"تعقيدات" ما يحدث في الشارع العراقي... أسئلة تبحث عن إجابات!!
--------------------------------------------------
هذه التدوينة تفرضها الأحداث المشتعلة راهنا في المجتمع العراقي، وكانت تعقيبا على مداخلة للصديق أركان الزايدي Arkan Al Zidi الصحافي والتشكيلي والمسرحي العراقي التي استهدفت كتابتي السابقة بحوارية مع جدتي كعب الخير حول التظاهرات الحادثة في لبنان والجزائر، والتي أحالت إلى المرحلة الثانية من سيناريو الشرق الأوسط الجديد.
كانت مداخلته عامرة بالحزن الجمعوي حتى عربيا لما يحدث في العراق؛ وخشية من أن تكون تسترسم صورة مختلفة لمقصود تدوينتي فضلت نشر التعقيب على مداخلته؛ وإعادة إشهارها هنا لتعميم الحوار حول المشكلة العراقية الراهنة.
*** نص مداخلة الصديق:
---------------------
معقولة إنكم لا ترون ما يحصل في العراق .. هل فقدتم النظر يا عرب .. العراق يذبح يا خلق ولا من مغيث... أين عروبتكم... وين النخوة والشهامة يا بشر!! ما من عربي على الأرض إلا وفي عنقه دين للعراق... هل نسيتم أم تناسيتم؟
Arkan Al Zidi
*** التعقيب على مداخلته:
---------------------
أخي وصديقي أركان الزايدي
Arkan Al Zidi أعرف حجم القهر الذي يصرخ من مداخلتكم تلك، وأدرك مدى المعاناة التي يعيشها أهل العراق هذا الشطر الكريم من الأمة، والذي يدفع أهله الكثير من ثمن الدماء.
تدوينتي التي جاءت مداخلتكم العاطفوية عليها في حقيقتها هي تحذر أهل كل قطر عربي من هذه الكارثة التي يعيشها أهل العراق الحبيب، والذي تعمقت في أرضه كل تفاصيل سيناريو الشرق الأوسط الكبير - مرحلة بوش- وفق مواصفات مستهدف الربيع العبروي الذي طبقت أولى خطوات تنفيذه في العراق:
** أولا: عبر الغزو الأميركي المباشر.
** ثانيا: بتسريح الجيش الوطني العراقي.
** ثالثا: بتمكين الوكلاء من العملاء العراقيين القادمين من خريطة الوطن ومنهم إخوان الماسون على أسطح الدبابات الأميركية.
** رابعا: بتحفيز عملاء الداخل العراقي بنزوعهم الطائفوي - مرحلة أوباما- لتطبيق سيناريو الشرق الأوسط الجديد.
** خامسا: توظيف الخريطة الديموجغرافية العقدوية والمذهبوية والعرقوية المسكوت عنها في المنطقة للتماهي مع الدولة المذهبوية الحافة بالعراق، أي إيران للتسلل والتمكن من التسرطن حضورا في الوطن، واللعب بها إمبريالويا، وحشا مستصنعا أداة لترسيخ السيناريو الجديد.
** سادسا: ترسيخ التوجه الانفصالوي في المنطقة، بتسيس الوجود الطائفوي في إطار متوهم شكلاني مفقود، اسمه الدولة الفسيفسائية المترهلة من دون جيش قوي وشرطة واحدة؛ لجعلها حالة أنموذجا يجري تطبيقه مستقبلويا.
*****
حين يرفع العراقيون المتظاهرون والمحتجون، المكتوون بالفساد وسرقة مقدراتهم في الوطن المتضعضع، وهم يدفعون الثمن يوميا في صورة باقات من الشهداء برصاص عملاء الداخل؛ حين يرفعون لافتة (نريد وطنا)، فإنهم يلخصون القضية التي تبحث عمن يحقق هذا المأمول المفقود؛ وهي حين تضيع الدولة الوطنية يضيع الوطن؛ وحين يتفكك الجيش الوطنوي لا يكون هناك وطن؛ صرف النظر عما يقال عن الديكتاتورية السابقة في الحكم؛ فالجيش كما يقال هو عمود الخيمة، وكان قرار المحتل الأميركي بريمر الأول هو حل الجيش العراقي، فضاع الوطن.
تدوينة جدتي كانت ولا تزال تحذر بعيدا عن المساس بغاية ونبل الاحتشاد الجماهيروي العراقي من مخاطر التظاهر، الذي يتم توظيفه في تهديم الاستقرار، فالتصارع المسلح، فسحب الدولة للانتحار الذاتوي!
إن دعوتكم باستنهاض العرب يا صديقي ما عادت تخضع للهتافات والشعارات؛ لأن الآليات القديمة في زمان العولمة تغيرت؛ وخذ عندك تظاهرات (أصحاب السترات الصفراء) وتواصلها لفترة طويلة ولا تزال، بما يشوبها من عنف ممارس في الشوارع بفرنسا المجتمع الموصوف بالديموقراطية التقليدية.
استنهاض القوى الشعبوية لا يكون إلا بتوعية تلك القوى بحقائق الواقع والمستهدف له، لأن بكل دولة أدواتها القادرة (الجيوش) على تنفيذ مأمولات الشعوب؛ ولعل مثالا لذلك حل القضية المركزية الخاصة بفلسطين المحتلة لم تعد تصلح لها الشعارات النمطوية بالزحف (الفيسبوكي والتويتري)؛ لأن من يريد أن يزحف من النخبة النكبة فليقم بذلك عملياتيا ولا أحد يمنعه، لكن هناك القوى الفاعلة الممثلة في الجيوش هي التي تتولى وفق استراتيجات إدارة الصراعات تحرير الوطن السليب، ولو كانت الشعبوية تفلح في التأثير راهنا، فهذه حدود الوطن المغتصب ممتدة ومن يستطع فليتقدم!
يا صديقي... لا منة ولا مفاضلة؛ فالعربي الحقيقي يدرك أدوار وأفضال كل جزء من الوطن الكبير الممتد من الماء إلى الماء، وكلنا (في الهم، وفي الفضل شرق). والعراق الحبيب هو في قلوبنا وأهله في عيوننا. ونتمنى أن يتأسس وعي صحيح بمسألته المعقدة راهنا، عبر تأسيس التفكير العلموي الصحيح بها، لأن ما حدث ويحدث هو جزء من السيناريو، الذي لا تريد النخبة إدراك أبعاده، فتستمرئ المتاجرة بالشعارات لعلها تحل الأزمة؛ التي هي في حقيقتها تعبر عن أزمتها الوطنوية.
فهل تتطوع النخبة العراقية المثقفة والبارعة بتفكيك تفاصيل ألغاز ما يحدث في الشارع العراقوي راهنا؟ لتعميم الوعي الصواب في الشارع العربي، ومعرفة وتقنين - بعيدا عن السطح الظواهري - من هي القوى الفاعلة، وما مدى فعالياتها وتشاركاتها، ومدى إسهام كل منها في تحريك الأمواج في الشارع؟
وما مدى وجود وحركة قوى الدولة العراقية العميقة القديمة؛ وهل تحاول إعادة إحياء وبعث الدولة الوطنوية السابقة، ومن الذي يرفع شعار نريد وطنا من الشباب المحتشد في الشوارع؟ مطلوب توضيح من هي تلك القوى التي تتحرك في الشارع؛ وحفظ الله العراق!
"رأفت السويركي"
--------------------------------------------------
هذه التدوينة تفرضها الأحداث المشتعلة راهنا في المجتمع العراقي، وكانت تعقيبا على مداخلة للصديق أركان الزايدي Arkan Al Zidi الصحافي والتشكيلي والمسرحي العراقي التي استهدفت كتابتي السابقة بحوارية مع جدتي كعب الخير حول التظاهرات الحادثة في لبنان والجزائر، والتي أحالت إلى المرحلة الثانية من سيناريو الشرق الأوسط الجديد.
كانت مداخلته عامرة بالحزن الجمعوي حتى عربيا لما يحدث في العراق؛ وخشية من أن تكون تسترسم صورة مختلفة لمقصود تدوينتي فضلت نشر التعقيب على مداخلته؛ وإعادة إشهارها هنا لتعميم الحوار حول المشكلة العراقية الراهنة.
*** نص مداخلة الصديق:
---------------------
معقولة إنكم لا ترون ما يحصل في العراق .. هل فقدتم النظر يا عرب .. العراق يذبح يا خلق ولا من مغيث... أين عروبتكم... وين النخوة والشهامة يا بشر!! ما من عربي على الأرض إلا وفي عنقه دين للعراق... هل نسيتم أم تناسيتم؟
Arkan Al Zidi
*** التعقيب على مداخلته:
---------------------
أخي وصديقي أركان الزايدي
Arkan Al Zidi أعرف حجم القهر الذي يصرخ من مداخلتكم تلك، وأدرك مدى المعاناة التي يعيشها أهل العراق هذا الشطر الكريم من الأمة، والذي يدفع أهله الكثير من ثمن الدماء.
تدوينتي التي جاءت مداخلتكم العاطفوية عليها في حقيقتها هي تحذر أهل كل قطر عربي من هذه الكارثة التي يعيشها أهل العراق الحبيب، والذي تعمقت في أرضه كل تفاصيل سيناريو الشرق الأوسط الكبير - مرحلة بوش- وفق مواصفات مستهدف الربيع العبروي الذي طبقت أولى خطوات تنفيذه في العراق:
** أولا: عبر الغزو الأميركي المباشر.
** ثانيا: بتسريح الجيش الوطني العراقي.
** ثالثا: بتمكين الوكلاء من العملاء العراقيين القادمين من خريطة الوطن ومنهم إخوان الماسون على أسطح الدبابات الأميركية.
** رابعا: بتحفيز عملاء الداخل العراقي بنزوعهم الطائفوي - مرحلة أوباما- لتطبيق سيناريو الشرق الأوسط الجديد.
** خامسا: توظيف الخريطة الديموجغرافية العقدوية والمذهبوية والعرقوية المسكوت عنها في المنطقة للتماهي مع الدولة المذهبوية الحافة بالعراق، أي إيران للتسلل والتمكن من التسرطن حضورا في الوطن، واللعب بها إمبريالويا، وحشا مستصنعا أداة لترسيخ السيناريو الجديد.
** سادسا: ترسيخ التوجه الانفصالوي في المنطقة، بتسيس الوجود الطائفوي في إطار متوهم شكلاني مفقود، اسمه الدولة الفسيفسائية المترهلة من دون جيش قوي وشرطة واحدة؛ لجعلها حالة أنموذجا يجري تطبيقه مستقبلويا.
*****
حين يرفع العراقيون المتظاهرون والمحتجون، المكتوون بالفساد وسرقة مقدراتهم في الوطن المتضعضع، وهم يدفعون الثمن يوميا في صورة باقات من الشهداء برصاص عملاء الداخل؛ حين يرفعون لافتة (نريد وطنا)، فإنهم يلخصون القضية التي تبحث عمن يحقق هذا المأمول المفقود؛ وهي حين تضيع الدولة الوطنية يضيع الوطن؛ وحين يتفكك الجيش الوطنوي لا يكون هناك وطن؛ صرف النظر عما يقال عن الديكتاتورية السابقة في الحكم؛ فالجيش كما يقال هو عمود الخيمة، وكان قرار المحتل الأميركي بريمر الأول هو حل الجيش العراقي، فضاع الوطن.
تدوينة جدتي كانت ولا تزال تحذر بعيدا عن المساس بغاية ونبل الاحتشاد الجماهيروي العراقي من مخاطر التظاهر، الذي يتم توظيفه في تهديم الاستقرار، فالتصارع المسلح، فسحب الدولة للانتحار الذاتوي!
إن دعوتكم باستنهاض العرب يا صديقي ما عادت تخضع للهتافات والشعارات؛ لأن الآليات القديمة في زمان العولمة تغيرت؛ وخذ عندك تظاهرات (أصحاب السترات الصفراء) وتواصلها لفترة طويلة ولا تزال، بما يشوبها من عنف ممارس في الشوارع بفرنسا المجتمع الموصوف بالديموقراطية التقليدية.
استنهاض القوى الشعبوية لا يكون إلا بتوعية تلك القوى بحقائق الواقع والمستهدف له، لأن بكل دولة أدواتها القادرة (الجيوش) على تنفيذ مأمولات الشعوب؛ ولعل مثالا لذلك حل القضية المركزية الخاصة بفلسطين المحتلة لم تعد تصلح لها الشعارات النمطوية بالزحف (الفيسبوكي والتويتري)؛ لأن من يريد أن يزحف من النخبة النكبة فليقم بذلك عملياتيا ولا أحد يمنعه، لكن هناك القوى الفاعلة الممثلة في الجيوش هي التي تتولى وفق استراتيجات إدارة الصراعات تحرير الوطن السليب، ولو كانت الشعبوية تفلح في التأثير راهنا، فهذه حدود الوطن المغتصب ممتدة ومن يستطع فليتقدم!
يا صديقي... لا منة ولا مفاضلة؛ فالعربي الحقيقي يدرك أدوار وأفضال كل جزء من الوطن الكبير الممتد من الماء إلى الماء، وكلنا (في الهم، وفي الفضل شرق). والعراق الحبيب هو في قلوبنا وأهله في عيوننا. ونتمنى أن يتأسس وعي صحيح بمسألته المعقدة راهنا، عبر تأسيس التفكير العلموي الصحيح بها، لأن ما حدث ويحدث هو جزء من السيناريو، الذي لا تريد النخبة إدراك أبعاده، فتستمرئ المتاجرة بالشعارات لعلها تحل الأزمة؛ التي هي في حقيقتها تعبر عن أزمتها الوطنوية.
فهل تتطوع النخبة العراقية المثقفة والبارعة بتفكيك تفاصيل ألغاز ما يحدث في الشارع العراقوي راهنا؟ لتعميم الوعي الصواب في الشارع العربي، ومعرفة وتقنين - بعيدا عن السطح الظواهري - من هي القوى الفاعلة، وما مدى فعالياتها وتشاركاتها، ومدى إسهام كل منها في تحريك الأمواج في الشارع؟
وما مدى وجود وحركة قوى الدولة العراقية العميقة القديمة؛ وهل تحاول إعادة إحياء وبعث الدولة الوطنوية السابقة، ومن الذي يرفع شعار نريد وطنا من الشباب المحتشد في الشوارع؟ مطلوب توضيح من هي تلك القوى التي تتحرك في الشارع؛ وحفظ الله العراق!
"رأفت السويركي"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق