزجة الفردانية من إدارة الدولة؛ نظرا لخصوصية تلك المواقع وارتباطها بالفكر العملياتي الحربي؛ والذي يحتاج أساسا إلى توافر مواصفات وقدرات احترافية لدى شاغلي مواقع القيادة الفنية في الجيوش كقادة الأسلحة والأركان.
الفريق محمد فريد حجازي
رئيساً جديدا لأركان القوات المسلحة المصرية.
وفي هذا الإطار يأتي قرار تعيين رئيس الأركان السابق للجيش المصري محمد إبراهيم محمود حجازي في موقع جديد، مستشارا لرئيس الجمهورية المصرية للتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات، بعد ترقية اللواء أركان حرب محمد فريد حجازي إلى رتبة الفريق، وتعيينه رئيسا جديدا لأركان حرب القوات المسلحة.
وإذا كانت تلك القرارات تم الإعلان عنها في ضوء مناخ العمليات الإرهابية النوعية الأخيرة؛ فإنه لا ينبغي لأحد الادعاء بأنه يعلم الدوافع المضمرة أو التكتيكات المرتبطة باتخاذ تلك القرارات؛ بحكم طبيعة الضوابط الاستراتيجاوية الحاكمة في البيئة العسكريتارية؛ والتي تقوم على قاعدة الإخفاء والتمويه والتعمية.
لذلك فإن تهافت وانهيار فكر تلك النخب الهابط لا يجعلها تدقق في خطابها؛ أو تتحوط في التفسير لمدلول تلك القرارات السيادية؛ لأنها غير شريفة المقاصد؛ وتنتهز ما تتيحه نتائج وطبيعة بعض العمليات الإرهابية المباغتة لممارسة مسلكيتها الشعبوية المتأصلة بالعشوائية؛ فتكتب على أساس من عدم إدراك لفنون ومقتضيات الضرورة وقوانين إدارة الجيوش؛ وتنظيم آليات عملها الاستراتيجي والميداني؛ وتتجاهل ضرورات الحفاظ على ثوابت آليات اليقظة في الفكر العسكريتاري، ونمطية البرامج ووجوبية الاستعداد للمتغيرات العملياتية؛ حتى وإن تحققت بعض النتائج المؤقتة غير المرضية.
إن تعيين قيادات الأسلحة والأفرع والفرق في الجيوش؛ لا يخضع مسبقا لعلاقات القرابة والمصاهرة، أو للأهواء الشخصية، والصداقة والاستحسان؛ درءا واجتنابا للفشل الذي لا معنى له عسكريتاريا سوى الهزيمة؛ والعسكري الوطني قائدا وجنديا لا يقبل بالهزيمة؛ لأنها عار قائم لا يغسله سوى الانتصار في جولة لاحقة أو نهائية.
*****
استعدادات لا تتوقف لمواجهة الاٍرهاب العابر للحدود.
صاحب الموقع القيادي في الجيوش تحديدا؛ والأجهزة الأمنية بالتبعية يصل إلى موقعه الوظيفي نتيجة لجهود الإعداد والدورات التخصصية الحرفية التي خاضها في الفن والعلم العسكريين؛ وهذا ما يحكم عمليات الارتقاء؛ ويتحكم في استمرار أو انقطاع مسيرة الشخص في الموقع القيادي.
إن استمرار أو انقطاع دور عنصر معين في الموقع القيادي بالجيوش؛ يكون مرتهنا شرطا بحكم الانتصار، أو الإخفاق الذي يحققه في مجاله القيادي؛ فضلا عن التغير الاستراتيجي في النمط العملاني؛ الذي قد يقتضي وجود نمط قيادي مغاير للنمط الذي يتولى العمل قبل التغيير، بناء على تحليل الخرائط الميدانية في غرف العمليات، وفعالية نمط العمل الميداني المستخدم في إدارة العمليات على الأرض، ومعدل نتائجه نجاحا أو إخفاقا.
لذلك فإن تفكيك الخطاب النخبوي المتأخون ونظيره المتأدلج وثالثهما المتنشط؛ يفضح هذا العقل المتعدد الانتماء، ويزيل الغطاء عن عواره الدفين؛ حيث انشغلت تلك العقول بتعميم تفسيرات مريضة لتغيير قيادة الأركان المصرية؛ وأخذت تروج مهجوسة بمرض المؤامرة لتفسيرات معينة لذلك القرار؛ تخرج منطقيا عن النهج العلموي الواجب التزامه في التحليل السياسوي.
** أولا: حاولت هذه النخب الفاسدة التفكير أن توظف تقنية سيناريو الإثارة المستخدم في السينما الأميركية على ذلك القرار السيادي بالتغيير؛ وتناست ربط القرارات بالتغير النوعي العابر للحدود في نمط العمليات الإرهابية على الأرض، كما ظهر في حادث السطو النوعي للمرة الأولى على مقر فرع البنك في العريش بقافلة من العناصر الإرهابية المسلحة، وحادث طريق الواحات النوعي الذي استخدم فيه الإرهابيون أسلحة لا تتوافر للأفراد العاديين، ولكن للميليشيات مع إسناد تكنولوجي نوعي اتصاليا؛ فضلا عما جرى اكتشافه من اختراق جاسوسي، قام بنقل الخطة للإرهابيين، فأعدوا للعملية بطريقة مباغتة لفكر ونمط الاستعداد العملاني لقوات الشرطة التي تعرضت لهذه العملية.
وهذا ما يتطلب من الضرورة تغيير أنماط المواجهة مع الإرهاب القادم عبر الحدود بتفكير عسكريتاري جديد؛ وهي مسلكية متعارف عليها في كل جيوش العالم؛ فلماذا تمارس النخب هذه الضوضاء المفضوحة بفجاجة هنا إذن؟!
** ثانيا: واصلت هذه النخب المريضة الوجدان استخدام سيناريو المؤامرة في تفسير القرار؛ باعتباره حلقة من حلقات المتوهم المتأخون بتعمد الرئاسة المصرية تغيير طبيعة التركيب القياداتي للقوات المسلحة لأهداف شخصانية؛ ويتداعى هذا السيناريو سقوطا بتغافل المتأخونين العمدي عن طبيعية النمطية المتعارف عليها في تغيير أنماط القيادات الدوري؛ لتحقيق نتائج فضلى في العمليات، عبر تغيير الأفكار والاستراتيجيات والأفراد.
وفضلا عن ذلك، ينبغي التأكد اليقيني أن العلاقة الإنسانية العميقة الممتدة زمانيا بين كل تلك العناصر القيادية لا توفر بالمطلق مبررات شخصانية لتأكيد هذه الحالة المتوهمة من سيناريو المؤامرة؛ والدليل الإثباتي أن التغيير أجري على الرغم من عمق صلة القرابة.
كما ينبغي القياس في هذا العمل على معدل ونمط تعديل بنية المجلس العسكري، الذي أدار عملية حماية مصر بكفاءة فذة أيام فوضى يناير 2011م؛ وقد حدثت في هذاالمجلس تغيرات عديدة تلبية لمسببات لوجستية معروفة فيما يتعلق بقواعد التقاعد حسب الأنظمة المتبعة لدى الجيوش.
** ثالثا: حاولت هذه النخب الكذوبة الخطاب، تبرير وتعميق الإيحاء بأن قرار تغيير قيادة الأركان كان تلبية لترتيب أميركي من الرئيس ترامب لضمان استقرار بنية السلطة القيادية في الدولة؛ وهنا يعمم العقل النخبوي المتأخون طبيعة وجدان الخيانة المتأصل في تلافيفه بالإسقاط على من هم سواه ليتوازن نفسانيا؛ فالجماعة المتأخونة نشأت بترتيب استخباراتي بريطاني من “حسن البناء” وفق النموذج الماسوني؛ واحتضنتها لاحقا الاستخبارات الأميركية لتنفيذ مخططاتها في العهد الأوبامي؛ فلماذا لا يروج المتأخونون الإيحاء بتبعية الجميع للأميركيين. حقا إن اللص يعتبر الناس كلهم لصوصا مثله؛ والخائن يروج ظنا أن الجميع يمارس الخيانة؛ ليشعر هو ذاته بالتوازن النفساني!!
** رابعا: حاولت هذه النخب الساقطة الخطاب إخفاء تسعين في المئة من بقية قرارات التغيير القياداتي، التي طالت حقل الأمن الوطني المرتبط بالشرطة بعد عملية طريق الواحات، وقد أثبتت نتائجها حدوث الاختراق التجسسي من رعاة الإرهابيين؛ ولا تتحدث عنها كما تحدثت عن تغيير رئيس الأركان؛ لأنها لو فعلت ذلك لفقدت كل السيناريوهات المصطنعة التي تروج لها في إطار عملية تنميطها المتواصل للصورة السلبية للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يمثل الخصم التاريخي للجماعة المتأخونة ومحطم مشروعها التمكيني من مصر.
يقظة نوعية لمواجهة الاٍرهاب الجديد العابر للحدود في مصر.
وقد تناسى المتأخونون، أو يهربون من الحديث عمدا عن الآلية التي قدمت بها المؤسسة الوطنية العسكرية المصرية بحرفية عبقرية القائد العسكري عبد الفتاح السيسي، فجرى تعيينه وزيرا للدفاع أيام تمكينهم من حكم مصر، ثم كشفوا عن مشروعهم الخبيث فأحدثوا فعلتهم الساقطة بإزاحة المشير طنطاوي والفريق سامي عنان من التواجد في المؤسسة العسكرية المصرية؛ ظنا بأنهم سيتمكنون من الهيمنة بذلك على تلك المؤسسة الوطنية؛ ولكن خاب سعيهم شتى؛ لأنهم لا يعرفون بطبيعة الخيانة السياسوية المتأصلة لديهم أن الجندي المصري لا يخون بلاده ومؤسسته الوطنية مهما كانت المغريات.
*****
إن تفكيك خطاب نخب الولولة "ول ول ول" من النوعيات المتأخونة والمتأدلجة والمتنشطة، والتي تملأ الفضاء الافتراضي والفضائيات بضجيجها، وتولول بشماتة حين تعليقها على قرارات تغيير بعض القيادات العسكرية والشرطية المصرية؛ يكشف ولوجها في نفق الترويج للتفسير التآمري؛ وهذا يمثل نموذجا لمدى الرداءة التي انحطت اليها؛ وهي تغيب الفهم الصواب للوقائع؛ وتحقق استثارات فجة، تواصل بها ممارسة سلوكها النفعاوي الساقط من أية قيمة وطنية؛ لكن المسيرة الوطنية تمضي وهؤلاء لا يزالون يواصلون الولولة "ول ول ول" !!
"رأفت السويركي"