تفكيك العقل النخبوي الإعلاموي المهيمن سياسياً ( 54)
"ذاكرة الذبابة" تميزهم... يطيرون ويدورون ويستهدفون "رئاسة السيسي"!!
-------------------------------------------------------
-------------------------------------------------------
ذاكرة الذبابة تحولت الى دعابة على افواه المصريين ،
وهي تشابه ذاكرة بعض النخب الناقمة على الدولة.
ولم يجد العقل التفكيكي مفراً من استدعاء صفة "ذاكرة الذبابة" في التوصيف القياسي لتلك الشريحة النخبوية؛ التي تواصل استخدام "مسلكية الذبابة" في الدوران حول موضوعة واحدة هي "رئاسة السيسي" للدولة المصرية في المرحلة الراهنة؛ من دون مانع أو رادع ذاتي يجعلها تتوقف لتمارس فعل التفكر في نوعية انتماءاتها؛ ومواقفها السياسية والاجتماعية؛ ومدى صواب منطقها في صناعة الخطاب.
وفي محاولة اكتشاف "ذاكرة الذبابة" التي تتميز بها بعض عناصر النخبة الإعلاموية، ويكشفها الخطاب الذي تروجه عبر المطبوعات الورقية والمواقع الالكترونية؛ لذلك ستجري الاستعانة بمنطوق عباراتها، محددة بالتنصيص بين مزدوجين من دون الإشارة إلى الإسم؛ فالأمر يتجاوز الأسماء بعيدا عن "شخصنة الأمور" إلى الوقوف على مكنون الخطاب "المسكوت عنه" بصفة إجمالية؛ والمقصود من تلك الكتابة المماثلة لنمط حركة ذهنية الذبابة المنزلية!!
*****
لقد شكل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كما تقول العرب "مربط الفرس" في مستهدف كل الخطاب الإعلاموي السياسوي لتلك النخب؛ حتى لكأن العقل التفكيكي يشعر أن هناك ثأراً عميقاً بين هذه النخب وعبد الفتاح السيسي كرئيس لمصر.
وإذا أزيحت من المشهد الشريحة النخبوية المنتمية إلى التيار العقدي المتأخون باعتباره هادم حلم مشروع التمكين لتلك الجماعة؛ فإن مبررات الشريحة الحاملة للفكر المتأدلج والشرائح الأكاديموية والشرائح العشوائية المواقف تدعو للشعور بالشفقة تجاه خطاب هذه النخب لانفصاله عن أسانيد التحليل الموضوعي.
ففي الوقت الذي ينبغي أن يُقام خطاب هذه النخب على قواعد وأسس موضوعية صحيحة؛ يكشف الجهد التفكيكي المقدار المرعب من تهافتها في التفكير بالمقولات التي تنتجها؛ والتي تسيىء إلى القواعد الفكرية التي ينبغي أن تعبر عن عقلها؛ إذا كانت أتقنت حقاً معرفة قوانين الجدل المادي، وقواعد التحليل السياسي، وآليات بُنى الواقع الاقتصادي وتمركزاته.
إن العديد من خطابات تلك النخب يثير علامات التساؤل حول منتجيها بألقابهم الوظائفية إذا كانت أكاديموية الارتباط؛ إذ أن كثيراً من مقولاتها لا تختلف عن مقولات ما يُسمى "رجل الشارع" ذلك التعبير الواصف للفرد غير الاختصاصي في الفكر السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.
*****
وسوف يكتفي الجهد التفكيكي في هذه الكتابة الراهنة بالبدء بمقولات خطاب إعلاموي تجده إمَّا تكراراً لخطاب أكاديميين من حاملي ألقاب الدكتوارة؛ أو دوراناً في فلك المناخ الجمعي الذي روجته وسائط التواصل الاجتماعي، ويكرسه بعض كُتَّاب الأعمدة في الصحافة الورقية أو الالكترونية.
بعض الُكتَّاب من هذه النوعية يعترف بصراحة هذا نصها: " حتى هذه اللحظة لم أتمكن، رغم متابعتى الجيدة لكل ما يقول السيسي، أن أكوّن فكرة عن توجهاته الأساسية وانحيازاته الحقيقية، وكذلك استراتيجيته بالنسبة للسياسة الخارجية".
ولتفكيك هذا الخطاب المتداعي يقال أن فقدان ذلك الكاتب أو الكاتبة قدرة التحليل العلمي لبنية المجتمع المصري، وتحولاته البنيوية منذ خمسينات القرن العشرين، وإدراك مستجدات وتحولات الواقع العولمي ما أفقده القدرة على القراءة الموضوعية ليعرف توجهات وانحيازات السيسي الحقيقية؛ وكذلك استراتيجيته للسياسة الخارجية.
ولأن ذلك البعض قد يتقن ثقافة الماكياج والتجميل أكثر من معرفته بالثقافة والاقتصاد السياسيين؛ فإنه لا يعرف أن البنية الطبقية للمجتمع المصري تشوهت خلال المرحلتين الساداتية والمباركية؛ بتحول سياسات الزراعة من القطن والأرز والذرة والقصب إلى زراعات "الفراولة" و"الكنتالوب"؛ وتبوير الأراضي الزراعية لتفقد مصر قدرتها على زراعة ما تأكل.
ولأن البعض أيضاً لم يتأسس على ممارسة القراءة النافعة أكثر من الروايات قبل الخلود للنوم؛ فإنه لا يطيق الاصطبار على مكابدة قراءة الدوريات والمراجع ذات المواد الدارسة للواقع؛ ومعرفة مؤشراتها الدالة اقتصادياً وسياسياً؛ لذلك لا يدرك تحولات تشويه مجتمع كان ينتج غذاءه وكساءه ووسائل انتقالاته... إلخ إلى مجتمع يعيش عالة على الدولة "6 ملايين موظف"، ويعاني بطالة مخيفة وصلت في المدن إلى 12.8% من قوة العمل وتقل عن ذلك في الريف.
ولأن هذه النوعية التي تفتقد إلى الفهم الشامل للأمور لم تدرك أن عدد السكان الذي يضاف إليه مليون رأس جديدة كل ستة أشهر، وصل إلى معدل زيادة متوحش بلغ 8 أضغاف كوريا الجنوبية و5 أضعاف الصين مقترباً من الـ 92 مليون نسمة؛ يعني وجود إشكالية اقتصادية اجتماعية وثقافية مخيفة؛ في ظل هيمنة خطابات عقدية تباهي بكثرة العدد؛ فإنها تسبب خللا اقتصادياً يحتاج إلى ما يشبه المعجزة للتعامل معه.
ولأن هذه النوعية من الكتاب لا مصدرية لمعلوماتها أكثر مما ينتشر على "تويتر" و"فيس بوك، وما تكتبه بعض نخب "فصيلة القردة العليا" ذات الوظائف مدفوعة المقابل الاستخباراتي؛ فهي تأخذ مقولاتهم باعتبارها حقائق ثابتة، ولا تدرك أنها مدفوعة الأجر مسبقاً ومزيفة، ومندرجة في إطار حروب الجيل الرابع والخامس والسادس المعاصرة... لذلك تردد بطريقة الببغاوات ما يلقى على مسامعهم من آراء؛ وبالتالي تفشل في معرفة توجهات الرئيس السيسي الأساسية وانحيازاته الحقيقية، واستراتيجياته.
ولأن هذه النخب خاصة حديثة العمر لم تتأسس تعليمياً، ولم تعش في مناخات الدولة الوطنية التي كانت توصف بأنها "دولة قومية"؛ فقد نشأت ونمت في أجواء "الدولة الهشة" التي سطت الرأسمالية الطفيلية على مقدراتها وفككت قدراتها؛ فعاشوا في مناخات الدروس الخصوصية، والغش التعليمي، والعلاج في المشافي "المستشفيات" والعيادات الخاصة. لذلك فقدت الرؤية على امتلاك معرفة توجهات وانحيازات السيسي واستراتيجياته.
*****
وإزاء هذا العجز الفادح عن القراءة العلمية لحقائق الواقع الذي تعانيه بعض النخب الإعلاموية فليس ما يدعو للدهشة أن يسطر البعض منهم الأسئلة التالية بالحرف للرئيس السيسي كما يلي:
- "هل داخ السيسي على الصيدليات بحثاً عن علبة لبن لواحد من أطفال عائلته؟"؛ "هل ذهب السيسي مع قريب من عائلته «الغنية جدا» إلى أحد مراكز الغسيل الكلوي في مستشفي حكومي، ثم فوجئ برفض استقبال قريبه لعدم وجود مكان؟"؛ "هل ذهب بقريبه إلى أحد المستشفيات الخاصة، وعرف قيمة الغسيل بعد انهيار الجنيه؟"؛ "هل بحث السيسي ليلاً عن دواء الضغط فلم يجده متوافراً في الصيدليات؟". والإجابة على هذه التساؤلات: أليست الحالة المتردية للعلاج في مصر راهنا هي نتاج انسحاب الدولة الساداتية والمباركية من مجانية العلاج لصالح رأسمالية أباطرة الطب والقطاع الطبي الخاص؟، فهل يتحمل السيسي فاتورة من كانوا قبله؟
إقبال مخيف من المصريين على احد المولات التجارية في صور
تناقلتها السوشيال ميديا. هل الظاهرة تثبت فقر المصريين؟!
- " هل امتنع السيسي عن أكل اللحمة إلا مرة أو مرتين شهريا، لأنها أصبحت ترفا لا يقدر عليه؟"؛ "هل وقف السيسي في طابور طويل من أجل الحصول على كرتونة أغذية مدعومة يوزعها الجيش؟"؛ "هل بحث السيسي عن كيس سكر لتحلية الشاي فلم يجده؟". والإجابة موجودة كذلك لدى الرأسمالية الطفيلية المتسرطنة، والسيسي لم يكن رئيساً حين اعتمدت الدولة الساداتية المباركية الاستيراد الخارجي بديلأ عن تنمية الثروة الحيوانية والداجنة.
تكدسوا في طوابير انتظارا لفراغ المول حتى يدخلوا للشراء.
- " هل شعر السيسي بالعجز وهو يرى ابنه خريج الجامعة يعاني البطالة لأكثر من 5 سنوات؟"؛ والإجابة موجودة لدى مخطط تفكيك مصانع الخمسينات والستينات في العصر الساداتي المباركي؛ وتحويل أجيال الآباء والأبناء إلى طوابير البطالة والتعطل والخدمات الهامشية لتنمية نشاط المقاهي والكازينوهات.
بطالة مخيفة انتاج الانفلات السكاني وافتقاد الدولة قدرتها على الصناعة والزراعة.
*****
وإذا كانت هذه الكتابة التفكيكية تأتي ليس في معرض الدفاع عن الرئيس عبد الفتاح السيسي كشخص؛ ولكن في إطار كشف النكبة المصرية الحقيقية في نخبها المتهافتة ذات "ذاكرة الذبابة المنزلية"؛ والمعبرة بحق عن طبيعة الثقافة المجتمعية والسياسية السائدة؛ بدءاً من المرحلة الساداتية والتي تكرست في المرحلة المباركية؛ واشتطت في مرحلة التمكين المتأخون المقبورة!!
الرؤية العمياء لتلك النخب الفاسدة الطاقة على القراءة الوازنة تعبر عن نفسها بفضح تهافتها المعرفي والسياسي؛ وتعترف بعجزها عن قراءة طبيعة حركة رأس الدولة المصرية؛ وتحليل أسلوبيته في القيادة؛ وقراءة المؤشرات الدالة على العقل الحاكم لها؛ فالأرضية التي يتكىء إليها عبد الفتاح السيسي في الفعل والحركة؛ هي أرضية المؤسسة الوطنية العسكرية المصرية بأجهزتها الاستراتيجية والاستخباراتية والعملياتية؛ المسؤولة تاريخياً عن أمن وسلامة هذا الوطن والسير به في الملمات التاريخية.
إن هذه الكتابة ليست تنظيراً للعسكريتاريا المصرية؛ وليست تعبيرا عن العبودية للبيادة كما قد يقولون، إذ أن حذاء الجندي المصري أنظف من رؤوس تلك النخب الفاسدة؛ لذلك تأتي إيضاحاً لما خفي عن أبصار تلك النخب؛ والتي من المؤكد أنها تعرفها ولكنها وفق مسلكية "فصيلة القردة العليا" تهرب من القول بها؛ حتى لا تتوقف صنابير الأجر الدولاراتي المفتوحة في حساباتها من المعاهد والمراكز والجمعيات الاستخباراتية الغربية.
*****
صورة ذات دلالة لموقف الجيش الوطني اثناء احداث ما تسمى ثورة يناير.
الجماعة
المتأخونة تنشر خريطة القطر المصري من دون حلايب وشلاتين
مع عملية بيع
اكثر من ثلث سيناء للاميركيين والصهاينة العملية التي أوقفها الجيش المصري.
هذه المؤسسة الوطنية التي تمتلك عقولاً استراتيجية فائقة الذكاء أدارت وتدير ببراعة واقتدار سيناريوهات الدفاع الحربي عن مصر بالتسليح الفائق والتدريب النوعي؛ وتواصل تنفيذ سيناريوهات إنقاذ بُنى الدولة من التداعي والانهيار الاقتصادي "بإنشاء شبكة الطرق والمناطق الانتاجية المتخصصة والعاصمة الإدارية الجديدة " المعبرة عن مصر الجديدة التي تستعد للتكيف مع التطور العولمي في الاقتصاد؛ مستفيدة من إمكاناتها الذاتية المتوافرة في الأموال وعديد الجند؛ والالتزام الفائق بالمقاييس العالمية؛ فضلاً عن نظافة اليد المرتبطة بطبيعة العقيدة العسكرية.
العاصمة الإدارية الجديدة علامة اشهار الوجود المصري المستقبلي في الاقتصاد العولمي.
أبنية جديدة للفقراء وسكّان المقابر والعشوائيات التي تشكلت في عهد مبارك....
وجميع الصور من شبكة الإنترنيت.
لقد عميت نخب "ذاكرة الذبابة المنزلية" عن رؤية دلالة الحركة التي يُحدثها الرئيس عبد الفتاح السيسي والمؤسسة الوطنية العسكرية المصرية في إعادة إنهاض مصر من جديد؛ لتتخلص من صورة مصر التي تصفها تلك النخب في أعمدة الصحف والقنوات المملوكة لعناصر الرأسمالية الطفيلية بأنها:" منكسرة راضية بكسرة خبز أو حفنة أرز يرسلها لها المحسنون الذين يطالبوننا بالحمد والثناء والطاعة العمياء"!!
لذلك تهيل تلك النخب تراب التجاهل وتشيع مفهوم التقليل من ضرورة تنفيذ هذه المشروعات العملاقة ومصادرة المستقبل؛ لدفع الدولة إلى تبديد قدراتها وتوجيه الأموال إلى توفير الحاجات الاستهلاكية للبطون؛ وكأن مصر تعيش مجاعة؛ ومن أجل ذلك ينبغي ألا تقوم حركة استنهاض استزراعي واستصناعي جديد؛ لكي تبقى الدولة في الحقيقة رهن إرادة القوى الرأسمالية المحلية الطفيلية القبيحة؛ التي تستغل تعويم الجنيه المصري في تعظيم أرباحها الحرام، برفع الأسعار وسحب السلع من الأسواق؛ لصناعة صورة مغلوطة تجاه الراهن الإيجابي الذي يعيد بناء مصر المستقلة؛ كي تسترد حضورها قوة إقليمية كبيرة؛ بعد تدهور موقعها وفعاليتها خلال المرحلة المباركية.
*****
المثير في الأمر أن تلك النخب التي لا تتوقف عن الكتابة البائسة، وإشاعة مناخات اليأس والقلق الاجتماعي تتوهم أنها يمكن أن تحرك الشعب المصري إلى الميادين من جديد، كما حدث فيما يسمونه كذباً "ثورة يناير"؛ والتي أحجم الجيش المصري عن التورط في تحويلها إلى الحدث المماثل في سوريا؛ فأدارت مؤسسته اللعبة بذكاء وطني استراتيجي هائل؛ وقدمت ابنها عبد الفتاح السيسي للقيادة نموذجا لمن يريد أن يتعلم ما يفعله الجيش المصري؛ ولم تفهم النخب ذات ذاكرة الذبابة معنى ذلك.
*****
وبمناسبة القول فإن هذه الصحف التي تغمز وتلمز في قيادة عبد الفتاح السيسي وتتضرر من مشاركة المؤسسة الوطنية العسكرية في إنقاذ مصر، تعود في ملكيتها إلى نماذج الرأسمالية الطفيلية التي امتصت دماء المصريين في المرحلة الساداتية المباركية، ومن أنماط بذخها المفرط ما جرى تناقله عن كلفة حفل زفاف ابنة وابن عنصرين من هذه الطبقة ليصل إلى الـ 40 مليوناً خارج مصر!!
فهل تقبل هذه الرأسمالية الطفيلية بنخبها الإعلاموية المسطحة التفكير أن يواصل عبد الفتاح السيسي والمؤسسة الوطنية العسكرية إنهاض مصر قوية من جديد?. "ذاكرة الذبابة المنزلية" لا تلهم تلك النخب إدراك ما سبق قوله؛ لذلك تراهم لا يتوقفون... ويطيرون ويدورون ويستهدفون بالمطاعن "رئاسة السيسي"!!
"رأفت السويركي"
--------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق