تفكيك العقل النخبوي الإعلاموي المهيمن ( 49)
كشف حقيقة من أغضبهم احتشاد الفضائيات المصرية
ضد فيلم "العساكر"!!
------------------------------------
لم يكشف ما وصفته قناة "الجزيرة " بالفيلم الوثائقي المسمى "العساكر...
حول التجنيد الإجباري في مصر" تهافت وتردي خطابها الإعلامي الساقط فقط؛
لتبدو وكأنها تمارس مسلكية "التيس حين ينطح برأسه" في الجدار الصلد؛ إذ
حاولت أن تخدش صورة أقوى جيش عربي؛ يقف منفردا في المركز الأول والمركز
الرابع عشر عالميا؛ ببرنامج فيلمي فاشل أنتجه المتأخون الهارب إلى الدوحة؛
الموصوف بأنه من شباب الجماعة المتأخونة عماد الدين سيد.------------------------------------
مخرج الفيلم المتأخون عماد الدين سيد
فكما كشف
هذا الفيلم الردىء فنيا تداعي خطابه، وافتعال رسالته، وانفصاله بعيدا عن
الحرفية المهنية في فنون إعداد الفيلم الوثائقي، فقد كشف ايضا الغرض المرضي
المصابة به بعض النخب المصرية على قلة عددها، والتي تدعي زورا أنها تدافع
عن الديمقراطية؛ حين ضجت من كثافة المتابعات الفضائية المضادة لقناة
الجزيرة" وفيلمها الفاشل قبل عرضه".*****
إن الكتابة الراهنة هنا لا تريد أن "تشخصن" الموقف بذكر الأسماء أو المراكز الاجتماعية أو الوظيفية؛ لمن أظهروا موقفا مغايرا لهذا التوجه الاعلامي الكثيف، إذ تكفي مواقع وسائط التواصل الاجتماعي ومحرك البحث جوجل؛ لكشف ردود شخصياتهم وأفعالهم المريبة؛ والتي لم تقدم خطابا إعلاميا بديلا لما انتقدوه، وتحديدا تجاه ردود أفعال الإعلام الفضائي المصري لمواجهة ذلك الفيلم المشبوه.
لقد انتقدت هذه العناصر - للعجب العجاب- كثافة الاهتمام الذي وجهته القنوات التلفزيونية المصرية بفعل هذا الفيلم الساقط؛ مدعية - هذه العناصر - أن الاهتمام الإعلامي المصري؛ كان انفعاليا من دون مبرر؛ ما أسبغ من وجهة نظرهم المشكوك فيها أهمية على فيلم تم بثه على قناة انصرف عنها الجمهور؛ أي "الجزيرة"!!
إن هذه النخب الإعلاموية والاجتماعية بردود أفعالها المريبة تلك تدعي الحكمة العميقة؛ وتستتر خلفها، لتخفي موقفها المشايع في حقيقته إلى نهج قناة الجزيرة المعادي للدولة المصرية وجيشها الوطني العظيم؛ وبمنطق "يكاد المريب يقول خذوني" كتبوا تعليقاتهم المضادة لظاهرة احتشاد الاعلام المرئي المصري الخاص بكثافة كبيرة كما يلي:
- ظهرت كتاباتهم في "فيس بوك" و "تويتر" في أغلبيتها إما تسخر من ذلك النهج الإعلامي العام؛ أو تعلن غضبها من ذلك الاهتمام بالرد على الفيلم الساقط.
- ادعى بعضهم الحكمة السياسية بتفضيله عدم الرد على تلك قناة الجزيرة.
- حاول بعضهم أن يروج رأيا يسخر فيه من ذلك التوجه العام؛ حتى كما يدعون لا يعطون بذلك الاهتمام قبلة الحياة مرة أخرى إلى قناة الجزيرة؛ بعد أن تناقص جمهور مشاهديها في كثير من الدول العربية.
- واصل بعضهم ترسيخ الصورة بتناقص فعالية وجماهيرية قناة الجزيرة؛ وأنها لم تعد مؤثرة كما كانت مسبقا.
*****
إن تفكيك خطاب هذه العناصر الإعلاموية يكشف أن "المسكوت عنه" الكامن لديها الحقيقي هو حقدها الذاتي سياسيا تجاه المؤسسة العسكرية المصرية؛ وأنها كانت تتمنى أن تعبر عملية عرض ذلك الفيلم المشبوه من دون قيام الفضائيات بتوعية الجمهور بعلل ذلك العمل وكشف أكاذيبه، لأن هدف هذه النخب الخفي هو إعطال تحقيق احتشاد الوعي الوطني المصري بمعرفة هدف ذلك الفيلم، ومحموله الكذوب والمضاد لأشرف مؤسسة وطنية مصرية؛ تعتمد في قوامها الأساس على أبناء الشعب المصري من المجندين التجنيد الإلزامي.
إن تلك العناصر من متابعة مسلكياتها الشخصية، تخفي شعورا غير طيب تجاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ابن المؤسسة العسكرية الذي قاد الدولة لافشال تمكين التنظيم السياسي المتأخون، ذلك التنظيم الذي كان يخادع الجماهير، ولا يزال يتمسح في ترويج ما يمكن تسميته كذبا "الحكم الدينوقراطي"؛ كما استرد أيضا قوة الدولة في إفشال الحضور المشبوه لما تسمى جمعيات المجتمع المدني؛ وتمويلها المليوني بسخاء لتعميق القلاقل الاجتماعية بوهم تطبيق نمط "الحكم الديمقراطي".
إن تلك العناصر النخبوية الإعلاموية والاجتماعية كذلك تعاني الوجع السياسي الذاتي لخروجها وحرمانها من جنة المكاسب المالية والسياسية التي كانت تحلم بها، لو لم تسترد الدولة حضورها الصلب من جديد بعد ازاحة المتأخونين من فوق صدرها.
ولأن الغرض الصانع لموقف هذه النوعيات المحدودة من النخب الاعلاموية والاجتماعية مرض، فتعالوا للتعرف إلى الصورة المتخيلة لذلك الفيلم الفاشل فنيا لو لم يوجه الاعلام المرئي ساعاته للحديث حوله:
- إن "قناة الجزيرة" كانت ستعتبر أنها حققت انتصارا إعلاميا على الدولة المصرية؛ لو تجاهل اعلامها ذلك الفيلم؛ وكأنها عاجزة عن الرد على الأكاذيب التي أقيم عليها الفيلم.
- إن "قناة الجزيرة" كانت ستراكم الإحساس بأن كذبتها نجحت والدولة لم تمتلك امكانية الرد على الفيلم.
ـ إن تلك القناة كانت ستعيد بث الفيلم الفاشل مرات ومرات، ادعاء بأن جمهور القناة طلب ذلك.
ـ إن ذلك الفيلم ستتولى الكتائب الالكترونية المتأخونة، والفضائيات المتأخونة إعادة بثه وترويجه وتحقيق أرقام قياسية لمشاهدته على يوتيوب.
ـ ستتولى تلك المواقع الالكترونية التابعة بث مقتبسات من الفيلم؛ خاصة التمثيلية المسيئة للجيش المصري؛ وترسيخها كوقائع صحيحة على الرغم من مكذوبيتها الحقيقية.!
وعلى الرغم من أن معالجات الفضائيات المصرية للفيلم لم تكن بالعمق المتنوع؛ ولم تهتم بتفكيكه فنيا لاثبات مقدار الأكاذيب به؛ وعواره الفني، وكشف رسالته السياسية المضادة للدولة وجيشها الوطني الأصيل، إلا أن الحشد الإعلامي الفضائي نجح في تجريد ذلك الفيلم المشبوه من براءته المدعاة.
*****
المخرج المتأخون في صورة بالاستديو
*****
المخرج المتأخون... يتأمل ماذا؟
" رافت السويركي"
-------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق