السبت، 4 فبراير 2017

بعد الفتوى الداعشية الألمعية يامن تأكل "الآيس كريم"... فتش عن أمك البقرة!!

بعد الفتوى الداعشية الألمعية

يامن تأكل "الآيس كريم"... فتش عن أمك البقرة!!
------------------------------------

هل نحن نعيش لعنة عوالم التواصل الاجتماعي في ذروتها؟ سوءال صار يهيمن على تفكيري بقسوة، وهذه الوسائط تلقي علينا بغثها ليل نهار وعلى مدار الثواني، وتحاصر عقولنا صغارا وكبارا، حيث امتطى الفكر ما قبل الجاهلي ظهور هذه الأدوات الاتصالية التي تمثل أرقي ما أنتجه العقل البشري، وجعلها حمارة عرجاء يوزع من فوق ظهرها جهله وتخلفه العقلي، ليصيب بها من يصيب.


 وكنت كتبت من قبل حول ما أسميتها "فتوى جاهلية" تُحرِّم تعاطي الآيس كريم، والغريب انني وجدت انتشارا عجيبا لهذه الفتوى على " فيس بوك" ، يتناقلها الكثيرون بغرابتها، ما يقتضي اعادة التذكير بتلك الكتابة، التي جاء فيها:
------------

 
 

من المؤكد أن كلاً منا ينبغي أن يكد، ويجتهد، ويلهث، ولا يعرف الكلل، سعياً لمعرفة من هي أمه بالرضاعة، أو من هي تلك البقرة التي تعاطيت لبنها، كلما التهمت بشغف واستمتاع قوالب الآيس كريم، فهذه المادة المثلجة اللذيذة، التي يقع الملايين في عموم الكرة الأرضية في غرامها، ويدفعون الكثير والكثير، من أجل الحصول عليها، تخفي أكوابها التي امتلأت بها بطوننا، مشكلة فقهية عويصة كانت قديمة لكن أعيد إحياؤها في القرن الحادي والعشرين لتصبح فتوى معاصرة لنا عبر ماكينات الإفتاء "الداعشية".

فهذا الآيس كريم اللذيذ بالشيكولاتة، وذا بالفراولة، وذلك بالليمون، وذاك بالفانيلا، و ...، و ...، إلخ، كلها كؤوس مثلجات ممتعة، لكنها تجعلنا الآن ينبغي أن نشك في أنسابنا، ونسأل عن صلاحية زواجنا، وروابط القرابة مع أخوة لنا لا نعرفهم، لا تعجبوا، ولا تستنكروا، بل انزعجوا، وعلى كل منكم، أن يتذكر ويسأل: كم مرة تعاطى مادة الآيس كريم، يا أحبة، ليحسب عدد الأبقار التي التهم حليبها مثلجاً في صورة الآيس كريم!

محظورات تعاطي الأيس كريم
----------------------


المدهش والمذهل، والمخزي والمثير للغثيان في الوقت ذاته، هو ما يروج على مواقع التواصل الاجتماعي الآن من "بوستات"، تحذرنا من تعاطي الآيس كريم، حتى لا تختل شبكات أنسابنا، وتختلط جيناتنا، وتضيع شجرة عائلة كل منا، ويهبط التحريم علينا من اليمين واليسار، والشمال والجنوب، ومن أسفل وأعلى، حيث ظهرت فتوى "داعشية" مبهرة، ومخيفة في الوقت ذاته تقول: "إذا أكل شاب وفتاة من نفس الآيس كريم، وكانت تحتوي على حليب...، فإنها أخته بالرضاعة...!!# تكبير"!

وهذه الفتوى العظيمة والمبهرة، تكشف عن ألمعية متميزة بالانحطاط القياسي لدى العقل الفقهي "الداعشي"، المتكئ إلى أمهات الكتب القديمة، والعامرة بالعجيب والغريب من المقولات، والإخباريات، والأساطير ابنة زمانها والمشهود لها بفقرها المعرفي، عن إرضاع الكبير، التي كانت مناسبة لزمانها وظروفها التاريخية الموضوعية.

قضية إرضاع الكبير
---------------


وللتذكير فإن المشكلة الفقهية المشهورة بحكم إرضاع الكبير، للعلم فقط، ارتبطت بحالة "سهلة بنت سهيل وزوجها أبو حذيفة اللذين تبنيا سالم طفلا وقاما بتربيته حتى كبر، ومع نزول القرآن بتحريم التبني، وتغير قلب والد التبني حذيفة تجاه سالم ابنه بالتبني الذي صار كبيراً وقت التصريح بالإرضاع، ومراعاة لعدم حرمانه من أمه التي تبنته وقامت على شؤونه ومراعاة لشعور أم التبني تجاه الطفل الذي ربته كأنه الابن الشرعي، أذن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم لها وابنها بالتبني برخصة الإرضاع، وليس المقصود به للكبير التقام الثدي ذاته، ليكون لبنها قد دخل بطنه، وقد كانت رخصة خاصة وقتية، ومرتبطة بفترة تطبيقها الخاص على حالتها ولا يتعدى هذا الحكم لغير حالته من الآخرين، بسبب ظروف تحريم التبني المفاجئ وقت حدوث الحالة.

والراجح حسب أقوال الفقهاء المعتد بها والمنطقية أن سهلة عصرت ثديها في قارورة وشربها ابن التبني سالم، ولم يلتقم ثديها، انطلاقا من الأمر القرآني بغض البصر وتحريم النظر إلى جسد المرأة حتى الأم.

وجاء العقل الفقهي الداعشي، ليلفت انتباهنا لقضية الأيس كريم اللذيذ، لذلك فأخذا بالمحظور، وتجنباً للشبهة، على كل منكم أن يتذكر كم مرة تعاطى الآيس كريم، وهل كانت هناك نساء وفتيات واقفات أو جالسات، يشترين أو يلتهمن الآيس كريم أثناء التهام المثلجات اللذيذة في محل بيعها، لأن هاته النسوة والفتيات، هن أخوات بالرضاعة، ومن الواجب أن يبحث الإنسان عنهن، ليرعاهن ويحسن إليهن، إلزاماً بحكم الدعوة "الداعشية" الألمعية.

الزواج الباطل بالآيس كريم
--------------------


وأيضاً، هناك إشكالية أخرى، لا تستهينوا بها، لأنها إشكالية أكبر، خاصة للمتزوجين والمتزوجات، فعلى كل زوج وزوجة، تذكر هل تعاطى كل منهم أو منهن الآيس كريم نفسه في بيت الزوجية، أو في رحلة، أو يوم عطلة أمضياه في مركز تسوق؟ لأن تعاطي الآيس كريم مع زوجتك وفق الفتوى "الداعشية" الألمعية، يجعلك لا تحل لها، ولا تحل لك من بعد تعاطيكما الآيس كريم في الوقت نفسه، وعلى كل منكما فوراً، الانفصال الطبيعي بعدم المعاشرة، والقانوني بالطلاق، لأنه بعد تعاطيكما الآيس كريم معاً يبطل زواجكما، بحكم أنكما صرتما أخوين بالرضاعة، نتيجة تعاطيكما حليب البقرة، أو الجاموسة، التي تعتبر وفق مفهوم إرضاع الكبير الأم المشتركة، التي ارتشفتما حليبها مثلجاً، حتى وإن لم تعرفا مكانها، في أية مزرعة هي ترعى البرسيم والاعلاف الآن، ولربما قد تكون ذُبحت، وصار لحمها "هامبورجر" أو قطع "اسكالوب"!

لذلك فالوفاء الواجب والملزم لكما يفرض عليكما أيضاً أن تفتشا عن أمكما البقرة، التي تعاطيتم حليبها في الآيس كريم،... وقولوا كما يقول المفتي "الداعشي" في الـ"بوست" الذي حمل فتواه على فيس بوك: # تكبيييييييييييييييييييييير!!!


                                                                             "رأفت السويركي"
-----------------------------









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق