الجمعة، 18 نوفمبر 2016

تَقِيَّة "حسن البناء" تخفي "مَاسُونية" بِنَاءِ الجماعة على موقع "إسلام مغربي"


تَقِيَّة "حسن البناء" تخفي "مَاسُونية" بِنَاءِ الجماعة
 على موقع "إسلام مغربي"

-------------------------------------

اتبع "حسن البناء" المؤسس الأول للجماعة المسماة "الإخوان المسلمون" تكتيك "التقية" ليخفي الأغراض الحقيقية الدافعة لتاسيسه هذه الجماعة؛ مستفيداً من المسلك التصوفي الذي أعلن انتماءه إليه أي "الطريقة الصوفية الحصافية"؛ لكي يقيم دعائم جماعة سياسية ليست صوفية في حقيقتها ولكنها تحمل من أوجه التشابه مع "الجماعة الماسونية" الكثير.
"حسن البناء" ليس رجل دين؛ وتوصيف الشيخ محمد الغزالي له بأنه "كان من السياسيين المؤمنين بالديكتاتورية وحكم الفرد..."؛ ينفي عنه المسوح العقدية التي أسبغها على نفسه؛ وكذلك أتباعه من عموم الأفراد الذين مُسحت قدراتهم على التفكير بمبدأ "الولاء والطاعة". لذلك أقام بناء سياسوياً على هدي من النهج الماسوني. 
وهذه القراءة التفكيكية تثبت بالأدلة العقلية الروافد الوجدانية والفكرية التي استقى منها "حسن البناء" منهج "بناء" جماعته. والتي سيجري في الحلقات التالية إثبات الكثير من أدلتها "المسكوت عنها".
وقد أكرمني الموقع الديني التنويري "إسلام مغربي" والباحث المتميز الأستاذ "منتصر حمادة" بنشر الكتابة المعنونة بـ جماعة الإخوان: "التَّقيَّة" خِباء يخفي فلسفة "مَاسُونية" البناء!!! وفق الرابط التالي:











نشر بتاريخ الأربعاء, 16 تشرين2/نوفمبر 2016 09:47
كتب بواسطة: إسلام مغربي

يستمر موقع "الإسلام في المغرب" في نشر بعض حلقات سلسلة تفكيكية للعقل الإسلامي الحركي، في شقه السياسي تحديداً، يُحررها ويشتغل عليها الباحث المصري رأفت السويركي، بعنوان: "تفكيك العقل النخبوي المتأخون"، وهي سلسلة سبق أن نشر الموقع مجموعة حلقات منها. وهذا النص الكامل للحلقة 46. والله ولي التوفيق.


رأفت السويركي
 الدراسة التفكيكية لعقل "حسن البنَّاء" المؤسس الأول للتنظيم المتأخون؛ تكشف بما لا يدع مجالاً للشك أنه كان يستخدم مُعتقد "التَّقِيَّة" الديني أصلاً من أصول الحركة السياسية؛ لتحقيق هدف التمكين. والتَّقيَّة تعني "مُصانعة النَّاس والتَّظاهُر بغَيْر ما يُعْتَقد خَوْفًا من البَطْش" ووقوع ضرر مادي أو معنوي نتيجة كشف هذا الاعتقاد؛ الذي هو في جوهره اعتقاد انحرافي عن الصواب؛ لذلك تتم تخبئته.
*****

ولأن "حسن البناء" استخدم منذ البداية تكتيك " التقية الدينية" خُدْعَةً لإخفاء "الفلسفة الماسونية" التي أقام بهديها بناء وجه جماعته الحقيقي؛ فقد ظهرت الجماعة المتأخونة منذ البداية ولا تزال تستخدمه – بدليل مطالبتها بالديموقراطية نموذجاً- وهي تحلم وتنتمي سياسياً إلى ما يسمى الديكتاتورية الدينية "الثيوقراطية" حيث ترفع راية الإسلام ظاهرياً؛ باحتكارها لنفسها التكليف الإلهي عبر توظيف القول القرآني ( وأعدوا)؛ وكذلك شعارها: "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا".


وتستهدف الجماعة المتأخونة بذلك ما جعلها تكتسب - مُخَادَعَةً - حُضوراً ملموساً في أوساط الجماهير المندفعة وجدانياً للانتماء إلى الجماعة كمعبر وهمي لتسييد الإسلام؛ أو الإشادة بها؛ ظناً بدافعية حرصها على العقيدة الإسلامية.


غير أن "العقل التفكيكي" الذي لا تنطلي عليه المُخادعات التاريخية الكامنة في شعارات ذلك التنظيم، يُمسك بسهولة ما كان مسكوتاً عنه - أَي الذي لاَ يُتَحَدَّثُ عَنْهُ – وهو كامِنٌ في تلافيف العقل الباطن للمؤسس الأول؛ ومن والاه من الأتباع؛ قيادات وأعضاء.

*****

وسوف تتعرض هذه الكتابة التفكيكية وما يتلوها من كتابات لاحقة حول المفاهيم إلى تفكيك العقل النخبوي المتأخون؛ بدءاً من عقل المؤسس الأول "حسن البناء" ومن تلاه؛ لكشف "المُضْمَر الماسوني" و"الوجداني اليهودي العقدي" في عقله؛ والذي حكم نمطية إقامته بناءات تنظيمه السياسي المُسمى "الإخوان المسلمون".


وهنا ينبغي توضيح أن الكتابة الراهنة؛ وما يتلوها من كتابات تسعى لإثبات ذلك المضمر والكامن الشعوري لديه؛ بكشف الثياب الساترة للجسد "الفكراني" لـ "حسن البناء"؛ من منظور منهج "جمعانية الفرد؛ وفردانية المجتمع" المتحكم في آليات تشكيل الجمعيات المغلقة".

فمنذ إنشاء هذه الجماعة المتأخونة في العام 1928م لا تزال كثير من حقائق وأسرار وجودها غائبة عن العلانية؛ وإنما يجري تناقلها وفق نمطية طقوس مغلقة للغاية؛ وهذه "المسلكية الباطنية" مَكَّنَتْها من التماسك إلى حد ملموس، على الرغم مما وجه إليها من ضربات تأديبية بامتداد تاريخها العُنفي؛ والمُداهن سياسياً ما أدى إلى انتقالها إلى "الطور الدولي" وتحقيق مظهر "تشتتها الجغرافي" الذي له دلالات خاصة ستكشفها القراءة التفكيكية لاحقاً.

*****

وفي واقع الأمر أن دراسة نمطية هذه الجماعة تحتاج إلى جهود قراءات فكرية جديدة؛ تتجاوز الأشكال النمطية السائدة في "علم التحليل السياسي"، التي تنظر إليها كجماعة من منظور أنها "قوة سياسية"، فيما لا تقوم بتوصيفها علمياً عبر الوجوه المتعددة للرؤية؛ وتقع في خطأ اعتبارها كياناً سياسوياً وفقط ينتمي إلى ما يُسمى "الإسلام السياسي"؛ متغافلة عن أن الوجود الذي تبدو به الجماعة في شكلها الظاهر منذ لحظة البدء وإلى الآن هو طور كامن راهناً للتحول مستقبلياً؛ أي سينتقل لاحقاً إلى الطور النهائي الذي يُحقق "جمعانية الفرد، وفردانية المجتمع"؛ أو بمعنى آخر "الجماعة المتأخونة وطن الفرد؛ والفرد المتأخون يعني الجماعة"!


إن تماسك أبنية "الجماعة المتأخونة" الراهن وجوديا - حسب القراءة التفكيكية – لم يكن يتم لولا نمطية "التأسيس الجماعاتي السري"؛ الذي استعاره "حسن البناء" أولاً وأصلياً من المسلكية "الجمعانية الماسونية"؛ وثانياً – على سبيل التَّقِيَّةِ – بالمماثلة استعارةً من بعض مسلكيات "الجماعات الباطنية العقدية" القديمة المشهورة في التاريخ الإسلامي مثل جماعة "إخوان الصفا وخلان الوفا"!

*****

وهنا فإن "العقل التفكيكي" يُمكنه أن يلتقط باهتمام حقيقة "المسكوت عنه" الحاكم لفكرة التأسيس في ذهنية المؤسس الأول "حسن البناء":


1- بكشف دلالة احتمالية استعارته الإسم من جماعة "إخوان الصفا"؛ ليقيم "حسن البناء" جماعته باسم "الإخوان المسلمون"؛ فقد ذكر عن صوفيته الأولى في كتابه "مذكرات الدعوة والداعية" أنه ارتبط خلال صباه المبكر بالطريقة الصوفية الحصافية التي: "أخذ بيعتها على يد الشيخ بسيوني العبد، ثم على يد الشيخ عبد الوهاب الحصافي نائب رئيس الطريقة"، وواظب على حضرتها ووردها، والخروج في موكبها في عيد المولد، واستمر على ذلك إلى ما بعد انتقاله إلى دار العلوم".

2- إن الوجه العقدي الذي صدَّره "حسن البناء" لافتة لجماعته، والذي يُحيلُ إلى الإسلام؛ لم يكن يُخفي أمام جهد التفكيك اكتشاف التأثيرات الهائلة لــ " فلسفة الماسونية" المرتبطة بوجدانه الأصولي الأوَّلي؛ والتي تحكمت في الهوية البنائية للجماعة المتأخونة؛ نمطاً بنائياً وتنظيماً ودستوراً.

وفي هذا الإطار تتضمن العديد من المراجع ما يدعم هذا الاستنتاج؛ فقد ذكر الدكتور علي شلش في كتابه عن "الماسونية في مصر" ما يكشف التشابه المماثل بين بعض "الجماعات الصوفية" المغلقة وبين "الماسونية": بقوله" إن هناك خيطاً رفيعاً يجمع بين الباطنية والماسونية".

وفي كتاب "دائرة المعارف الماسونية المصورة" للكاتب اللبناني "حنا أبي راشد" وردت صورة بطلب خطي منسوب كتابته إلى "جمال الدين الأفغاني" بيده؛ يرجو فيه قبوله في عضوية "المحفل الماسوني، وجاء في متن هذه الرسالة حرفياً: 
"يقول مدرس العلوم الفلسفية بمصر المحروسة جمال الدين الكابلي – أي الأفغاني - الذي مضى من عمره سبعة وثلاثون سنة بأني أرجو من إخوان الصفا وأستدعي من خلان الوفا أعني أرباب المجمع المقدس الماسون الذي هو عن الخلل والزلل مصون أن يَمُنُّوا علي ويفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المُطَهَّر وبإدخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر ولكم الفضل"!!

وهنا علينا إدراك مصدرية استيلاد التشابه المحتمل في النمطية بين "النموذج الصوفي" الذي ادَّعى "حسن البناء" أنه انتمى إليه مُبْكِراً في حياته "الصوفية الحصافية" قبل أن يؤسس جماعته المغلقة؛ ليس كما تُؤسَّس الجماعات الصوفية؛ ولكن وفق منظور "المحفل الماسوني" أكثر.

فــ " الماسونية" حسب التعريف الذي دونته موسوعة "ويكيبيديا":" هي منظمة أخوية عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكاراً واحدة؛ فيما يخص الأخلاق والميتافيزيقيا، وتفسير الكون والحياة، والإيمان بخالق إلهي.".

ويذكر محرر مادة "الماسونية" في "دائرة المعارف البريطانية" طبعة 1981م – حسب الدكتور علي شلش - "أن الماسونية هي التعاليم والممارسات الخاصة بالطريقة الأخوية السرية للبنائين الأحرار والمقبولين من غير البنائين وهي أكبر جمعية سرية في العالم."- ( الماسونية في مصر - مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1993م).

وعلينا هنا إدراك التشابه العميق في التعريفات بين معنى "الماسونية: منظمة أخوية عالمية"؛ وأيضاً "تَشَارُك أعضاء الماسونية في عقائد وأفكار واحدة والإيمان بخالق إلهي"؛ ومعنى " جماعة الإخوان" الذي حدده المؤسس "حسن البناء" في " رسالة المؤتمر الخامس" بأنها :" دعوة سلفية، وطريقة سُنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية"!

وهذا عَلَمُ الدعوة الإسلامية الراحل الشيخ محمد الغزالي؛ الذي كان من "أقطاب الإخوان" قبل أن تفصله تلك الجماعة؛ لاعتراضه على تعيين المستشار حسن الهضيبي مرشداً عاماً لها – حسب "سر المعبد" لثروت الخرباوي- فقد كان الهضيبي المسؤول عن الحركة الماسونية في القاهرة؛ ليجلو الشيخ الغزالي في كتابه " من معالم الحق في كفاحنا الاسلامي الحديث " حقيقة "حسن البناء" بقوله: " لقد خُدِعَ كثيرٌ من الشباب بدعوة حسن البنا المتسترة بالدين وبشعارات القران، ولم يكن حسن البنا رجل دين، أو من علماء الدين، بل كان من السياسيين المؤمنين بالديكتاتورية وحكم الفرد..."!

*****

وهنا ينتقل العقل التفكيكي للوصول إلى نقطة "التقابل التشابهي" المهمة لدى "الجماعة الماسونية" و"الجماعة المتأخونة"؛ وهي "الخصوصية والسرية"؛ فالماسونية كجماعة وفق ما تذكر وثائُقها الخاصة تعتمد على "السرية العميقة" المحجوب عِلْمُها عن كل أعضائها سوى "خواص الخواص" فيما يحيط بهيكلها التنظيمي الداخلي؛ فضلاً عن لزومية ارتباط العضوية الماسونية بالعهد الالتزامي الذي يتبعه العضو الماسوني في الولاء للحركة؛ منذ تأسيسها لكل أجيال العضوية المتعاقبة.

وفي جماعة "حسن البناء" المتأخونة تلمس هذه الطقوسيات نفسها متجسدة في الخفاء؛ على الرغم من تقديم نفسها بواجهة العقيدة الإسلامية؛ غير أن "النمطية التنظيمية الحركية المغلقة" تلك تُضَاد جوهر الإسلام وطبيعته العلنية؛ كدين سماوي مُنَزَّل إلى عموم البشر؛ والدعوة إليه بمنهجية " الحكمة والموعظة الحسنة" لا تحتاج إلى طقوسيات خاصة تنتمي إلى الأسلوب "الجماعاتي المغلق".

ولمزيد من تعميق كشف هذا "المسكوت عنه" التأسيسي في جماعة "حسن البناء" المتأخونة؛ ينبغي استخدام "منهج المقابلة" للمقارنة؛ مع كشف التأثير البنيوي في الحركتين؛ وبالطبع فإن نموذج الأصل هو "الماسونية" ونموذج المشابهة هو "الجماعة المتأخونة".

وسيجري هنا الاعتماد على ما انتشر على الشبكة المعلوماتية؛ مثل كتاب "الأسطورة الماسونية" للكاتب الأميركي "غي كيني" الذي ذكر أنه قرأ الكثير من الكتب حول الماسونية فاستهواه الفضول للانضمام لمحفلها.

أما في جانب "الجماعة المتأخونة"؛ فالكتب والدراسات والوثائق قليلة أيضاً ولكن كشف خلالها الخارجون منها؛ المادة الصالحة للقراءة التفكيكية، والتي تثبت التشابه البنيوي بين "جماعة الماسونية" و"جماعة الإخوان المسلمين"... كما يلي:

أولاً: الجماعة الماسونية لا تُجبر أحداً على الانضمام اليها بل:" أن يأتي الراغب في الانضمام وفقاً لرغبته الخاصة؛ وأن يكون مُذكَّراً وليس أنثى وأن يجيب في طلب الانضمام على أسئلة منها: "هل تؤمن بوجود كائن أعلى؟" لأن المنظمة " لا تتبع دينا معينا"،... و"الماسوني يمتلك إيمانا غير محدد بالله."!
ثانياً: في المقابل يَذْكُر "حسن البناء" في "رسالة إلي الشباب": "نريد أولاً الرجل المسلم في تفكيره وعقيدته، وفي خلقه وعاطفته، وفي عمله وتصرفه، فهذا هو تكويننا الفردي". وهنا يتوقف "العقل التفكيكي" أمام شرط أن يكون المنضم للجماعتين "الماسونية والمتأخونة" رجلاً؛ ورابط "الإيمان بالله"!!

ثالثاً: تشترط المنظمة الماسونية أن يصبح الفرد عضواً بها؛ بعد أن يُقدم طلباً لمحفل فرعي في المنطقة التي يسكن فيها؛ ويتم قبول الفرد أو رفضه في اقتراع بين أعضاء ذلك المحفل. مع الاهتمام بسؤاله: "إن كان أدين بجريمة كبرى" وهذا السؤال يُعدُّ أهم سؤال يتحكم في قبول العضوية، وألا يكون عالة على التنظيم؛ بل يكون "قادرا على تحمل أعبائه المالية".

رابعاً: في المقابل تشترط الجماعة المتأخونة "حق كل مسلم توافق على قبوله إدارة الدائرة في الانضمام العام ويعلن استعداده للصلاح، ويوقع استمارة التعارف ويتعهد بتسديد الاشتراك المالي الذي يتطوع به للجماعة". وتتراوح اشتراكات الأفراد ما بين %7 - 3 فضلاً عن تبرعات كبار القيادات؛ ويُشترط أن يكون المتقدم للعضوية خالياً من المشكلات الأخلاقية والأمنية، ويتمتع بالحس الأمني والسرية". والتطابق في المماثلة كبير هنا أيضاُ؛ بين قبول "المحفل الفرعي" في المنطقة لعضوية الماسوني؛ وقبول "إدارة الدائرة" في المنطقة لعضوية المتأخون!


خامساً: ووفق ما نشر عن دور الحركة الماسونية بأهدافها السياسية " فوق الدولاتية" في السيطرة على العالم بتنظيمها وأصلها ذي الجذور اليهودية وإدارتها العليا؛ يمكن أيضاً عبر المقابلة التفكيكية اكتشاف التطابق بينها وبين "الجماعة المتأخونة" بطابعها " جماعة فوق الدولة" وفق المنطوق عن " مفهوم أستاذية العالم".

وهذا يعني أنه " لا ولاء للوطن الجغرافي"؛ بل للجماعة التي تمثل "الوطن التنظيمي للأعضاء"؛ حسب منطوق سيد قطب: "المجتمع الإسلامى وحده هو المجتمع الذى تمثل فيه العقيدة رابطة التجمع الأساسية، الذى تعتبر فيه العقيدة هى الجنسية بين الأسود والأبيض والأصفر والأحمر والعربى والرومى والفارسى والحبشى وسائر الأرض فى أمة واحدة ربها الله"؛ وبذلك تكتسب الجماعة في شكلها النهائي صيغتها الدولية التي تجعل منها تنظيماً ممتداً في دول قارات العالم.

لذلك تشد الجماعة المتأخونة وثاق العضو باعتباره منتمياً لـ "الوطن الهوية العقدية" وليس "الوطن الأرض" عبر جماعته المحلية المنضمة إلى التنظيم الدولي بما يُسمى " العهد" و"البيعة" على إطلاقها للمرشد العام للجماعة؛ ما يعني التزام العضو المتأخون - عبر السمع والطاعة - بالجماعة لا الوطن؛ والمرشد لا الدولة!

إن "حسن البناء" نفسه بذلك يُضاد المفهوم الوطني الذي تُربى عليه الشعوب السوية؛ والذي لا يتضاد مع القول القرآني الكريم (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)؛ ولكن يأتي " حسن البناء ليتفق مع "الماسونية" بقوله حسب الشيخ محمد الغزالي في كتاب " من معالم الحق": " إننا نحن الاخوان نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة، وهم - يقصد المصريين- يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية؛ فكل بقعة فيها مسلم وطن عندنا...؛هم أخوة لنا وهم أهلنا، أما دعاة الوطنية المصرية فهم ليسوا كذلك فلا يعنيهم إلاَّ تلك البقعة المحدودة الضيقة من رقعة الأرض – يقصد مصر-...."!

*****

إن القراءة التفكيكية للعقل الوجداني لــ "حسن البناء"، ونمطية جماعته المتأخونة يكشف كثيراً من الأدلة الهادمة للمخادعات التاريخية التي أقام عليها جماعته؛ مستخدماً منهج "التَّقيَّة الدينية" خِباء يخفي فلسفة "مَاسُونية" البناء الكامنة في وجدانه الأصلي؛ ويُضْمِر جذور نظرية بناء منظمته "جماعة مغلقة" تستهدف الهيمنة على العالم؛ بمنظور "أستاذية العالم" المماثل للأستاذية التي تفرضها "ماسونية البناءين" العالمية؛ وفي الحلقات التالية المزيد من كشف "المسكوت عنه" في هذا المجال! 



                                                                                             "رأفت السويركي"
---------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق