السبت، 17 ديسمبر 2016

تفكيك العقل النخبوي الإسلامي المتأخون ( 14) يمتلكون مفاتيح الجنة والنار... " تكفير أحمد زويل" نموذجاُ!!


تفكيك العقل النخبوي الإسلامي المتأخون ( 14)

يمتلكون مفاتيح الجنة والنار... " تكفير أحمد زويل" نموذجاُ!!
--------------------------------------------


مقدمة إيضاحية:
---------------
هذه الكتابة جرى نشرها على جداري في "فيس بوك" فور رحيل المغفور له بإذن الله الدكتور أحمد زويل وكان رد فعل الكوادر الإعلامية الإخوانية هابطاً بعيداً عن روح العقيدة الإسلامية الحق التي يدعون أنهم يحملون راية الإسلام والإسلام منهم براء.
--------------------------------------------------------------------------------

ما أن غَيَّبَ الموت العالم العربي المسلم الدكتور أحمد زويل؛ الذي مات على دين الإسلام، وقبل أن تقام عليه "صلاة الجنازة" وصلوات الغائب، ويوارى جثمانه الثرى في مقبرته بمصر، وهي من مقابر المسلمين؛ حتي انبرت بعض نُخَب العقل المتأخون في ممارسة أمراضها الفكرية المزمنة بتوزيع "صكوك الكفران" وتجريد الإيمان من العالم الكبير؛ الذي مات مُسلماً مصطبراً لاختبار الله في بدنه مصاباً بالسرطان.

*****

مات أحمد زويل الذي أفاد البشرية بابتكار نظام التصوير الذي عُرف بـ  " الفيمتو ثانية"، ويساعد على مشاهدة حركة الجزيئات عند تفاعلها مع بعضها البعض، ويمثل فتحاً جديداً في العلم؛ والذي بكشوفه الدقيقة يكشف إعجاز قدرة الله في خلق الوجود وألية حركة موجوداته في تماسكها وتوازنها؛ تحقيقاً للأمر الالهي بإعمال العقل البشري في خلق السموات والأرض، تبياناً لقدرته الكلية العُلى.

ووسط ظواهر حزن مباغتة الموت لاختتام مسيرة عقل بشري كان يعد بالمزيد من الابتكارات التي ترشحه لجائزة نوبل للمرة الثانية؛ ظهر متأخون "قيَّاء الكلام"- من القيء- اسمه "وجدي غنيم" متنطعاً على فضائية تبث "الجاهلية السياسية" من تركياً؛ ليصف الراحل زويل بالكفر.

فقد بادره المذيع المتأخون مثله والذي تجرع أيضاً عقائد التنظيم داخل الأنفاق الأرضية المسماة "نظام الاسر" بالسؤال: "هل يجوز لعن الخائن أحمد زويل، أم هل يجوز الترحم عليه"؟ فلم يجد وجدي غنيم غير الرد: "أنا لا أقول أن زويل مشرك، لا بل هو كافر، ولا يجوز الترحم عليه"؛ مُضيفاً بجواز "لعن الدكتور زويل"، وموظفاً في ذلك زيفا آيات قرانية تتكلم عن الكفار والمشركين، ليس المرحوم احمد زويل محلا لانطلاقها عليه.

*****

ووجدي غنيم ماكينة "التقيوء" المتأخونة هذه؛ لا يتوقف كعادته عن تكفير أعيان المسلمين دوماُ وإصباغ "صفات الكفر" على من يَشَاء من البشر والحجر؛ ولعل إحداها بتحريمه مؤخراً "رفع علم مصر" في تظاهرات جماعته المتأخونة؛ مؤكداً أن رفع أعلام مصر لا يجوز بحجة أن مصر "دولة كافرة"!!

وبتفكيك خطاب العقل المتأخون في التوظيف السياسي لقضية التكفير عبر نموذج "وجدي غنيم" هذا؛ يتجلى تهافت هذا العقل المتسيس، وشذوذه في إطلاق الأحكام؛ وتنفضح آلية التوظيف العقدي في مشروعهم السياسي للتمكين، بليِّي عنق الآيات القرآنية وتأويلها على غير مقصودها؛ وتوظيفها في غير مواضع نزولها، وخلاف أسباب نزولها التي يُقاس بها انطباق الحُكْمِ على العِلّةِ قِيَاسَاُ.

** مرجعيات وجدي غنيم لتكفير أحمد زويل:
--------------------------------

إن ما يدل على فساد تفكير وجدي غنيم، واعتلال عقله العقدي المتأخون هو أنه يرتكب من الأخطاء ما يجعله يحفر حفرة التكفير للراحل أحمد زويل، وهو يقع فيها بنفسه؛ وفق المرجعيات التي يستند إليها وصدرها للجمهور بأنها الدليل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه:

-    فقد أدَّعى ان زويل كافر، لأنه والى اليهود على المسلمين، مؤكدا عدم جواز الترحم عليه، وفقاً لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين).

-    وقد واصل وجدي غنيم التبجح بالقول:" اللي معندوش علم شرعي ما يتكلمشي معايا"!! معتمداً في مرجعيته لتكفير الراحل أحمد زويل على كتاب ناصر بن حمد الفهد: "التبيان في كفر من أعان الأمريكان"؛ وكأن ما قاله ناصر الفهد هو العِلْمِ الشرعي الذي احتكره وجدي لنفسه!!

-    ومواصلاً الإيهام بأنه متكىء إلى مرجعيات شرعية يقول إن: " الإجماع على أن من ظاهر الكفّار وأعانهم على المسلمين فهو كافر مرتد عن الإسلام وإثبات الاجماع بذكر أقوال الأئمة على جميع مذاهبهم: الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنابلة، الظاهرية".

-    والمعروف أن كتاب "ناصر الفهد" يعتمد في التكفير "الناقض الثامن" من قول محمد بن عبد الوهاب في "نواقض الإسلام": "مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل: قوله تعالى (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)؛ وهذا ما ادعاه أيضاً المتأخون وجدي غنيم.

-    والمجال لا يتسع للكتابة هنا حول هذا الكاتب نفسه ناصر بن حمد الفهد، ومشكلاته وانتماءاته، وكتابه بإشكالياته العقدية والسياسية الكثيرة، فقد تولى الكثيرون كشفها وتبيان أخطائها. غير أن المتأخون وجدي غنيم اعتبر - وفق هواه المعتل- الكتاب مُسلَّمَةً بحيث لا يأتيه الباطل؛ فاعتمده في تكفير الراحل زويل كالببغاء؛ وهي عادة أهل هذا التنظيم في إطلاق الأحكام .

-    لقد تغافل وجدي غنيم عمداً عن اتفاق علماء الأمة بأن "من ثبت إسلامه بيقين لا يزول ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة".

-    لكن وجدي غنيم يُغَلِّبْ ظنه لا عِلْمِه اليقيني في الأمر وإطلاق الأحكام؛ مدفوعاً بأن رأسه محشوه بمرويات محفوظة؛ أو مرجعيات إفتاء ماضوية التوجه؛ يُقلِّبها كيفما يشاء في التوظيف الفاسد لغرض هو المرض.

-    إلا يتذكر وجدي غنيم ما رواه مالك والبخاري ومسلم وغيرهم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه) ".

-    لقد نسي وجدي غنيم أن الراحل زويل الذي حصل على الجنسية الأميركية ودرجة الدكتوراة من جامعاتها ومعاملها وبيئتها العلمية لم ينس مصريته وعاد جسده ليُدْفن في مصر.

-    لقد عميت عيون وجدي غنيم وعقليته الببغائية؛ عن أن الراحل أحمد زويل عالم مصري حقق منجزات علمية تفيد الإنسانية جمعاء أي "خلق الله"، بتوظيف عقله الذي منحه الله إليه؛ فوجهه إلى ما يفيد الإنسان في الأرض؛ فيما عقلية وجدي غنيم تخصصت في علوم آداب دخول "بيت الخلاء" والترويج لفقه الغزو والسبي والقيان والغلمان، وتمكين التنظيم المتأخون.

-    إذا كان وجدي غنيم يشير إلى تعاون الراحل زويل مع "دولة الكيان الصهيوني"؛ فذلك من منظور عولمية العلم؛ فالعلوم لا وطن لها او هوية، فيما تعامى  في الوقت ذاته عن العبارة الشهيرة التي قالها محمد مرسي إلى "شيمون بيريز": " عزيزي وصديقي العظيم"؛ وختامها الحميم الذي نصه:" لا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد". التوقيع: "صديقك الوفي: محمد مرسي"!!!

** الرسول يدخل مكة معتمراً في وجود عباد الأوثان:
--------------------------------------

والسؤال المهم: لماذا نسي وجدي غنيم أن الرسول "ص" اعتمر " ودخل مكة بعهدٍ مع المشركين، وكانت مكة لا تزال تحت سلطان المشركين عُبَّاد الأوثان، ولم يزل أصحابه يزورون مكة ويدخلونها بالأمان مِن المشركين كما دخلها عثمان -رضي الله عنه- قبْل الحديبية؛ ليبلغ رسالة النبي "ص" بأنه إنما جاء معتمرا، ولم يأتِ محارباً".

-     وكيف تناسى المتأخون وجدي غنيم الاتفاقات التي عقدها التنظيم المتأخون مع الأميركيين و"الإسرائيليين" لبيع أراضي سيناء وضمها إلى قطاع غزة لتوطين الفلسطينيين؛ وأفسدها جيش مصر الوطني.

-    ولماذا لم تتذكر العقلية المتأخونة لوجدي غنيم قول الرسول الأكرم "ص": (ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله) وقوله الشريف (أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما).

-    ألا يتذكر وجدي غنيم ما ذكره العلماء من "أن إطلاق الكفر على من ثبت له عقد الإسلام من غير حجة بينة أو تأويل معتبر؛ يُعد خطراً عظيماً على قائله وإثماً جسيماً في حقه، وجرأة قبيحة في الدين، إذ هو من أشنع الأذية التي تلحق بالمؤمن، وقائلها محتمل للبهتان والوزر، كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} [الأحزاب: 58].

-    ألا يعي وجدي غنيم ما ورد "عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ومن دعا رجلا بالكفر، أو قال؛ يا عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه) [رواه البخاري ومسلم]. و"حار" بالحاء المهملة والراء، أي رجع، احتياطاً وتورعاً لكبح جماح نفسه.

-    لقد امتلك وجدي غنيم الجرأة للقول بفجاجة: "أنا لا أقول إن زويل مشرك، لا بل هو كافر، ولا يجوز الترحم عليه". ولعله يشعر ذهنياً بأنه وكذلك بقية المتأخونين امتلكوا مفاتيح الولوج إلى الجنة والنار؛ وأن التبليغ السماوي لم يتوقف عن مدهم ومراجعهم بما ينبغي وما لاينبغي؛ بل ويتكشف الغيب لهم عن فحوى القلوب ومكنوناتها؛ فيعرفون من هو القلب المؤمن ومن هو القلب الكافر؛ ومن هو العبد الصالح والعبد الطالح!!

** السقوط في فخ ما اتهم به الراحل أحمد زويل:
------------------------------------

إن العقل النخبوي الإسلامي المتأخون لا يرى إلى الأشياء أبعد من حدود نظره وببغائية ذاكرته النصية؛ ولو أعمل هذا العقل الفكر الناضج لأمن الزلل؛ ولعل حالة وجدي غنيم دالة على كشف تهافت هذا العقل؛ فما اتهم به كفراً أحمد زويل سقط فيه؛ والمرجعيات التي أحال إليها تلقي عليه تهمة التكفير ذاتها:

-    وجدي غنيم وللعجب العجاب حصل على الماجستير والدكتوراة في "ربانية الشورى ووضعية الديموقراطية" من جامعة بولاية إنديانا بالولايات المتحدة الأميركية!! أي تتحقق لديه "المولاة للأميركان" نفسها عبر المعلومات التي يقدمها في الجانب العقيدي وفق احتياجات مكاتب الـ " Think tank" التي تستفيد بحصاد هذه الدراسات، مع الأخذ في الاعتبار احتضان الولايات المتحدة الأميركية للتنظيم الدولي للتنظيم الإخواني مع بريطانيا؛ واعتماد استراتيجية تمكين هذا التنظيم لتنفيذ سيناريو الشرق الاوسط الجديد!

-    وجدي غنيم يعيش الأن في تركيا بعد تنقل في بريطانيا وجنوب افريقيا ودول أسيوية أخرى هارباً كعادة قيادات التنظيم المتأخون، ويدخل أميركا وقتما شاء وفق قاعدة الموالاة السياسية!

-    إن الزي الرسمي الذي يرتديه كثيراً وجدي غنيم هو "البدلة وربطة العنق -الكرافتة"؛ إلا في جلسات الطعام التي يرتدي فيها الجلباب والطاقية الشرعية ليكون مستريحا وهو يلتهم لحم الخراف، خاصة ما جاور منه العظم، والسؤال أليس من مظاهر التشبه بالغرب الكافر ارتداء البذلة وربطة العنق "الكرافتة" ؟

والسؤال المهم لماذا يتجاهل المتأخون وجدي غنيم الفتوى العجيبة الألمعية لمرجع التكفير نفسه ناصر بن حمد الفهد التي تعتبر أن: "لباس ربطة العنق حرام" في "كتاب مجموع فتاوي الاداب"؛ والتي كان نصها: "لا يجوز لبسها لأنها تشبه بالكفار"، وساق ناصر الفهد كل الإثباتات الدالة؛ مؤكداً؛ أنه "لا عبرة بانتشار لبس الكفار بين المسلمين ليقال بأنه لم يعد خاصاً بهم فلا يكون تشبها بهم...".

وهكذا يتجرع وجدي غنيم من الكأس نفسها والمرجع ذاته الذي اعتمد عليه في تكفير الراحل أحمد زويل؛ وليته يتذكر الآية الكريمة: " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" – "البقرة 44"؛ لأن وجدي غنيم  وتنظيمه وقع في الفعل نفسه الذي انتقد به الراحل أحمد زويل؛ ووضع نفسه محل الشبهة التي اعتبرها حقاً!... فلماذا تتشبه يا وجدي غنيم أنت أيضاً بالكفار، في ارتداء البدلة وربطة العنق؟!!

*****

إن تفكيك خطاب العقل النخبوي المتأخون لوجدي غنيم يكشف المنبع والمرجعية التي تمت تربيته عليها، بدءاً من خطاب حسن البنا وخطاب سيد قطب الذي لا يرى في الدنيا كلها إلا أن الناس كلهم كُفَّار، وأن المجتمعات كلها جاهلية؛ ولن يغيرها سوى تفكير مفكري "آداب دخول الخلاء"؛ وليس فكر "الفيمتو ثانية" الكاشف لقدرة الله الكلية في "رصد حركة الجزيئات عند تكوينها وعند تكوين روابط كيميائية بين بعضها ببعض" الذي أنجزه الراحل أحمد زويل!!
                                                                  "رأفت السويركي"
--------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق