الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

تفكيك العقل النخبوي الإعلامي المهيمن ( 44 )

هياج "إعلاميي الرأسمالية الطفيلية"... الحالة المصرية نموذجاً!!
------------------------------------------------

تطورات الأحداث في الساحة المصرية؛ تفرض على "العقل التفكيكي" في هذه الكتابة تأجيل متابعة "المسألة المتأخونة" مؤقتاً؛ لكي يلتفت باهتمام إلى خطاب النخب الإعلاموية المهيمن... " الحالة المصرية نموذجاً"، والذي تسرطن في فجاجة محمولِهِ السياسي عبر برامج "التوك شو" و"التدوينات" في وسائط التواصل الاجتماعي؛ والمواقع الالكترونية والصحافة الورقية.

وفي واقع الأمر؛ يمكن وصف الكثير من تلك "النخب الإعلاموية"؛ في إطار أدبيات "الإعلام السياسي" بأنها "نخب إعلاموية رأسمالية طفيلية"... لماذا؟ هذا ما ستكشف الإجابة ملامحه في التفكيك التوصيفي لآداء هذه النخب الإعلاموية من دون ذكر أسمائها الشخصية؛ لتجلية الجلبة والضوضاء السياسية التي تقوم بها راهناً في إطار المسألة المصرية؛ إذ أن خطابها اليومي دال عليها بوضوح.

وإذا كانت مدارس التحليل السياسي تختلف أو تتفق حول دور الإعلام في المجتمع؛ فإن ما لا يقبل الشك أن الإعلام يلعب دوراً مؤثراً في الواقع؛ مدفوعاً بمحرك فاعل اسمه التمويل والإنفاق عليه؛ فمَنْ يُنفق؛ يُنفقُ لمصلحته بدءاً من الدولة، وصولا إلى رجل الأعمال مالك الفضائية أو الصحيفة.

*****

وإذا كانت الدولة تُنفق على إعلامها؛ فهي تستهدف التوعية بما تسعى لتنفيذه من أهداف وطنية؛ ولكن مالك رأس المال الفرد يُنفق على الإعلام لتكريس مصالحه الذاتية المغلقة؛ وهنا مربط الفرس في طبيعة الرسائل التي يقوم الإعلام الخاص في مصر بإرسالها؛ والمحكومة بقاعدة " لا شيء لوجه الله"!!

*****
لقد تعرض المجتمع المصري بدءاً من المرحلة الساداتية؛ وتواصلت خلال المرحلة المباركية إلى حالة تشوه طبقي مُتَسَرْطِن؛ اتسعت فيها مساحة الفقر لأغلبية الشعب المصري؛ الذي انهارت طبقته الوسطى من المتعلمين؛ وهاجرت صفوة نخبتها إلى دول الخليج وأوروبا في مطلع ما سميت مرحلة الانفتاح الساداتي، مع ازدياد معدلاته السكانية الكاسرة لكل القواعد.

وقد تركزت قمة الهرم الاجتماعي في المجتمع المصري؛ متحولة من "الباشوات" وكبار الاقطاعيين قبل 1952م إلى طبقةٍ هجينٍ من "الرأسمالية الطفيلية" التي تكونت من كبار الموظفين الفاسدين؛ والمغامرين والسماسرة؛ الذين عاشوا على تبوير وبيع الأراضي الزراعية؛ ليقيموا تجمعات الحلم الكاذب السكانية الفاخرة؛ وأيضاً ممن سطوا تحايلاً بالفساد على مصانع الدولة المُجمَّدة للنسيج، والحديد والصلب، وخلافهما خلال الابتلاء بمرحلة مبارك التي كرَّسَتْ هيمنة الرأسمالية الطفيلية في مصر.

هذه الطبقة/ الفئة الرأسمالية الطفيلية المهيمنة التي تمتلك الثروة المالية، أو الممتلكات التي تدر ريعاً؛ لم تتأخر عن إنتاج وسائل إعلامها الخاصة اعتمادا على استقطاب الكوادر الإعلامية من موظفي الدولة؛ والإنفاق عليها سعياً لتوظيفها وقتما تشاء؛ باعتبارها أولاً: وسيلة ترويج لأنشطتها الأقتصادية؛ ضمن نظام تدوير أموالها في أقنيتها الخاصة بدلاً من توجيهها إلى دعم تلفزيون وصحف الدولة؛ وفي الوقت نفسه - وهذا هو الأهم - توظيف هذه الوسائل التلفازية والورقية إلى أدوات ضغط على الدولة أو الأطراف التي تستهدفها!!

*****

والسؤال: هل يُقدمُ هذا الإعلام الخاص رسائِلَ إعلامية ذات هَمٍّ وطني حقيقي لوجه الله؛ أم أنها تلعب لعبة المخادعة، تحت ما تُسميه حرية الإعلام والإعلاميين؛ وقد تحولت هذه الوسائل بإعلامييها إلى جهات مُحَاكَمَة؛ وأدوات جَلْدٍ يومي لكيان الدولة وأجهزتها؛ المؤسسات العامة الحكومية فقط؛ أما الاقتراب من حَواف الملكيات والأعمال الخاصة فهي من المحرمات بالنسبة إليها؛ إذْ هل من المقبولِ أن يَخْدُشَ الإعلامُ الخاصُ جِلْدَ مالِكِه؟! 

إن هذه القنوات والصحف الخاصة؛ حسب علوم الإعلام السياسي تُعبِّرُ خير تعبيرٍ عن قيم ومباديء وآراء تلك "الفئة/ الطبقة الطفيلية" بهدف خدمة مصالحها؛ وتكشف ذلك دراساتُ تحليل المضمون لبرامجها؛ مهما كان ذلك الحضور غيرَ بارزٍ بشكل مباشر في برامج هذه القنوات والصحف؛ ولكن "دراسات تفكيك الخطاب الإعلاموي" لتلك القنوات والنخب العاملة بها يمكن لها أن تضع يَدَهَا على حقيقة "المسكوت عنه" في متن الرسائل الإعلامية؛ وهو مسكوتٌ عنهُ غيرُ بريءٍ أو مُنَزَّهٍ عن الغرض السياسي الخاص!

*****

والظاهرة اللافتة للاهتمام التفكيكي أن نمط "الإعلام الرأسمالي الطفيلي" في الواقع المصري كنموذج؛ أنتج نخبةً إعلامويةً يُمكن وصفُها أيضا بالنخبة "المُتَرَأْسِمِلَة"؛ أي التي تمتلك من الرأسمال الملايين؛ أو تدور في حدوده المليونية؛ وهذه تمثل قمة الهرم الإعلامي الرأسمالي الطفيلي؛ فيما القاعدة الأعرض من هذه النخبة تدورُ في حدود أنصاف المليون أو مئات الألوف مبدئياً.

وتستطيع أن تتعرف إلى القدرة الرأسمالية تلك؛ عبر تحليل مُكونات صورة الشاشة التلفازية؛ فكلَّما هيمن منفرداً الإعلامي على مساحة البث تنكشف حدوده الرأسمالية في العملية الإعلامية؛ لأن شَغْلَ توقيت البث الطويل بحضوره الشخصي؛ أو عبر ضيوفه الذين سيقولون ما يخدم رسالته التي ينتجها لأنه ينتقيهم؛ يمثل مقياساً لحساب مدخوله الشهري؛ وبالتالي السنوي. والمعلومات المفرج عنها لرواتب هذه النخب تضعهم في فئة أصحاب الملايين؛ ما يُبرر تسميتهم بالرأسمالية الإعلامية الطفيلية!!

وتحتوي هذه الفئة - حسب ما نُشر من معلومات – عناصر تَرْبض في رأس الهرم الإعلامي الرأسمالي الخاص؛ وتتعدد كذلك مصادر دخلها المليونية عبر تأسيس بعض الصحف وترويجها حسب نمط "إعلام الفضائح الاجتماعية والسياسية" لتحقيق الانتشار لها؛ وبعد أن تستقرَ قاعدتُها في المقرؤية؛ تقوم ببيعها إلى الرأسماليين ممن يسمون "رجال الأعمال" للإنفاق عليها وتوظيفها كما يخططون لها. 

وتتعدد أيضاً المصادر التمويلية لثروة هذه الفئة من الرأسمالية الإعلامية الطفيلية؛ بدخول الهبات والعطايا وأموال الدعم من الجهات الخارجية؛ التي تخترق المجتمع المصري تحت المسميات الكذوب بنشر الديموقراطية وحقوق الإنسان؛ وما أفرج عنه من معلومات موجودة في الملفات أمام الجهات الرقابية والقضائية مخيف؛ لكن مئات ألوف الدولارات دخلت الحسابات الخاصة بهم لآداء الوظيفة المطلوبة.

إن "الإعلامي الرأسمالي الطفيلي" مُلتصقٌ وجدانيا ووظيفيا بالسياسة الغربية الهادفة لتدمير الأوطان المستقرة؛ وهو ادِّعاء يرفع شعارات فضفاضة من دون قياس حقيقة الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في بلاده؛ إنه الوكيل الناطق باسم تلك الجهات الخارجية؛ تحت وهم الترويج لمفاهيم ناعمة، وصارت تمثل السلاح الذي يُوظف لقلقلة تلك المجتمعات.

إن ما تقدمه عناصر الرأسمالية الإعلاموية الطفيلية في مصر عبر برامج "التوك شو" والصحف الورقية... يستدعي من علوم الإعلام، وتحديداً الإعلام السياسي أن تدرس هذه "الظاهرة العولمية" في تطبيقاتها المحلية؛ ليس من منظور الرَّصد فقط؛ وإنما من منظور التفكيك والتحليل؛ لخطورة الأدوار التي تؤديها باندراجها في حروب الجيل الرابع والجيل الخامس والجيل السادس؛ التي تُدار بالتحكم والسيطرة عن بُعد. 

إن غرض هذه الحروب هو إحداث القلقلة والتذمر الاجتماعي؛ الذي يقود جماهير يجري تجهيزها للغضب والاهتياجِ المُنْفَلت؛ فتدخل في صدام مع الدولة؛ ثم تتحول بالاستطرادات إلى تحقيق حالة الاحتراب الأهلي؛ وصولا إلى تفكك الدول المستقرة تاريخياً؛ وهذا ما شُوهدت نماذُجه في العراق وليبيا؛ والمحاولة جارية في سوريا "حماها الله من التفكك". 

*****

إن الجهد التفكيكي لخطاب "العقل النخبوي الإعلاموي الرأسمالي الطفيلي" يضع يده بسهولة على الحقائق المسكوت عنها لدى هذه النخب؛ ويمكن لمن يقرأ بوعي أن يدرك ما تبنيه من انطباعاتٍ أغلبيةُ برامج "التوك شو" كلَّ ليلةٍ بالقنوات الخاصة فيكتشف ما يلي:

أولاً: إنه خطابٌ صانعٌ للصورة السوداوية المحيطة بالواقع الحقيقي في مصر؛ إذ يلتقط "الإعلامي الرأسمالي الطفيلي" في كثير من الأحايين أحداثاً تافهة؛ أو صغيرة الحضور؛ ويصنع منها مادة ليلةٍ سوداء، تُصيب المشاهدين باليأس والضيق من طبيعة الواقع الذي تُرسخ صورته منهاراً.

ثانياً: إنه إعلامٌ قاصرٌ مهنياً عن إدراك طبيعة العمل؛ فيتجنب تقديم الصورة من الأوجه المختلفة، لتحقيق التوازن المهني المطلوب في الرؤية؛ وإنما عامداً متعمداً يُركِّز على جزئية واحدة من القضية؛ ويخفي بقية الأوجه.

ثالثاً: إنه إعلامٌ منحازٌ لتصورٍ نفعي مرتبطٍ بمصالح "الإعلامي الرأسمالي الطفيلي"؛ أو "الرأسمالي المالك للفضائية".

رابعاً: إنه إعلامٌ مضللٌ بتضخيم السلبي؛ وإخفاء أو الإنقاص من حجم الإيجابي في القضية محل المعالجة.

خامساً: إنه إعلامٌ في أحيان كثيرة يمارس الدورَ التشويشي في المجتمع؛ بالتقاط الواقع السلبي؛ والإكثار من الحديث حوله؛ مُتجاهلاً أية معالجات ذات نَفَسٍ إيجابي في الواقع الاجتماعي.

سادساً: إنه إعلامٌ تعذيبيٌ؛ يستمرىءُ محاصرة الجمهور بالأجواء الكارثية كل ليلة؛ وهو ما يرسم صورة قاسية للمجتمع؛ واستمرار صناعة هذه الصورة التعذيبية للمشاهد قد يدلُّ على عوارٍ نفسي مصابٍ به "الإعلامي الرأسمالي الطفيلي"؛ ويفضح عدم اتزانه العاطفي؛ إذ أن المجتمع لديه يبدو فقيراً إلى حد الفاقة؛ وجائعاً إلى حد المجاعة؛ ومريضاً إلى حد الوباء؛ ومنفلتاً إلى حد الفوضى؛ ومهملاً إلى حد القذارة!!!

سابعاً: إنه إعلامٌ مدعٍ إنسانياً إلى حد الرخص؛ فلا يَمَلُّ من الحديث عن القمع الرسمي للجمهور؛ ويقدم نفسه متحدثاً رسمياً عن كل الكتلة السكانية الكبيرة من دون تفويض ممنوح له؛ على الأقل بالحديث الروتيني المتواصل عن الديموقراطية؛ فيما هو لا يُمارسه في بيئة العمل التي يُديرها؛ مستغلاً بالقمع الوظيفي حاجة البسطاء من العاملين به.

ثامناُ: إنه إعلامٌ يفتقد إلى البوصلة الوطنية؛ بتضخيم كل ما يرسم صورة سيئة للدولة؛ حتى ليبدو أنه أحد معاول هدم قيمة الدولة؛ ويُروِّج لبرامج الفوضى الجماهيرية المضادة للدولة.

تاسعاً: إنه إعلامٌ نرجسيٌ؛ يُغلِّبُ الرأي الشخصي للإعلامي الرأسمالي الطفيلي على الرأي الاختصاصي؛ وبعد أن يتولى تجهيز ذهنية المشاهد بما يسعى إليه قد يستعين بمن يُسميهم الاختصاصيين؛ الذين يستجلبهم لخدمة خطابه بما يطرحون ليدعموا وجهة نظره إعلامياً رأسمالياً طفيلياً.

عاشراً: إنه إعلامٌ في وظيفته يلعب دوراً تآمرياً على نظام الدولة؛ بما يقدمه ليلياً من مواد طازجة؛ يتكىء إليها الإعلام الفضائي الخارجي المضاد للدولة، في صناعة الصورة السيئة التي تخدم مخططات الاستهداف؛ وبالتحديد من قنوات التنظيم المتأخون الخارجية؛ وبعض الدول الغربية والدليل في وقائع وأحداث تتعلق بالأمن الوطني "مقتل روجيني الإيطالي نموذجاً".
*****
تلك هي أبرز المواصفات العامة للإعلام الرأسمالي الطفيلي المصري" وسائل إعلام وإعلاميون"؛ والتي تجد نماذجها اليومية في برامج "التوك شو" وبعض الصحف الورقية المملوكة لرجال الأعمال والمال.

ويستطيع أيُّ قارىء لهذه الكتابة أن يقوم بتجليس هذه المواصفات على ما يشاهده من البرامج؛ وعلى هؤلاء الإعلاميين الذين يملأون ليل الجمهور بالصخب؛ واللطميات التلفازية من صُنَّاع الصورة السوداوية للدولة في مرحلتها الراهنة حسب ما يلي:

- التخصص في الهجوم الكاسح على راهن أجهزة الدولة الخدمية؛ وصناعة صورة عامة لها بأنها دولة الفساد المطلق؛ مع عدم الإشارة إلى أن هذه الظاهرة نشأت وتراكمت طيلة العقود المباركية من الحكم التي أيضا كبروا خلالها وخلال فترة المخلوع المتأخون محمد مرسي.

- صناعة صورة مُطلقة لفشل الدولة في معالجة الأزمات التي تحدث؛ مع عدم تقديم التحليلات العلمية التي توضح تاريخية هذه الأزمات في المرحلتين السابق الإشارة إليهما.

- تضخيم الصورة السلبية حول الجهد الحكومي المبذول؛ وترويج صورة تستهدف إثبات فشله؛ من دون تقديم التفسيرات الكامنة وراء ذلك.

- الغمزُ واللَّمزُ - وهذا هو الأخطر ـ في الحضور الاجتماعي والاقتصادي لمؤسسة الجيش الوطني المصرية؛ ومحاولة ترسيخ صورة سلبية بأنها تتدخل في أنشطة المجتمع المدنية، فيما مهمتها عسكرية فقط وتتلخص في الدفاع عن الحدود؛ متناسين أن هذا الجيش الذي يرتقي في سُلَّمِ التقدم العسكري بالمقاييس الدولية لا يتأثر مطلقا بالتفاته إلى الجانب الداخلي؛ الذي يشارك في حل مشكلات مجتمعه الحاضن من منظور استراتيجية إدارة الأزمات التي قد تؤثر إذا تفاقمت على اهتمامه العسكري الأصلي.

- ويتغابى هؤلاء عن المعرفة بأن تدخُّل المؤسسة الوطنية العسكرية من "منظور إدارة الأزمات" التي تهدد الأمن الوطني داخلياً؛ يأتي نتيجة تدمير دور الدولة وإضعافها طيلة العقود الأربعة الماضية خلال فترة مبارك ومن تلاه؛ وفوضى ما تسمى ثورة يناير.

- يُخفي هؤلاء أن تدخل المؤسسة الوطنية العسكرية يأتي كظهير مساند للدولة المستضعفة؛ إلى أن تسترد قوتها المفقودة راهنا لمصلحة الطبقة الرأسمالية الطفيلية التي أطلقها السادات وقام مبارك بتسمينها إلى درجة التوحش. 

- يتغافلُ هؤلاء عن القول بأن تدخُّل المؤسسة العسكرية يأتي عبر قطاعاتها الاختصاصية؛ وليست قطاعاتها الحربية؛ مثل جهاز مشروعات الخدمة الوطنية؛ وجهاز الخدمات العامة الذي تم انشاؤه لتحقيق الإكتفاء الذاتي للقوات المسلحة‏ في مختلف المجالات،‏ ويقدم العديد من الخدمات المدنية‏، لأسر العسكريين وكافة المواطنين المدنيين بأسعار مخفضة.

- يغمض هؤلاء أبصارهم عن أن المؤسسة العسكرية الوطنية تهتمُ استراتيجياً بـ "تحقيق الاكتفاء الذاتي للقوات المسلحة؛ بما يخفف الأعباء عن كاهل الدولة؛‏ مع المساهمة في زيادة العائد الوطني المصري؛ عن طريق إقامة المشروعات الاقتصادية المختلفة؛ مع التركيز على مشروعات البنية الأساسية؛ والمشروعات التنموية بالمحافظات الحدودية؛ وجذب الاستثمارات إليها. كما يُعاون الجهازُ بذلك في خلق فرص عمل للشباب بالإضافة إلى تدريبهم وتأهيلهم".

- إن هذا التفكير الاستراتيجي العسكري المصري؛ يحدث مستفيدا من كثافة "عديده البشري" من المجندين الحرفيين؛ فتمكن من تأسيس منظومة مشروعاتية منتجة؛ خاصة بزراعة واستصلاح الأراضي، والمقاولات العامة والتوريدات، وإنشاء وتنمية الطرق، والخدمات والصيانة، والكيماويات والإسمنت، والصناعات الغذائية والمياه، والصناعات الطبية والثروة السمكية، والتعدين والبترول... إلخ في الوقت الذي لا يُقَصِّر في دعم قدراته الحربية الفائقة المدركة للتحديات الحربية التي تواجهه في المنطقة.

- إغماض العين عن القدرة الالتزامية الهائلة المنضبطة للجيش المصري؛ في مواعيد وجودة تنفيذ المشروعات التي يتصدى لها من منظور الأمن الوطني في التوقيت الذي جرى فيه سابقاً إضعاف الدولة لمصلحة الرأسمالية الطفيلية المصرية؛ والتي تصرخ فضائياتها؛ والرأسمالية الإعلامية الطفيلية للإعلاميين بها من هذا الدور العسكري الوطني؛ لأن الحضور العسكري يحرمها من التهام كعكة الإعمال في مصر بكل جشعها وفسادها الأخلاقي؛ وتحايلاتها لتعظيم الربح الفائق.

*****

إن حالة الهياج التي تطال "الرأسمالية الإعلامية الطفيلية" في نموذج الحالة المصرية؛ عبر برامج "التوك شو"؛ والصحف الورقية والالكترونية بلغت ذروتها على سبيل المثال في الحديث عن تطوير مجرى قناة السويس؛ والعاصمة الإدارية الجديدة؛ ومؤتمر الشباب بشرم الشيخ؛ وفي حالة الفيضانات الخريفية التي حدثت في بعض المحافظات؛ متناسين الدلالة القرآنية للآية: ﴿وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ﴾ [الحجر: 21].

في الحقيقة... ليس لدى هؤلاء الإعلاميين من نوعية "الرأسمالية الإعلامية الطفيلية" من هاجس؛ أو مهمة سوى إنتاج "خطاب إعلاموي" خادم لمصالح أربابهم من الرأسماليين الطفيليين؛ الذين يوظفونهم؛ ويقدمون إليهم أيضاً الملايين من الجنيهات لخدمة مصالحهم الاستغلالية؛ التي تقام على جثة وفشل الدولة المصرية وهي آخذة في التعافى.



 مقننات مداخيل مذيعي التوك شو العام 2014
 كا يكاتير الفنان ابراهيم حنيطر يلخص القضية
 صور تاثيرات السول المصرية
 جلسة الاعلام في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ
 هكذا السيول الاميركية
 السيول الاميركية
 انقاذ احدى المتضرارات من السيول في اميركا
 السيول في كوريا
 السيول في بريطانيا والسيول في المغرب الصورة السفلى
 

 " رأفت السويركي"
=========================================== 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق