"فيس بوك" يذكرني بغيبوبة "العقل الماضوي" حين يتوهم!! ----------------------------------------------
لم يتورع هذا الشخص عن التوهم، فيمسك بالقلم ويعكس توهماته الذهنية
المرضية، فيخط خطا تبدو خلاله بعض اجزاء القارة الأوروبية في صورة شخص
يسجد.
انه المرض العقلي المعكوس في
شكل من أشكال الهوس الفكري الذي يرتدي مسوح التدين الكاذب، وبقدر ما يعكس
الجهل بالعقيدة وطبيعتها وروحها وأساساتها، فهو أبعد ما يكون عن معنى
التدين الحقيقي. إنه إنتاج الفكر الماضوي الكهفي، المهيمن على تاريخنا
الديني لقرون، والذي لم يطرق أبواب العصر بمنهج العلم والعقل والتفكر الذي
أمرنا الله به في محكم كتابه وأساس عقيدة الإسلام، وهكذا ذكرني "فيس بوك"
بتلك الكتابة التي نشرها لي الموقع التنويري " اسلام مغربي".
الجهل المُعمّم.. سجود أوروبا الكافرة رغماً عن أنفها
- نشر بتاريخ الخميس, 12 تشرين2/نوفمبر 2015 10:01
- كتب بواسطة: إسلام مغربي
كثير من مواقع التواصل
الاجتماعي بالتحديد "فيس بوك" تحتفي بنشر صورة، مصطنعة وتتناقلها معتبرة
إياها انتصاراً مذهلاً على "أوروبا الكافرة"، وما كاد أحد الحسابات يضعها
حتى تبارى الكثيرون في "تشييرها"، معتبرين أنها إحدى دلائل وعلامات الإعجاز
غير المسبوق.
ومن أجل تصحيح الوعي تجاه هذه
الرسالة التي تعبر عن منهج دعائي متخلف يرتدي مسوح الدين، والذي لا يعتمد
أساسات التفكير الصحيح، أو الواعي بالواقع وثوابته ومتغيراته، مستفيداً من
معطيات وابتكارات وجهد وإبداع العقل الغربي الكافر، علينا أن نقرأ معاً،
مضمون تلك الرسالة التي يسعى منتج هذه الصورة أو العلامة إلى تعميمها،
متوهماً أنه يخدم بذلك العقيدة السمحة، عقيدة العقل والتفكر والتأمل،
بطريقة ساذجة تسئ للعقيدة في زمن العلم والتجريب.
إن هذه الطريقة تكشف مدى انهيار وسطحية تفكير شريحة لا بأس بها معطلي العقل المسلم عن إبراز مكنوناته التي وهبها الله له بعقيدة الإسلام التي جاء بها الكتاب وكانت أولى كلماته الكريمة: "إقرأ".
وسوف نتبع في تعاملنا مع هذه الرسالة الرديئة، منهج التفكيك والتحليل، لمعرفة المضمون المحمول فيها، ومدى توفيقه أو تهافته وانهياره، والتفكيك سيبدأ بالنص المكتوب مرافقاً للصورة، ثم بالصورة نفسها، لنعرف هل نجح منتج الرسالة في مهمته، أم فشل...وهو الهدف من هذا التحليل.
إن النص المكتوب حرفياً بكل أخطائه الكتابية هو: "الصورة التي ابكت الملايين، القارة الاوروبية تسجد رغما عن انفها، الصورة هذي اسلم وراها يهودي و مسيحي و حتى بوذيين و شوية ديانات اخرى دخلوا الاسلام
***********لا تــــــــــــــــخرج دون ان تكتب سبحان الله و الله اكبر انه لفتح عظيم ".
وبتفكيك هذه العبارات، لكشف الرسالة الفاشلة التي تحملها، نجد أن منتجها يتوهم:
1- أن شكل قارة أوروبا المرسوم والمتخيل تبدو منه أن القارة العجوز ساجدة.
2- ويكذب منتج الرسالة بالتعميم أن الصورة تسببت في إسلام يهودي، ومسيحي، وبوذيون، وأهل ديانات أخرى، من دون أن يقدم إحصاء موثوقاً لما قرره.
3- يطلب منتج الرسالة من المشاهد أن يكتب عبارات التسبيح والتكبير، معتبراً أن تلك الصورة تعتبر فتحاً عظيماً.
وبتحليل مضمون الرسالة التي يسعى إليها منتج تلك الرسالة الفاشلة، نجد أنه يستخدم أسلوب الاستدراج العاطفي بحكم قيمي، يَدَّعي أن الصورة أبكت الملايين، والسؤال أية ملايين تلك التي بكت، وأين بكت؟ إنه لا يعرف عددهم وإلا ذكرهم.
ثم انتقل إلى حكم قيمي آخر، بادِّعاء أن القارة الأوروبية تسجد رغماً عن أنفها، حيث توهم برسم الخطوط السوداء التي حددها على الخريطة أن القارة الأوروبية " بأكملها تسجد على الخريطة"، متجاهلاً حسب الشكل الجغرافي السياسي التصاق جغرافية قارة أوروبا مع قارة آسيا، لكنه حدد أوروبا فقط. وكأن أوروبا فقط من وجهة نظرة هي الكافرة، وآسيا غير ذلك، على الرغم من أنها تضم مليارات البوذيين والسيخ وأصحاب الكثير من العقائد السماوية والأرضية.
وقد نسي منتج تلك الرسالة ببؤس عقله وادعائه الإيماني، أن القرآن الكريم يَذكُر في آياته الكريمة: " ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض"، وكذلك كل الوجود ساجد لله بقدرته جلَّ وعلا، سجود الفطرة والطبيعة والصنعة.
إن هذا الهوس الفكري الذي يرتدي مسوح التدين الكاذب، بقدر ما يعكس الجهل بالعقيدة وطبيعتها وروحها وأساساتها، هو أبعد ما يكون عن معنى التدين الحقيقي. إنه إنتاج الفكر الماضوي الكهفي، المهيمن على تاريخنا الديني لقرون، والذي لم يطرق أبواب العصر بمنهج العلم والعقل والتفكر الذي أمرنا الله به في محكم كتابه وأساس عقيدة الإسلام.
إن تلك النوعية من مغسولي الدماغ، بقدر ما تتوهم أنها تخدم العقيدة السمحة، تسيئ إلى الدين، بالتخرُّفات من "الخرافة" التي تعممها على الدنيا، مستفيدة من منتجات العقل العلمي الذي تجاوز سياق الأرض وأنزل بشراً على القمر، و"روبوتات" على المريخ، ومسابير إلى الكواكب الأخرى. هذه النوعية تروج الخرافة المخزية في أكمل صورها.
وبدلاً من أن تنشر هذه التيارات "المتدينة شكلياً" آيات التحبيب في العقيدة الكاملة، بنشر قيم احترام الدين الإسلامي للإنسان عقلأ وروحا، موضحة رسالة الإسلام في تحرير الإنسان من كافة أشكال العبودية إلا لله، نراها تتنطع بترويج الخرافات المتخيلة والمتوهمة، والبعيدة عن منهج الله في الخلق والتكليف بالعقل وإعماله في كل شيء.
ولعل ما ذكره القرآن الكريم عن موقف الله مع الملائكة وخلق آدم، يكفي لكي يتوقف هؤلاء عن مواصلة انتاج وتعميم بلاهاتهم، حين طلب جلَّ وعلا من آدم إخبار الملائكة الأقرب إلى جلاله في ملكوته بأسمائهم، بعلمه الذي علمه الله إيّاه وأسكنه في عقله، تجهيزاً لتكليفه بغاية إعمار الأرض، عبر توظيف العقل الذي هو نفحة إلهية للإنسان ليعرف فضل الله عليه وقد ميزه عن سائر خلقه بتلك المنحة الربانية.
إن المصيبة الكبرى في عالمنا الإسلامي هي هيمنة المتخيل الأسطوري على كل حركة الذهن الراهن، استدراراً واستهلاكاً لمعطيات قولية ماضوية مستجلبة أو موروثة منذ زمن سيادة الخرافة القديم، الذي لم يكن العقل البشري وقتها قد حقق الفتوحات في الكشوف المختلفة عبر تيسيير الله ومنهج التجريب.
وإذا كان المقت الحضاري لدى بعض الاتجاهات "المتدينة" تجاه قارة أوروبا ينتج هذه النوعية المشوشة من الرسائل، فإنها في الوقت نفسه تكشف حجم التهافت لدى أصحاب ذلك الاتجاه وإحساسه بالدونية والشعور بالنقص في مواجهة الآخر الأوروبي، فيما هذا الآخر" الكافر" صنع حضارته الحالية المتسيدة بالتهام موروث وعلوم العقل المسلم السابق، الذي تركها ابن سينا في الطب، وابن خلدون في العمران والاجتماع، وابن الهيثم في العلوم والبصريات، والخوارزمي في الجبر والحساب، والإدريسي في الخرائط والجغرافيا، والكندي في الفلك، وابن النفيس في الطب، وابن رشد في الفكر والفلسفة، والفارابي في علوم ما وراء الطبيعة... والقائمة تطول من أصحاب العقول المسلمة.
وحبذا لو يتوقف هؤلاء المرضى العقليين عن ترويج الخرافة باستخدام إبداعات العقل الكافر الذي ابتدع ما ينعم به هؤلاء في أوروبا التي رسموها على الخريطة ووصفوها بالكافرة.
إن هذه الطريقة تكشف مدى انهيار وسطحية تفكير شريحة لا بأس بها معطلي العقل المسلم عن إبراز مكنوناته التي وهبها الله له بعقيدة الإسلام التي جاء بها الكتاب وكانت أولى كلماته الكريمة: "إقرأ".
وسوف نتبع في تعاملنا مع هذه الرسالة الرديئة، منهج التفكيك والتحليل، لمعرفة المضمون المحمول فيها، ومدى توفيقه أو تهافته وانهياره، والتفكيك سيبدأ بالنص المكتوب مرافقاً للصورة، ثم بالصورة نفسها، لنعرف هل نجح منتج الرسالة في مهمته، أم فشل...وهو الهدف من هذا التحليل.
إن النص المكتوب حرفياً بكل أخطائه الكتابية هو: "الصورة التي ابكت الملايين، القارة الاوروبية تسجد رغما عن انفها، الصورة هذي اسلم وراها يهودي و مسيحي و حتى بوذيين و شوية ديانات اخرى دخلوا الاسلام
***********لا تــــــــــــــــخرج دون ان تكتب سبحان الله و الله اكبر انه لفتح عظيم ".
وبتفكيك هذه العبارات، لكشف الرسالة الفاشلة التي تحملها، نجد أن منتجها يتوهم:
1- أن شكل قارة أوروبا المرسوم والمتخيل تبدو منه أن القارة العجوز ساجدة.
2- ويكذب منتج الرسالة بالتعميم أن الصورة تسببت في إسلام يهودي، ومسيحي، وبوذيون، وأهل ديانات أخرى، من دون أن يقدم إحصاء موثوقاً لما قرره.
3- يطلب منتج الرسالة من المشاهد أن يكتب عبارات التسبيح والتكبير، معتبراً أن تلك الصورة تعتبر فتحاً عظيماً.
وبتحليل مضمون الرسالة التي يسعى إليها منتج تلك الرسالة الفاشلة، نجد أنه يستخدم أسلوب الاستدراج العاطفي بحكم قيمي، يَدَّعي أن الصورة أبكت الملايين، والسؤال أية ملايين تلك التي بكت، وأين بكت؟ إنه لا يعرف عددهم وإلا ذكرهم.
ثم انتقل إلى حكم قيمي آخر، بادِّعاء أن القارة الأوروبية تسجد رغماً عن أنفها، حيث توهم برسم الخطوط السوداء التي حددها على الخريطة أن القارة الأوروبية " بأكملها تسجد على الخريطة"، متجاهلاً حسب الشكل الجغرافي السياسي التصاق جغرافية قارة أوروبا مع قارة آسيا، لكنه حدد أوروبا فقط. وكأن أوروبا فقط من وجهة نظرة هي الكافرة، وآسيا غير ذلك، على الرغم من أنها تضم مليارات البوذيين والسيخ وأصحاب الكثير من العقائد السماوية والأرضية.
وقد نسي منتج تلك الرسالة ببؤس عقله وادعائه الإيماني، أن القرآن الكريم يَذكُر في آياته الكريمة: " ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض"، وكذلك كل الوجود ساجد لله بقدرته جلَّ وعلا، سجود الفطرة والطبيعة والصنعة.
إن هذا الهوس الفكري الذي يرتدي مسوح التدين الكاذب، بقدر ما يعكس الجهل بالعقيدة وطبيعتها وروحها وأساساتها، هو أبعد ما يكون عن معنى التدين الحقيقي. إنه إنتاج الفكر الماضوي الكهفي، المهيمن على تاريخنا الديني لقرون، والذي لم يطرق أبواب العصر بمنهج العلم والعقل والتفكر الذي أمرنا الله به في محكم كتابه وأساس عقيدة الإسلام.
إن تلك النوعية من مغسولي الدماغ، بقدر ما تتوهم أنها تخدم العقيدة السمحة، تسيئ إلى الدين، بالتخرُّفات من "الخرافة" التي تعممها على الدنيا، مستفيدة من منتجات العقل العلمي الذي تجاوز سياق الأرض وأنزل بشراً على القمر، و"روبوتات" على المريخ، ومسابير إلى الكواكب الأخرى. هذه النوعية تروج الخرافة المخزية في أكمل صورها.
وبدلاً من أن تنشر هذه التيارات "المتدينة شكلياً" آيات التحبيب في العقيدة الكاملة، بنشر قيم احترام الدين الإسلامي للإنسان عقلأ وروحا، موضحة رسالة الإسلام في تحرير الإنسان من كافة أشكال العبودية إلا لله، نراها تتنطع بترويج الخرافات المتخيلة والمتوهمة، والبعيدة عن منهج الله في الخلق والتكليف بالعقل وإعماله في كل شيء.
ولعل ما ذكره القرآن الكريم عن موقف الله مع الملائكة وخلق آدم، يكفي لكي يتوقف هؤلاء عن مواصلة انتاج وتعميم بلاهاتهم، حين طلب جلَّ وعلا من آدم إخبار الملائكة الأقرب إلى جلاله في ملكوته بأسمائهم، بعلمه الذي علمه الله إيّاه وأسكنه في عقله، تجهيزاً لتكليفه بغاية إعمار الأرض، عبر توظيف العقل الذي هو نفحة إلهية للإنسان ليعرف فضل الله عليه وقد ميزه عن سائر خلقه بتلك المنحة الربانية.
إن المصيبة الكبرى في عالمنا الإسلامي هي هيمنة المتخيل الأسطوري على كل حركة الذهن الراهن، استدراراً واستهلاكاً لمعطيات قولية ماضوية مستجلبة أو موروثة منذ زمن سيادة الخرافة القديم، الذي لم يكن العقل البشري وقتها قد حقق الفتوحات في الكشوف المختلفة عبر تيسيير الله ومنهج التجريب.
وإذا كان المقت الحضاري لدى بعض الاتجاهات "المتدينة" تجاه قارة أوروبا ينتج هذه النوعية المشوشة من الرسائل، فإنها في الوقت نفسه تكشف حجم التهافت لدى أصحاب ذلك الاتجاه وإحساسه بالدونية والشعور بالنقص في مواجهة الآخر الأوروبي، فيما هذا الآخر" الكافر" صنع حضارته الحالية المتسيدة بالتهام موروث وعلوم العقل المسلم السابق، الذي تركها ابن سينا في الطب، وابن خلدون في العمران والاجتماع، وابن الهيثم في العلوم والبصريات، والخوارزمي في الجبر والحساب، والإدريسي في الخرائط والجغرافيا، والكندي في الفلك، وابن النفيس في الطب، وابن رشد في الفكر والفلسفة، والفارابي في علوم ما وراء الطبيعة... والقائمة تطول من أصحاب العقول المسلمة.
وحبذا لو يتوقف هؤلاء المرضى العقليين عن ترويج الخرافة باستخدام إبداعات العقل الكافر الذي ابتدع ما ينعم به هؤلاء في أوروبا التي رسموها على الخريطة ووصفوها بالكافرة.
"رأفت السويركي"
--------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق