المشاركات
إشكاليات تلقي "اللوحة الحروفية"...
تنشرها دورية "حروف عربية" !!
----------------------------------------
----------------------------------------
إن "اللوحة الخطوطية" على الرغم من انضباط بنائها بمفرداتها وقواعدها
الخاصة، تكشف إلى حد كبير مدى المعاناة التي قد يتكبدها المتلقي، حين
تلقِّيها لدى تفكيك مرموزها الحروفي بطريقة بنائه الجديدة الخاصة؛ أو غير
المألوفة للعين، التي اعتادت وتآلفت مع رؤية شكلٍ محددٍ ثابتٍ للحروف؛
مستقر بفعل صنعة النسخ، أو الطباعة بطريقتها الثابتة عبر المطالعة في
المصاحف أو الصحف والكتب.
لذلك فإن
خصوصية الدخول إلى عالم "اللوحة الخطوطية" تتطلب طاقات معرفية خاصة؛ وقدرات
تذوق مُدرَّبة لتحقيق الإدراك الجمالي لها، باعتبارها نصاً قولياً في
البداية، تتغير طبائعه بصرياً؛ ليقدم مُدركاً شكلياً مُبْتَدَعَاً جديداً
بجهد مُخيلة الفنان الخطوطي وهو يقوم بابتكار إعادة تدوير البنية الشكلية
للحروف لتقدم خطاباً جمالياً خاصاً بالنوع.
لذلك إذا ظلَّتْ "اللوحة الحروفية العربية" جامدة ومتوقفة عند الوظيفة العقدية الإبلاغية فقط، فإنها ستدخل متحف الموروثات؛ وتندرج في قائمة الثقافات المنزوية للشعوب التي لم تتغير بتطوير قدراتها الاتصالية الجمالية.
معنى ذلك أن اقتصار الإنتاج الحروفي العربي الإسلامي على الحركة في المجال القيمي العقدي فقط يحكم على "الحروفية" فناً بالانقراض الحضاري؛ بما سيعمق الإحساس بأنها صنعة مغلقة تدور في فلك الحروف كحروف فقط من دون إقحامها في عالم التشكيل؛ عبر إبراز الحرف العربي ضمن مكونات اللوحة التشكيلية؛ والعمل على تفعيل كوامنه لتفجير جمالياته بما يحول الحرف ليكون إحدى الأدوات التعبيرية التشكيلية؛ كما في أعمال وجيه نحلة وجميل حمودي، وعبد الله الحريري وفواز طرابلسي، ونجا المهداوي وضياء العزاوي وسامي مكارم على سبيل المثال لا الحصر؟
*****
إن الظاهرة الملفتة للاهتمام الأن هي ذلك الزخم الذي تشهده "الحروفية التشكيلية" راهناً بانفلات "اللوحة الحروفية العربية" من أسر الوظيفية العقدية؛ إذ شرع الكثير من فناني الخطوطية في الخروج من هذا السياج إلى آفاق أوسع، بإدراج الحروف العربية في إطار الموضوعات التشكيلية؛ عبر تفجير طاقاتها لتكون أدوات تعبير تشكيلية، ذات زخم لوني يصنع كتلاً تشكيلية لها جمالياتها الخاصة؛ وهو ما يخفف من التأثير الشرطي للوحة الحروفية حين كانت تربطها بالوظيفة الإبلاغية القولية.
*****
... هذه الأفكار تمثل مقتبسات من دراسة لي نشرتها في عددها الجديد "حروف عربية" الدورية العربية الإماراتية المتخصصة في فنون "الخط العربي"، التي تصدر عن "ندوة الثقافة والعلوم" بدبي، وتقوم على ادارة شوءونها باقة من القدرات الثقافية تتشكل من الأساتذة علي عبيد الهاملي والمبدع الخطوطي خالد الجلاف، ويدير تحريرها المبدع الروائي ناصر عراق، ويديرها فنيا محمد فراس عبو، ومجلس تحريرها من تاج السر حسن وشيخة المطيري.
"رأفت السويركي"
تعليقات على "فيس بوك":
-------------------------
حين أقرأ لكلامك عن الاخوان ..رغم أنني لا أنتمي إليهم أجد تحاملا وظلما معرفيا لم يقل في العدو الصهيوني.
فلو تكرمت بمقالات في الفن تثلج بها صدورنا فلك منا كل التقدير.
بالمناسبة ابلغ شيخك الكريم ان الموضوع المتأخون له جذوره الصهيونية وقد تم التعرض لهذه العلاقة في متن بعض الحلقات.
وفِي ختام كتابتي هذه اشكرك لبعض الملاحظات التي تدونها على جدارك حول بعض المراجع الفقهية، وشخصيا أبادر للحصول على هذه المراجع ومتابعة ما تتكرم بذكره. لك محبتي وامتناني.
ومع ذلك فأنا أكن لك كل المحبة والود.
اكيد أنني سأستفيد منك كثيرا إن تيسر لنا لقاء مع حضرتكم.
بوركتم ووفقنا الله لخدمة الحق..مع ما ينطوي عليه هذا اللفظ من مفاهيم فلسفية وأخلاقية لا تخفى عليكم.
مودتي وتقديري.
------------------------------------------------
لذلك إذا ظلَّتْ "اللوحة الحروفية العربية" جامدة ومتوقفة عند الوظيفة العقدية الإبلاغية فقط، فإنها ستدخل متحف الموروثات؛ وتندرج في قائمة الثقافات المنزوية للشعوب التي لم تتغير بتطوير قدراتها الاتصالية الجمالية.
معنى ذلك أن اقتصار الإنتاج الحروفي العربي الإسلامي على الحركة في المجال القيمي العقدي فقط يحكم على "الحروفية" فناً بالانقراض الحضاري؛ بما سيعمق الإحساس بأنها صنعة مغلقة تدور في فلك الحروف كحروف فقط من دون إقحامها في عالم التشكيل؛ عبر إبراز الحرف العربي ضمن مكونات اللوحة التشكيلية؛ والعمل على تفعيل كوامنه لتفجير جمالياته بما يحول الحرف ليكون إحدى الأدوات التعبيرية التشكيلية؛ كما في أعمال وجيه نحلة وجميل حمودي، وعبد الله الحريري وفواز طرابلسي، ونجا المهداوي وضياء العزاوي وسامي مكارم على سبيل المثال لا الحصر؟
إن الظاهرة الملفتة للاهتمام الأن هي ذلك الزخم الذي تشهده "الحروفية التشكيلية" راهناً بانفلات "اللوحة الحروفية العربية" من أسر الوظيفية العقدية؛ إذ شرع الكثير من فناني الخطوطية في الخروج من هذا السياج إلى آفاق أوسع، بإدراج الحروف العربية في إطار الموضوعات التشكيلية؛ عبر تفجير طاقاتها لتكون أدوات تعبير تشكيلية، ذات زخم لوني يصنع كتلاً تشكيلية لها جمالياتها الخاصة؛ وهو ما يخفف من التأثير الشرطي للوحة الحروفية حين كانت تربطها بالوظيفة الإبلاغية القولية.
*****
... هذه الأفكار تمثل مقتبسات من دراسة لي نشرتها في عددها الجديد "حروف عربية" الدورية العربية الإماراتية المتخصصة في فنون "الخط العربي"، التي تصدر عن "ندوة الثقافة والعلوم" بدبي، وتقوم على ادارة شوءونها باقة من القدرات الثقافية تتشكل من الأساتذة علي عبيد الهاملي والمبدع الخطوطي خالد الجلاف، ويدير تحريرها المبدع الروائي ناصر عراق، ويديرها فنيا محمد فراس عبو، ومجلس تحريرها من تاج السر حسن وشيخة المطيري.
تعليقات على "فيس بوك":
-------------------------
· النهيري حمزة لا أجد حرجا معرفيا في أن أقرأ
لسيادتكم في الفن..بخلاف كلامك في الاخوان الذي تشوبه ظلمات التحيز والظلم.
حين أقرأ لكلامك عن الاخوان ..رغم أنني لا أنتمي إليهم أجد تحاملا وظلما معرفيا لم يقل في العدو الصهيوني.
فلو تكرمت بمقالات في الفن تثلج بها صدورنا فلك منا كل التقدير.
Raafat Alswerky الصديق
الكريم النهيري حمزة، في البداية اجمل التحيات الى شيخك الكريم الذي تسعدنا وقفاته
ومشاكساته، وثانيا، يسعدني جدا اهتمامك الكريم بكتاباتي في حقل الفن التشكيلي،
وثالثا أقدر باحترام انطباعاتك حول الكتابة الحافة بجماعة الاخوان، فأنت تعرف ان
السلع تبور اذا اتفقت اذواق الناس، لذلك فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، ورابعا
انني أتحرى قبل الكتابة التفكيكية كل ما يدور حول واقعة الكتابة حتى لايقع الظلم،
وشيخك الكريم يعرف ان التأويل يوفر مشروعية للمقروءية، وهذا ما اتبعه في المسالة
الاخوانية. والتاويل ليس ظلما للنص محل التفكيك، وإنما يفتح افاقا تعد من المسكوت
عنه، والقراءة الحديثة تكشف هذا المسكوت وهو ما يجري تطبيقه في هذا المجال
السياسوي، لذلك نلتمس منك الاعذار اذا كنت ترى اليها انها ظالمة لجماعة أنتج رحمها
السياسوي كل ما يلوث وجه الاسلام الرحماني. والمهم عليك تحمل مشقة إكمال الطريق
للوصول الى قناعة مشتركة.
بالمناسبة ابلغ شيخك الكريم ان الموضوع المتأخون له جذوره الصهيونية وقد تم التعرض لهذه العلاقة في متن بعض الحلقات.
وفِي ختام كتابتي هذه اشكرك لبعض الملاحظات التي تدونها على جدارك حول بعض المراجع الفقهية، وشخصيا أبادر للحصول على هذه المراجع ومتابعة ما تتكرم بذكره. لك محبتي وامتناني.
· النهيري حمزة رأيت منشوراتك وقرات فيها مع ما
الاحظه من مشكل التحيز المعرفي.
ومع ذلك فأنا أكن لك كل المحبة والود.
اكيد أنني سأستفيد منك كثيرا إن تيسر لنا لقاء مع حضرتكم.
بوركتم ووفقنا الله لخدمة الحق..مع ما ينطوي عليه هذا اللفظ من مفاهيم فلسفية وأخلاقية لا تخفى عليكم.
مودتي وتقديري.
Raafat Alswerky أثابكم
الله خيرا بطيب طويتكم وعجل لقاءنا في طريق الصواب وادراك الحق والحقيقة وكشف لنا
ما خفي عنا من الوعي بالأمر، فهو عليم حكيم.
·
النهيري حمزة شكرا
· عادل محمد دائما حضرتك مبدع وتطرح مواضيع شيقة
Raafat Alswerky سلمت وسلم حضورك الجميل صديقي المهندس عادل محمد، ولَك محبتي.
· فوزى محمد الناغية أستاذنا الكبير رأفت السويركي أحترام
جم يليق بتنوع أبداعتكم وأعجاب شديد بأسلوبكم الراقي ورحابة الصدر وعمق المعرفة
تقبل تحياتي
------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق