محمد غنيمي هلال... يبقى المشروع، شكراً ا. د السيد فضل! -----------------------------------------
الدكتور محمد غنيمي هلال
تموت الأشجار وتبقى سوقها واقفة، دلالة على حضور قامة مثمرة. يموت المغفور له
باذن الله الدكتور محمد غنيمي هلال، ولَكن جهده التنويري يبقى حيّا لا يموت في كتبه وأبحاثه والمفاهيم التي رسخها، وعلمها الى طلابه ومريديه.
باذن الله الدكتور محمد غنيمي هلال، ولَكن جهده التنويري يبقى حيّا لا يموت في كتبه وأبحاثه والمفاهيم التي رسخها، وعلمها الى طلابه ومريديه.
الاستاذ الدكتور السيد فضل في لمسة وفاء كريمة يعيد التذكير بالراحل
الكبير ومشروعه المعرفي والعلامات الفارقة في جهده الفكري النقدي. أضمومة
ثرية من الكتابة العلمية لراحل علمنا، ارتاد عوالم وعرة في النقد الأدبي
العربي فحظي بشهادات مبهرة من قامات فكرية من مجايليه الذين شكلوا معرفتنا
الثقافية.
وهذه لمسة الوفاء من الاستاذ الدكتور السيد فضل تعيد التذكير بهذه الشجرة الباقية في مشروعه الريادي على الرغم من غيابه.
"رافت السويركي"
--------------------------------
غنيمى هلال الرائد المؤسس والملهم
الأستاذ الدكتور السيد فضل
عاد غنيمى هلال من باريس 1952 بعد حصوله على الدكتوراة من السربون وبدأ مشروعه التنويرى الرصين فى دراسة الأدب العربى بمدخل حداثى جديد يعتمد الأدب المقارن باعتباره منهجاً من مناهج الدراسات الأدبية حسب شروط المدرسة الفرنسية التاريخية المحققة والمدققة. وقد بدأ هذا المنهج فى كتابات سابقة رائدة عند فخرى أبو السعود وإبراهيم سلامة ونجيب العقيقى وعبد الرزاق حميدة وغيرهم مجرد محاولات فى الاقتراب من الموضوع كشف بساطتها ترجمة كتابى جويار وفان تيجم فى الأدب المقارن، كما كشف قلة محصولها مشروع غنيمى هلال نفسه الذى التزم هذه المدرسة التاريخية المدققة قبل أن يتحول المنهج بعده إلى هامش من هوامش النقد الأدبى فى المدرسة الأمريكية التى نحى التاريخ فيها جانباً لأسباب معلومة ومريبة .
وأنت تعجب إذا علمت أن هذا المشروع قد استغرق من صاحبه ما يقل عن خمسة عشر عاماً من عمر قصير ترك فيه من البحوث والدراسات المؤسسة والملهمة ما لا يقوم به إلا فريق من الباحثين .وسريعاً ما تحولت هوامشه واستدراكاته ومشاريعه البحثية إلى دراسات وكتابات تحتل مكانها البارز من المكتبة العربية .
وقد توهج الناقد الكبير حتى احترق, كما يحلو لتلاميذه أن يرددوا . وغبن حياً ومات ممروراً, فقد قدر له أن يعمل فى الخمسينيات فى قاعات الدراسة ومجلات صارت كالمغلقة بعيداً عن تيار الحياة حولها وفاء بحياة ثقافية تختلف كل الاختلاف عن ليبرالية الأربعينيات التى لمع فيها زملاؤه الرواد من أبناء جيله مندور ولويس عوض وأضرابهما وخاصمه المحافظون وحاربوه وضيقوا عليه ,ولم يرض بعض المجددين أن يكون واحداً منهم . ولكن الزمن الذى يغربل الأشياء والناس مال إلى إنصافه وها هى كفة الميزان تستوى لتمنح قوة الكتابة للرجل ما فاته من قوة الكلام والضجيج والصخب .
كان الناقد الكبير قد وضع أصول مشروعه فى بحثيه للدكتوراة وأقف بك أولاً مع دراسته عن هيباتيا حيث اختار أن يعرض لهذه المواجهة التاريخية الممتدة حتى هذه الساعة بين عقلانية الفكر الحر مع غوغائية التسلط المتاجر بالدين محصناً بالعوام والدهماء وغفلتهم . كان اسم هيباتيا الفيلسوفة المصرية قد تحول إلى رمز للصراع بين الحرية والقهر . ونستطيع أن نؤكد أن هذا التعاطف الحميم مع هيباتيا فى دراسته كان واضحاً فى إطار ما استشعره هو و أبناء جيله من المجددين فى مصربأنهم يخوضون صراعاً عاتيا يشبه من كل الوجوه صراع هيباتيا وجماعتها من دعاه الحرية الساعين إلى الفكر المحلق فى أعلى الأجواء الفلسفية مع جماعات التعصب المستبد . كان هذا الصراع بعبارات غنيمى هلال بين الطغيان والحرية : وقد حسم بانتصار التعصب الأعمى واغتيلت هيباتيا المصرية واغتيلت معها الحرية وكل معانى الإقبال على الحياة .
لم يكن موضوع هيباتيا إذن مجرد أطروحة لنيل الدكتوراة يتجاوزها المؤلف فقد ظل يعود للموضوع كتابة وتعليقاً وشرحاً وتفسيراً عقب عودته إلى مصر : كما خصص له برنامجاً إذاعياً فى البرنامج الثانى مما يؤكد إحساساً خاصاً بالتماهى مع هيباتيا الشخصية والفكرة والرمز يعود إلى تشابه لافت بينهما : فقد عاشا حياة فكرية قصيرة من أجل مشروع حداثى يقوم على السعى إلى الحرية وتقدير العقل وكلاهما أحيط بتعصب لا يرحم قتلها وأمرضه حتى توفى وفى حلقة غصة من ماضوية حمقاء أبت أن تعى ما كان يرجوه لأدبنا القومى الحديث كشفاً للروح الإنسانى وإقبالا على الحياة .
ولا أعلم ناقداً من الرواد قبل غنيمى هلال استخدم مصطلح الأدب القومى بمثل هذا التحديد والتمييز والتعاطف : فلا يستحق الأدب عنده أن يكون ممثلاً لقومية حتى يخرج من نطاق اللغة التى كتب بها إلى لغات أخرى وآداب أخرى . كان الرائد الكبير مفتوناً بالأدب القومى العربى وكان مشروعه بالكامل محاولة جادة لإثبات عالمية هذا الأدب فى وقت بدا فيه وقد حنطه المحنطون الأدب المتلقى العاجز عن المنح والتأثير والعطاء .
كانت دراسته عن تأثير النثر العربى فى النثر الفارسى فى القرنين الخامس والسادس الهجريين البداية : وما تلا ذلك من موضوعات وخطط ومشاريع ودراسات ورؤوس موضوعات تمضى فى الطريق ذاته, والقائمة كبيرة نذكر منها :
• ليلى والمجنون فى الأدبين العربى والفارسى .
• الموشحات وتأثيرها فى شعر التروبادور .
• مقامات الحريرى فى الأدب الأسبانى واللغات الأوروبية .
• حياة لاساريو ، وتأثير المقامات فيها .
• النموذج الإنسانى فى شخصية لاساريو .
• ترجمة ابن المقفع لكليلة ودمنة وتأثيرها فى الأدب الفارسى والغربى .
• قصص الحب والفروسية فى الآداب الغربية وتأثير الأدب العربى فيها .
• قصةلانسيلو للشاعر الفرنسى دى تروا وتأثرها بالأدب العربى .
• قصص الشطار الأسبانية وتأثرها بالمقامات العربية .
• رسالة الغفران وتحقيق صلتها بالكوميديا الآلهية .
• قصة حى بن يقظان وتأثيرها فى الآداب الأوروبية .
• تأثير الأدب العربى فى قصص الفابليو فى العصور الوسطى و العصر الحديث.
• ألف ليلة وليلة : نشأتها وتدوينها ومصادرها وامتداد تأثيرها فى الآداب الأوروبية .
ولعله من أوائل من أدخلوا الحديث عن هذا النص العظيم إلى برامج الدراسة الأكاديمية قبل أن تخرج الخفافيش من أوكارها لمحاولة النيل من هذا الأثر البديع الذى يزين صدر المكتبة العربية .
والقائمة تطول وأكثرها كما مر فى موضوعات تعرض للمرة الأولى بالعربية وصاحبها مدرك لأهدافه فى عرضها والحث على دراستها,وعبارته " أن أجلو جميع المنافذ التى أطل فيها أدبنا القومى على الآداب العالمية . . . فى ناحيتى إفادته إياها والاستفادة منها حتى نعرف حق المعرفة موقفنا من الآداب العالمية وما يجب أن نسلكه حين نرد من مواردها فلا نقف وقوف العاجزين المتخلفين ,ولا ننسى فيه أصالتنا القومية والوطنية فنكون كمن يريد أن يرتوى من نهر فيغرق فيهً . ونحن الآن وقد مرت السنون نقدر هذا الولاء المعرفى لثقافتنا العربية لأنه ولاء بصير يقوم على التمييز والفرز،و كما يعرف القبول يعرف الرفض والتجاوز .
ولنا أن نتخيل فى هذا السياق كيف كتب غنيمى هلال وسط بيئة ثقافية محافظة مقالته المشهورة بعنوان : عمود الشعر وجنايته على الشعر العربى معلناً أن دراسة النقد العربى القديم دراسة مثمرة تقتضى خلع ما نسب إليه من قداسة. وكان مدركا خلال ذلك أنه يركب الصعب ويدخل حظيرة الخفافيش ، فمطلوب منك أن تقوم هذا النقد لا أن تعبده ،، ومطلوب منك أن تكشف عن وجوه النقص فيه وليس أن تدافع عنه دفاعك عن عقيدتك كما يزعمون ، مطلوب منك أن تقنع هؤلاء بأن النقد كما يكون بناءا يكون هداماً ، وأن البناء حتمى والهدم لازم، ومطلوب منك أن تسهم فى خروج الشعر للحياة مشاركاً فى رؤيتها ومعيداً لبنائها ، مطلوب منك أن تعلن بلا تردد وجه القصور فى هذا العمود الصنم وأن تكشف عن جنايته على التجديد فى أدبنا القومى قديماً وحديثاً مشيراً إلى فضل من خرجوا عليه قديماً وممتناً لمن يخرجون عليه حديثاً .
وقد وصل غنيمى هلال فى هذا السياق إلى أقصى غايته فى مقالة أخرى نشرها تحت عنوان " الأرغن " وكان اسماً لديوان من الشعر المنثور لحسين عفيف اعتبره غنيمى هلال فتحاً جديداً فى الأدب العربى ،إذ هو كما ذكر ضرب من الشعر المصرى الحر، غير المقيد بقافية أو وزن فى معناهما التقليدى . وأعلن فى هذه المقالة أن الشاعر توجه إلى نوع من التجديد قد يكون النقد العربى غير مهيأ لاستقباله. ولم يدافع غنيمى هلال فى هذه المقالة فقط عن حركة الشعر الجديد التى لم يصل أصحابها إلى أبعد من التخلى عن الموسيقى التقليدية فيما يخص الوزن أى مجموع التفعيلات ، وإنما ذهب إلى أبعد من ذلك بالدفاع عن ضرب من الشعر لا يتقيد بما عهدناه فى الشعر من وزن أو إيقاع ولا يتخذ أساساً لايقاعاته التفعيلة الموروثة أو الإيقاع المأثور .
لم يتردد غنيمى هلال منذ أكثر من خمسين عاماً فى الدفاع عن هذا اللون من الشعر الذى مهد لما نعرفه الآن بقصيدة النثر ، مؤكداً أنه إذا توافرت موسيقى الكلام وخلا من التصوير فإنه يكون نظماً لا شعراً . فى حين لو توافرت روح التصوير للنثر و خلا من الموسيقى التقليدية ، فإنه يكون قد توافرت له روح الشعر . إننا نجافى الصواب والعبارة لغنيمى هلال إذا اعتقدنا إن الموسيقى لا قيمة لها فى قوة التصوير والإيحاء بالمشاعر ، ولكن من ذا يستطيع أن يزعم أن هذه الموسيقى مقصورة على الأوزان الموروثة من الشعر القديم . ويتجاوز فى هذه المقالة كذلك برامج دعاة قصيدة النثر الآن، هؤلاء الذين لا يكادون يذكرونه وقد ناله ما ناله فى الدفاع عن فكرتهم يقول :
" إن الموسيقى تابعة لهذا التصوير ، فلم لا نطلق معنى هذه الموسيقى بحيث تشمل الموروث منها وغير الموروث حتى إذا اقتضى الأمر أن يبتدع كل شاعر نوعاً من الإيقاع خاصاً به لا يتفق والمعهود من الوزن كما ورثناه " . ولا يتركنا غنيمى هلال دون أن يقدم مقياساً موضوعياً لنجاح المشروع بتوافق موسيقى الكلام مع الصورة المثارة، ومقياساً آخرللفشل بأن يهبط الشعر إلى سرد نثرى أو تقرير أو مباشرة أو ترف ذهنى أو إغراب أو غموض لايشف عن شئ . . وكلها مما يردده خصوم هذا التيار إلى يومنا هذا .
وكما كان غنيمى هلال مفتوناً ببصيرة بالأدب القومى العربى كان مفتوناً ببصيرة بالآداب العالمية بأجناسها المختلفة حيث يتنفس المبدعون هواء الحرية والعدالة والسلام أو أو وهم يتطلعون إلى خلقها . وعمل المؤسس الملهم فى هذا السياق على أن تبقى للأدب المقارن رسالته الإنسانية فى عالم أهلكته الصراعات وأفسده الطغيان , ولهذا دأب على عرض نظريته فى التفاوض الخلاق المثمر بين الآداب واكتمال نضج الآداب بالاتصال ,واكتمال انحدارها بالقطيعة والعزلة .
وفى سياق هذا الافتتان المحسوب والبصير عرض وناقش ودرس وخطط لعشرات الموضوعات, أتم بعضها وترك لخلفائه الكثير منها, فى بداية واضحة ومعالم هادية, اعترف بها من اعترف, وأفاد منها وأنكرها من شاء أن ينكرغافلاً أو ناسياً . والقائمة هنا تطول كذلك نذكر منها :
• تأثير لافونتين فى الأدب العربى الحديث .
• مصادر شوقى فى مسرحية مصرع كليوباترا .
• تأثير جوته فى الأدب العربى .
• الشيطان فى الآداب الغربية والأدب العربى .
• بجماليون فى الآداب الغربية والأدب العربى .
• المناظرة والحوار وتأثير الأدب الفارسى فى الأدب العربى .
• القصة التاريخية الرومانتيكية وتأثيرها فى الأدب العربى .
• تأثير والترسكوت فى روايات جورجى زيدان .
• مؤثرات رومانتيكية فى الشعر والنقد الحديثين .
• المصادر الإيطالية والفرنسية لمسرح مارون النقاش .
• تأثير قصص الأجيال فى ثلاثية نجيب محفوظ .
وغير ذلك كثير مما كتب عنه للمرة الأولى باللغة العربية و مما تلقفه الباحثون ممهداً . ولدينا قائمة طويلة من دراسات أخذت عنه فأضافت وكان له فضل السبق والريادة والإلهام اذكر منها :
• دراسة الدكتور عبد الحكيم حسان انطونيو وكليوباترا دراسة مقارنة بين شكسبير وشوقى .
• بحث الدكتور محمد السعيد جمال الدين عن مجنون ليلى فى الأدب العربى والفارسى ضمن كتابه الأدب المقارن .
• بحث د . بديع محمد جمعة عن نشأة المقامة العربية وانتقالها إلى الأدب الفارسى ضمن كتابه دراسات فى الأدب المقارن .
• بحث د. طه ندا عن تأثير الأدب العربى فى الأدب الفارسى ضمن كتابه الأدب المقارن .
• بحث د. إبراهيم عبد الرحمن عن الملاحم الدينية / الأصول الإسلامية للكوميديا الإلهية و بحثه ليلى و المجنون المعاناة الصوفية فى الأدب الفارسى و بحثه أسطورة بيجماليون بين الفن و الحياة ضمن كتابيه فى الأدب المقارن و دراسات مقارنة .
• بحثا ريمون طحان رسالة الغفران و الكوميديا الإلهية و كتاب كليلة و دمنة و اداب الأمم و الشعوب.
• بحث د. الطاهر مكى التروبا دور شعراء أوروبيون تأثروا بالشعر العربى ضمن كتابه فى الأدب المقارن .
• بحث سعيد علوش الغنائية الأسبانية عربية ضمن كتابه اشكالية التيارات والتأثيرات الأدبية فى الوطن العربى .
• بحث داود سلوم عن أثر قصة المعراج والثقافة الشرقية فى ملحمة دانتى .
• دراسة د. صلاح فضل تأثير الثقافة الإسلامية فى الكوميديا الإلهية لدانتى .
• بحث د. احمد درويش قصص الحيوان بين ابن المقفع ولافونتين ضمن كتابه الأدب المقارن .
وغير ذلك كثير مما يطول عرضه. وتبقى ملاحظتان تخص الأولى بحث د. إبراهيم عبد الرحمن المذكورأولاً, ففيه تأثير ظاهر بما كتبه غنيمى هلال ونخص ما أثارته مناقشة أسين بلاثيوس عن المصادر الإسلامية فى الكوميديا الإلهية, والإعتراضات الموجهة له إلى أن حسمت القضية بما نشره كل من تشرولى وسندينو.وما يدهشنا ألا يذكر المؤلف غنيمى هلال بين مراجعه فى سياق هذا الموضوع مع الاعتراف بالإفادة منه فى مواضع من كتابه الذى ضم البحث المذكور .
أما الملاحظة الثانية فتتعلق بدراسة د. صلاح فضل وهى أوفى وأعمق بحث فى بابه حتى الآن, وأظنه قد أغلق الباب على من يأتى بعده فلا يملك إلا أن ينقل عنه . يذكر الناقد الكبير فى صدر دراسته بتواضع الكبار أنه يصيبه الإحباط إذا سما ببصره إلى أفق أستاذه غنيمى هلال دون أن تكون له أجنحته, وإلى أنه لم يبق أمامه إلا المحاولة الجسور ثقفها من أستاذه فكانت هذه الدراسة التى تعتز بها المكتبة العربية كما تعتز بصاحبها .
وكانت رغبة غنيمى هلال الدائمة فى ارتياد المناطق البكر غير المطروقة فى كل ما مر بنا, ولهذا اقتحم مناطق واسعة فى دراسة الأدب الفارسى, وحل ضيفاً مقيماً على هذه الدراسات وبدا مستوعباً ناقداً ومقارناً ومترجما ,واعتمده المتخصصون واعترفوا له بتصحيح المفاهيم ,وإضافة الموضوعات كدأبه,و فتح طرق المشاريع البحثية كعادته, والقائمة تطول أذكر منها مما جاء الكلام فيه للمرة الأولى عند غنيمى هلال :
• شيوع بعض بحور الشعر العربى دون غيرها فى الشعر الفارسى .
• شعر الملاحم ونفى ارتباطه بالتعصب القومى الفارسى .
• أثر أبى نواس وغيره فى تطور القصيدة الفارسية .
• الوقوف على الأطلال فى الأدبين العربى والفارسى .
• الخمريات العربية والفارسية .
وتأتى شهادة قامة كبيرة من قامات النقد والفكر الحديث لتكشف عما دعوته اليوم بالافتتان البصير بالأدب القومى والأدب العالمى يقول لويس عوض :
" علمنا غنيمى هلال أن أرسطو ليس مقدساً ,ولا ينبغى أن يكون مقدساًً . . كما علمنا أن البلاغة شئ والنقد الأدبى شئ آخر, فعلم البلاغة يقف عند شكل النص وبنيته ، والنقد الأدبى يتغلغل فى روح النص وجوهره ، ودعانا إلى إعادة النظر فى نقد الآمدى والجرجانى وابن قتيبة وأضرابهم من تلامذة أرسطو . كنا نتعلم أن الأدب العربى قائم بذاته مساو لذاته لا تربطه وشائج معروفة أو غير معروفة بغيره من الآداب فعلمنا غنيمى هلال . . أنه ما من أدب لم يتأثر بغيره من الآداب ولم يؤثرفى غيره من الآداب . . وأن الأدب العربى ليس نسيجا وحده وإنما يسرى عليه القانون الذى يحكم غيره من الآداب " أما أبناء جيلى فيعترفون أنهم تعلموا الكثير مما لا تكفيه هذه العجالة وحسبها أن تكون جزءا من دين للرائد المؤسس والملهم .
"د.السيد فضل"
ً-----------------------------------------------------------
ً-----------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق