الاثنين، 20 فبراير 2017

الشعر من "زمن الشفاهة" إلى "زمن النبضة الإلكترونية"!!



الشعر من "زمن الشفاهة" إلى "زمن النبضة الإلكترونية"!!
----------------------------------------------------------

التقيت للمرة الأولى مع الفيلسوف العربي المغربي الدكتور محمد وقيدي للمرة الأولى في مهرجان المربد السادس بالعراق؛ وظل التواصل البريد بيننا إلى فترة؛ بعدها انقطع تواصلنا للاندماج في العمل؛ إلى أن دخلنا إلى العالم الافتراضي الرحب الذي شكله "فيس بوك"؛ فاسترددت التواصل من جديد... أتابع باستمتاع تدويناته وأحيانا أتداخل معه.

ولعل هذه الكتابة التي ذكرني بها "فيس بوك" تعد من هذه النوعية الراقية؛ وتدور حول الشعر وتلقيه. وفي تدوينتي تلك كتبت:

أستاذنا الفيلسوف الدكتور محمد وقيدي Mohamed Wakidi أتحفتنا بانطباعاتك عن تجربة السماع للشعر، وتأثيرات قراءة منتجي النص الشعري، ولكل طريقته، غير أن نمطية النوع التعبيري المعتمدة على الإيقاع السمعي، سواء كانت عبر التفعيلة وحدة الوزن؛ أو التنغيمة وحدة الإيقاع الصوتي في النوع المعروف بالشعر النثري، قد يكون لها تأثيرها على التلقي... فماذا عن تجربة انفرادك الذاتي بالنص، لتكون أنت القارىء، ومنتج تأويل النص عبر الفهم، وفق نظرية موت المؤلف.

نريد أن نقرأ عن تجربتك الانفرادية بالنص الشعري عبر علاقة العين بالكتابة، بدلاً من تجربة علاقة الإذن بالحنجُرة، وهي ما تلخص أزمة الشعر في العصر الحديث، التي تجاوزنا فيها احتفاليات سوق عكاظ الشعرية القديمة. 

ولا شك أن السؤال إشكالي بعد انقضاء "الزمن الشفاهي"، وتتابع الدخول في انقضاء "الزمن الورقي"، لنبدأ "زمن النبضة الإلكترونية"، أذا صلح التعبير. 


                                                                                      "رأفت السويركي"
---------------

صياغة شعرية للاغتراب ومحبة الوطن، 
وأيضا للحب... والغرام
 -----------------------------
                                    


  كنت أفضل دائما أن أسمع الشعر يقرأه الشعراء أنفسهم، وقد استمعت إلى كثير من كبار الشعراء يقرؤون الشعر. فمن البلاد العربية استمعت إلى الشاعر العراقي الكبير عبد الوهاب البياتي، وكذلك إلى الشاعرة نازك الملائكة وكذلك إلى الشاعر بدر شاكر سياب، ولكن في قرص مسجل تسلمته كهدية، وما أحلى أن يستمع الإنسان إلى الشاعر نزار قباني وهو يقرأ الشعر وقد أتيحت لي فرص منذ 1967 بالاستماع إلى نزار وهو يقرأ شعره كما استمعت إليه سنة 1988/89 بالعراق فكانت قراءته قصيدة جديدة كما استمعت إلى الشعر يقرأه عبد المعطي حجازي الذي شاركني السكن في نفس العمارة بباريس.

 ومن المغرب استمعت إلى الشعر يقرأه كثير من الأصداقاء الشعراء أذكر منهم على الخصوص الصديق عبد الرفيع الجواهري وهو يقرأ قصيدته القمر الأحمر أو بعضا من قصائده من ديوانه المعنون بـ "فاس" واستمعت أيضا إلى الصديقة مالكة العاصمي التي تبدع في قراءة الشعر مثلما تبدع في نظمه والتي تكون لحظة قراءتها للشعر خاصة، استمعت كذلك إلى الشاعر محمد بنيس وهو يقرأ شعره فاستمتعت به أيما استمتاع كما استمعت إلى الصديق الشاعر محمد الخمار الڭنوني وإلى الشاعر محمد السرغيني وقد كانا زميلين في الكلية، وكذلك إلى الشاعر أحمد المجاطي والشاعر القمري.

عندما استجبت للدعوة التي وجهت إلي لحضور قراءات شعرية بالمعرض الدولي للكتاب كنت مهيئا للاستماع إلى الشعر مقروءا فضلا عن المتعة التي قد أشعر بها من قراءتي في الدواوين.

كانت الجلسة مخصصة لشاعرات مغربيات يعشن خارج الوطن، حيث لم تقتصر الجلسة على توقيع الدواوين بل كان جزء منها مخصصا لقراءات من نماذج الشاعرات الحاضرات. لست ناقدا أدبيا للشعر بل مجرد متذوق له ولذلك سأتحدث عما تلقيته من شعر في تلك الجلسة بهذه الصفة.

بما أن الشاعرات كن ممن يعيش الإغتراب خارج وطنه الأصل فقد تعلقت كثير من القصائد بالتعبير الشعري عن هذا الإحساس بهذا الإغتراب وهي قصائد استمع الجمهور إليها بكل إعجاب وحماس عبر عنه التصفيق الذي جاء وراء كل قصيدة. 

كان ما أعجب الجمهور هو أن الشاعرات كن يقرأن شعرا باللغة العربية أو زجلا من طرف إحداهن وهو ما يعني الإرتباط بالوطن وبلغته علما بأن هناك أخريات لم يحضرن ينظمن الشعر باللغة الأمازيغية هذه ظاهرة إيجابية على وزارة الثقافة أن تزيد من العناية بها وتدعو في كل دورة من المعرض الدولي مزيدا من المبدعين والمبدعات المغاربة الذين يعيشون بالخارج والذين ينتجون أدبا أو فكرا بلغتهم أو بلغات أخرى.

لن ننسى أن هناك قصائد أخرى تحدثت عن الحب، بل وعن الغرام حيث التعبير عن شعور المرأة وهي تعيش هذا النوع من العلاقة وقد كانت تلك القصائد إبداعا متميزا بالتلقائية ولكن أيضا بالجرأة، وقد راقت هذه القصائد الجمهور.

قضيت كما قضى مجموع الحاضرين أمسية رائعة. الصور أدناه هي للشاعرة أحلام لقليدة صاحبة ديوان "رحى الأحلام" ولشاعرة نجاة الڭاضي صاحبة ديوان "ومضات مغرتبة"، وكانت القرابة العائلية مدخلا للصداقة مع أحلام لقليدة وعلاقة التلمذة هي التي كانت مدخلا من السيدة نجاة الڭاضي أما الزجالة التي شاركت معهن فقد تشرفت بالتعرف إليها...
                                                                                          "أ.د. محمد وقيدي"
-----------------
تعليقات على تدوينتي:
--------------------
Mohamed Wakidi  سآخذ اقتراحك الموضوعي بعين الاعتبار...

Raafat Alswerky  سلمت استاذنا الكبير الدكتور محمد وقيدي وأدام الله توقدك.


عبد الحميد عيد وربما لو قرأه أديب فيلسوف مثلك، يضيف إليه أبعادا لم تخطر على بال الكاتب. فقراءتك تحتوي بوقفاتها ونبراتها على النقد والتعجب الخ.

Raafat Alswerky  تقديري واعتزازي بمرورك البهي صديقي الغالي عبد الحميد عيد، وبالمناسبة الدكتور الوقيدي من أساتذة وعلماء الفلسفة العربية، وصداقتنا تعود الى التسعينات من القرن الماضي، ومشروعه الفكري عميق.

---------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق