تفكيك العقل الإعلاموي
المهيمن...
لا تمسكوا المَبَاِخر للسيسي ولكن تعلموا
"خطاب الضرورات"!!
لا تزال خطابات النخب الإعلاموية المصرية مثيرة للتساؤل؛ ففي الوقت الذي ينبغي فيه أن تقف تلك النخب في صف الدولة التي كانت معرضة للإنهيار بفعل تخطيطات "سيناريو الشرق الأوسط الجديد"؛ تكتشف أنها ترتكب أخطاء بنيوية في المسألة الوطنية؛ ولا تميز بين "خطاب الضرورات" و"خطاب الأمنيات والمتخيلات".
هذه النخب التي أعتبرها واقعة في
ضلالة الموقف؛ تتوهم متخيلات إجتماعية سياسوية؛ متغافلة عن التحديات الهائلة التي
كان يمكن لا قدر الله أن تفقد هذه النخب نفسها تلك المنابر التي يضخون عبرها كل
لحظة ما يعممون تمريره للناس.
*****
تقدم هذه العناصر خطاب غضب النخب حول
ما يُسمى "الممارسة الديموقراطية"؛ ولا تزال تعيش في توهم ما تسميه
"ثورة يناير" التي جاءت إلى كرسي الحكم في مصر بـ "الجماعة
المتأخونة" آداة تدمير بلدان منطقة الشرق الأوسط؛ ولا تزال درءاً للمناورة أن
تصفها بـ "الجماعة الإرهابية"؛ وتمارس هذه اللعبة الخطرة ليل نهار خاصة
عبر الشاشات التلفازية؛ وتقدم أمام العقل التفكيكي حالة نموذجية من حالات إنخلاع
النخب من الواقع؛ وركضها خلف شعارات لا تُطعم بُطون الجوعى؛ ولا توفر "فرص
عمل للمتعطلين".
وهذه المعضلة هي التي لا تزال تمثل
أكبر إشكالية أمام الدولة المصرية؛ لذلك بعدما تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي
مقاليد الحكم طرح " رؤية مصر 2030م "؛ التي تمثل
برنامج عمل إعادة الدولة إلى دورها المنتزع منها خلال مرحلة حكم حسني مبارك
السوداء التي جرفت الدولة بالكامل لصالح "الرأسمالية الطفيلية".
وتتناسى النخب الإعلاموية المصرية ما يحدث الآن؛ ولا تزال تمارس دورها
المؤسف في التحريض المضاد للدولة وصرف التفات الجماهير عن مخاطر القضايا
الاستراتيجية والتحديات الكبرى لمواجهة الإرهاب.
*****
ولتبيان عشوائية مواقفهم، وفقدانهم لفهم الدور الإعلاموي السياسوي، الواجب
أن يقوموا به؛ وهو ليس الإمساك بالمباخر للرئيس، أو إطلاق الزغاريد احتفاءً، والرقص
ابتهاجاً بما يقوله رأس الدولة المصرية، كما يقال في التعبير المصري الدارج "عَمَّالْ
على بَطَّالْ"، ولكن أستخدام "قاعدة لكل مقام مقال"؛ أي يكون الخطاب
متناسباً مع الواقع وشروطه وإمكاناته وتحدياته؛ والوعي بقاعدة "فن الممكن"؛
إذ ليس في مقدور الدولة راهناً اجتراح المعجزات!! لذلك يقال لهم: " لا تمسكوا المَبَاِخر للسيسي ولكن تعلموا "خطاب الضرورات"!!
------- تفكيك العقل النخبوي الإعلامي المهيمن ( 20)
خطاب سياسي شعاره: "مِينْ هِنَاكْ... نحن هُنَا"!!
-------------------------------------
لم تكن من الأمور المدهشة، طبيعة ردوود أفعال النخب الإعلامية المصرية،
فور انتهاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من خطابه، في مناسبة إعلان رؤية مصر
2030م ، والتي تراوحت – ردوود الأفعال تلك - ما بين التأمل الموضوعي، في دلالات الخطاب
المباشر وغير المكتوب، وما تضمنه من إشارات ذات مغزى سياسي، لمن شاء أن يفهم، وبين
القفز إلى أسلوب التشويش، المشابه لما يحدث في الأفراح بالأحياء الشعبية المصرية، وتحديداً...
بما تتضمنه من إطلاق "الزغاريد"، أو طلقات الرصاص في أجواء الاحتفال؛ والمهم
هو صناعة ضجيج من أجل الضجيج، لعل الناس تتساءل: " ماذا حدث يا ولاد، ومين عنده
فرح، وياترى ما سبب إطلاق الرصاص، في الحارة اللي ورانا"!!
*****
وكلٌ من المسلكين في ردوود أفعال النخب الإعلامية، لكثير من كتاب الأعمدة
الصحافية، وعدد لا بأس به من مذيعي برامج "التوك شو"؛ كان جاهزاً، وفوراً،
لضخ المزيد من الزغاريد، أو إصابة الآمنين في بيوتهم، بزخَّات من الأعيرة الصوتية العشوائية،
والتي ينطبق عليها القول "جعجعة من دون طحين". وهو ما يمكن أن ييسر الأمر
لتفككيك، صورة أخرى من صور عقل النخبة الإعلامية المهيمنة، وتبيان مدى عشوائيتها المهنية.
ولكي لا يكون هذا الفعل التفكيكي لخطاب عقل النخبة الإعلامية المهيمنة
مماثلاً؛ لنمطية عمل هذه النخبة، يمكن رصد أبرز ملاحظات كتاب الأعمدة، ومذيعي
"التوك شو" على خطاب الرئيس المصري، لتبيان عشوائية مواقفهم، وفقدانهم لفهم
الدور الإعلامي السياسي، الواجب أن يقوموا به؛ وهو ليس الإمساك بالمباخر للرئيس، أو
إطلاق الزغاريد احتفاءً، والرقص ابتهاجاً بما يقوله رأس الدولة المصرية، كما يقال في
التعبير المصري الدارج "عَمَّالْ على بَطَّالْ".
*****
لقد أجمعت ملاحظات تلك النخب الإعلامية على:
• إن الرئيس عبد
الفتاح السيسي فَضَّل ارتجال الحديث في حفل إعلان رؤية مصر 2030م، وكان الواجب أن يقرأ
الكلمة مكتوبة، كي لا يحدث زلل أو خطأ من دون قصدية، أو الوقوع في "مطبات سياسية
خطيرة" تحت ضغط الحوادث. والسؤال: لماذا تناست هذه النخب، رفضها السابق التزام
الرئيس السيسي بكلمة مكتوبة في افتتاح الدورة البرلمانية، مطالبة بأنه كان ينبغي ألا
يلتزم بالكلمة المكتوبة، وأن يتطرق إلى الاحداث الجارية وقتها.
• إن السيسي كان
يخاطب المواطنين بلغة عاطفية، في الوقت الذي كان ينبغي أن يكون فيه محدد الكلمات، درءاً
للوقوع في تفسيرات مغايرة من الأطراف الخارجية والداخلية، المتربصة بمصر. والسؤال لهذه
النخبة المنتقدة: أليس من ضرورات الارتجالية في العملية الخطابية، النحو إلى اللغة
التعبيرية ذات النفحات العاطفية، لاكتساب عقول ووعي المستمعين، يا أهل الإعلام؟
• إن الحديث الارتجالي
للرئيس المصري، تحت ضغط أعبائه وهمومه الرئاسية، أوقعه في نتائج غير محسوبة، ومنها
اعترافه بأن الطائرة الروسية أُسْقطت فوق سيناء بعمل إرهابى؛ قبل أن تتوصل جهات التحقيق
للقول الفصل فى أسباب سقوط الطائرة الروسية.
والسؤال: هل تمتلك هذه النخب العبقرية
حقاً وعياً أكثر من رئيس الدولة بالقضايا التي لا ينبغي أن يتحدث حولها، أم أنه قد
يقصد تمرير مؤشرات سياسية ضرورية، وهو رجل المخابرات العسكرية، الذي يضع معياراً لكلماته،
ونظراته، والتفاتات وجهه، وحركة يديه وأصابعه؟
• الحديث الارتجالي
للرئيس تعدى الرواية الأمنية المصرية، بأن احتمالات مقتل الباحث الإيطالى "جوليو
ريجينى" جنائية، ما قام بتوسيع نطاق الشبهات من دون توضيح الطرف المتهم. والسؤال:
أليست في هذه الإجابة إشارة إحالة إلى فعل الإرهاب الداخلي أو الخارجي، في ضوء امتلاكه
الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها إذا لم تكن وزارة الداخلية بريئة من هذا الفعل، المفضوح
بتوقيت كشف جثة الباحث الإيطالي من الفاعل الحقيقي؟
• وهذا الحديث الارتجالي
بأن حادثتي سقوط الطائرة الروسية وقتل الباحث الإيطالي، يتسبب من دون قصد في الإضرار
باسترداد السياحة ذات المدخول المهم للخزانة المصرية لعافيتها، بدعوى فقدان الأمن اللازم
الضروري لسلامة السياح، وتدفق الاستثمارات الأجنبية، التي لا تأتي إلى بلاد غير مستقرة
أمنياً. والسؤال: أليس السيسي واعياُ بنتائج تمرير ما يريد أن يمرره من معلومات؟
• إن ارتجال الرئيس
السيسي في حديثه، يترك اعتقاداً في الأذهان، بتنازل مصر عن حقوقها التاريخية في مياه
نهر النيل؛ لأنه ركز على ضرورات مشروعات تحلية المياه. والسؤال: أليست مصادر المياه
يا تلك النخب الإعلامية المهيمنة ستكون وفق الدراسات الاستراتيجية مجالاً للصراعات
المستقبلية، فضلاً عن أن الحديث حول "سد النهضة" يُعد من الأمور الاستراتيجية
العليا، التي لا ينبغي الثرثرة حول مخططات مواجهتها.
• إن الحديث الارتجالي،
أساء لصورة الرئيس السيسي، حين قال: " والله العظيم أنا لو ينفع أتباع علشان البلد
مستعد أتباع "، وكانت هذه العبارة مثاراً للتعليقات غير المناسبة داخلياً وخارجياً.
والسؤال: أإلى هذه الدرجة من التهافت، يمكن أن يصل بكم الفهم للمدلول الوطني في العبارة
التي نستخدمها جميعاً في حياتنا اليومية، بمعزل عن ذلك المرض السياسي.
• إن هناك من تلمح
في تعليقاته الاستنكار الخفي من دعوة السيسي في حديثه الارتجالي بدعوة المصريين للتبرع
بجنيه كل يوم لصندوق "تحيا مصر"، ولكن قول البعض: " الدول لا تُبنى
بالتبرعات"، له مقصود مستهدف تمريره، وهو: "البلاد تُبنى بخطط اقتصادية واضحة،
وبالمشاركة مع القطاع الخاص، وبمشروعات ناجحة تمس حياة المواطنين في كل المجالات".
وعلينا الالتفات هنا إلى عبارة: "المشاركة مع القطاع الخاص"!!!
• ما يُكمل رسم
الصورة الخفية، لعقل النخبة الإعلامية، هو الإشارة إلى الضغوط التي تواجهها مصر، عبر
"انخفاض الرصيد الدولارى للدولة، وإحجام رأس المال الخاص عن الاستثمار؛ اعتراضا
على إطلاق يد "الهيئة الهندسية" فى تنفيذ العديد من المشروعات"! والسؤال:
لماذا تريد النخبة الإعلامية تجريد هذا الجهاز المنضبط من الإشراف على الخطط التنموية؟
هل لأن ذلك يخدم أصحاب المصالح الخاصة التي يعملون لديهم؟
• إن ارتجال الرئيس
في حديثه، اضطره لاستخدام عبارات ذات دلالات سلبية، مثل: "اللى هيقرب من مصر هشيله
من على وجه الأرض". والسؤال: أليس من حق رئيس الدولة المؤتمن على البلاد والعباد؛
في هذه المرحلة الحرجة أن يوجه من الإنذارات، ما يمكن أن يردع أصحاب الغرض؟!
• إن ارتجال الرئيس
السيسي كان صادماً بقوله للشعب المصري: "متسمعوش كلام حد غيرى"؛ ما يعنى
ضيق النظام من الصوت الآخر، وعبارته الأخرى: " إذا لم تكن معنا اسكت من فضلك"،
والتي قد تعطي إيحاءً باللجوء لإجراءات تقييد حريات ما يمكن ان يسموا المعارضين؛ على
الرغم من تأكيده بعدم اللجوء إلى "الاستثنائي"، وضرورة احترام الدستور. والسؤال:
ألم يطفح الكيل من عشوائية التعاطي الإعلامي مع القضايا الوطنية في هذه المرحلة الحساسة؟
• إشارات الخطاب
الارتجالي هذه، تُولِّد التساؤل بأن الرئيس السيسي الذي خلع بزته العسكرية، وجرى انتخابه
بصفته المدنية؛ تفرض عليه الاعتماد على حجم المنجزات التي حققها، وإبداء استعداده للتكيف
مع شروط الحياة المدنية، حين التعامل مع "خصومه السياسيين"! والسؤال: كم
تلك الفترة التي أمضاها الرئيس السيسي في موقعه، وأليست حركة الواقع تشهد الآن بدايات
تغيير حقيقي على الأرض؟
• إن هذا الحديث
الارتجالي للرئيس السيسي، يتسبب في "توسيع الفجوة مع من يقفون معه فى الجبهة نفسها...
وينبغي "تصحيح المسار وتصويب الأخطاء؛ حتى يشارك الجميع عن قناعة فى البناء والبقاء".
والسؤال: من هم هؤلاء الذين يقفون في الجبهة نفسها، وهم لا يتوقفون عن إهالة التراب
على كل شيء، وإثارة زوابع هوائية، ليل نهار، فاقدين الموضوعية الإعلامية، ظناً أنهم
يمثلون الضمير الوطني، وينصبون من أنفسهم رُقًبَاء، من دون امتلاك الشروط الموضوعية
لهذا الفعل الرقابي؟
*****
والمساحة قد لا تتسع للإحاطة بمجمل مقولات "نجوم التوك شو" وكتاب
الأعمدة الصحافية، غير أن ما جرى رصده، يكفي لتوفير مادة ثرية لتحليلها، بما يمكن من
تفكيك عقل هذه النخبة الإعلامية المهيمنة، وتِبيان عَوار خطابها؛ عبر طرح الأسئلة المهمة
التالية:
- السؤال الأول
هو: في أي موقع اجتماعي تعتقد هذه النخبة أنها تقف داخله؟
- والسؤال الثاني:
ماهو مشروعها السياسي الذي تبشر به؟
- والسؤال الثالث:
ماهي الآليات التي تتبناها هذه النخب لتنفيذ مشروعها؟
- والسؤال الرابع:
ما مدى واقعية هذه النخب في متصوراتها السياسية؟
- والسؤال الخامس:
هل قامت هذه النخب بدراسة مجمل العوامل المتحكمة في الموضوع الوطني، وأحاطت بالمعارف
العلمية التي تساهم في تحليل الحالة، وتقود إلى الحكم الموضوعي على المتغيرات الحاكمة
للاوضاع الراهنة في القضية المصرية، من أوجهها الاستراتيجية والسياسية، والاقتصادية،
والامنية؛ داخلياً وخارجياً، محلياً وإقليمياً؟
*****
إن المقام المتاح هنا لا يكفي للحديث حول مجموع هذه القضايا بالتفصيل،
لذلك سيتم الاكتفاء بالخطوط العامة في الإجابات، كشفاً لهيكل خطاب العقل النخبوي الإعلامي
المهيمن على الفضائيات، وبعض أعمدة الصحافة اليومية والالكترونية؛ وكما قالت العرب:
"البَعْرَةُ تدل على البعير"، فإن خطاب هذه النخب في تلك المرحلة، يكشف تموضعها
الاجتماعي، من دون تزييف:
* أنها نخب، تعود
في أصولها الاجتماعية إلى الشريحة المتوسطة، ورأسمالها في سوق العمل هو إنتاج بضاعة
الكلام، الذي تبيعه لمن يشتري، ووفق مناهج "التحليل السيسيوثقافي"، تتميز
هذه النوعية بأنها تكون لسان حال من تكون مصلحتها معه؛ وهي رجراجة اجتماعياً، فتكون
صوت السلطة، إذا كانت قريبة من السلطة، تُزين، وتبرر أفعالها، وإذا لفظتها أو أهملتها
السلطة، فإنها تنتقل فوراً إلى صفوف الجماهير، تنصب من نفسها المتحدث عن همومها وقضاياها،
من دون مرجعيات فكرية راسخة.
* هذه النخب تعمل
في وسائل إعلام مملوكة للرأسمال الخاص، وبالتالي فإنها لا بد أن تدافع عن مناهج، ومصالح
مُلاك هذه الوسائل، وأن تمثل أدوات الضغط على الدولة لمزيد من المكاسب، لذلك ظهر التململ
من وجود الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في قطاعات الأعمال، بانضباطها، وحرصها على
السيطرة على التكلفة المالية غير المفرطة.
* إن هذه النخب
ليس لديها برنامج اجتماعي حقيقي، ينطلق من أرضية سياسية منتمية لجمهور الفقراء، فهي
حسب ما تسرب من معلومات تُعد من أصحاب الملايين؛ تتقاضاها من عملها في الفضائيات المملوكة
للرأسمال المصري، والمجال هنا ليس مُتاحاً لتفكيك حقيقة أنشطته، بعد أن جرى تجريف مقدرات
مصر الصناعية والزراعية في العهد المباركي، وظهر هؤلاء فرسان الساحة بأنشطة هامشية،
أغلقت سوق العمل باعتمادها الاستيراد والتصدير، وتجارة الأراضي والعقارات، وبعض الصناعات
غير العميقة من دون العمالة الكثيفة.
* إن هذه النخب
الإعلامية بسخريتها من منهج التبرعات الذي يُعد أسلوباً متبعاً في العالم الرأسمالي
لمعالجة أضرار التفاوت الاجتماعي في الغرب، تُريد أن تتملص ذاتياً من أي التزام اجتماعي،
قد يحرجها بالتبرع بشذرات مما تحصل عليه.
* إن حدود المشروع
المتخيل لهذه النخب هو حقهم في ممارسة الديموقراطية الكلامية الشكلية، وفق المفهوم
السطحي للفعل الديمقراطي، الذي يتجاوز منطوق حق الكلام فقط كما يشاؤون، إلى مفهوم أن
الديموقراطية، مرتبطة بمشروع الحق في التنعم بالتحديث الاقتصادي والثقافي والتعليمي
والاجتماعي.
*****
إن هذه النخب الإعلامية المهيمنة التي تتصف بالسمة الاستعلائية، لا يبدو
من خطابها سوى اهتمامها ببناء صورة ذاتية مزيفة بأنها تمتلك وحدها الحقيقة، والمعرفة
بكل شيء، فتتحدث حول كل شيء، بتهاويم غير معلوماتية، لذلك يتبخر كلامها مع هواء البث
كل ليلة، تاركة انطباعاً لدى من يتابعها تحليلياً؛ بتذكر احتفاليات الأفراح في الأحياء
الشعبية؛ حيث الضجيج، وإطلاق الزغاريد، وزخات من الرصاص الذي يقول:" مين هناك...
نحن هنا"!
"رأفت السويركي"
التعليقات:
Raafat Alswerky صديقي
العزيز المصطفى المصدوقي كلانا في الخندق ذاته، فقد تدهورت مشروعات النخب
الى حد ان تكون طوعا لمن يدفع اكثر، وليتهم يصمتون، احتراما لأنفسهم.
أسعدني مرورك الكريم ياصديقي الرائع.
Raafat Alswerky سلمت يا صديقي عادل محمد وسلم شعورك الوطني المتدفق.
Abdellah Louriga طيب.فلنقل :هاتوا دراساتكم التي تبرهن على معرفتكم العلمية بواقع بلدكم والعالم من حوله ،هاتوا برامجكم المستمدة من رؤيةواضحة مستحضرة للامكانات المتاحة ،والقابلة للتنفيذ في الآماد المحددة ،عبروا عن وطنيتكم وتضامنكم المجتمعي -ان كنتم صادقين- بالتبرع على الاقل ،وإن كان لكم بعض الجدية انخرطوا في الاحزاب واحملوا برامجكم الى مؤسسات الدولة بعد ان يزكيها الناخبون....يا لتجار الازمات أبطال مدارس التجهيل الاعلامي ؟؟كاني اراكم بعد مدة تتبنون نفس استراتيجية الرئيس وتهللون لها حتى وانكم لم تبدلوا الجهد اللازم لفهمها...نجوم الشعبوية لا تحمل عِلما ولكن تعرف كيف "تضيف" اليه ،انها ابواق البورجوازية الطفيلية العفنة تلهف المال العام وتبيع الوطن لاول مشتر يساومها..وتتوهم امتلاك صلاحية تعليم الناس-حتى الرؤساء منهم -ما ينبغي وما لا ينبغي قوله .كم تضخمت تلك الظواهر الصوتية الجوفاء..انها تعرف الشعب فقط كموضوع تجهيل ومورد نهب مادامت تجد من يقبل دجلها.اهذه نتيجة حرية الاعلام وتعدد الفضائيا ت الخاصة ،من فضائيات التنجيم والشعودة الى فضائيات "الخبراء" الذين يرددون الدروس المقرصنة من الانترنيت دون استيعاب.؟؟
Raafat Alswerky الصديق الكريم Abdellah Louriga أضفت الكثير والعميق الى هذه الكتابة، بتصنيفهم السياسي الواقعي. وتفاعلك الكريم أسعدني.
د.أحمد يوسف صديقي الكريم أستاذ رأفت تأملت تحليلك التفكيكي الناصع القائم على المحاججة وهي محاججة صحيحة ومنطقية ولكني كنت أتوقف دائما عند"النخبة "وصفا لهذه الفئة التي تطل علينا مساء كل ليلة بوجهها أو صباحا بقلمها وهؤلاء ياسيدي مثل طالب عاطل عن العمل وفجأة وجد عملا في صفحة بريد القراء وبمرور الوقت ظن أنه كاتب وأنه مثقف كبير وصاحب قلم حساس فكتب ما شاء ووجد من يزكي فيه هذا الوهم ويصدقه وبذلك آمن بكونه واحدا من الصفوة وهو لم يقرأ مقالا ولا كتابا طول عمره. واكتفى بقطف العناوين وخطف الأفكار الجيدة من على شفاه أصحابها. هؤلاء هم النخبة أو النكبة. اتفق معك في تحليلك وتوجهك واختلف معك حول وصف هؤلاء بالنخبة. تحياتي ومحبتي
Raafat Alswerky استاذي الدكتور احمد يوسف، سلمت، وشكري وتقديري لتوجيهك بشأن استخدام تسمية النخبة التي فعلا هم لا يستحقونها لتهافت ثقافتهم الاعلامية، وفي الواقع انني احاول في هذه الكتابات المرقونة او المرقمنة تصور ملامح العقل المهيمن في حياتنا الفكرية، ومنهم منتجو الخطاب الصوتي والمرئي الاعلامي. ودمت استاذي بحضورك الجميل.
Raafat Alswerky الغالي وشقيق الروح، حمى الله مصر من كل ما يبيتون، وهدى الله هؤلاء للكلام الحسن، الذي يراعي الوطن.
ناصر عراق الشاعر المجدد والمفكر الرزين الأستاذ رأفت السويركي... شكرًا جزيلا على هذه الهمة الوطنية المشرقة التي تكشف عوار الكثير ممن يتحدثون باسم الوطن وهم لا يتورعون لحظة عن ظلم أبناء الوطن بمحدودية أفكارهم وانحيازاتهم الاجتماعية والطبقية.... بوركت يا أستاذ.
Raafat Alswerky الغالي الى قلبي الصديق المبدع ناصر عراق، يسعدني هذا الانحياز الاصيل لقضايا الوطن، الذي المسه في كتاباتك السياسية والروائية ايضا، حيث تذكرني عناوين اعمالك بالكبير نجيب محفوظ، اما النخب التي ضاعت بوصلتها، لعل وعيها يعود للانحياز الى ثوابت الوطن مصر الدولة صرف النظر عمن يتولون القيادة. ولَك محبتي.
ناصر عراق شكرًا جزيلا على كلماتك الرقيقة أستاذ رأفت... هذه شهادة أعتز بها كثيرا. وأتفق معك تماما تماما في ضرورة الانحياز بقوة إلى مصر الدولة بتاريخها وعراقتها ودورها المحوري المؤثر... بغض النظر عمن يتولون القيادة السياسية.
د.أحمد يوسف مازالت الكتابات التحليلية أو التفكيكية كما يسميها ا.رافت السويركي عن النخبة المصرية وعن التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في مصر تثير التأمل والنقاش وتحتاج منا أن نحرض صاحبها على جمعها من طواحين هواء الانترنت ليضمها كتاب يبقى ذكرا ثانيا ومتداولا بين الناس. فهل تحرضون معي هذا الأستاذ؟
Raafat Alswerky ... وهل يمكن ان يتاخر الطالب عن تنفيذ نصيحة أستاذه، اذا كانت هذه الكتابة تستحق حقا ان يتم جمعها، ونتمنى ان تضمها كفتا كتاب مطعمة بهوامشها ومراجعها، مطرزة بمقدمة تكسبها الق توقيعكم استاذي د.أحمد يوسف. ولكم محبتي.
Firas O. Al Shaer طواحين هواء الانترنت .... اعجبني عذا التعبير .............سارع إلى التوثقيق والنشر
------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق