" نَبْضَةُ القَلْبِ سُبْحَة"... وهذه ذكري
مهداة إلى "الملثم البدوي"!
------------------------------
------------------------------
عرفته قبل أن يعرفني؛ وصَادَقَنِي فور أن طلبت أن أُصادقه؛ وظللت... ولا أزال أتابعه بشغف؛ ولا أدري إذا كان بسبب أعبائه الكثيرة يتابعني الآن أم لا؟ وأراقب بيقظة فضاءاته التعبيرية في حروفه؛ الهادئة الرقراقة، والعنيفة الهادرة؛ والغاضبة في اختباء؛ حيث تفضحه حروفه كما الصبُّ تفضحه عيونه.
إنه الأستاذ الدكتور محمد فكري الجزار أستاذ الأدب والنقد الأدبي الحديث؛ وصاحب المؤلفات العديدة التي نهلت منها الكثير؛ وأغنت تفكيري؛ وساعدتني شاعراً في بناء أدواتي المعرفية والثقافية؛ فكان ضمن باقة عامرة من أصحاب العقول الكبيرة التي أدين لها بالكثير؛ لأنني كنت طالباً في فضاء كتبهم الثمينة، والتي لهثت للحصول عليها؛ والسباحة في فضاءاتها بشغفٍ وجلدٍ كبيرين، من أجل تحصيل المعرفة التي تعبوا في تحصيلها؛ ثم فاضوا بها مكتوبة؛ أوسمة على صدورهم.
*****
والأستاذ الدكتور محمد فكري الجزار؛ هكذا عرفته قبل أن يعرفني؛ إلى أن جمعنا الفضاء الافتراضي عبر "فيس بوك"؛ فتداخلت مجيباً على بعض الأسئلة اللغوية والفكرية التي يتميز بطرحها كل حين على جداره الذي كان يُزينه بتوقيع " المُلثَّم البدوي"؛ بذكاء أستاذ جامعي متميز؛ ليثير فضيلة التفكير لدى طلابه في هذا الفضاء الافتراضي؛ وتعددت مرات التفاعل الفكري؛ فكان كريم التواصل في التعقيب على مداخلاتي وكل الأصدقاء.
وإذ بفضاء "فيس بوك" يحمل إلىَّ بشرى بما لم أكن أتوقعها؛ إلاَّ من كريم؛ زادته إجلالاً في قيمته الإنسانية لدي؛ وعبرت عن أصوله الشريفة بتدوينة لا تزال تزين جداري وأعتز بها... محتواها:
"الصديق Raafat Alswerky، وأنت إضافة حقيقية لعقلي فكراً ولغة وسواهما: ليس كل من قرأ قرأ على الحقيقة، فالمكتوب ليس حروفاً وكلمات وجملاً، وإنما معان مستورة، خلف الحروف والكلمات والجمل، ومحجوبة بها. وقراءة المعاني، ليست بمجرد معرفة اللغة، وإلاَّ لكان مدرس اللغة العربية الماهر ناقداً أدبياً، أو مفسراً للقرآن الكريم، القراءة ــ إضافة لمعرفة اللغة معرفة شبه تامة ــ "مهارات" عقلية وذوقية في الكتب الدنيوية، و"فتوح ومواهب" في كتاب الله الكريم.
فماذا يمكن لإنسان مثلي أن يتعلم من هذه الباقة الكريمة من الأساتذة إلاّ أن يمضي بإصرار في مواصلة طريق تعلم "فضيلة التواضع" من هؤلاء الكبار؛ وفق المقولة المنسوبة إلى الكريم علي بن أبي طالب: " من علمني حرفاً صرت له عبداً..." ويُضاف إلى منطوقها "... أربعين عاماً"؛ من منظور قصدية أن يستجيب إليه إذا أمره؛ فلا عبودية إلاّ لله تقدست أسماؤه.
*****
ولأن الأستاذ الدكتور محمد فكري الجزار بشجرة عائلته الكريمة كان يوقع بـ " المُلثَّم البدوي" الخادم الأحمدي انتساباً إلى "السيد البدوي" صاحب المقام الكبير؛ كتب على جداره تدوينة بعنوان "ذكر القلب" كان نصها:
"ما أريد بذكر القلب إلا أن تشاركوني لذة ما أحسست بها وأنا ممسك بسبحتي منذ عشرات السنين، فمن شاء فليفعل، ومن شاء فليظل على ما هو عليه وتقبل الله منه، لست مختلفاً مع أحد، إذ الأهم ألا نغفل عن ذكره تعالى، أما ما يهمني فهو أني لم أبخل عليكم بنصيحة".
فما كان مني إلاَّ أن تفاعلت مع تدوينته بكتابة مثَّلتْ محاولة تحليق لغوية في الفضاء الصوفي؛ الذي حلقت كثيراً في مسافاته بمجموعة من "القصائد البصرية" المنشور بعضها والمتكئة إلى التعابير الصوفية.
وجاء في متن كتابتي التفاعلية مع تدوينة "ذكر القلب" كتابة عنوانها "على خُطى شيخي" كان نصها:
"نَبْضَةُ القَلْبِ سُبْحَة، وسُبْحَةُ النَّبْضِ نَفْحَة، ونَفْحَةُ الخَفْقِ وَمْضَة، وخَفْقَةٌ تلْوَ خَفْقَة، يُعلي الخَافِقُ خَفْقَه، أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ سِواكَ، سُبْحَانَكْ، تَنَزَّهَتْ سُبُحَاتُ وَجِهْكَ، وسبَّحَتْ سُبُحَاتُ أَرْضِكْ، وشاهدي كلٌّ سُبحَة، وتَسْليِمِي كلُّ نَبْضَة، ودَليلي كلُّ خَفْقَة".
*****
الشكر الجزيل إلى "فيس بوك" الذي ذكرني بهذه التدوينة المتفاعلة مع ما كتبه الأستاذ الدكتور محمد فكري الجزار "حفظه الله" والذي أعتز بوصفه "شيخي" وفق ما كتبته إليه .
"رأفت السويركي"
----------------------
ذكر القلب
ــــــــــــــ
ما أريد بذكر القلب إلا أن تشاركوني لذة ما أحسست بها وأنا ممسك بسبحتي
منذ عشرات السنين ، فمن شاء فليفعل ، ومن شاء فليظل على ما هو علــــــــــــــ
يه وتقبل
الله منه ، لست مختلفا مع أحد ، إذ الأهم ألا نغفل عن ذكره تعالى ، أما ما
يهمني فهو أني لم أبخل عليكم بنصيحة .
-----------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق