"المرأةُ الفَخِيْمَة"... "مزاج" التشكيلي مصطفى رحمة!!
--------------------------------
--------------------------------
من أعمال مصطفى رحمة في معرضه "مزاج"
أُطَالِع صورة صديقي الفنان التشكيلي مصطفى رحمة الشخصية؛ فتقفز إلى ذهني
على الفور ثلاث إشارات هي في حد ذاتها دالة على عوالم مصطفى رحمة الفنية:
** الإشارة الأولى بالمصرية الدارجة: "الكتلة المربربة".
** الإشارة الثانية: "الألوان التي تزغرد".
** الإشارة الثالثة: " المرأة أرستقراطية وفخيمة – التعبير عامي دارج- أصله الفخمة".
ثلاث إشارات مُهمة لمن يُريد أن يقرأ أعمال مصطفى رحمة الفنية الفخمة؛ التي تُذكِّرك بالرقي المفقود في حياتنا؛ مقابل الشعبوية المعممة في اللغة والشكل والتفكير؛ حيث طالته تأثيرات التشوه العولمي الذي فرض تغييراً وتشويهاً هيكلياً في بنية الثقافة والتعبير والآداء المصري!
*****
أعمال مصطفى رحمة تَجرُّني إلى أجواء الماضي القريب في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين؛ حيث ان المرأة كانت تمثل إشارة مركزية وثقلاً اجتماعياً له "حضوره الصالوناتي"؛ مع تذكر النساء العالمات المبدعات في الثقافة؛ وكن سيدات صالون لهن حضورهن لدى المجتمع والمفكرين والأدباء والمعامل.
"إن البطولة في لوحات مصطفى رحمة في الأغلب تكون للجسد الأنثوي، لذلك فإن أغلب تشكيلاته، مجالها وجه وجسد المرأة التي تحتل مساحة واسعة من اهتمامه، خاصة تلك المرأة التي تنتمي كثيراً إلى عوالم "الهوانم"، بتفاصيل ورموز ارستقراطيتها، حيث يدمج القطة في إحدى لوحاته على سبيل المثال ضمن سياج الكتلة الانثوية".
إن ثيمة "المرأة الفخيمة" هي ثيمة الفنان مصطفى رحمة التي يواصل باحترام ورقي العزف الفني على خريطتها الجسدية؛ وبلغ مداه في معرضه الأخير بعنوان "مزاج" الذي لم يُسعِدْني الحظ لحضوره لوجودي خارج مصر؛ غير أنني استمتعت بمطالعة بعض لوحاته؛ ورصدت بعض ملاحظات سأتعرض لها بالكتابة حين يكون التوقيت مناسباً؛ لأن "مزاج" مصطفى رحمة هو هذه الثيمة... "المرأة الفخيمة" حسب خطوطه وألوانه كما أرى إليها!!
*****
"فيس بوك" ذكرني بتلك الكتابة السابقة حول "نواعم" مصطفى رحمة؛ بعنوان "هوانم مصطفى رحمة... قراءة تفكيكية!"... وكانت كتابة جامعة لإطلالة العديد من الأعزاء في مقدمتهم الأستاذة الدكتورة إعتدال عثمان؛ فأعدت تصدير تلك الكتابة تقديراً للعزيز مصطفى رحمة وكل الاصدقاء.
" رأفت السويركي"
-----------------
حالة من الدهشة الغريبة تسيطر على تفكيري، كلما شاهدت عملاً فنياً للتشكيلي المبدع مصطفى رحمة Mostafa
Rahma؛ فهذا الفنان بما يقدمه من أعمال تشكيلية محددة في سياق واحد كبير
المساحة تصل إلى حد الإطلاق، ما يدل على أنه عثر على ثيمته الفنية، وتمكن
منها، فصارت هذه الثيمة بصمته اللازمة، التي تجعل المتلقي حينما يطالع
أعماله، يعرف أن هذا العمل هو بريشة وألوان وأفكار مصطفى رحمة، حتى ولو لم
يضع توقيعه في اللوحة.
** الإشارة الثانية: "الألوان التي تزغرد".
** الإشارة الثالثة: " المرأة أرستقراطية وفخيمة – التعبير عامي دارج- أصله الفخمة".
ثلاث إشارات مُهمة لمن يُريد أن يقرأ أعمال مصطفى رحمة الفنية الفخمة؛ التي تُذكِّرك بالرقي المفقود في حياتنا؛ مقابل الشعبوية المعممة في اللغة والشكل والتفكير؛ حيث طالته تأثيرات التشوه العولمي الذي فرض تغييراً وتشويهاً هيكلياً في بنية الثقافة والتعبير والآداء المصري!
*****
الفنان التشكيلي مصطفى رحمة
أعمال مصطفى رحمة تَجرُّني إلى أجواء الماضي القريب في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين؛ حيث ان المرأة كانت تمثل إشارة مركزية وثقلاً اجتماعياً له "حضوره الصالوناتي"؛ مع تذكر النساء العالمات المبدعات في الثقافة؛ وكن سيدات صالون لهن حضورهن لدى المجتمع والمفكرين والأدباء والمعامل.
"إن البطولة في لوحات مصطفى رحمة في الأغلب تكون للجسد الأنثوي، لذلك فإن أغلب تشكيلاته، مجالها وجه وجسد المرأة التي تحتل مساحة واسعة من اهتمامه، خاصة تلك المرأة التي تنتمي كثيراً إلى عوالم "الهوانم"، بتفاصيل ورموز ارستقراطيتها، حيث يدمج القطة في إحدى لوحاته على سبيل المثال ضمن سياج الكتلة الانثوية".
إن ثيمة "المرأة الفخيمة" هي ثيمة الفنان مصطفى رحمة التي يواصل باحترام ورقي العزف الفني على خريطتها الجسدية؛ وبلغ مداه في معرضه الأخير بعنوان "مزاج" الذي لم يُسعِدْني الحظ لحضوره لوجودي خارج مصر؛ غير أنني استمتعت بمطالعة بعض لوحاته؛ ورصدت بعض ملاحظات سأتعرض لها بالكتابة حين يكون التوقيت مناسباً؛ لأن "مزاج" مصطفى رحمة هو هذه الثيمة... "المرأة الفخيمة" حسب خطوطه وألوانه كما أرى إليها!!
*****
"فيس بوك" ذكرني بتلك الكتابة السابقة حول "نواعم" مصطفى رحمة؛ بعنوان "هوانم مصطفى رحمة... قراءة تفكيكية!"... وكانت كتابة جامعة لإطلالة العديد من الأعزاء في مقدمتهم الأستاذة الدكتورة إعتدال عثمان؛ فأعدت تصدير تلك الكتابة تقديراً للعزيز مصطفى رحمة وكل الاصدقاء.
" رأفت السويركي"
-----------------
"هوانم" مصطفى رحمة... قراءة تفكيكية!
---------------------------------------
تدوينة مصطفى رحمة حول كتابتي عن أعماله
مصطفى
رحمة تشكيلي متميز بوضوح، ولعل ما يضعه على صفحته في "فيس بوك" يحقق لنا
عملية الاقتراب من أعماله، في ضوء صعوبة حضور معارضه الفردية والمشتركة لمن
هم يقيمون خارج مصر.
*****
ونتيجة اهتمامي بمتابعة أعمال مصطفى رحمة، عزمت تقديم دراسة تفكيكية لأعماله وأسلوبه التشكيلي، ومناحي الثراء الفني في هذه التجربة المصرية التشكيلية المميزة، وكان الفنان المبدع أدهشني بلوحة على صفحته بعنوان" روقان وتأمل – 2013"، فأبديت إعجابي بالعمل فوراً، ثم بدأت أضع الأفكار التي ألقتها اللوحة في ذهني بشكل سريع، بدءاً من العنوان الذي أعطاني مفتاح الدخول إلى اللوحة "روقان وتأمل"، مختزلاً الطريق أمام توظيف مهارة التأويل التي يلقيها العمل الفني حين مشاهدته من المتلقي، ليكون العنوان بذلك هو دليل ومفتاح القراءة، من منظور، أن الكاتب أو المبدع يستهدف تحقيق استراتيجية معينة من وضع العنوان، عبر ما يُسمى في تقنيات تحليل الخطاب "استراتيجية التسمية".
لذلك كتبت في عجالة سريعة تعليقاً على اللوحة:
---------------------------------------------
"في اللغة يقال: راقَتْ على البِيضِ الحِسانِ بحُسْنِها وَبهائها..."، ومعنى ذلك أن الفنان Mostafa Rahma يسعى باللون والخطوط إلى اعتبار الشكل الذي أبدعه مصدراً للحُسن الجميل؛ عبر تمديد الشكل، ليشمل مساحة الفراغ كله، مُزيحاً الصفة النقيض من إطار الصورة، ويكسب المساحات المُبْرَزَة من الجسد قوة حضورها الفني مع غياب التفاصيل الصغيرة، ما يجعل المُوديل نموذجاً بعيداً عن ذاتية الشخصية، التي أعطت الإيحاء بفكرة التجسيد اللوني المُحدد بالأبيض والبرتقالي والأسود، وفضلا عن ذلك فإن محدودية العناصر اللونية، والتفصيلات الصغيرة، يُوفر مساحةً لإبراز حالة تأمل المرأة المُشكَّلة لونياً، لذلك كان الشكلُ مُجسِّدَاً للعنوان الذي أرفقه باللوحة " روقان وتأمل "... وهذه قراءة تأمل سريعة للشكل." ويحتفي الصديق الفنان مصطفى رحمة بكتابتي، فيُصدِّرها مع اللوحة مرة أخرى بتقديم أعتز به.
*****
من فيض الأستاذة الدكتورة إعتدال عثمان:
---------------------------------------
وكانت المفاجأة التي هزتني شعورياً، وكذلك الفنان مصطفى رحمة، هي ما تكرمت به الأستاذة الدكتورة إعتدال عثمان Etidal Osmanوالتي تفيض دوماً بعلمها الثري الطليعي والتنويري في عالم النقد والإعلام، فكتبت: " فعلا .. صباح الروقان والتأمل في حضور الإبداع الفني المتفرد الجميل لمصطفى رحمة، والتحليل الذي لا يقل إبداعاً وتجاوباً بليغاً وحساساً لرأفت السويركي.
وصلني من اللوحة والتحليل .. اختزال عناصر التشكيل في الشكل المرسوم.. مقابل كثافة الحالة الشعورية التي توحي بها اللوحة.. ذلك في تصوري مفتاح الموهبة، ومفتاح القراءة."
*****
ولأستاذتنا الغالية كل الإجلال والتقدير، بما تعلمنا إياه، من قيم العلماء الكبار في أخلاقهم وعمق علمهم.
----------------
وفي عُجالة سريعة أيضاً أكتب مرة أخرى ضمن إدراك التعبير المرئي لتفاصيل
العالم التشكيلي للمبدع مصطفى رحمة، أنه ينتمي إلى الذهنية الإبداعية
النحتية، بتركيزه التشكيلي على الكتلة الكبيرة، بل الضخمة جداً، والتي قد
تبتلع مساحة اللوحة بالكامل، كما أن الأشكال المنبسطة من دون تعقيدات
التفصيلات الصغيرة، تقدم جغرافيا الجسد الواسعة، وبدلاً من استخدام الخطوط
الرقيقة والحادة يلجأ إلى توظيف مساحات من الظل الأسود اللون، الذي يكسب في
الوقت نفسه مساحات اللون الأبيض أو الألوان الأخرى في اللوحة أعماقاً
متسعة، وهي قصدية متعمدة، لأنه محكوم بهاجس الكتلة، وتحديداً الكتلة
الكبيرة.
*****
لذلك فإن مجمل أعمال مصطفى رحمة، تعطيك انطباعا فنياً، بأنه يقدم خطاطات لأعمال نحتية من البازلت أو الجرانيت، تتلاشى منها التفاصيل الصغيرة، والملمح المهم في أعماله النهائية أنه مع ضخامة الاشكال، لا يثقلها بتفاصيل الخطوط الصغيرة السماكة، بل يستعيض عنها بمساحات الظل العميقة، إبرازا لعمق واتساع الكتلة المستهدف إبرازها.
إن البطولة في لوحات مصطفى رحمة في الأغلب تكون للجسد الانثوي، لذلك فإن أغلب تشكيلاته، مجالها وجه وجسد المرأة التي تحتل مساحة واسعة من اهتمامه، خاصة تلك المرأة التي تنتمي كثيراً إلى عوالم "الهوانم"، بتفاصيل ورموز ارستقراطيتها، حيث يدمج القطة في إحدى لوحاته على سبيل المثال ضمن سياج الكتلة الانثوية.
إن مقاييس المرأة في أعماله تعود إلى امرأة الأربعينات من القرن الماضي، التي كانت سمنتها أو بدانتها، أساساً مهماً من معايير جمالها، أي بالعامية المصرية الدارجة "امرأة مربربة"، وتلمح علامات ذلك في البطن المتجعد، والأفخاذ الضخمة، والسيقان الملساء الطويلة، والصدر الكبير، وكل ذلك دلالة على العطاء الانثوي الذاتي.
*****
ومع إعطاء الأولوية للمرأة في اعمال مصطفى رحمة، فإنها في بعض لوحاته تجاور وجه وجسد الرجلً. إنه بمنهجية المتشابه المختلف في الوقت نفسه، لا يخرج في موضوعاته عن الإنسان، في فردانيته النوعية. ومع ذلك تراه يلعب على ثنائية النوع، المؤنث والمذكر، وكلاهما في أغلب الأعمال يُجاور الآخر، ما يعني أن تلازمهما في الحياة الواقعية، يقتضي أيضاً تلازمهما في الواقع الافتراضي على اللوحة.
إن الفرد المأزوم في لوحاته، له صفاته الخاصة، حيث تهيمن على مجمل أعمال مصطفى رحمة في المعالجة أجواء التقشف الصوفي، بمحدودية الألوان التي يوظفها في لوحاته وأغلبها داكنة، ليعمق تأثيرها لدى المتلقي، الذي ينبغي أن يرحل في رحلة التأمل لمحاولة الإمساك بقصدية الفنان من العمل.
*****
معنى ذلك أن مجموع أعمال مصطفى رحمة ضمن قراءتي السريعة تلك، تدور في فلك وحدة فنية، متماسكة في تعددها، وهو يجيد خلالها توظيف الكتلة والشكل، عبر الفراغات، والأضواء، والخطوط، والألوان المناسبة للتعبير عن هاجسه الاجتماعي، حيث يبرع بتوظيف حجم الكتلة في أسر عين المتلقي، فيستغرق في المساحة، تجوالأً خلف الخطوط، التي قد تمتد، وقد تنحني في عناية مساحة الظلال العميقة والكثيفة؛ وكل هذه العناصر تحقق الإحساس بتماثل التوازن المندمج في أركان اللوحة.
"رأفت السويركي"
---------
اما ما ذكرته يا صديقي عن توقعاتك بإسهامي في الانتاج التشكيلي، فلا أخفيك سرا انني مارست الرسم خلال مرحلتي التعليمية الى ان تمكن مني الشعر فغادرت التشكيل، غير انني وظفته في مجال انتاج القصيدة البصرية التي نشرت بعض نماذجها، وقد أعيد لاحقا نشر بعض لوحاتي الورقية بالالوان الماءية ذات يوم بعد العودة الى ارشيف البدايات. قريبا نلتقي في القاهرة واسعد بروءية اعمالك التشكيلية المهمة.
نقطة أخرى حول التقشف الصوفي في استخدام اللون والخط، وأعتقد أن المفارقة اللافتة هنا تظهر في التضاد بين هذا التقشف الصوفي التشكيلي، والحسية الباذخة في الشكل المرسوم.
نقطة أخيرة، فقد نجح مصطفى رحمة في وضع شفرة خاصة لأسلوبه الفني يتلقاها المشاهد المتأمل الذي يتجاوب مع الاستعارة البصرية في اللوحة، ويفك شفرتها، فتصله متعة الفن الجميل.
بالطبع هذا الرد كاريكاتوري، ويا صديقي من زمان المبدع الاستاذ في فن الكاريكاتور Ibrahim Henetar انت تعرف اهتمامي بمشروعك الشامل والجميل، وانا أتولى منذ زمن الرصد والتسجيل، لعل وعسى أحقق المفاجاة وانشر بعض ما رصدته، في ضوء ان لدي بعض الكتابات التشكيلية، وحين اطمئن لها أجمعها في كتاب، مع صور بعض لوحات خاصة رسمتها حين كنت طالبا في المرحلة الثانوية، وعثرت على عدد منها بالمصادفة. عموما مشروعك الكاريكاتوري رسما وتوثيقا يعنيني، فقط احتاج حين زيارة القاهرة ان اتابع ما فاتني، ولَك تقديري ومحبتي.
*****
ونتيجة اهتمامي بمتابعة أعمال مصطفى رحمة، عزمت تقديم دراسة تفكيكية لأعماله وأسلوبه التشكيلي، ومناحي الثراء الفني في هذه التجربة المصرية التشكيلية المميزة، وكان الفنان المبدع أدهشني بلوحة على صفحته بعنوان" روقان وتأمل – 2013"، فأبديت إعجابي بالعمل فوراً، ثم بدأت أضع الأفكار التي ألقتها اللوحة في ذهني بشكل سريع، بدءاً من العنوان الذي أعطاني مفتاح الدخول إلى اللوحة "روقان وتأمل"، مختزلاً الطريق أمام توظيف مهارة التأويل التي يلقيها العمل الفني حين مشاهدته من المتلقي، ليكون العنوان بذلك هو دليل ومفتاح القراءة، من منظور، أن الكاتب أو المبدع يستهدف تحقيق استراتيجية معينة من وضع العنوان، عبر ما يُسمى في تقنيات تحليل الخطاب "استراتيجية التسمية".
لذلك كتبت في عجالة سريعة تعليقاً على اللوحة:
---------------------------------------------
"في اللغة يقال: راقَتْ على البِيضِ الحِسانِ بحُسْنِها وَبهائها..."، ومعنى ذلك أن الفنان Mostafa Rahma يسعى باللون والخطوط إلى اعتبار الشكل الذي أبدعه مصدراً للحُسن الجميل؛ عبر تمديد الشكل، ليشمل مساحة الفراغ كله، مُزيحاً الصفة النقيض من إطار الصورة، ويكسب المساحات المُبْرَزَة من الجسد قوة حضورها الفني مع غياب التفاصيل الصغيرة، ما يجعل المُوديل نموذجاً بعيداً عن ذاتية الشخصية، التي أعطت الإيحاء بفكرة التجسيد اللوني المُحدد بالأبيض والبرتقالي والأسود، وفضلا عن ذلك فإن محدودية العناصر اللونية، والتفصيلات الصغيرة، يُوفر مساحةً لإبراز حالة تأمل المرأة المُشكَّلة لونياً، لذلك كان الشكلُ مُجسِّدَاً للعنوان الذي أرفقه باللوحة " روقان وتأمل "... وهذه قراءة تأمل سريعة للشكل." ويحتفي الصديق الفنان مصطفى رحمة بكتابتي، فيُصدِّرها مع اللوحة مرة أخرى بتقديم أعتز به.
*****
تعقيب ا.د اعتدال عثمان
من فيض الأستاذة الدكتورة إعتدال عثمان:
---------------------------------------
وكانت المفاجأة التي هزتني شعورياً، وكذلك الفنان مصطفى رحمة، هي ما تكرمت به الأستاذة الدكتورة إعتدال عثمان Etidal Osmanوالتي تفيض دوماً بعلمها الثري الطليعي والتنويري في عالم النقد والإعلام، فكتبت: " فعلا .. صباح الروقان والتأمل في حضور الإبداع الفني المتفرد الجميل لمصطفى رحمة، والتحليل الذي لا يقل إبداعاً وتجاوباً بليغاً وحساساً لرأفت السويركي.
وصلني من اللوحة والتحليل .. اختزال عناصر التشكيل في الشكل المرسوم.. مقابل كثافة الحالة الشعورية التي توحي بها اللوحة.. ذلك في تصوري مفتاح الموهبة، ومفتاح القراءة."
*****
ولأستاذتنا الغالية كل الإجلال والتقدير، بما تعلمنا إياه، من قيم العلماء الكبار في أخلاقهم وعمق علمهم.
----------------
مرة أخرى "هوانم مصطفى رحمة"...
---------------------------
---------------------------
*****
لذلك فإن مجمل أعمال مصطفى رحمة، تعطيك انطباعا فنياً، بأنه يقدم خطاطات لأعمال نحتية من البازلت أو الجرانيت، تتلاشى منها التفاصيل الصغيرة، والملمح المهم في أعماله النهائية أنه مع ضخامة الاشكال، لا يثقلها بتفاصيل الخطوط الصغيرة السماكة، بل يستعيض عنها بمساحات الظل العميقة، إبرازا لعمق واتساع الكتلة المستهدف إبرازها.
إن البطولة في لوحات مصطفى رحمة في الأغلب تكون للجسد الانثوي، لذلك فإن أغلب تشكيلاته، مجالها وجه وجسد المرأة التي تحتل مساحة واسعة من اهتمامه، خاصة تلك المرأة التي تنتمي كثيراً إلى عوالم "الهوانم"، بتفاصيل ورموز ارستقراطيتها، حيث يدمج القطة في إحدى لوحاته على سبيل المثال ضمن سياج الكتلة الانثوية.
إن مقاييس المرأة في أعماله تعود إلى امرأة الأربعينات من القرن الماضي، التي كانت سمنتها أو بدانتها، أساساً مهماً من معايير جمالها، أي بالعامية المصرية الدارجة "امرأة مربربة"، وتلمح علامات ذلك في البطن المتجعد، والأفخاذ الضخمة، والسيقان الملساء الطويلة، والصدر الكبير، وكل ذلك دلالة على العطاء الانثوي الذاتي.
*****
ومع إعطاء الأولوية للمرأة في اعمال مصطفى رحمة، فإنها في بعض لوحاته تجاور وجه وجسد الرجلً. إنه بمنهجية المتشابه المختلف في الوقت نفسه، لا يخرج في موضوعاته عن الإنسان، في فردانيته النوعية. ومع ذلك تراه يلعب على ثنائية النوع، المؤنث والمذكر، وكلاهما في أغلب الأعمال يُجاور الآخر، ما يعني أن تلازمهما في الحياة الواقعية، يقتضي أيضاً تلازمهما في الواقع الافتراضي على اللوحة.
إن الفرد المأزوم في لوحاته، له صفاته الخاصة، حيث تهيمن على مجمل أعمال مصطفى رحمة في المعالجة أجواء التقشف الصوفي، بمحدودية الألوان التي يوظفها في لوحاته وأغلبها داكنة، ليعمق تأثيرها لدى المتلقي، الذي ينبغي أن يرحل في رحلة التأمل لمحاولة الإمساك بقصدية الفنان من العمل.
*****
معنى ذلك أن مجموع أعمال مصطفى رحمة ضمن قراءتي السريعة تلك، تدور في فلك وحدة فنية، متماسكة في تعددها، وهو يجيد خلالها توظيف الكتلة والشكل، عبر الفراغات، والأضواء، والخطوط، والألوان المناسبة للتعبير عن هاجسه الاجتماعي، حيث يبرع بتوظيف حجم الكتلة في أسر عين المتلقي، فيستغرق في المساحة، تجوالأً خلف الخطوط، التي قد تمتد، وقد تنحني في عناية مساحة الظلال العميقة والكثيفة؛ وكل هذه العناصر تحقق الإحساس بتماثل التوازن المندمج في أركان اللوحة.
"رأفت السويركي"
---------
التعليقات التي نشرت في "فيس بوك":
Mostafa Rahma الأديب والصديق الجميل رأفت السويركي Raafat Alswerkyدائماً يفاجئني بما لم أحسب له حساب ، إلا وهو قراءة لوحاتي قراءة
تشكيلية ، بل وأعمل فيها تفكيكية والتي تنتمي لجاك دريدا الفيلسوف الفرنسي مخترعها
، والتي باتت مذهباً يأخذ به أغلب
النقاد لتستخدم التفكيكية للدلالة على نمط من قراءة النصوص بنسف ادعاها المتضمن
أنها تمتلك أساسا كافيا في النظام اللغوي الذي نستعمله ، كي تُثبت بنيتها ووحدتها
ومعانيها المحددة ، فأعملها الأديب رأفت السويركي على بعض لوحاتي ، فكان له رؤيته
التي أحترمها ، فهو إلى جانب عمله بالصحافة ، يشتغل الآن على كتاب عن الحركات
الدينية ، مفككاً أُطرها حتى يعود بها إلى سيرتها الأولى ، كذلك يكتب الشعر ،
أيضاً ناقد فني ، يتميز برؤية واعية ، كمن مارس الفن التشكيلي ، وأتمنى يكون ظني
في محله ، عندها سأحتفل بإكتشاف رسام ، ولن أقول فنان لأنه بالفعل يحمل روح فنان
Raafat Alswerky الصديق الفنان التشكيلي البارع الاستاذ مصطفى رحمة Mostafa Rahma ان اجواء اعمالك تحرضني على التامل
والتفكر ومحاولة قراءة ما تود ابلاغه عبر الخط والكتلة واللون والمساحة، ومن دون
شك ان مشروعك الاجمالي يصلح لعمل متميز في القراءة التفكيكية الجديدة نتمنى ان تتوفر
الفرصة لإنجازه لتكون مساهمة في حقل الكتابة التشكيلية.
اما ما ذكرته يا صديقي عن توقعاتك بإسهامي في الانتاج التشكيلي، فلا أخفيك سرا انني مارست الرسم خلال مرحلتي التعليمية الى ان تمكن مني الشعر فغادرت التشكيل، غير انني وظفته في مجال انتاج القصيدة البصرية التي نشرت بعض نماذجها، وقد أعيد لاحقا نشر بعض لوحاتي الورقية بالالوان الماءية ذات يوم بعد العودة الى ارشيف البدايات. قريبا نلتقي في القاهرة واسعد بروءية اعمالك التشكيلية المهمة.
Mostafa Rahmaصديقي
الجميل رأفت ،، الأديب والشاعر كل الشكر أن أكون عند حسن ظنك هكذا ،،،
Etidal Osman صباح
الروقان والتأمل من جديد .شكرًا جزيلا للشاعر والأديب أستاذ رأفت السويركي على اهتمامه
بتعليقي السريع على قراءته المبدعة، والشكر موصول للفنان مصطفى رحمة الذي أضاءت
لوحاته هذه الصفحة، وأطلقت الحوار الممتع حولها.
استوقفني في التحليل الجديد للوحات
الهوانم نقاط تدعو للتأمل في صباح الروقان: الهاجس النحتي لدى الفنان، ضخامة
الأشكال الأنثوية المرتبطة في الذهنية المصرية الشعبية بمفهوم الجمال والخصوبة
أيضا، ولعلنا نستدعي هنا مفهوم تأنيث العالم، وهو مفهوم إشكالي على كل حال.
نقطة أخرى حول التقشف الصوفي في استخدام اللون والخط، وأعتقد أن المفارقة اللافتة هنا تظهر في التضاد بين هذا التقشف الصوفي التشكيلي، والحسية الباذخة في الشكل المرسوم.
نقطة أخيرة، فقد نجح مصطفى رحمة في وضع شفرة خاصة لأسلوبه الفني يتلقاها المشاهد المتأمل الذي يتجاوب مع الاستعارة البصرية في اللوحة، ويفك شفرتها، فتصله متعة الفن الجميل.
Raafat Alswerky حقا أستاذتي الدكتورة اعتدال عثمان هو فعلا حسب تعبيرك البليغ
نجح في وضع شفرة خاصة لأسلوبه الفني، وشكرا لهذه الإيضاحات الكريمة.
أنوار طاهر الجسد الكتلة أشبه بعلامة تنطق
وتُفجِر الكثير من المخفي والمبطن في واقعنا السفلي المظلم، وتبوح وتُفصح أكثر عن
الثقافة المسيطرة والأحكام القيمية العرفية المتحكمة في طرق إنتاج اللسان اليومي
وتذييلات الجسد المنسي...
مع التحية والتقدير لكم الأستاذ الفاضل د. رأفت السويركي وللاستاذ الفاضل مصطفى رحمة
مع التحية والتقدير لكم الأستاذ الفاضل د. رأفت السويركي وللاستاذ الفاضل مصطفى رحمة
Raafat Alswerky حقاً باحثتنا المتميزة الدكتورة أنوار طاهر بذكر أن الجسد
الكتلة علامة ناطقة؛ وهذا هو ما يدعو للقراءة من هذا المنظور الدلالي في أعمال
التشكيلي مصطفى رحمة؛ مما يقودنا أكثر لاكتشاف النزوع الذكوري في منظور الرؤية؛
لكنها لدى رحمة أكثر رقياً وشياكة كما نقول في الدارجة المصرية أي بعيداً عن
الابتذاع النوعي في النظرة. حضورك الكريم اسعدني حفظك الله.
أنوار طاهر اتفق معكم دكتور رأفت، وهو ما جعلني
اقول "تذييلات الجسد المنسي". فهناك الكثير من الصور المتضمنة في
انفعالات الجسد ذات النزوع الجمالي لم تُكتشف بعد. وهنا تقع اهمية الفن بمختلف
اشكاله... جزيل الشكر ودمتم بكل خير
Raafat Alswerkyانتظرني
حتى احضر المفكات!
بالطبع هذا الرد كاريكاتوري، ويا صديقي من زمان المبدع الاستاذ في فن الكاريكاتور Ibrahim Henetar انت تعرف اهتمامي بمشروعك الشامل والجميل، وانا أتولى منذ زمن الرصد والتسجيل، لعل وعسى أحقق المفاجاة وانشر بعض ما رصدته، في ضوء ان لدي بعض الكتابات التشكيلية، وحين اطمئن لها أجمعها في كتاب، مع صور بعض لوحات خاصة رسمتها حين كنت طالبا في المرحلة الثانوية، وعثرت على عدد منها بالمصادفة. عموما مشروعك الكاريكاتوري رسما وتوثيقا يعنيني، فقط احتاج حين زيارة القاهرة ان اتابع ما فاتني، ولَك تقديري ومحبتي.
Raafat Alswerky محبتي لك المبدع التشكيلي الكبير الصديق Med Saoud ، وتلك شهادة غالية أكرمتني بها فأنا
قارىء يستمتع بأعمال كل المبدعين التشكيليين وانت واحد من ابرزهم. لك تقديري.
ناصر عراق تحليل مدهش كتبه ناقد ومفكر يمتاز
بالعمق والذكاء عن أعمال فنان متفرد يتمتع بالمهارة والرؤية...
شكرا جزيلا استاذ رأفت..شكرا جزيلا أستاذ مصطفى.
شكرا جزيلا استاذ رأفت..شكرا جزيلا أستاذ مصطفى.
Raafat Alswerky الصديق الروائي البارع الاستاذ ناصر عراق حضورك الكريم دوما
يشرفنا ويدعم محاولتنا للتفكير املين من الله الصواب والتوفيق، لك محبتي.
-------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق